زيلنيسكي أبدى دعمه وتضامنه مع إسرائيل
الرئيس الأوكراني أبدى تضامنه ودعمه لإسرائيل في أعقاب هجمات حماس (أرشيف)

حذرت دراسة صادرة عن معهد الحرب في واشنطن، من أن روسيا "ستستغل الحرب" بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، بغية "إضعاف الروح المعنوية" لدى الأوكرانيين، بحجة أن الغرب "سيوجه أنظاره إلى الأزمة الجديدة في الشرق الأوسط، وبالتالي سيضعف الدعم الدولي المقدم لكييف"، بحسب تقرير نشره موقع "صوت أميركا".

وفي أعقاب الهجوم المباغت التي شنته حماس، المصنفة إرهابية، على الأراضي الإسرائيلية، ألقى الكرملين باللوم على الغرب، متهما إياه بـ"تجاهل العمل على إيجاد تسوية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي"، وأنه "اهتم عوضا عن ذلك بدعم أوكرانيا في مواجهة الجيش الروسي".

واستشهدت دارسة معهد الحرب بتصريحات لنائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديميتري ميدفيديف، قال فيها إن "الولايات المتحدة وحلفاءها يجب أن يكونوا منشغلين بالعمل على تسوية فلسطينية إسرائيلية، وليس التدخل" في شؤون روسيا وتقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا".

وأشارت الدراسة إلى سعي العديد من مدوني الأخبار بروسيا، ومن ضمنهم المؤثر البارز سيرغي ماردان، إلى "محاولة نشر حالة من الإحباط لدى الأوكرانيين، من خلال القول إن موسكو ستستفيد من التصعيد الأخير بين إسرائيل وحماس، لأن العالم سينصرف عن أوكرانيا لفترة وينشغل مرة أخرى بوضع حد للمعارك هناك".

ونوهت الدارسة إلى أن رواية الكرملين بأن أوكرانيا ستفقد الدعم الدولي، تهدف إلى "طمأنة الجمهور الروسي بأن المجتمع الدولي سيتجاهل دعم المجهود الحربي لكييف".

وبحسب معهد الحرب، فإن مبعوث الكرملين للشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدونوف، "كان قد أجرى مباحثات مع ممثلي حماس عدة مرات هذا العام، وذلك عبر لقاءات شخصية أو من خلال اجتماعات تمت عبر الهاتف".

وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد دعا زعماء العالم، السبت، إلى "إظهار التضامن والوحدة في دعم إسرائيل، وإدانة الهجوم الإرهابي الذي نفذته حركة حماس"، بحسب وكالة رويترز.

وقال زيلينسكي الذي يخوض جيش بلاده قتالا ضد الغزو الروسي الشامل منذ 19 شهرا، إن "إسرائيل لها كل الحق، تماما مثل أوكرانيا، في حماية نفسها".

وأضاف زيلينسكي: "لتكن قيمة الحياة الإنسانية وعدم التسامح مع الإرهاب، هي المبادئ التي ستوحد العالم أجمع في النهاية".

ونشر الجيش الأوكراني مقطعاً مصوراً، السبت، يظهر فيه جنود أوكرانيون ينددون بهجوم حماس، ويعلنون الدعم لإسرائيل.

بوتين زار السعودية والإمارات الأربعاء
بوتين زار السعودية والإمارات الأربعاء

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زيارة خارجية نادرة خلال الأشهر الأخيرة، حيث توجه إلى السعودية والإمارات، في ظل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه بسبب "جرائم حرب" في أوكرانيا.

وتسببت تلك المذكرة في حذر الرئيس الروسي خلال رحلاته الخارجية، وحدت بشكل كبير من جولاته ولقاءاته مع قادة الدول الأخرى، وبالتحديد المنضمة إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الأربعاء، إن بوتين وولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، بحثا في الرياض "التعاون في إطار منظمة أوبك+".

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن بيسكوف قوله: "تحدثنا مرة أخرى عن التعاون في أوبك+. الطرفان متفقان على أن بلدينا يتحملان مسؤولية كبيرة في التفاعل من أجل الحفاظ على سوق الطاقة الدولية عند المستوى المناسب، وفي حالة مستقرة يمكن التنبؤ بها".

وقال بوتين في تصريحات تلفزيونية، الأربعاء، إن العلاقات مع السعودية وصلت إلى "مستوى غير مسبوق"، وهو نفس ما وصف به العلاقات مع الإمارات خلال اجتماع في اليوم نفسه مع رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وهذه الزيارة الخاطفة لكل من الرياض وأبوظبي، سلطت الضوء على رحلات بوتين الخارجية، التي تأثرت بشدة بمذكرة الاعتقال.

ما هي الجرائم المتهم بها بوتين؟

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 17 مارس الماضي، مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي لاتهامه بـ"الترحيل غير القانوني لأطفال من أوكرانيا، ونقل غير قانوني لمدنيين من أراضي أوكرانيا إلى روسيا".

ويعد القرار هو الأول من نوعه من طرف الهيئة الدولية، التي تحقق في الصراع في أوكرانيا.

وأصدرت المحكمة أمر توقيف منفصل بحق مفوضة روسيا لحقوق الأطفال، ماريا أليكسييفنا لفوفا بيلوفا، بنفس الاتهامات.

ووصفت الخارجية الروسية قرارات المحكمة الجنائية الدولية بأنها "عديمة الأهمية" و"باطلة قانونيا".

وكان فريق تحقيق أممي قد اعتبر أن نقل أطفال أوكرانيين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة موسكو في أوكرانيا، وإلى روسيا، يشكل "جريمة حرب".

وكتب فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة في تقريره: "تمت معاينة حالات نقل وترحيل أطفال داخل أوكرانيا وفي اتجاه روسيا الاتحادية، تنتهك القانون الإنساني الدولي وتشكل جريمة حرب".

ونقلت وكالة بلومبرغ الأميركية، أن خبراء حقوقيين أشاروا إلى أن "عدد الأطفال الذين تم ترحيلهم يتجاوز 19 ألفا"، فيما تقول السلطات الروسية إنها نقلت الأطفال "لأهداف إنسانية" في ظل الحرب.

كيف أثرت مذكرة الاعتقال على رحلات بوتين؟

منذ إصدار أمر الاعتقال، لم يغادر بوتين إلا لدول ليست أطرافا في المحكمة الجنائية الدولية، مثل الصين وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان، بجانب الإمارات والسعودية.

وغاب بوتين عن قمة "بريكس" التي عقدت في منتصف أغسطس الماضي بجنوب أفريقيا، بعدما أعلنت الأخيرة أن بصفتها عضوة في الجنائية الدولية، ستكون مجبرة على تنفيذ مذكرة الاعتقال.

وأعلنت الرئاسة في جنوب أفريقيا، يوليو الماضي، أن بوتين قرر عدم الحضور باتفاق متبادل مع الرئيس سيريل رامافوزا، على أن يمثل روسيا في القمة وزير الخارجية سيرغي لافروف.

وجاء ذلك بعدما أعلن حزب التحالف الديمقراطي المعارض البارز في جنوب أفريقيا، حينها، أنه اتخذ إجراءات قانونية لإجبار الحكومة على اعتقال بوتين إذا قام بزيارة البلاد، بحسب مجلة "بوليتيكو" الأميركية.

ما هي احتمالات محاكمة بوتين؟

أشار تقرير وكالة "بلومبرغ" إلى أن احتمالات محاكمة بوتين وكبار مساعديه لاتهامهم بجرائم حرب "ليست كبيرة، إلا لو تم تغيير النظام في موسكو".

ولا تسمح المحكمة الجنائية الدولية بإجراء محاكمات غيابية، ومن غير المرجح أن تتمكن من اعتقال بوتين أو مساعديه، وهي تعتمد بالأساس على الدول الأعضاء في تنفيذ الاعتقالات، وبالتالي حال تجنب السفر إلى تلك الدول فسيكون من الصعب القبض على المطلوبين لدى الجنائية الدولية.

ويبدو ذلك واضحا في أن الأشخاص الذين اتهمتهم الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب، لا يزال ثلثهم طلقاء. وكان أغلبهم أعضاء جماعات مسلحة وليسوا قادة سياسيين أو مسؤولين عسكريين رسميين.