ارتفاع الثلوج بلغ مترين في بعض المناطق الأوكرانية
ارتفاع الثلوج بلغ مترين في بعض المناطق الأوكرانية

تفاقم العاصفة الشتوية القاسية التي تضرب جنوبي أوكرانيا، المصاعب التي يواجهها المدنيون والعسكريون على حد سواء، في الدولة التي تعيش حربا مستمرة منذ العام الماضي.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن العاصفة الثلجية أدت إلى تقطع السبل بالمدنيين على الطرق، في حين ساهمت بتعقيد حركة المساعدات الإنسانية إلى المجتمعات المحلية التي دمرها القتال في جميع أنحاء أوكرانيا.

ومع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون درجة التجمد في معظم أنحاء أوكرانيا، أصبح مئات الآلاف من المدنيين دون كهرباء، في الأراضي التي تحتلها روسيا، بعد انقطاع التيار عن مناطق بجنوب البلاد.

كما تسببت العاصفة في إعاقة طرق الإمداد لجيشي روسيا الغازية وأوكرانيا، وعمّقت بؤس عشرات الآلاف من الجنود المتجمعين في خنادق ضحلة عبر خط المواجهة مترامي الأطراف.

والإثنين، ضربت عاصفة شتوية قوية جنوبي أوكرانيا، مما أدى إلى جرف الدفاعات الساحلية الروسية من بعض الشواطئ في شبه جزيرة القرم المحتلة. 

وأغلقت السلطات الأوكرانية الطريق السريع الرئيسي بين مدينة أوديسا الساحلية والعاصمة كييف، الإثنين، بينما يتسابق عمال الإنقاذ، بما في ذلك بعضهم على عربات الثلوج، لإنقاذ الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في السيارات والحافلات.

وقالت خدمات الطوارئ الأوكرانية، الإثنين، إنه تم إجلاء أكثر من 1600 شخص، من بينهم 93 طفلا، من الطرق في منطقة أوديسا.

وكتب وزير الداخلية، إيهور كليمينكو، على تطبيق تلغرام، أن "ما لا يقل عن 1370 شاحنة بضائع كانت عالقة، وجرى سحب 840 سيارة" بسبب تراكم الثلج، الذي وصل ارتفاعه في بعض الأماكن إلى مترين.

ومع تحرك العاصفة شمالا من البحر الأسود عبر أوكرانيا، مُنعت المركبات الكبيرة من دخول العاصمة كييف، الإثنين، حتى تتمكن أطقم العمل من إزالة الثلوج من الطرق.

وبغض النظر عن الأحوال الجوية، فإن القتال في أوكرانيا نادرا ما يهدأ منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل على البلاد في فبراير 2022. ومع ذلك، فإن العاصفة الثلجية كان لها تأثير على وتيرة المعارك هذه المرة.

وأصبحت أوكرانيا الآن في موقف دفاعي إلى حد كبير في معظم أنحاء الجبهة. ويأمل القادة العسكريون أن تعمل ظروف الشتاء القاسية لصالحهم. 

وفي حين أنهم ما زالوا أقل عددا وتسليحا في معظم النواحي، فإنهم يقاتلون على أرضهم.

والأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم القوات البرية الأوكرانية، فولوديمير فيتيو، إنه "مع تحرك أوكرانيا إلى الوضع الدفاعي، فإن تركيزها الرئيسي هذا الشتاء سيكون على تعطيل الخدمات اللوجستية الروسية، ومنع تسليم الأسلحة وحصص الإعاشة وغيرها من السلع الضرورية، حتى يجوعوا ويشعروا بالبرد، ولا يكون لديهم الرغبة في القتال".

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.