In this handout photo released by the Vatican Media on April 30, 2023 Pope Francis waves as he celebrates a holy mass at…
البابا فرانسيس يدعو المجر لاستقبال المزيد من المهاجرين

اختتم البابا فرنسيس زيارته للمجر، الأحد، مطلقاً نداءً مُلحّاً لاستقبال المهاجرين، إذ دعا إلى "فتح الأبواب" أمامهم خلال قداس في الهواء الطلق حضره عشرات آلاف الأشخاص، في خضم الحرب في أوكرانيا المجاورة، وفقا لوكالة "فرانس برس".

ومع شكره الشعب المجري لاستقباله الأوكرانيين، كرر البابا التحذير من "الانطواء" و"الإغلاق"، في انتقاد غير مباشر لسياسة الإقصاء التي يمارسها رئيس الوزراء المجري القومي، فيكتور أوربان.

وأمام الحشد، الذي تجمّع للمشاركة بالقداس تحت أشعّة الشمس خارج البرلمان في قلب العاصمة المجرية، تحدّث اليسوعي الأرجنتيني، البالغ 86 عاماً، ضدّ "الأبواب المغلقة أمام من هو غريب ومختلف ومهاجر وفقير".

وقال في عظته "إنّه لأمر محزن ومؤلم أن نرى الأبواب المغلقة: أبواب أنانيّتنا المغلقة تجاه الذين يسيرون بقربنا يوميّاً... أبواب اللامبالاة المغلقة تجاه الذين يعيشون في الألم والفقر".

وأضاف البابا المدافع بشدّة عن اللاجئين، أمام مسؤولين سياسيين ودينيين من بينهم فيكتور أوربان، "من فضلكم: لنفتح الأبواب!".

وبعد ظهر الأحد، ألقى الزعيم الروحي لأكثر من 1.3 مليار كاثوليكي خطابًا أخيرًا أمام ممثلي العالم الثقافي والأكاديمي في الجامعة الكاثوليكية في بودابست، ثم غادر إلى روما بعد الساعة 18.00 (16.00 بتوقيت غرينتش).

"عالم من الأخوة، وليس من الجدران"

قاد البابا فرنسيس مساعي دبلوماسية حساسة خلال رحلته الدولية الـ41، إلى هذا البلد الواقع في وسط أوروبا والذي أقام أسواراً على حدوده خلال أزمة المهاجرين في العام 2015 واحتجز لاجئين في "مناطق عبور"، متذرّعاً بالدفاع عن "الحضارة المسيحية".

وكرّر البابا دعواته إلى السلام في أوكرانيا المجاورة، مندّداً بتصاعد القومية وحثّ على أنّ "تجد أوروبا روحها من جديد" في مواجهة "نوع من مرض الطفولة في التعامل مع الحرب".

وفي نهاية القداس، صلّى مجدّداً من أجل "الشعب الأوكراني المصاب" و"الشعب الروسي"، داعياً إلى "مستقبل مليء بالمهود وليس بالقبور وإلى عالم من الأخوة وليس من الجدران".

وقبل ذلك بدقائق، بارك من "سيارته البابوية" حوالي خمسين ألف مؤمن، وفقاً للسلطات المحلية، كانوا موجودين في الساحة غير البعيدة عن نهر الدانوب.

والبابا فرنسيس هو ثاني حبر أعظم يزور المجر بعد البابا يوحنا بولس الثاني.

وأشاد ليفانت كيس، وهو طالب من المجر يبلغ 21 عاماً، بـ"دعوة البابا لدعم المهاجرين، وخصوصاً أولئك الهاربين من الحرب في أوكرانيا"، وذلك في الوقت الذي خرجت فيه المجر عن سياستها المعتادة ورحّبت بالعديد من اللاجئين منذ بداية النزاع.

وخلال رحلة عودته إلى روما، مساء الأحد، قال البابا للصحفيين على متن الطائرة إنه على استعداد للمساعدة في تسهيل عودة الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم إلى روسيا.

 وكان رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، قد تقدم بهذا الطلب الخميس خلال لقائه معه.

وفي إشارة إلى عملية سابقة ناجحة لتبادل أسرى حرب بين روسيا وأوكرانيا بوساطة من البابا، قال الحبر الأعظم إن المحاولة في هذه الحالة يمكن أن "تسير بشكل جيد أيضا". وأضاف "الكرسي الرسولي مستعد للقيام بذلك لأنه أمر محق، إنه الشيء الصواب وعلينا المساعدة".

وشدد على استعداده لبذل كل ما هو ضروري من أجل السلام في أوكرانيا، مضيفا "هناك مهمة قيد التنفيذ، لكنها لم يتم الإعلان عنها بعد"، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.

لقاء مع معارض

وأعاد فيكتور أوربان الذي بدت زيارة البابا بمثابة نجاح دبلوماسي له، نشر دعوة الحبر الأعظم إلى "السلام" على فيسبوك.

وينتقد أوربان باستمرار "الحرب غير المباشرة" التي تشنها أوروبا على روسيا ويدعو إلى وقف إطلاق النار.

وفي موعد لم يُعلن عنه في برنامجه، التقى البابا فرنسيس، مساء السبت، على مدى حوالي عشرين دقيقة، رئيس بلدية بودابست، جيرجلي كاراكسوني، المعارض الشرس لرئيس الوزراء.

كذلك، التقى الرئيس السابق للعلاقات الخارجية للكنيسة الأرثوذكسية الروسية الميتروبوليت هيلاريون، الذي كان حاضراً أيضاً في قداس الأحد.

وبعدما كان هيلاريون قد أبدى تحفّظاً عن غزو أوكرانيا، طُرد من قبل البطريرك كيريل، المؤيّد بشدّة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الوقت الذي أدى فيه النزاع إلى تجميد العلاقات بين كنسية موسكو والكرسي الرسولي.

ورغم الآلام التي يعانيها في الركبة وترغمه على الاستعانة بعصا أو كرسي متحرّك، بدا البابا في حالة جيدة، بعد شهر على دخوله المستشفى. 

الهجمات والمعارك مستمرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022 - رويترز
الهجمات والمعارك مستمرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022 - رويترز

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن بلاده أرادت بإطلاقها صاروخ فرط صوتي على أوكرانيا أن يدرك الغرب أنها مستعدة لاستخدام أي وسيلة لإحباط أي محاولة تهدف لإلحاق "هزيمة استراتيجية" بها.

وقال لافروف، في مقابلة مع الصحفي تاكر كارلسون الخميس، إن "على الولايات المتحدة وحلفاءها الذين يقدمون أيضا هذه الأسلحة طويلة المدى لنظام أوكرانيا -- أن يدركوا أننا على استعداد لاستخدام أي وسيلة تحول دون نجاحهم فيما يصفوه (بإلحاق) هزيمة استراتيجية بروسيا".

وأضاف لافروف أنه "لخطأ كبير للغاية" أن يفترض أي شخص في الغرب أن روسيا ليس لديها خطوط حمراء.

وتأتي هذه التصريحات قبل أقل من شهرين من تنصيب ترامب، في حين تقول إدارة الرئيس، جو بايدن، إنها تريد "ضمان أن تكون لدى أوكرانيا القدرات التي تحتاجها للدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي". 

وتابع لافروف "نود أن تكون لدينا علاقات طبيعية مع جميع جيراننا في شكل عام، مع كل البلدان، وبخاصة مع دولة كبيرة مثل الولايات المتحدة"، مضيفا "لا نرى سببا يمنع روسيا والولايات المتحدة من التعاون من أجل مصلحة العالم". 

وكان لافروف قد حذر في كلمته خلال الاجتماع من أن ما وصفها بالحرب الباردة الجديدة يمكن أن تدخل "مرحلة ساخنة".

وأثار استخدام روسيا نهاية شهر نوفمبر صاروخ أوريشنيك الفرط صوتي متوسط المدى ضد مدينة دنيبرو الأوكرانية، في تصعيد كبير للحرب المستمرّة منذ حوالى ثلاث سنوات، في خطوة وصفتها الأمم المتحدة بأنها "تطور جديد يثير القلق. 

ويمكن لصاروخ "أوريشنيك" البالستي المتوسط المدى (يصل إلى 5500 كيلومتر)، حمل رؤوس نووية، والتحليق بسرعة 10 ماخ أي ثلاثة كيلومترات في الثانية، وفق موسكو. 

وقالت روسيا إنها نفذت هذه الضربة ردا على ضربتين شنتهما أوكرانيا على الأراضي الروسية بصواريخ ATACMS الأميركية وصواريخ ستورم شادو البريطانية، وهي أسلحة يبلغ مداها نحو 300 كيلومتر.

وقلّل مسؤول أميركي في إحاطة غير مصورة، من احتمال أن يغير الصاروخ مسار الحرب، "خصوصا أن روسيا تمتلك على الأرجح عددًا محدودًا جدًا من هذه الصواريخ التجريبية، وأن أوكرانيا تمكنت من الصمود في وجه هجمات روسية متعددة، بما في ذلك هجمات بصواريخ ذات رؤوس حربية أكبر بكثير من هذا الصاروخ".

روسيا تجري تدريبات على صواريخ "أسرع من الصوت".. رويترز
مناورات في المتوسط.. روسيا تتدرب على صواريخ "أسرع من الصوت"
مئات الأفراد وعشرات الطائرات والسفن وصواريخ أسرع من الصوت. عناوين ضخمة احتلت وكالات الأبناء الروسية للإعلان عن تدريبات مشتركة للبحرية والقوات الجوية الفضائية في شرق البحر المتوسط بالتزامن مع العمليات العسكرية الجارية في أوكرانيا.

أمين عام حلف الناتو، مارك روته، قال من جهته إن الرئيس الروسي "بوتين يصعّد من خطابه وأفعاله المتهورة، ويستخدم أوكرانيا أرضَ اختبارٍ للصواريخ التجريبية، كما ينشر جنودًا من كوريا الشمالية في هذه الحرب غير القانونية".

وأعلن روته أن الحلف "بصدد إنشاء مقر قيادة جديد للناتو في لشبونة لتنسيق المساعدات الأمنية والتدريب لأوكرانيا.

وتخشى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن يضعف الدعم الأميركي لها فيما تواجه قواتها صعوبات على الجبهة، أو أن يفرض عليها اتفاق يتضمن تنازلها عن مناطق لروسيا.

سخونة الحرب التي تحدث عنها لافروف هي الإرث الذي ستحمله إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بدءا من العشرين من شهر يناير المقبل.

وانتقد ترامب مرارا حجم الدعم الأميركي لأوكرانيا وتعهد بإنهاء الحرب بسرعة دون أن يذكر كيف.

وتم تفسير ذلك على أنه يزيد من احتمال بدء محادثات سلام، التي لم تُعقد منذ الأشهر الأولى بعد الغزو الروسي الشامل في أوكرانيا في فبراير 2022.