أعلنت نائبة رئيس الولايات المتحدة الأميركية كمالا هاريس في كلمة خلال مؤتمر ميونخ للأمن أن أميركا توصف رسميا ما اركبته روسيا في أوكرانيا بأنه جريمة ضد الإنسانية، وأن بلادها تدعم التحقيقات الدولية للوصول إلى العدالة من أجل الضحايا، متوجهة إلى من ارتكب هذه الجرائم بالقول: "ستحاسبون".
وذكرت هاريس في كلمتها أنها "حذرت منذ سنة من الغزو الروسي الذي كان وشيكا لأوكرانيا، وحينها تساءل كثيرون عن كيفية استجابتنا، وحول ما إذا كان بالإمكان إيقاف روسيا، وإمكانية اتحاد حلف الناتو، وعن استعداد أوكرانيا للحرب".
"إلا أنه بعد مرور سنة نرى أوكرانيا التي لا تزال صادمة في وجه روسيا التي باتت أضعف، وأن الناتو أقوى من أي وقت مضى. ونرى الشعب الأوكراني الذي لا يزال صامدا"، وفق قولها.
وفي حين، لفتت إلى أن الولايات المتحدة أظهرت قيادة حاسمة تحت إدارة الرئيس جو بايدن، تابعت أن أميركا مستمرة في تقديم الدعم لأوكرانيا طالما هناك حاجة، ومن دون تردد.
وعزت هاريس أهمية أوكرانيا لشعب الولايات المتحدة وشعوب أوروبا والعالم إلى أنه "منذ الأيام الأولى لهذه الحرب غير المبررة، شهدنا انخراط القوات الروسية في فظائع وجرائم حرب مروعة، فقد اعتدت هذه القوات على قيمنا وإنسانيتنا المشتركة".
وذكرت "بالجرائم" الروسية، قائلة: "شنت القوات الروسية هجوما واسع النطاق على السكان المدنيين، وارتكبت أعمالا شنيعة من القتل والتعذيب والاغتصاب والتهجير، والضرب والصعق بالكهرباء، ورحلت السلطات الروسية قسرا مئات الآلاف من الأشخاص من أوكرانيا إلى روسيا، وبينهم أطفال".
"وشاهدنا ماذا حصل في مسرح ماريوبول، حيث قُتل مئات الأشخاص. علينا أن نتذكر صورة الأم الحامل التي قُتلت جراء غارة على المستشفى حيث كانت تستعد للولادة. وعلينا أن نتذكر أيضا ما حصل في بوتشا حيث قتل مدنيون بدم بارد، وتركت أجسادهم في الشارع"، حسب هاريس التي ذكرت بالفتاة "البالغة من العمر 4 سنوات التي قالت الأمم المتحدة إنها تعرضت لاعتداء جنسي من قبل جندي روسي".
وشددت على أن "هذه الأعمال همجية وغير إنسانية". وانطلاقا من خبرتها القانونية وصفت ما ارتكبته روسيا في أوكرانيا بالجرائم ضد الإنسانية.
وصرحت هاريس: "لذلك حددت الولايات المتحدة الأميركية رسميا أن روسيا ارتكبت جرائم ضد الإنسانية".
وأكدت لكل من ارتكب هذه الجرائم ولرؤسائهم الذين وصفتهم بالمتواطئين أنهم سيحاسبون.
وقالت إن أما الولايات المتحدة ستواصل دعم التحقيقات الدولية في أوكرانيا، لأنه يجب تحقيق العدالة من أجل الضحايا.
ويجتمع كبار السياسيين والضباط العسكريين والدبلوماسيين من جميع أنحاء العالم في ميونيخ لاستعراض المشهد الأمني الأوروبي الذي تغيرت معالمه بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، حسب رويترز.
ويستمر المؤتمر حتى يوم الأحد. وعقد مؤتمر العام الماضي قبل أيام فقط من اندلاع الحرب. وبينما احتشدت القوات الروسية على حدود أوكرانيا، حث القادة الغربيون في ميونيخ بوتين على عدم غزوها وحذروا من عواقب وخيمة إذا فعل ذلك.
وهذا العام، يواجه القادة العواقب الوخيمة لقرار بوتين تجاهل مناشداتهم وإطلاق العنان للحرب التي أودت بحياة الآلاف وأجبرت الملايين على الفرار والتي تعد لأكثر تدميرا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.