Marilin Vinent shows a photo of her son Dannys Castillo dressed in military uniform in an August 22 message from her son which…
تغري روسيا المرشحين للتجنيد برواتب "خيالية" بالنسبة لهم

كشف تقرير لوكالة رويترز تفاصيل من عمليات تجنيد روسيا لرجال من كوبا، لدعم جيشها في الحرب على أوكرانيا، على الرغم من معارضة هافانا لذلك.

ومن خلال تتبعها لعدة حالات، تمكنت الوكالة من كشف خيوط مساعي موسكو لاستغلال أوضاعهم المزرية، لخدمة أجندتها الحربية.

تتبعت رويترز قصص أربعة رجال، إلى جانب أكثر من عشرة كوبيين آخرين تم تجنيدهم للذهاب إلى روسيا من مناطق داخل العاصمة هافانا وما حولها.

كان من بين المرشحين للسفر، بناء وصاحب متجر وعامل في مصفاة وموظف في شركة الهاتف. 

تقول الوكالة "انتهى الأمر بأحد عشر رجلا بالسفر إلى روسيا بينما شعر السبعة الآخرون بالخوف في اللحظة الأخيرة".

اعتمدت الوكالة على مقابلات مع المعنيين، وأصدقاء وأقارب بعضهم، بالإضافة إلى مجموعة من رسائل الواتساب ووثائق السفر والصور وأرقام الهواتف التي قدموها لتأكيد رواياتهم.

من خلال المعلومات التي جمعتها، حاولت رويترز رسم الصورة كاملة لكيفية تدفق الكوبيين لدعم آلة الحرب في موسكو. 

وتصدرت أخبار الكوبيين الذين انتهى بهم الأمر في الجيش الروسي عناوين الأخبار هذا الشهر عندما قالت حكومة هافانا، الحليف القديم لروسيا، أنها اعتقلت 17 شخصا على صلة بشبكة لتهريب البشر. 

لكن رويترز لم تتمكن من التعرف على هويات المتورطين في شبكة الاتجار تلك ومتى أو ما إذا تم القبض على أعضائها.

تعاني كوبا من أزمة اقتصادية خانقة ما ترك أغلبية الشعب تحت خط الفقر

بداية القصة..

تبدأ الحكاية باتصالات أولية على وسائل التواصل الاجتماعي من إحدى المجندات التي عرفت نفسها لهم باسم "ديانا". 

في منطقة تدعى لا فيدرال، قام تسعة من هؤلاء الرجال بالتسجيل للقتال في الحرب، عن طريق الاتصال بهذه السيدة.

وفي ألامار، إحدى ضواحي شرق هافانا، قام خمسة آخرون بالتسجيل في أدوار غير قتالية مثل البناء وتعبئة المؤن والخدمات اللوجستية.

وتحدثت رويترز مع مجند كوبي، وصل إلى نهاية مسار التجنيد، ووصل إلى روسيا.. وأكد أنه "استفاد" من عملية التجنيد.

الرجل يدعى غونزاليس، وتحدث للوكالة عبر مكالمة فيديو من قاعدة عسكرية روسية خارج مدينة تولا جنوب موسكو.

رويترز قالت إنه واحد من 119 كوبيا آخر يتدربون هناك. 

غونزاليس كشف أنه عندما وصل إلى روسيا، وقّع عقدا للعمل في الجيش، مترجما إلى الإسبانية.

وقال مبتسما وهو يرتدي زيا عسكريا أثناء قيامه بجولة، موجها كاميرا هاتفه للمعسكر الذي يتواجد به "الجميع هنا يعرف سبب مجيئهم.. لقد جاؤوا من أجل الحرب".

الطريق إلى أوكرانيا

غونزاليس قال إن الكوبيين البالغ عددهم 119 يتدربون الآن على القتال في الحرب، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح إلى أين سيتم إرسالهم.

لكنه أوضح قائلا  "لدي العديد من الأصدقاء في أوكرانيا، وهم في أماكن تسقط فيها القنابل، لكنهم لم يدخلوا فعليا في مواجهات مع الأوكرانيين".

ثم تابع "كل شيء جيد هنا، ولكن عندما نذهب إلى هناك، سنكون في منطقة حرب".

صورة لشبان من كوبا سافروا إلى روسيا

ولم تتمكن رويترز من الاتصال بأي من الرجال الآخرين الذين انضموا إلى الجيش، على الرغم من معلومات عبر رسائل واتساب وصور أكدت أنهم سافروا جوا إلى روسيا وأن اثنين منهم على الأقل الآن في شبه جزيرة القرم التي احتلتها روسيا في 2014.

في الصدد، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو، عند الاتصال به للتعليق على تجنيد الكوبيين في الجيش الروسي "أستطيع أن أؤكد أن السفارة الأوكرانية في هافانا تواصلت مع السلطات الكوبية بشأن هذا الأمر".

من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب، مضيفا "نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تقول إن شبابا كوبيين تم خداعهم وتجنيدهم للقتال من أجل روسيا".

ولم يرد الكرملين ولا وزارة الدفاع الروسية على استفسارات رويترز المتعلقة بتجنيد كوبيين، كما لم ترد الحكومة الكوبية أيضًا على الاستفسارات الخاصة بهذا الملف.

بدأت عمليات تجنيد الكوبيين بعد أسابيع من مرسوم أصدره الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مايو يسمح للأجانب الذين جندوا في الجيش بعقود مدتها عام بالحصول على الجنسية الروسية من خلال عملية سريعة، إلى جانب أزواجهم وأطفالهم وأولياء أمورهم. 

وفي لا فيدرال، بدأت أخبار التجنيد تنتشر في يونيو، وفقا للسكان الذين تمت مقابلتهم. 

وأصبحت عروض الانضمام، التي تمت مشاركتها عبر فيسبوك وإنستغرام وواتساب، حديث المدينة، وتم تسمية "ديانا" كجهة اتصال.

وتحدث أكثر من عشرين شابا أجرت رويترز مقابلات معهم في هافانا وما حولها عن حجم عمليات التجنيد.

وانفجر كريستيان هيرنانديز (24 عاما) بالضحك عندما سئل عن عدد الأشخاص الذين غادروا المنطقة المحيطة بشارع لا فيدرال قائلا "طن من الناس.. لقد ذهب جميع أصدقائنا تقريبًا إلى هناك".

وقال يوان فيوندي، 23 عاما، إنه يعرف أن حوالي 100 رجل في فيلا ماريا، المنطقة التي تضم لا فيدرال، قد تم تجنيدهم للمجهود الحربي الروسي منذ يونيو.

وقال إن أحد الأصدقاء أعطاه جهة اتصال عبر تطبيق واتساب وهي ديانا، التي قال عنها إنها امرأة كوبية، سبق وأن اشترت تذاكر طائرة للمجندين. 

وتم ذكر ديانا أيضا كجهة اتصال رئيسية من قبل معظم المجندين والأقارب الذين تحدثت معهم رويترز.

لم يضيع فيوندي الوقت، وسارع بالاتصال..

وقال في رسالته لديانا بتاريخ 21 يوليو، اطلعت عليها رويترز "مرحبا، مساء الخير". "من فضلك أحتاج إلى معلومات".

استجابت ديانا، التي تظهر في أيقونة الدردشة الخاصة بها كامرأة ذات شعر داكن ترتدي قبعة مموهة، بعرض شروط العقد بشكل فوري تقريبا، وفقا للطوابع الزمنية. 

يقول السطر الأول من الرسالة "هذا عقد مع الجيش الروسي تحصل بموجبه على الجنسية".

كان العقد لمدة عام واحد وعرض عليه مكافأة توقيع قدرها 195000 روبل (نحو 2000 دولار) يتبعها راتب شهري يقارب قيمة المكافأة، بالإضافة إلى 15 يوما إجازة بعد الأشهر الستة الأولى من العمل.

وتتوافق هذه الشروط مع تلك التي نقلها لرويترز مجندون آخرون وعائلاتهم.

وجاء في رسالة دايانا: "إذا كنتم موافقين، فما عليك سوى إرسال نسخة من جواز سفرك".

وفي غضون دقيقتين، أرسل فيوندي نسخة رقمية من جواز سفره. 

بعد ساعة ردت ديانا في رسالة صوتية سمعتها رويترز قائلة "حسنا، غدا سأقول لك في أي يوم ستسافر".

ولم تتمكن رويترز من الاتصال بدايانا للتعليق على الرقم الذي استخدمه فيوندي وآخرون أو تأكيد اسمها الكامل.

لن أموت من الجوع

في النهاية، على الرغم من حماسه الأول، أصبح فيوندي قلقا بشأن الذهاب إلى روسيا وقطع الاتصال مع ديانا. 

وشدد على أن الأشخاص الذين سجلوا للتجنيد كانوا يعلمون أنهم سيقاتلون.

وقال "العيش هنا صعب، لكن الجميع يقول إذا اخترت البقاء، فلن أموت من الجوع في كوبا". 

وقال لرويترز  "لا ديانا ولا أي شخص آخر طلب منه إبقاء اتصالاتهما سرية".

وأضاف أنه ظل على اتصال بأربعة أصدقاء على الأقل وقعوا عقودا مع الجيش في روسيا، وأنهم، على حد علمه، "بخير".

وأضاف أن معظمهم موجود الآن في أوكرانيا.

وكوبا غارقة في أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، مع طوابير طويلة حتى للحصول على الأساسيات مثل الغذاء والوقود والرعاية الصحية، مما أدى إلى نزوح جماعي للكوبيين إلى الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وأوروبا العام الماضي.

وتتذكر ألينا غونزاليس، رئيسة لجنة الأحياء في لا فيدرال المكلفة بحشد الدعم للحكومة التي يديرها الشيوعيون، الحماسة التي أثارها التجنيد للعمل العسكري في روسيا.

وقالت إن العديد من الرجال انتهزوا الفرصة في حيّها، بما في ذلك ابن أخيها دانيلو.

حزن وتذمر لدى عائلات المجندين

قال روبرتو سابوري، أب لشاب ذهب إلى روسيا، إن العديد من الرجال الذين غادروا، ومن بينهم ابنه ياسماني البالغ من العمر 30 عاما، فعلوا ذلك على عجل وأبقوا خططهم سرية حتى عن عائلاتهم.

وقال الرجل البالغ من العمر 53 عاما، والذي يعيش بالقرب من غونزاليس، الرجل الأول الذي تحدثت إليه رويترز عبر واتساب من معسكره في روسيا "سمعت أنه سيغادر في نفس اليوم الذي غادر فيه"، مضيفا أن ابنه اتصل به بينما كان يستعد لركوب رحلة من منتجع فاراديرو إلى موسكو.

وقال متحسرا "لم يخبرن بأي شيء قبل ذلك".

روبرتو سابوري يعرض صورة غير مؤرخة لابنه ياسماني

من جانبها، تتذكر ياميدلي سرفانتس زوجة غونزاليس البالغ من العمر 49 عاماً (نفسه الذي تحدث لرويترز من موسكو)، اليأس الذي كان يشعر به زوجها، عندما قرر السفر إلى روسيا. 

قالت هذه الخياطة واصفة حياته "كان حياته العمل، العمل، ثم العمل.. وفي أحد الأيام، قال لي أنا لا أستطيع التحمل بعد الآن.. أنا ذاهب إلى روسيا، وأظهر لي نسخة من جواز سفره، وكانت معه التذكرة وكل شيء. كان ذلك في 17 يوليو وغادر في 19".

وبينما اختارت سرفانتس البقاء في كوبا، أكدت رويترز من خلال الصور ومقاطع الفيديو عبر تطبيق واتساب أن ثلاث زوجات على الأقل اخترن السفر رفقة أزواجهن في روسيا، بالإضافة إلى طفل واحد على الأقل.

وقالت سرفانتس إن ابن عمها، لويس هيرليس أوسوريو، التحق بالجيش الروسي بعد أسابيع من رحيل زوجها، وأن زوجته، نيلدا، موجودة الآن أيضًا في روسيا.

"لقد ذهبت، وكذلك فعلت العديد من النساء في الحي".

موقف هافانا

أرسلت كوبا رسائل متضاربة هذا الشهر بشأن مواطنيها الذين يقاتلون من أجل روسيا، ففي 8 سبتمبر الماضي، عندما أعلنت عن اعتقالات عصابات الاتجار بالبشر، قالت أيضًا إنه من غير القانوني لمواطنيها القتال في جيش أجنبي، وهو أمر يعاقب عليه بالسجن مدى الحياة.

لكن بعد أيام، قال سفير كوبا في موسكو إن هافانا لا تعارض الكوبيين "الذين يريدون فقط توقيع عقد والمشاركة بشكل قانوني مع الجيش الروسي في هذه العملية". 

وفي غضون ساعات، ناقضت كوبا مبعوثها، وأكدت من جديد أن الكوبيين ممنوعون من القتال كمرتزقة حرب.

ويعترض غونزاليس على وصفه بالمرتزق، ويشبه عمله هذا بعمله السابق كبناء، ويشبه قراره القتال مع روسيا الآن بقرار الكوبيين الذين قاتلوا في الحرب المدعومة من السوفييت في أنغولا في السبعينيات.

وفي تلك الحرب في جنوب أفريقيا، والتي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها صراع بالوكالة في الحرب الباردة، نشرت كوبا عشرات الآلاف من القوات للقتال إلى جانب جماعة شيوعية تدعمها موسكو ضد حركة منافسة مناهضة للشيوعية تدعمها الولايات المتحدة.

وقال غونزاليس عن هؤلاء المقاتلين الكوبيين في أنغولا "إنني أتبع مثالهم" مضيفا أن موسكو كانت حليفا ثابتا لكوبا على مدى عقود وأن الاتحاد السوفيتي قدم مساعدات اقتصادية للجزيرة قائلا "لقد ساعدت روسيا في إعالة أسرتي".

المقابل؟

بعد سفر زوجها، اشترت سرفانتس (42 عاما) ماكينة خياطة جديدة لأول مرة منذ سنوات، بالإضافة إلى ثلاجة وهاتف محمول.

وقالت إن زوجها غونزاليس حوّل لها جزءا من مكافأة تسجيل الدخول البالغة نحو 200 ألف روبل (2040 دولارا) التي تلقتها بالبيزو الكوبي.

ويمثل ذلك مكاسب كبيرة في كوبا، الجزيرة المنكوبة اقتصاديا. 

سرفانتس تتحدث لزوجها غونزاليس عبر واتساب

ذاك المبلغ أكثر من 100 ضعف من متوسط الراتب الشهري في كوبا البالغ 4209 بيزو (17 دولارًا)، وفقًا لمكتب الإحصاء الوطني.

وتظهر البيانات الحكومية لعام 2022 أن هناك أماكن قليلة تشعر بوطأة الوضع أكثر من لا فيدرال، حيث ينحدر غونزاليس، وهي منطقة تضم حوالي 800 شخص تقع على مشارف هافانا حيث يعاني واحد من كل أربعة أشخاص هناك من البطالة.

وأضافت أنه في الحيّ حيث تعيش هي وزوجها، غادر ثلاثة رجال على الأقل إلى روسيا منذ يونيو، وباع آخر منزله استعدادا للذهاب.

بوتين.. قرار جديد بشأن عدد أفراد الجيش
نشاطات بوتين ازدادت شراسة

تلخص شهادة العميل الروسي المزدوج، سيرغي سكريبال، الاثنين، الخطر الذي تشكله النشاطات الروسية لنشر التخريب حول العالم، التي زادت ضراوتها بعد غزو أوكرانيا.

وجاءت حرب روسيا في أوكرانيا مصحوبة بتصعيد من العدوان والتخريب والتدخل في أماكن أخرى حول العالم، وهو ما دفع رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية MI6، إلى القول إن أجهزة الاستخبارات الروسية باتت "وحشية".

وبدأ أمس تحقيق عام في قضية دون ستورجيس، التي توفيت عام 2018 في إنكلترا في عملية تسميم سكريبال بمادة نوفيتشوك، التي تسببت بأزمة دبلوماسية كبرى بين لندن وموسكو.

والتحقيق العام الذي يهدف إلى توضيح ملابسات وفاة ستورجيس يبدأ فيما العلاقات بين الدول الغربية وموسكو مجمدة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

وعثر على سكريبال، الذي باع أسرارا روسية لبريطانيا، وابنته يوليا فاقدي الوعي على مقعد عام في مدينة سالزبري بجنوب إنكلترا، في مارس 2018، بعد أن تم دهن المقبض الأمامي لباب منزله بغاز نوفيتشوك.

وبعد أربعة أشهر من واقعة سكريبال، توفيت امرأة تدعى داون ستورجس بسبب استنشاقها للغاز السام، بعد أن عثر شريكها على زجاجة عطر، ليست أصلية، تعتقد الشرطة البريطانية أن عملاء الاستخبارات الروسية استخدموها لتهريب السم إلى البلاد.

ولم يتحدث سكريبال علنا منذ الهجوم لكنه أدلى ببيان بخصوص التحقيق يقول:"أعتقد أن بوتين يتخذ جميع القرارات المهمة بنفسه. لذلك أعتقد أنه على الأقل أعطى الأذن بالهجوم عليّ وعلى يوليا... قرأت أن بوتين مهتم شخصيا جدا بالسم ويحب قراءة كتب عنه".

وتسببت الواقعة في أكبر عملية طرد دبلوماسي بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة، وتدهورت العلاقات بين لندن وموسكو، منذ ذلك الحين، بشكل أكبر في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا.

وأدت حرب روسيا في أوكرانيا إلى زيادة في عمليات التخريب خاصة في أوروبا.

وقالت مجلة إيكونوميست في تقرير لها بهذا الشأن: "جواسيس فلاديمير بوتن يخططون لفوضى عالمية. روسيا تنفذ خطة ثورية للتخريب والحرق والاغتيال".

وفي الذكرى الثانية لغزو أوكرانيا، في فبراير الماضي، قال مسؤولون أميركيون إن غزو روسيا وحربها العدوانية غير المبررة ضد أوكرانيا اليوم "ليس مجرد اعتداء على الحرية الأوكرانية فحسب، بل يشكل أيضا تهديدا للنظام العالمي"، وفق ما جاء على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الأميركية.

وقال الجنرال كريستوفر كافولي، قائد القيادة الأميركية في أوروبا إن روسيا تشكل "تهديدا مزمنا" للعالم وإن تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا لصد الغزو الروسي لتلك الدولة أمر بالغ الأهمية.

وأضاف كافولي أنه بعد أكثر من عامين من الغزو، لا يظهِر الرئيس الروسي أي علامة على التوقف. وقال: "لا تنوي روسيا التوقف عند أوكرانيا... روسيا تمثل تهديدًا مزمنًا".

وقال الجنرال إن القيادة الأوروبية زادت من نشاطات الردع من خلال تعزيزز الجناح الشرقي بقوات وتحديث البنية التحتية.

وبالاستعانة بقوة تجسس روسية ناشئة وجيش جديد من المجندين المحليين في البلدان المستهدفة، فتح الرئيس الروسي فصلا جديدا في عمليات المنطقة الرمادية الروسية في الغرب، وفق تقرير لمجلة فورين بوليسي.

وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، هاجمت روسيا البنية التحتية الغربية، خاصة وسائل النقل والأنشطة الصناعية، ومواطنين غربيين.

وتشير المجلة إلى محاولة اغتيال مواطن ألماني على أرض ألمانية على يد عملاء روس، وهي ما تشكل "انحرافا دراماتيكيا عن التكتيكات الروسية السابقة في الخارج، وحتى تلك التي تبناها الاتحاد السوفييتي".

وقالت إن الكرملين يسعى من خلال هذه الحملة إلى التصعيد قدر الإمكان، دون إثارة رد عسكري.

وتهدد هذه الأنشطة بنشر الفوضى وعدم الاستقرار في أوروبا والولايات المتحدة والعالم. 

وهذا العام وحده، خرجت تقارير استخباراتية غربية عدة تعكس مدى كثافة هذه المحاولات.

وأشارت تقارير أجهزة الاستخبارات إلى عمليات تخريب وحرق متعمد في العديد من دول أوروبا، مرتبطة بجهاز الاستخبارات الروسي، مثل التشيك وإستونيا ولاتفيا وألمانيا وبولندا والسويد والمملكة المتحدة.

وفي مارس 2024، ألقت الشرطة البريطانية القبض على 4 أشخاص على صلة بموسكو بتهم شملت التخطيط لهجوم حرق متعمد.

والشهر التالي، تعرضت منشأة في جنوب ويلز، تابعة لشركة الدفاع والأمن والفضاء البريطانية BAE لانفجار واشتعلت فيها النيران. ورغم عدم تأكيد الجهة المتورطة فيه، فإنه يتبع نمط الهجمات الروسية.

وفي أبريل، ألقت السلطات الألمانية القبض على رجلين يحملان الجنسية الألمانية والروسية المزدوجة للاشتباه في التخطيط لهجمات تخريبية على قاعدة عسكرية في بافاريا، واتهمت أحد المشتبه بهم بالاتصال بالمخابرات الروسية.

وفي السادس والعشرين من يوليو ، في يوم افتتاح الألعاب الأوليمبية في باريس، نفذ مهاجمون مجهولون عملية تخريب منسقة على السكك الحديدية الوطنية الفرنسية، مما أدى إلى تقطع السبل بملايين الركاب. 

ولم يعلن أحد في البداية مسؤوليته عن الهجوم، الذي لايزال قيد التحقيق، لكن ثمة شكوك في مسؤولية عملاء روس، خاصة أن الحكومة الروسية مستاءة من منع اللجنة الأولمبية الدولية الرياضيين الروس من المنافسة في الألعاب.

وأفادت شبكة "سي أن أن" في يوليو بأن الاستخبارات الأميركية والألمانية نجحت في إحباط مؤامرة خطط لها عملاء روس لاغتيال أرمين بابرغر، رئيس شركة راينميتال الألمانية الرائدة في صناعة الأسلحة، التي كانت المورد الرئيسي لقذائف المدفعية إلى أوكرانيا.

وفي سبتمبر 2022، كشف باحثون في "غوغل" أدلة متزايدة على أن قراصنة الإنترنت الموالين لروسيا، يعملون مع وكالة الاستخبارات العسكرية في البلاد، حسبما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وضخ دعاة الكرملين معلومات مضللة في مختلف أنحاء العالم

وفي أغسطس الماضي، في أعقاب أسبوع من الاحتجاجات العنيفة في بريطانيا، وجه ناشطون ومراقبون وسياسيون أصابع الاتهام إلى روسيا بتدبير حملة تضليل واسعة كانت وراء إطلاق معلومة مغلوطة على موقع إلكتروني غامض، مما أدى إلى أعمال شغب واسعة النطاق.

خبر زائف و"موقع غامض".. ما دور روسيا بإشعال الاحتجاجات العارمة في بريطانيا؟
في أعقاب أسبوع من الاحتجاجات العنيفة في بريطانيا، وجه ناشطون ومراقبون وسياسيون أصابع الاتهام لروسيا بتدبير حملة تضليل واسعة كانت وراء إطلاق شائعة على موقع إلكتروني غامض، ما أدى إلى أعمال شغب واسعة النطاق.

وفي الثامن من أكتوبر، قال كين مكالوم، رئيس جهاز الأمن الداخلي في بريطانيا: "لقد شهدنا حرقا وتخريبا وأكثر من ذلك. هناك أعمال خطيرة تتم بتهور متزايد".

وأضاف: "جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي على وجه الخصوص في مهمة مستمرة لخلق الفوضى في الشوارع البريطانية والأوروبية".

وقال نيلز أندرياس ستينسونيس، رئيس جهاز الاستخبارات النرويجي، في سبتمبر: "لقد تغير مستوى الخطر. ونحن نرى أعمال تخريب تحدث في أوروبا الآن".

وعبر ريتشارد مور، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني MI6، عن الأمر بصراحة أكبر: "لقد أصبحت أجهزة الاستخبارات الروسية وحشية".

وتقول فورين بوليسي  إن بوتين استخدم سلاح التخريب بعد غزو شبه جزيرة القرم عام 2014، وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.

وعام 2022، أدى غزو موسكو الفاشل لأوكرانيا إلى تعرض أنشطة الاستخبارات الروسية للفوضى، لكن هذا الأمر كان مؤقتا، ومع تطور الحرب في أوكرانيا بسرعة إلى حرب تجسس على الغرب، أعادت أجهزة الاستخبارات والأمن الروسية تجميع صفوفها بسرعة.

وظهرت مجموعة من العملاء الذين قاموا بأنشطة تخريبية بهدف تعطيل وصول المساعدات الغربية لأوكرانيا.

ولهذا الغرض، شرعت موسكو في تجنيد عملاء في فروع محلية بالدول الأوروبية، ومنذ بداية عام 2024، تكثفت الهجمات في جميع أنحاء أوروبا. 

ومن بين أكثر هذه الخطط جرأة محاولة اغتيال بابرغر، مسؤول الأسلحة في ألمانيا.

وتقول فورين بوليسي إن روسيا ربما كانت تحاول تقييم رد الفعل الألماني وإمكانية أن تؤدي عمليات مثل هذه إلى تغيير الرأي العام الألماني والأوروبي، بشكل عام، بشأن دعم أوكرانيا.

وتقول المجلة إن حملة الحرق والتخريب الروسية أثارت قلق المسؤولين الأميركيين ومسؤولي حلف شمال الأطلسي، الذين بدأوا في دق ناقوس الخطر.

وفيما يشير إلى أهمية جهود التخريب بالنسبة لبوتين، قالت المجلة إن الرئيس الروسي كان مهتما شخصيا بصفقة تبادل سجناء في أغسطس شملت الإفراج عن عملاء استخبارات روس مقابل إطلاق سراح صحفيين وناشطين. 

وشملت الصفقة القاتل المدان، فاديم كراسيكوف، وهو من المقربين من بوتين وتورط بشكل مباشر في عمليات تخريب في الغرب.

"ومن المؤكد أن ذهاب بوتين إلى المطار لاستقبال القتلة والجواسيس شخصيا أن يعزز من معنويات أجهزة الاستخبارات وعدوانيتها"، بحسب الصحيفة.