المدعي العام الأوكراني يحقق في جرائم اغتصاب واعتداء جنسي نفذها جنود روس
المدعي العام الأوكراني يحقق في جرائم اغتصاب واعتداء جنسي نفذها جنود روس | Source: pexels

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الضوء على شهادات لنساء أوكرانيات، قلن إنهن تعرضن لاعتداءات جنسية واغتصاب من قبل جنود روس، في قرى احتلها الجيش الروسي عقب غزوه أوكرانيا قبل أكثر من عامين.

وقدمت 7 ناجيات تتراوح أعمارهن بين 32 و62 عاما، خلال مقابلات مع الصحيفة، روايات عن تجاربهن مع الاعتداء الجنسي الذي تعرضن له من قبل الجنود الروس، حيث وافقن على التحدث باستخدام أسمائهن الأولى للحفاظ على خصوصيتهن، فيما وافقت بعضهن على الظهور في الصور.

وحسب الصحيفة، تم تأكيد رواياتهن إلى حد كبير من قبل مكتب المدعي العام الأوكراني، وشبكة سيما "SEMA" العالمية للناجين من العنف الجنسي المرتبط بالصراع.

وتشمل الجرائم التي يحقق فيها مكتب المدعي العام في أوكرانيا، الاغتصاب ومحاولة الاغتصاب وتشويه الأعضاء التناسلية والتعري القسري، وفقا لـ"نيويورك تايمز"، التي تشير إلى أن بعض الأشخاص أُجبروا على مشاهدة الاعتداء الجنسي من قبل الجنود الروس على أحبائهم.

وقالت الأوكرانية داريا، التي فرت من قريتها التي احتلتها روسيا وقضت أسابيع تتجول في الشوارع هربا، إن "جنودا روس اغتصبوها مرتين في مارس 2022 بقرية غافرونشتشينا، التي تبعد حوالي 48 كيلومترا عن العاصمة كييف".

وأضافت الرسامة التي تبلغ من العمر 32 عاما: "أردت أن أخبر الجميع، لكن لم يكن هناك من أتحدث إليه. لم أستطع أن أتحدث إلى أفراد عائلتي، ولم أكن أعرف أحدا في القرية التي هربت إليها غربي أوكرانيا، حيث كان عليّ أن أتعامل مع الأمر بمفردي بطريقة أو بأخرى".

وذكرت داريا أنها عانت من "العار" لمدة عامين بعد الاعتداء، حيث لم تتمكن من إخبار والدها بما حدث، وكانت تكافح "من أجل إقامة علاقة حميمة مع شريكها".

والحال ذاته مع هالينا، وهي متقاعدة تبلغ من العمر 61 عاما من مدينة دميتريفكا، قالت إنها تعرضت للاعتداء على يد جندي روسي في العشرينيات من عمره.

وأضافت أنه كان يغتصبها و"يضحك كلما تألمت وبكت.. ويطلب منها أن تصمت وإلا فإنه سيقتلها".

وذكرت هالينا أنها لم تستطع النوم لمدة تزيد عن عام، قائلة: "كلما أغمضت عيني، رأيت جنودا روس يتسلقون سياج المنزل"، مشيرا إلى أنها رغم ذلك، لا تزال تعيش في المنزل الذي وقع فيه الاعتداء.

وبذلت الحكومة الأوكرانية جهودا كبيرة لتوثيق قضايا العنف الجنسي وملاحقة مرتكبيها، على الرغم من الحرب وعدم وجود تقدم تقريبا في ساحة المعركة، وفق الصحيفة.

لكن مع ذلك، يقول الضحايا إن "الحكومة فشلت في وضع نظام دعم مناسب للناجيات، مما تركهن بمفردهن إلى حد كبير للتعامل مع الآثار المالية والنفسية لصدماتهن".

وقالت بعض النساء إنهن اضطررن إلى دفع تكاليف الفحوصات الطبية أو جلسات العلاج النفسي من أموالهن الخاصة.

ولم تعتمد العديد من النساء اللاتي يعانين من الأرق ونوبات الهلع على الحكومة للمساعدة، بل على الجمعيات الخيرية التي تنظم جلسات العلاج الجماعي، وتربط النساء بالمعالجين المتطوعين، وفق الصحيفة الأميركية.

ويدرس البرلمان الأوكراني حاليا قانونا من شأنه أن يضع تعريفا قانونيا للعنف الجنسي، مع وضع تدابير لتوفير العلاج المجاني للضحايا، والمساعدة المالية السريعة لمن هم في حاجة ماسة.

وتقول نائبة وزير الداخلية الأوكراني، كاترينا بافليشينكو، للصحيفة، إن "توثيق الجرائم الجنسية أصبح أولوية بالنسبة للحكومة".

وتضيف أن السلطات "درّبت وحدات خاصة من الشرطة للعمل مع الناجيات، وأنشأت 9 مراكز دعم في جميع أنحاء البلاد تقدم المساعدة النفسية والطبية".

وعلى الرغم من الأدلة التي جمعتها الأمم المتحدة، التي تشير إلى أن العنف الجنسي الذي تمارسه القوات الروسية في أوكرانيا "منتشر على نطاق واسع"، فإن هناك الكثير من الحالات غير المعروفة، فمن بين ما يقرب من 137 ألف تقرير عن جرائم الحرب التي حقق فيها مكتب المدعي العام في أوكرانيا، لم يتضمن سوى 308 تقارير عن العنف الجنسي، حسب نيويورك تايمز.

في المقابل، قال المكتب الصحفي للرئاسة الروسية "الكرملين" لـ"نيويورك تايمز"، عندما طُلب منه التعليق: "في معظم الأحيان تكون ادعاءات الأوكرانيين بلا أساس".

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.