وقع الرئيسان بايدن وزيلينسكي اتفاقا امنيا بين الولايات المتحدة وأوكرانيا على هامش قمة مجموعة السبع في إيطاليا
وقع الرئيسان بايدن وزيلينسكي اتفاقا امنيا بين الولايات المتحدة وأوكرانيا على هامش قمة مجموعة السبع في إيطاليا

أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن الاتفاق الأمني الثنائي الذي أبرمته بلاده مع الولايات المتحدة، الخميس، على هامش قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى "G7" في إيطاليا يمهد الطريق أمام انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال زيلينسكي إن الاتفاق "ينص على أن الولايات المتحدة تدعم انضمام أوكرانيا المستقبلي إلى حلف شمال الأطلسي وتعترف بأن اتفاقنا الأمني يمهّد الطريق أمام انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي".

وفي وقت سابق الخميس، وقع الرئيسان بايدن وزيلينسكي اتفاقا أمنيا بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، مع توجيه الرئيس الأميركي تحذيرا إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من أن حلفاء أوكرانيا "لا يتراجعون".

ورحب بايدن بالاتفاق الثنائي وتوافق دول مجموعة السبع على دعم كييف بـ 50 مليار دولار مصدرها الأصول الروسية المجمدة، مؤكدا أن المجموعة "تظهر لبوتين بشكل جماعي أنه لا يستطيع أن يقسمنا".

وتعهدت الولايات المتحدة، الخميس، تقديم دعم طويل الأمد لأوكرانيا بموجب اتفاق أمني مدته عشر سنوات. 

وجاء في بيان أميركي مصاحب للاتفاق الأمني، قبل وقت قصير من حفل التوقيع "اليوم، ترسل الولايات المتحدة إشارة قوية حول دعمنا القوي لأوكرانيا الآن وفي المستقبل".

واستقبل قادة مجموعة السبع زيلينسكي بحفاوة الخميس في إيطاليا، حيث أعلنوا عن اتفاق بشأن استخدام الأصول الروسية المجمّدة لمساعدة كييف في الدفاع عن نفسها، بينما دعاهم الرئيس الأوكراني إلى تسريع عمليات تسليم الأسلحة وتدريب الطيارين على مقاتلات "إف 16".

وانضم زيلينسكي إلى قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وكندا واليابان) الذين اجتمعوا برئاسة إيطاليا في منتجع بروغو إنيازيا الساحلي في منطقة بوليا في جنوب البلاد. 

والتقى بايدن بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس وآخرين غيرهم في هذا المنتجع الفخم، لمناقشة المساعدات الجديدة وآلية الدعم المالي التي تسمح بالاستفادة من الأصول الروسية المجمّدة من قبل الدول الغربية لصالح أوكرانيا.

وبعد باريس وبرلين، أعلنت واشنطن، الخميس، التوصل إلى "اتفاق سياسي" في هذا الملف المعقّد. ووصف شولتس الاتفاق بـ"التاريخي".

من جهته، قال زيلينسكي خلال الاجتماع مع قادة مجموعة السبع، "من الصحيح أن تكون روسيا هي التي تدفع"، مطالباً بالمصادرة التامّة لأصول البنك المركزي الروسي البالغة 300 مليار يورو التي جمّدها الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع، الأمر الذي يواجَه بالرفض حالياً لأسباب قانونية.

وأمام احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وانعدام اليقين بشأن تداعيات انتخابه على أوكرانيا، تسعى مجموعة السبع إلى ضمان تمويل مساعداتها العسكرية لكييف.

وبمبادرة من الولايات المتحدة، اعتمد القادة الموجودون في إيطاليا منح قرض بقيمة 50 مليار دولار لكييف، بضمان الفوائد المستقبلية الناتجة عن الأصول الروسية المجمّدة.

وقال البيت الأبيض الخميس، إنه "عبارة عن قرض تضامني" لم تُعرف الحصّة التي تتحمّلها كل دولة منه بعد. 

من جانب آخر، أكد الرئيس الأوكراني أن الرئيس الصيني، شي جينبينغو "تعهد" له عدم بيع أسلحة لروسيا.

وقال زيلينسكي على هامش قمة مجموعة السبع: "أجريت محادثة هاتفية مع رئيس الصين. قال إنه لن يبيع أسلحة لروسيا. سنرى".

وأضاف "لقد تعهد لي" أن يقوم بذلك.

تسريع تسليم الاسلحة

في سياق متصل، أعلنت واشنطن الأربعاء فرض عقوبات جديدة للجم جهود الحرب الروسية في أوكرانيا من خلال استهداف كيانات واقعة في روسيا أو في دول مثل الصين وتركيا والإمارات العربية المتحدة.

وشكر زيلينسكي حلفاءه على هذه المساعدات، داعياً إياهم إلى "تسريع" تسليم الأسلحة والذخيرة.

وقال "نسعى دائماً للحصول على (أنظمة دفاع جوي) باتريوت إضافية"، مضيفاً "أطلب منكم أيضاً أن تفعلوا ما في وسعكم لتسريع انتقالنا إلى (المقاتلات الأميركية) إف 16، وهو ما يعني تسريع تدريب الطيارين". 

غير أنّ حلف شمال الأطلسي اعترف الخميس بأنّه يجد صعوبة في العثور على أنظمة دفاع جوي جديدة لتسليمها إلى كييف. وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على هامش اجتماع في بروكسل مع نظرائه في الناتو "ليس لدي أيّ إعلان بشأن أنظمة باتريوت اليوم (الخميس)". 

حالة "تأهب" للناتو

وأكد مسؤول كبير في حلف "الناتو"، الخميس، أن الدول الأعضاء "تخطت بيسر" هدف وضع 300 ألف جندي في حال تأهب قصوى فيما يواجه الحلف تهديدا من روسيا، وفق ما نقلته فرانس برس.

واتفق قادة الناتو في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا في عام 2022 على زيادة كبيرة في عدد القوات التي يمكن نشرها في غضون 30 يوما.

وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته: "العروض المطروحة على الطاولة من الحلفاء تتخطى بيسر 300 ألف".

وأضاف "تلك هي القوات التي قال لنا الحلفاء إنها متاحة لكم اعتبارا من الآن وعلى هذا المستوى من الاستعداد".

يعد الضغط من أجل جعل مزيد من القوات في حال تأهب قصوى جزءا من إصلاح أوسع تم تبنيه في قمة الناتو العام الماضي لدرء أي هجوم روسي محتمل.

وحددت الخطط لأول مرة منذ نهاية الحرب الباردة ما يتوقع من كل عضو في الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة أن يفعل في حال شنت روسيا حربا. 

ويحاول قادة الناتو حاليا التأكد من أن لديهم القدرات اللازمة لتنفيذ تلك الخطط إذا لزم الأمر.

لكن الحلف يواجه نقصا في الأسلحة الرئيسية مثل الدفاعات الجوية والصواريخ بعيدة المدى.

وقال المسؤول: "هناك فجوات في القدرات. هناك أشياء ليس لدينا ما يكفي منها كحلف حاليا، وعلينا معالجة ذلك".

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي يتحدث خلال مؤتمر صحفي في كييف
محللون عسكريون يقولون إن روسيا تقترب من إخراج القوات الأوكرانية من كورسك

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن قوات كييف لا تزال تتصدى لقوات روسيا وكوريا الشمالية في منطقة كورسك الروسية، لكنه حذر من أن القوات الأوكرانية تواجه هجوما جديدا محتملا على منطقة سومي في شمال شرق البلاد.

ويقول محللون عسكريون إن روسيا تقترب من إخراج القوات الأوكرانية من كورسك، وهي موطئ قدم ظلت فيه لشهور وتقع في غرب روسيا، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، إن الآلاف "محاصرون بالكامل" هناك.

وفي بيان على وسائل التواصل الاجتماعي بعد إحاطة من قائد الجيش، قال زيلينسكي إن قوات كييف ليست محاصرة في كورسك لكن موسكو تحشد قواتها في مكان قريب لشن هجوم منفصل.

وأضاف "يشير هذا إلى نية لمهاجمة منطقة سومي. نحن على دراية بذلك، وسنتصدى له... أود أن يفهم جميع الشركاء بالضبط ما يخطط له بوتين، وما يستعد له، وما الذي سيتجاهله".

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس، إنه يؤيد من حيث المبدأ اقتراح ترامب وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في الحرب مع أوكرانيا، لكنه سيواصل القتال لحين تلبية عدة شروط مهمة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، السبت، خلال اجتماع ضم نحو 25 من الزعماء الأوروبيين وحلفاء آخرين، إنهم سيحتاجون إلى زيادة الضغط على بوتين لقبول وقف إطلاق النار.

وقال زيلينسكي "يشير حشد القوات الروسية إلى أن موسكو تنوي الاستمرار في تجاهل الدبلوماسية. من الواضح أن روسيا تطيل أمد الحرب".

وأضاف أن الوضع في ساحة المعركة بالقرب من مدينة بوكروفسك الاستراتيجية في شرق أوكرانيا "استقر"، وأن بلاده استخدمت بنجاح خلال القتال صاروخا جديدا بعيد المدى تم إنتاجه محليا.

وتسعى كييف إلى توسيع صناعتها الدفاعية المحلية لتقليل الاعتماد على حلفائها الغربيين الذين زودوها بقدرات مدفعية ودفاع جوي وضربات بعيدة المدى.

وقال زيلينسكي إن صاروخ (لونج نبتون) الأوكراني الجديد يبلغ مداه ألف كيلومتر.