توتر متصاعد بالبحر الأسود منذ إعلان موسكو الانسحاب من اتفاقية الحبوب ـ صورة تعبيرية
توتر متصاعد بالبحر الأسود منذ إعلان موسكو الانسحاب من اتفاقية الحبوب ـ صورة تعبيرية

اختبرت أوكرانيا الأسبوع الماضي، ممرا بحريا جديدا لتصدير الحبوب، وذلك في أعقاب انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وزيادة التوترات في المنطقة مع الهجمات المتبادلة بين موسكو وكييف.

وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن السفن الأوكرانية تبحر بمحاذاة سواحل رومانيا حتى تصل إلى تركيا، وأرجعت ذلك إلى أن "الدولة عضو بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما يجعل السفن أقل عرضة للهجوم داخل المياه الإقليمية لرومانيا".

ويأتي ذلك في ظل الضربات الجوية الروسية المتكررة منذ يوليو الماضي ضد ميناء أوديسا الأوكراني، عقب الانسحاب من اتفاق الحبوب الذي يسمح لكييف بتصدير محاصيلها الزراعية بشكل مباشر عبر البحر الأسود نحو تركيا.

ومنعت هذه الضربات أوكرانيا من استخدام موانئها على البحر الأسود، لتبحث بعد ذلك عن طريق بديل للتصدير.

وكانت سفينة تحمل 3 آلاف طن من القمح وترفع أيضا علم جزر بالاو، قد وصلت، الخميس، إلى إسطنبول، بعدما أبحرت، الثلاثاء، من مرفأ تشورنومورسك.

كما وصلت سفينة ثانية محملة بالقمح، الأحد، إلى مدينة إسطنبول التركية عبر البحر الأسود.

وكانت سفينة "أرويات" التي ترفع علم جزر بالاو، قد انطلقت، الجمعة، من مرفأ تشورنومورسك جنوب أوديسا، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.

واقتصرت عمليات التصدير الأوكرانية خلال الفترة الماضية على الشحن عبر نهر الدانوب من خلال موانئ أصغر وسفن أصغر، قبل أن يتعرض للقصف أيضًا خلال الأسابيع الأخيرة.

مساع أوكرانية لتجاوز الحصار الذي تفرضه روسيا بالبحر الأسود ـ صورة أرشيفية.
الأولى منذ انهيار الاتفاق مع روسيا.. سفينة حبوب تغادر ميناء أوكراني على البحر الأسود
قال مصدر لرويترز،  الثلاثاء، إن سفينة شحن محملة بالحبوب أبحرت من ميناء تشورنومورسك الأوكراني على البحر الأسود، للمرة الأولى منذ انهيار اتفاق الحبوب، في اختبار لقدرة أوكرانيا على فتح موانئها البحرية للتصدير.

كما صدّرت أوكرانيا بعض محاصيلها بريًا إلى دول الاتحاد الأوروبي، لكن هذه الخطوة عارضتها الحكومات في بولندا والمجر وسلوفاكيا.

وأعلن وزير البنية التحتية الأوكراني، أولكسندر كوبراكوف، الجمعة، عبر منصة "إكس"، أن "3 سفن أخرى ستغادر أوكرانيا محملة بالقمح، وستتحرك عبر الممر الجديد، بهدف تصدير نحو 127 طن من المنتجات الزراعية وخام الحديد إلى الصين ومصر وإسبانيا".

وبحسب "نيويورك تايمز"، لم تقم روسيا بأي محاولة علنية لعرقلة حركة السفن التجارية الأوكرانية التي تتحرك عبر الممر الجديد، في وقت تواجه فيه القوات الروسية هجمات صاروخية أوكرانية، باستخدام مسيّرات، في شبه جزيرة القرم والمناطق التي حولها، التي ضمتها موسكو بشكل غير قانوني عام 2014.

وانسحبت موسكو منتصف يوليو الماضي، من الاتفاق الذي وقع في يوليو 2022 في إسطنبول، لإتاحة تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية عبر البحر الاسود. وأتاح هذا الاتفاق تصدير حوالي 33 مليون طن من الحبوب خلال عام.

وتسعى كييف لإقامة طرق إمداد إلى إفريقيا، للتصدي فيها لنفوذ روسيا، التي وعدت بعض دول القارة هذا الصيف بتسليمها كميات من القمح مجانا.

ويعتبر إنتاج روسيا وأوكرانيا أساسيا للأمن الغذائي العالمي، في وقت أدى الغزو الروسي على أوكرانيا والعقوبات الدولية المفروضة على موسكو، إلى اضطرابات في الإمدادات والأسواق العالمية. 

بوتين.. قرار جديد بشأن عدد أفراد الجيش
بوتين.. قرار جديد بشأن عدد أفراد الجيش

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، بزيادة عدد أفراد الجيش الروسي بواقع 180 ألف جندي، ليصل العدد الإجمالي للقوات إلى 1.5 مليون جندي.

وجاء ذلك في مرسوم رئاسي نشره الكرملين على موقعه الإلكتروني، سيدخل حيز التنفيذ مطلع ديسمبر المقبل.

وحدد المرسوم عدد أفراد الجيش الروسي بنحو مليونين وأربعمائة ألف، بينهم مليون ونصف المليون جندي، ووجه أوامر للحكومة بتوفير التمويل اللازم.

وكانت الزيادة السابقة في قوام الجيش الروسي جاءت في ديسمبر الماضي، عندما جدد مرسوم رئاسية آخر أصدره بوتين قوام الجيش بمليونين ومائتي ألف فرد بينهم مليون وثلاثمائة وعشرين ألف جندي.

والقوات الروسية الأكثر قدرة تشن هجوما في شرق أوكرانيا، حيث حققت مكاسب تدريجية لكن ثابتة في الأشهر القليلة الماضية.

وقدر بوتين في يونيو عدد القوات المشاركة في ما يسميها الكرملين ”العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا بنحو سبعمائة ألف جندي.

وبعد استدعاء ثلاثمائة ألف جندي من قوات الاحتياط في مواجهة الهجوم المضاد لأوكرانيا في خريف عام 2022، تحولت السلطات الروسية إلى ملء صفوف القوات التي تقاتل في أوكرانيا بجنود متطوعين، اجتذبتهم الأجور المرتفعة نسبيا.

ولاحظ العديد من المحللين أن الكرملين كان مترددا في استدعاء مزيد من جنود الاحتياط، خوفا من زعزعة الاستقرار الداخلي مثلما حدث عام 2022 عندما فر مئات الآلاف من روسيا تفاديا لإرسالهم إلى القتال.

ونقص الأفراد العسكريين كان الذريعة التي تم الاستشهاد بها على نطاق واسع كسبب رئيسي وراء نجاح توغل القوات الاوكرانية في منطقة كورسك الروسية الذي بدأ في السادس من أغسطس الماضي.

وسعى الكرملين إلى تجنب إعادة نشر القوات من شرق أوكرانيا، واعتمد على تعزيزات من مناطق أخرى لوقف التوغل الأوكراني.

وفي تطور آخر، أمر حاكم منطقة كورسك الروسية التي تشهد هجوما أوكرانيا منذ مطلع أغسطس، الاثنين، السكان بإخلاء القرى الواقعة على بعد أقل من 15 كيلومترا من أوكرانيا لأسباب "أمنية".

وكتب أليكسي سميرنوف على تيليغرام "بناءً على معلومات عملياتية، ومن أجل ضمان الأمن، قررت هيئة الأركان الإقليمية الإخلاء الإجباري للبلدات في منطقتي ريلسكي وخوموتوفسكي الواقعتين في منطقة تمتد على 15 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا".

وأعلنت روسيا الأسبوع الماضي استعادة أراض من القوات الأوكرانية من خلال شن هجوم مضاد.