جندي أوكراني يدير دبابة بالقرب من الحدود الروسية في منطقة سومي
أوكرانيا تسيطر الآن على 1150 كيلومترا مربعا من الأراضي الروسية

أعلنت القوات الأوكرانية عن "استسلام أكبر مجموعة من الجنود الروس" منذ بداية الحرب في منطقة كورسك الروسية، فيما أجلت موسكو ما يقرب من 200 ألف شخص في أعقاب واحدة من أكبر الهجمات الأوكرانية على الأراضي الروسية، بحسب تقارير أخرى.

ولم تعلق روسيا رسميا على إعلان القوات الأوكرانية قبول استسلام 102 جنديا روسيا كأسرى حرب احتجزتهم وحدة تابعة لجهاز الأمن الأوكراني تعمل في منطقة كورسك الروسية، وفقا لما نقلت وكالة "بلومبيرغ" عن شخص مطلع على العملية، طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع.

وتشير جميع المؤشرات إلى أن أوكرانيا لا تزال تشن هجوما في منطقة كورسك وأن القوات الروسية تقاتل بشدة لمنع القوات الأوكرانية، وفق تقرير الوكالة.

وقال المصدر لـ"بلومبيرغ" إنه تم القبض على الروس، الأربعاء، في مجمع مترامي الأطراف تحت الأرض، وكان لديهم مخزونات وفيرة من الذخيرة والإمدادات.

وأظهر مقطع فيديو نقلته فرانس برس رجالا بالزي العسكري الروسي تحملهم شاحنة أوكرانية عبر معبر حدودي بين منطقتي سومي وكورسك الروسية. 

 

وتسيطر أوكرانيا الآن على 1150 كلم مربعا من الأراضي الروسية، بما في ذلك 82 قرية وبلدة، منذ التوغل الذي بدأ قبل 10 أيام، حسبما قال القائد العام أولكسندر سيرسكي، للرئيس فولوديمير زيلينسكي، في تقرير مصور نشر على قناة زيلينسكي على تيليغرام، الخميس. لم يتسن التحقق من الادعاءات بشكل مستقل، وفق ما ذكرته "بلومبيرغ".

وأعلنت كييف، الخميس، أن قواتها حققت تقدما جديدا في منطقة كورسك الروسية في اليوم التاسع من هجومها غير المسبوق داخل الأراضي الروسية، فيما أكد الجيش الروسي استعادة بلدة في المنطقة والإبقاء على الضغوط جنوبا على جبهة دونباس.

وشنت القوات الأوكرانية، في السادس من أغسطس، هجوما على هذه المنطقة الحدودية فسيطرت على عشرات البلدات في أكبر عملية عسكرية أجنبية داخل الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي مؤشر على نية أوكرانيا ترسيخ وجودها، أعلن قائد الجيش الأوكراني،  سيرسكي، تشكيل إدارة عسكرية في كورسك تتولى شؤون المنطقة وضمان الأمن فيها، وتشرف على المسائل اللوجستية للقوات الأوكرانية.

وذكرت شبكة "أي بي سي نيوز" أن روسيا قامت بإجلاء 200 ألف شخص في أعقاب واحدة من أكبر الهجمات الأوكرانية على الأراضي الروسية، وفق ما قال مسؤولون روس، الأربعاء.

وقالت مصادر في جهاز الأمن الأوكراني للشبكة إن الضربات الليلية شكلت أكبر هجوم مشترك على البنية التحتية للقوات الجوية الروسية منذ بداية الحرب واسعة النطاق، مع استهداف ثلاثة مطارات عسكرية روسية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قوات الدفاع الجوي الروسية دمرت 117 طائرة بدون طيار أوكرانية وأربعة صواريخ "Tochka-U" فوق ثماني مناطق في روسيا، بما في ذلك في كورسك وفورونيج وبيلغورود نوفغورود.

ولم تؤكد السلطات المحلية تعرض المطارات للهجوم. تم إعلان حالة الطوارئ في منطقة بيلغورود بسبب "الهجمات الأوكرانية اليومية"، حسبما قال حاكم بيلغورود، فياتشيسلاف غلادكوف، صباح الأربعاء.

وسيتم إجلاء ما يقرب من 194 ألف شخص من منطقتي كورسك وبيلغورود بسبب الهجوم العسكري الأوكراني، وفقا لوسائل إعلام روسية. وكانت آخر مرة فر فيها الروس بشكل جماعي من القتال داخل البلاد خلال الحرب الشيشانية الثانية التي استمرت عقدا من الزمن، والتي بدأت في عام 1999، وفقا لموقع "Agentstvo" الروسي المستقل.

وأبلغت أوكرانيا، الأربعاء، أن الجيش يعتزم إقامة ممرات إنسانية في منطقة كورسك لتسهيل إجلاء المدنيين "سواء باتجاه روسيا أو باتجاه أوكرانيا".

روسيا تشن هجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا مما يجعل فصل الشتاء أكثر صعوبة
روسيا تشن هجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا مما يجعل فصل الشتاء أكثر صعوبة

أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، خلال زيارة لمولدوفا، الثلاثاء، أن ألمانيا ستقدم مساعدات إضافية بقيمة 100 مليون يورو (111 مليون دولار) لأوكرانيا هذا الشتاء.

وقالت بيربوك قبيل مؤتمر وزاري في كيشيناو، إن روسيا تخطط مجددا "لشن حرب شتوية لجعل حياة الناس في أوكرانيا مريعة قدر الإمكان"، حسب وكالة رويترز.

وتشن روسيا موجات من الهجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مثل محطات الطاقة، مما يسبب في بعض الأحيان انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء من البلاد.

وفي يونيو، قالت كييف إن هناك حاجة إلى "مزيد من الدفاعات الجوية" لإصلاح البنية التحتية، من أجل تأمين الخدمات في فصل الشتاء، عندما يبلغ الطلب على الطاقة ذروته بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

ولاحقا في مؤتمر لمعالجة المخاوف بشأن توسع التدخل الروسي في المنطقة، شددت بيربوك على أن دعم أوكرانيا "يضمن بقاء مولدوفا المجاورة صامدة".

وأضافت: "كل ما نقوم به لدعم أوكرانيا يعني أيضا تعزيز الاستقرار فيما يتعلق بمولدوفا.. ومن الواضح أن أكبر مخاوف الناس هنا هي أن يأتي الدور على مولدوفا إذا سقطت أوكرانيا".

وتزور بيربوك كيشيناو لحضور منصة الشراكة في مولدوفا، إلى جانب حلفاء من فرنسا ورومانيا.

وكانت ألمانيا، أحد الداعمين العسكريين الرئيسيين لكييف في أوروبا، قد بادرت بإنشاء المنصة بعد غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022، ووصفتها بأنها "جزء من جهود أوسع نطاقا لتحقيق الاستقرار في اقتصاد مولدوفا، وحمايته من التضليل الروسي".

من جانبها، قالت رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، إن بلادها "لا تزال تواجه تحديات خطيرة"، داعية الشركاء إلى زيادة دعمهم.

واستطردت ساندو: "حرب روسيا على أوكرانيا، التي نددنا بها منذ اليوم الأول، تسببت في أضرار جسيمة لاقتصادنا".

وتابعت: "حالة عدم اليقين التي تسببت بها الحرب لا تزال تعيق التنمية الاقتصادية عندنا بشكل خطير، وستستمر في إعاقتها طالما استمرت الحرب".