"إف-16" المقاتلة الحربية الأميركية متعددة الاستخدامات والقدرات ـ صورة أرشيفية.
"إف-16" المقاتلة الحربية الأميركية متعددة الاستخدامات والقدرات ـ صورة أرشيفية.

أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن الطيارين الأوكرانيين سيباشرون تدريبات تشغيل مقاتلات من طراز "إف-16"، قبل نهاية شهر أغسطس الجاري، في الدنمارك، بعد أن منحت الولايات المتحدة، الضوء الأخضر، لكوبنهاغن وهولندا بتسليم هذه الطائرات لكييف.

وأفاد مسؤولون لشبكة "سي إن إن"، بأن الولايات المتحدة وافقت على إعطاء مواد تعليمية تخص استخدام وتشغيل هذه الطائرات الحربية لأوكرانيا، مشيرين إلى أن "هذه المواد تحتوي على معلومات حول التكنولوجيا الأميركية الحساسة".

وأشار مسؤول في إدارة الرئيس جو بايدن، إلى أن الولايات المتحدة وافقت على نقل مواد تعليمية حول هذه الطائرات إلى أوكرانيا، مؤكدا أنها "خطوة حاسمة لبدء التدريب".

"تسريع الإجراءات"

وقال مسؤول أميركي آخر إن واشنطن منحت الدنمارك وهولندا تأكيدات رسمية بأن الولايات المتحدة، ستُسرع إجراءات الموافقة على طلبات نقل الطائرات من طراز "إف-16" إلى أوكرانيا عند حصول الطيارين على التدريب.

وتقود الدنمارك وهولندا، العضوان بحلف شمال الأطلسي، الجهود الدولية لتدريب الطيارين الأوكرانيين، بالإضافة إلى أطقم الدعم وصيانة الطائرات، وتمكين أوكرانيا في نهاية المطاف من الحصول على مقاتلات "إف-16" لاستخدامها في الحرب مع روسيا، ومواجهة التفوق الجوي لموسكو.

وأعلنت وزارة الدفاع الدنماركية، الجمعة، أن الطيارين الأوكرانيين سيبدأون التدريب على هذه المقاتلات الأميركية في الدنمارك، في وقت لاحق من الشهر الجاري، كاشفة أن المحتمل أن تشارك 11 دولة في هذه التدريبات.

وفي تفاصيل التدريب، أوردت "سي إن إن"، بأن الطيارين الأوكران، سيحصلون على تدريب في اللغة الإنكليزية ببريطانيا، نظرا لأن جميع المواد والأدوات الموجودة في الطائرة نفسها بهذه اللغة، قبل أن يبدأوا التحليق بطائرات تدريبية.

وقال قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا، جيمس هيكر، إن من غير المحتمل أن يكتمل هذا التدريب قبل نهاية العام، ومن جانبه، قال وزير الدفاع الدنماركي بالنيابة، ترويلس بولسن، إن بلاده تأمل في رؤية "نتائج" التدريب في مطلع 2024.

قال مسؤول أميركي لرويترز إن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، أرسل خطابين لنظيريه الدنماركي والهولندي، يؤكد لهما أن الولايات المتحدة ستوافق على طلبات نقل الطائرات إلى أوكرانيا

وقال بلينكن في خطابه الذي اطلعت رويترز على نسخة منه "أكتب للتعبير عن دعم الولايات المتحدة الكامل لنقل طائرات إف-16 المقاتلة إلى أوكرانيا وتدريب الطيارين الأوكرانيين ليصبحوا مُدَرِبين مؤهلين على الطائرة إف-16".

وأضاف بلينكن "يظل من الحيوي أن تكون أوكرانيا قادرة على الدفاع عن نفسها ضد عدوان روسيا المتواصل وانتهاكها سيادتها"، مبرزا أن الموافقة على الطلبات ستتيح لأوكرانيا "الاستفادة الكاملة من قدراتها الجديدة بمجرد اكتمال تدريب أول مجموعة من الطيارين".

وعلى الجهة المقابلة، سبق أن أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو ستعتبر إرسال مقاتلات "إف-16" إلى أوكرانيا تهديدا "نوويا".

وأكّد لافروف، شهر يوليو الماضي، أن بلاده "ستعتبر مجرد امتلاك القوات الأوكرانية أنظمة مماثلة تهديدا من الغرب في المجال النووي".

وأضاف "لا يمكن روسيا أن تتجاهل قدرة هذه الأجهزة على حمل شحنات نووية" مشيرا إلى أن موسكو حذرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.

"رادع مهم"

وينظر العديد من حلفاء أوكرانيا إلى "إف-16" المقاتلة الحربية الأميركية متعددة الاستخدامات وخفيفة الوزن على أنها "رادع مهم لروسيا"، بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

وتتميز مقاتلات "إف-16" بقدرتها على التحليق على ارتفاعات مختلفة وعلى رصد أهدافها بدقة في جميع الظروف الجوية، واكتشاف الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، في محاولة لتفادي رصدها بالرادارات الأرضية.

ووفق الموقع الإلكتروني للقوات الجوية الأميركية، فإنه يمكن لهذه الطائرة التحليق لأكثر من 860 كلم قبل العودة لقاعدتها، بحيث يمكنها إصابة أهدافها بدقة، والدفاع عن نفسها ضد الطائرات المعادية.

وتم تطوير هذه الطائرة بأحدث ما تتيحه علوم الفضاء المتقدمة، إذ يمكنها التحليق بتسعة أضعاف قوة الجاذبية، وهو ما يتجاوز قدرات الطائرات المقاتلة.

وتعتبر هذه الطائرة مثالية في تنفيذ الهجمات "جو-جو" و"جو-أرض"، وكانت عاملا حاسما في الكثير من المعارك في أفغانستان والعراق وكوسوفو والخليج، وفي مهام عديدة للدفاع عن المجال الجوي للولايات المتحدة.

ويتم تصنيع هذه الطائرة من قبل شركة لوكهيد مارتن، حيث يتم بناؤها في شركات موجودة في عدة دول بينها بلجيكا والدنمارك وهولندا والنرويج.

وتشير تقديرات إلى وجود 3 آلاف طائرة "إف-16" حول العالم، والتي تعتبر متعددة الاستخدامات، ويصل سعر بعض طرازاتها إلى 63 مليون دولار.

زيلينسكي قام بجولة على مواقع أوكرانية في منطقة الشمال الشرقي
زيلينسكي قام بجولة على مواقع أوكرانية في منطقة الشمال الشرقي

دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إلى تسريع بناء التحصينات في القطاعات الرئيسية التي تتعرض لضغط من القوات الروسية خاصة في شرق البلاد.

جاء هذا بعد جولة قام بها زيلينسكي على مواقع أوكرانية في منطقة الشمال الشرقي، وهي واحدة من عدة مناطق تحاول القوات الروسية تحقيق تقدم فيها مؤخرا واستعادة مناطق خسرتها لصالح القوات الأوكرانية قبل عام.

وذكر زيلينسكي أن أحد الاجتماعات التي عقدها مع القادة تناولت التحصينات.

وقال زيلينسكي في خطاب مسائي: "في جميع القطاعات الرئيسية التي تحتاج إلى تعزيز، يجب أن تكون هناك سرعة في بناء التحصينات".

وتحقق روسيا تقدما بطيئا في محاولتها تأمين كامل منطقتي دونيتسك ولوغانسك، لكنها عززت هجماتها في عدة أماكن.

وقامت القوات الروسية ببناء تحصينات قوية وزرعت ألغاما في المناطق التي سيطرت عليها منذ تدفقها عبر الحدود، في فبراير عام 2022.

وكانت تلك الدفاعات عاملا رئيسيا في عرقلة الهجوم المضاد الأوكراني المستمر منذ يونيو.