قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن القوات الروسية قصفت متحفا في وسط مدينة كوبيانسك بشمال شرق أوكرانيا خلال هجوم الثلاثاء، مما أدى لمقتل شخص وإصابة 10 ودفن آخرين تحت الأنقاض.
وندد الرئيس الأوكراني بهجوم روسي "همجي" على متحف في المدينة، واعتبره "جريمة حرب" جديدة تسببت بمقتل شخص واحد على الأقل وإصابة عشرة.
وقال زيلينسكي على تلغرام "حتى هذه المرحلة، تبلّغنا مقتل موظف في المتحف وإصابة عشرة أشخاص"، منتقدا الروس الذين "يقتلون الأوكرانيين بأساليب همجية".
وأظهر مقطع مصور نشرته الشرطة أفرادها وهم يحفرون بين الأنقاض وينتشلون امرأة كانت محاصرة ثم ينقلونها وهي بلا حراك إلى محفة يحملها عمال الإنقاذ، وفقا لرويترز.
Kupyansk, local history museum. 🇷🇺 missile strike. So far, it is known about the dead employee of the museum and ten wounded. There are still people under the rubble. The terrorist country is doing everything to destroy 🇺🇦 completely. We have no right to forget about it for a… pic.twitter.com/U2bt5RtxnL
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) April 25, 2023
وأشار مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندري يرماك، على تلغرام إلى أن الهجوم الروسي نُفّذ باستخدام صاروخ سوفياتي الصنع من طراز "إس-300".
وتقع كوبيانسك، التي كان عدد سكانها قبل الحرب 26 ألفا، في منطقة خاركيف، وهي مركز رئيسي للسكك الحديدية احتلته القوات الروسية لأشهر بعد أن غزت أوكرانيا في فبراير 2022.
واستولت القوات الروسية على كوبيانسك في أولى أيام الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة عليها في سبتمبر بعد هجوم مضاد خاطف طاردت خلاله القوات الروسية حتى تمكنت أيضا من السيطرة مجددا على مدينتي إيزيوم وبالاكليا.
لكن قوات موسكو التي تلقت تعزيزات مع تعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط في روسيا، عادت للهجوم في بداية العام الحالي في هذه المنطقة، ما أثار خوف السكان، وفقا لفرانس برس.
وفي مطلع مارس، أمرت أوكرانيا بإجلاء الفئات الضعيفة من سكان مدينة كوبيانسك والمناطق المجاورة لها في شمال شرق البلاد مع تصاعد المخاوف من أن تسيطر روسيا مجددا على المدينة.
تشتهر أوكرانيا بأنها سلة "خبز" أوروبا، بسبب محاصيلها المهمة من الحبوب، ولكنها تتمتع بموارد نادرة ذات أهمية كبيرة.
تحدث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن مخزون هائل من الموارد الأرضية النادرة وغيرها من المعادن المهمة، ضمن مساعيه لجذب الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التوصل لاتفاق.
وأكد خلال مقابلة مع رويترز الجمعة أن أقل من 20 في المئة من الموارد المعدنية في أوكرانيا، ومنها نحو نصف مخزونها من العناصر النادرة، موجود في الأراضي التي تحتلها روسيا.
وكان الرئيس ترامب، قد قال مطلع فبراير إنه يريد من كييف تزويد الولايات المتحدة بالمعادن النادرة مقابل دعمها في جهودها الحربية ضد روسيا.
المعادن النادرة
مخزون كبير من الموارد النادرة في أوكرانيا. أرشيفية
فكرة الموارد النادرة كان قد عرضها زيلنسكي في "خطة النصر" التي قدمها لحلفائه الغربيين بما في ذلك ترامب في خريف 2024.
ومن بين الموارد الموجودة على الكرة الأرضية، يصنف 17 معدنا ضمن مجموعة المعادن النادرة، والتي تستخدم في تصنيع المغناطيس عالي الأداء والمحركات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية، وأنظمة الصواريخ.
وتصنف هيئة المسح الجيولوجي الأميركية 50 معدنا بالغة الأهمية، بينها المعادن النادرة، والنيكل والليثيوم، بينما تضم قائمة الاتحاد الأوروبي 34 معدنا.
وهي تعتبر نادرة لقلتها وعدم وجود بدائل لها تؤدي نفس الوظيفة.
وتعد الصين، أكبر منتج للمعادن النادرة والحيوية في العالم.
فكم تمتلك أوكرانيا من مخزون للموارد الأرضية النادرة؟
أوكرانيا لديها موارد هامة لصناعات الإلكترونيات والفضاء. أرشيفية - تعبيرية
بحسب بيانات وزارة الاقتصاد في كييف، تمتلك أوكرانيا موارد من 22 معدنا من بين 34 معدنا التي تعتبر ذات أهمية عالية في قائمة الاتحاد الأوروبي.
وتشمل هذه الموارد ما يستخدم في المواد الصناعية، ومواد البناء، وسبائك الحديد، وعناصر أرضية نادرة، واحتياطيات ضخمة من الفحم.
وبحسب معهد الجيولوجيا الأوكراني، تمتلك كييف عناصر أرضية نادرة مثل: اللانثانوم والسيريوم، المستخدمة في أجهزة التلفاز والإضاءة؛ والنيوديميوم، المستخدم في توربينات الرياح وبطاريات السيارات الكهربائية؛ والإربيوم والإتريوم، والتي تتراوح تطبيقاتها من الطاقة النووية إلى الليزر.
وبحسب بيانات للمعهد والتي مولها الاتحاد الأوروبي تمتلك أوكرانيا احتياطيات من سكانديوم المستخدم في صناعات الطيران.
ويقول زيلينسكي أيضا إن أوكرانيا تمتلك أكبر احتياطيات من التيتانيوم واليورانيوم في أوروبا.
وبحسب تقرير نشره موقع المنتدى الاقتصادي العالمي، تعد أوكرانيا موردا رئيسيا لليثيوم والبيريليوم والمنجنيز والغاليوم والزركونيوم والغرافيت والأباتيت والفلوريت والنيكل.
وتؤكد تقديرات هيئة الجيولوجيا الحكومية تمتلك أوكرانيا واحدة من أكبر احتياطيات أوروبا المؤكدة من الليثيوم، والتي تقدر بنحو 500 ألف طن متري.
ويستخدم الليثيوم في صناعة البطاريات والسيراميك والزجاج، بينما تتمركز احتياطيات التيتانيوم في الغالب في شمال غرب ووسط أوكرانيا، بينما يقع الليثيوم في الوسط والشرق والجنوب الشرقي.
وتمثل احتياطيات أوكرانيا من الغرافيت، وهو مكون رئيسي في بطاريات السيارات الكهربائية والمفاعلات النووية، 20 في المئة من الموارد العالمية، والتي تتركز في وسط البلاد وغربها.
روسيا تسيطر على حوالي نصف الموارد النادرة لأوكرانيا. أرشيفية
التيتانيوم
تتصدر أوكرانيا أوروبا من حيث احتياطيات التيتانيوم وتحتل المرتبة العاشرة على مستوى العالم، وتنتج 7 في المئة من الإنتاج العالمي، ولديها 28 حقلا يتم استخراجه منه، فيما يتم إنتاج معادن إضافية خلال عملية الإنتاج مثل الزركونيوم.
الليثيوم
تمتلك أوكرانيا ثلث احتياطيات الليثيوم في أوروبا، وهو ما يمثل ما يقرب من 3 في المئة من الإنتاج العالمي.
الغرافيت
تمتلك أوكرانيا 20 في المئة من موارد الغرافيت في العالم، حيث تبلغ احتياطها حوالي 19 مليون طن من الخام، وهي واحدة من أكبر خمس دول في العالم من حيث الاحتياطيات.
النيكل والكوبالت
تضم أوكرانيا 12 منطقة لاستخراج سيليكات النيكل، والتي تحتوي أيضًا على الكوبالت كمنتج ثانوي، حيث تقدر احتياطيات الكوبالت بـ 9000 طن.
وقال أوليكسي سوبوليف، النائب الأول لوزير الاقتصاد الأوكراني في يناير الماضي إن الحكومة تعمل على إبرام صفقات مع حلفاء غربيين بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا بشأن مشاريع تتعلق باستغلال المواد الحيوية.
وتقدر الحكومة إجمالي إمكانات الاستثمار في القطاع بنحو 12 إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2033.
وذكرت هيئة الجيولوجيا في كييف أن الحكومة تستعد لمنح تراخيص مشتركة لنحو 100 موقع وتطويرها، من دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وبحساب قيمة هذه المعادن الهامة، تمتلك أوكرانيا مجموعة واسعة تقدر بأكثر من 26 تريليون دولار أميركي. زيلينسكي أكد أن كييف لا تقترح "التخلي" عن مواردها، بل تعرض شراكة مفيدة للطرفين لتطويرها بشكل مشترك.
وقال "قدم الأميركيون المساعدة أكثر من غيرهم، وبالتالي يجب أن يكسب الأميركيون أكثر من غيرهم. ويجب أن تكون هذه الأولوية لهم، وستكون لهم. أود أيضا التحدث عن هذا مع الرئيس ترامب".
وقال إن روسيا تعرف بالتفصيل مواقع الموارد الحيوية لأوكرانيا من المسوحات الجيولوجية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية والتي أعيدت إلى موسكو عندما حصلت كييف على استقلالها في عام 1991.