ميزينتسيف شغل عدة مناصب ضمن هيئة الأركان خلال مسيرته العسكرية الطويلة
ميزينتسيف شغل عدة مناصب ضمن هيئة الأركان خلال مسيرته العسكرية الطويلة

أفادت وكالة "رويترز"، الجمعة، بأن نائب وزير الدفاع الروسي الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف الملقب بـ "جزار ماريوبول"، أقيل من منصبه من دون معرفة الأسباب الحقيقية التي تقف خلف القرار.

وقالت الوكالة إن المدون العسكري المعروف ألكسندر سلادكوف وموقع "آر بي سي" أكدا نبأ إقالة ميزينتسيف من منصبه، ولم يقدم أي منهما تفسيرا لسبب إبعاده.

ولم ترد وزارة الدفاع على الفور على طلب رويترز للتعليق، بينما قال الكرملين إنه غير قادر على التعليق وأحال الأسئلة المتعلقة بالموضوع لوزارة الدفاع الروسية.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في سبتمبر الماضي استبدال نائب وزير الدفاع جنرال الجيش دميتري بولغاكوف بالجنرال ميخايل ميزينتسيف (61 عاما) الذي كان حتى ذلك الحين يترأس مركز مراقبة الدفاع الوطني. 

وكان ميزينتسيف شخصية مغمورة قبل الحرب الأوكرانية، لكنه حصل على لقب "جزار ماريوبول" بعد أن اتهمه مسؤولون ونشطاء أوكرانيون بتدبير حصار وحشي للمدينة الساحلية في جنوب البلاد أسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين وهدم المباني السكنية، بما فيها الغارة الجوية القاتلة على مستشفى للولادة في المدينة.

وأسفرت الغارة على مستشفى للولادة عن مقتل أطفال ونساء حوامل، فيما دمرت الغارة الثانية المسرح الذي كان يأوي أكثر من 1000 مدني.

وشغل ميزينتسيف عدة مناصب ضمن هيئة الأركان خلال مسيرته العسكرية الطويلة. 

وفُرضت عليه عقوبات غربية لدوره في حصار مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية التي احتلتها القوات الروسية في مايو، وأطلق عليه الأوكرانيون لقب "جزار ماريوبول".

وكثيرا ما يجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعديلات على شخصيات عسكرية رفيعة المستوى دون تفسير، بما في ذلك واحد في يناير الماضي عندما تم تعيين رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال فاليري غيراسيموف مسؤولا عاما عما تسميه روسيا "عمليتها العسكرية الخاصة" بدلا من سيرغي سوروفيكين.

ولم يكمل سوروفيكين الذي عين في نهاية أكتوبر قائدا للقوات المسلحة، الثلاثة أشهر في منصبه. 

ويؤكد مراقبون أن صبر بوتين نفد في مواجهة المقاومة الأوكرانية وهشاشة القيادة الروسية التي تواجه مطالب غير قابلة للتحقيق والوعد بشن معركة كبرى مقبلة.

واستولت روسيا على أكثر من سدس أراضي أوكرانيا، لكنها تكبدت خسائر فادحة خلال الحرب التي استمرت 14 شهرا. 

ولم تحقق موسكو أي مكاسب كبيرة منذ يوليو الماضي، بينما أجبرت على التراجع عن مدن كبرى حول خاركيف وخيرسون.

وتستعد القوات الروسي لمواجهة هجوم أوكراني مضاد مرتقب، بينما تحاول السيطرة الكاملة على مدينة باخموت في شرق أوكرانيا بعد شهور من الحرب الطاحنة.
 

زيلنسكي بلقطة أرشيفية - فرانس برس
زيلنسكي بلقطة أرشيفية - فرانس برس

وصف الكرملين، الأربعاء، إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وقادة آخرين لإنهاء النزاع بأنه "كلام أجوَف".

وبعد مرور حوالى ثلاث سنوات على بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا، أصبحت الدعوات لإجراء محادثات سلام أكثر إلحاحا مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتأكيده أنه يريد إنهاء الحرب بسرعة.

ورد زيلنسكي على سؤال بشأن إمكان التفاوض مع بوتين في مقابلة بُثت الثلاثاء، قائلا إنه سيفعل ذلك "إذا كان هذا هو الشكل الوحيد الذي يمكننا من خلاله تحقيق السلام لمواطني أوكرانيا وعدم خسارة المزيد من الأرواح".

وتحدّث عن صيغة تضم "4 مشاركين"هم مبدئيا أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين، الأربعاء "حتى الآن لا يمكن اعتبار هذا الأمر سوى كلام أجوَف" مضيفا أن "الاستعداد يجب أن يرتكز على شيء ما".

وكرر بيسكوف حجة روسيا بأن زيلنسكي لا يستطيع التحدث إلى بوتين بعدما أصدر مرسوما في أكتوبر 2022 يحظر أي مفاوضات مع روسيا طالما كان بوتين رئيسا، وذلك ردا على إعلان الكرملين ضم أربع مناطق أوكرانية.

وأعلن بيسكوف أنه "رغم ذلك، نبقى منفتحين على المحادثات"، معتبرا أن "الواقع على الأرض يشير إلى أن كييف يجب أن تكون أول من يبدي انفتاحه واهتمامه بمحادثات مماثلة"، في إشارة على ما يبدو إلى التقدم العسكري الروسي ميدانيا.

وكرر بوتين مرارا أنه مستعد للتفاوض بشرط أن تمتثل أوكرانيا لمطالبه: التنازل عن أربع مناطق في جنوب وشرق البلاد بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014 والتخلي عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهي شروط غير مقبولة بالنسبة لكييف.

وفي توضيح لتصريحاته، قال زيلنسكي، الأربعاء، على وسائل التواصل الاجتماعي إن الاستعداد للنقاش مع بوتين هو في حد ذاته "تنازل" من جانب أوكرانيا.

ووصف الزعيم الروسي بأنه "قاتل وإرهابي". وقال "التحدث إلى قاتل هو بمثابة تنازل من جانب أوكرانيا والعالم المُتَحضِّر بأكمله".

وأقرّ بأن حلفاء كييف "يعتقدون أن الدبلوماسية هي الطريق للمضي قدما".

وفي المقابلة التي نُشرت الثلاثاء، أثار زيلنسكي مجددا احتمال حصول أوكرانيا على أسلحة نووية في حال عدم انضمامها بسرعة إلى حلف شمال الأطلسي.

وقال بيسكوف، الأربعاء، إن هذه التصريحات "تلامس الجنون"، داعيا حلفاء كييف إلى إدراك "المخاطر المحتملة لمناقشة هذا الموضوع في أوروبا".

وإلى ذلك تحدث بيسكوف عن "اتصالات" بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن مواضيع محددة، لافتا إلى أن الاتصالات "تكثفت أخيرا"، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية.