بوريل يلتقي زيلنسكي في العاصمة الأوكرانية
بوريل يلتقي زيلنسكي في العاصمة الأوكرانية

قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الأحد، إن التكتل سيزيد دعمه العسكري لأوكرانيا، وذلك غداة إقرار الكونغرس الأميركي مشروع قانون للتمويل المؤقت دون تقديم مساعدات لكييف، وفق رويترز.

وجاءت تصريحات بوريل، فيما حث الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأحد، الجمهوريين في الكونغرس على دعم مشروع قانون يمنح المزيد من المساعدات لكييف، وقال إنه "سئم من سياسة حافة الهاوية" التي كادت أن تؤدي إلى إغلاق الحكومة.

وأقر الكونغرس مشروع قانون مؤقتا، السبت، يمدد التمويل الحكومي لما يزيد على شهر، لكنه لم يتضمن أي مساعدات لكييف. والولايات المتحدة من الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي، العام الماضي، ويسعى بايدن إلى حشد الجهود داخل البلاد وفي الخارج للحفاظ على هذا الدعم.

وقال بوريل في مؤتمر صحفي خلال زيارة إلى العاصمة الأوكرانية، الأحد، إنه في مواجهة "تهديد وجودي لأوروبا"، فإن "الاقتراح المطروح على الطاولة" يظهر أن الاتحاد الأوروبي يريد زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وكان المسؤول الأوروبي يتحدث بعد أول اجتماع شخصي له مع وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، الذي عُيَن الشهر الماضي.

وقال بوريل ردا على سؤال بشأن التصويت في واشنطن: "دعونا نرى ما سيحدث في الولايات المتحدة، ولكننا سنواصل دعمنا وزيادة مساعداتنا".

وأضاف: "الأوكرانيون يقاتلون بكل ما أوتوا من شجاعة وقدرة"، وأنه إذا كان الاتحاد الأوروبي يريد لهم أن يكونوا أكثر نجاحا، "فعلينا أن نزودهم بأسلحة أفضل وأكبر".

وقال في المؤتمر الصحفي إنه يأمل أن تتوصل الدول الأعضاء إلى قرار بشأن زيادة المساعدات "قبل نهاية العام".

وقال في بيان نُشر على منصة" أكس": "نُعد بالتزامات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا".

وشكر وزير الدفاع الأوكراني ضيفه بوريل على "الدعم المستمر"، وقال إن الاجتماع كان "نقطة انطلاق لتعاون كبير".

وقال عمروف إن المناقشات حول مساعدات الاتحاد الأوروبي العسكرية لأوكرانيا تضمنت "المدفعية والذخيرة وأنظمة الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية وبرامج المساعدة طويلة الأمد والدورات التدريبية وتوطين صناعة الدفاع" في أوكرانيا.

وقالت وكالة الدفاع الأوروبية، هذا الأسبوع، ردا على أسئلة لرويترز، إن سبع دول من الاتحاد الأوروبي تقدمت بطلبات لشراء ذخيرة بموجب خطة لإيصال قذائف مدفعية تحتاجها أوكرانيا بشدة وتجديد المخزونات الغربية المستنفدة.

بوتين زار السعودية والإمارات الأربعاء
بوتين زار السعودية والإمارات الأربعاء

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زيارة خارجية نادرة خلال الأشهر الأخيرة، حيث توجه إلى السعودية والإمارات، في ظل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه بسبب "جرائم حرب" في أوكرانيا.

وتسببت تلك المذكرة في حذر الرئيس الروسي خلال رحلاته الخارجية، وحدت بشكل كبير من جولاته ولقاءاته مع قادة الدول الأخرى، وبالتحديد المنضمة إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الأربعاء، إن بوتين وولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، بحثا في الرياض "التعاون في إطار منظمة أوبك+".

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن بيسكوف قوله: "تحدثنا مرة أخرى عن التعاون في أوبك+. الطرفان متفقان على أن بلدينا يتحملان مسؤولية كبيرة في التفاعل من أجل الحفاظ على سوق الطاقة الدولية عند المستوى المناسب، وفي حالة مستقرة يمكن التنبؤ بها".

وقال بوتين في تصريحات تلفزيونية، الأربعاء، إن العلاقات مع السعودية وصلت إلى "مستوى غير مسبوق"، وهو نفس ما وصف به العلاقات مع الإمارات خلال اجتماع في اليوم نفسه مع رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وهذه الزيارة الخاطفة لكل من الرياض وأبوظبي، سلطت الضوء على رحلات بوتين الخارجية، التي تأثرت بشدة بمذكرة الاعتقال.

ما هي الجرائم المتهم بها بوتين؟

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 17 مارس الماضي، مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي لاتهامه بـ"الترحيل غير القانوني لأطفال من أوكرانيا، ونقل غير قانوني لمدنيين من أراضي أوكرانيا إلى روسيا".

ويعد القرار هو الأول من نوعه من طرف الهيئة الدولية، التي تحقق في الصراع في أوكرانيا.

وأصدرت المحكمة أمر توقيف منفصل بحق مفوضة روسيا لحقوق الأطفال، ماريا أليكسييفنا لفوفا بيلوفا، بنفس الاتهامات.

ووصفت الخارجية الروسية قرارات المحكمة الجنائية الدولية بأنها "عديمة الأهمية" و"باطلة قانونيا".

وكان فريق تحقيق أممي قد اعتبر أن نقل أطفال أوكرانيين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة موسكو في أوكرانيا، وإلى روسيا، يشكل "جريمة حرب".

وكتب فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة في تقريره: "تمت معاينة حالات نقل وترحيل أطفال داخل أوكرانيا وفي اتجاه روسيا الاتحادية، تنتهك القانون الإنساني الدولي وتشكل جريمة حرب".

ونقلت وكالة بلومبرغ الأميركية، أن خبراء حقوقيين أشاروا إلى أن "عدد الأطفال الذين تم ترحيلهم يتجاوز 19 ألفا"، فيما تقول السلطات الروسية إنها نقلت الأطفال "لأهداف إنسانية" في ظل الحرب.

كيف أثرت مذكرة الاعتقال على رحلات بوتين؟

منذ إصدار أمر الاعتقال، لم يغادر بوتين إلا لدول ليست أطرافا في المحكمة الجنائية الدولية، مثل الصين وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان، بجانب الإمارات والسعودية.

وغاب بوتين عن قمة "بريكس" التي عقدت في منتصف أغسطس الماضي بجنوب أفريقيا، بعدما أعلنت الأخيرة أن بصفتها عضوة في الجنائية الدولية، ستكون مجبرة على تنفيذ مذكرة الاعتقال.

وأعلنت الرئاسة في جنوب أفريقيا، يوليو الماضي، أن بوتين قرر عدم الحضور باتفاق متبادل مع الرئيس سيريل رامافوزا، على أن يمثل روسيا في القمة وزير الخارجية سيرغي لافروف.

وجاء ذلك بعدما أعلن حزب التحالف الديمقراطي المعارض البارز في جنوب أفريقيا، حينها، أنه اتخذ إجراءات قانونية لإجبار الحكومة على اعتقال بوتين إذا قام بزيارة البلاد، بحسب مجلة "بوليتيكو" الأميركية.

ما هي احتمالات محاكمة بوتين؟

أشار تقرير وكالة "بلومبرغ" إلى أن احتمالات محاكمة بوتين وكبار مساعديه لاتهامهم بجرائم حرب "ليست كبيرة، إلا لو تم تغيير النظام في موسكو".

ولا تسمح المحكمة الجنائية الدولية بإجراء محاكمات غيابية، ومن غير المرجح أن تتمكن من اعتقال بوتين أو مساعديه، وهي تعتمد بالأساس على الدول الأعضاء في تنفيذ الاعتقالات، وبالتالي حال تجنب السفر إلى تلك الدول فسيكون من الصعب القبض على المطلوبين لدى الجنائية الدولية.

ويبدو ذلك واضحا في أن الأشخاص الذين اتهمتهم الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب، لا يزال ثلثهم طلقاء. وكان أغلبهم أعضاء جماعات مسلحة وليسوا قادة سياسيين أو مسؤولين عسكريين رسميين.