تستعد أوكرانيا للهجوم المضاد - الذي لم يعرف موعده حتى الآن - لطرد العدو الروسي من الأراضي المحتلة، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".
في الخريف الماضي، حقق الجيش الأوكراني انتصارات ملموسة، لكن كييف لم تتقدم منذ ذلك الحين.
وأصبح التحدي الذي يواجه أوكرانيا حاليا في مهاجمة القوات الروسية المترسخة أكبر؛ لأن القوات الأوكرانية أقل تسليحا مما يطلبه قادتها من الحلفاء الغربيين.
وقال العميد المتقاعد بالجيش الأميركي، مارك كيميت، الذي قاد وحدات المدفعية، إن "المخاطر كبيرة" في هذا الهجوم "مع تقدم ضئيل في ساحة المعركة وتراجع الاهتمام في جميع أنحاء العالم".
وأضاف كيميت أنه "يجب على الأوكرانيين الخروج من المأزق الحالي أو مواجهة دعوات متزايدة لوقف إطلاق النار والمفاوضات".
ولكن حال تمكن الجيش الأوكراني من تقليص المكاسب التي حققتها قوات الغزو الروسية ومواصلة التقديم، فسوف يستعيد زمام المبادرة ويعزز الروح المعنوية المدنية، ويكسب مزيد من الدعم والمساعدة العسكرية من الولايات المتحدة وحلفائها.
وتحدث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ومسؤولون آخرون باستفاضة عن الحملة التي تلوح في الأفق لطرد القوات الروسية من 18 بالمئة من أراضي البلاد التي يسيطرون عليها.
ومع ذلك، يظل توقيت الهجوم المضاد وموقعه وشكله أسرارا محصنة عن كثب - وربما لم يتم تحديدها بعد.
ويقول الاستراتيجيون الذين يراقبون الاستعدادات إنهم يتوقعون أن تكون الحملة خلال شهري مايو أو يونيو المقبلين.
وشبه المستشار الرئاسي الأوكراني، ميخايلو بودولياك، الهجوم المضاد في مقابلة، بأنه بمثابة "حسبة رياضيات محددة".
وقال إن الخطط تتركز على ثلاثة عوامل: توافر المعدات، والقوات، وتدمير الحصون الروسية قبل عملية واسعة النطاق.
وأضاف بودولياك أن "النتيجة الرئيسية هي اختراق الخط الدفاعي (الروسي) في أي اتجاه".
الروس "يسرقون كل شيء"
وتتحسن إمدادات أوكرانيا من العتاد والقوات مع زيادة تسليم الأسلحة الغربية وعودة الجنود الذي يتدربون في أوروبا الغربية إلى ديارهم.
وفي الأيام الأخيرة، نشرت أوكرانيا وحلفاؤها صورا لمركبات "برادلي" القتالية الأميركية و"إيه إم إكس-10" الفرنسية التي وصلت حديثا.
وقال بن باري، القائد السابق لكتيبة مشاة مدرعة بريطانية والمحلل الحالي بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، وهو مركز أبحاث في لندن، "لدى الأوكرانيين الكثير من الخيارات بشأن وقت الهجوم، سواء بالذهاب في ضربة واحدة كبيرة أو عدة ضربات متسلسلة".
في الأسابيع الأخيرة، حذر الجيش الأوكراني من أن سلطات الاحتلال الروسية تستعد لإجلاء المدنيين من الأراضي التي لا تزال تسيطر عليها بمنطقة خيرسون الأوسع قبل أي هجوم مضاد محتمل، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".
والأحد، قال مسؤول أوكراني إن القوات الروسية تعيد توطين الأشخاص قسرا من المناطق المحتلة بالقرب من مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا، مما يشير إلى أن القوات الروسية ربما تستعد للانسحاب أكثر من تلك المنطقة قبل هجوم مضاد أوكراني متوقع.
وانسحبت القوات الروسية من خيرسون خلال نوفمبر وانتقلت إلى الجانب الآخر من نهر دنيبرو، حيث واصلت شن هجمات متكررة على المدينة.
وقال رئيس المجلس الإقليمي في خيرسون، أولكسندر سامويلينكو، الأحد، إن عمليات الإجلاء قد بدأت.
وأضاف: "لدي معلومات تفيد بأن الإخلاء يبدأ اليوم بحجة حماية المدنيين من عواقب القتال العنيف في المنطقة". وقال إن القوات كانت "تحاول السرقة بقدر ما تستطيع" أثناء انسحابها.
ولم يتسن التحقق من صحة هذه التأكيدات بشكل مستقل ولم يصدر تعليق فوري من السلطات الروسية.
ومن وجهة نظر موسكو، فإن خيرسون هي إحدى المناطق الأوكرانية العديدة التي أصبحت الآن جزءا قانونيا من روسيا.
وقالت المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية الأوكرانية، ناتاليا هومينيوك، إن القوات الروسية "تسرق كل ما يمكن أن تحصل عليه: الأجهزة المنزلية، ومعدات المصانع".
وتابعت: "عندما يبدأ الروس في سرقة كل شيء، فهذا يعني أنهم لن يعودوا".