مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا توقفت تماما في يونيو 2022
مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا توقفت تماما في يونيو 2022

كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، أن أوكرانيا وروسيا كانتا على وشك إرسال وفود إلى الدوحة، هذا الشهر، للتفاوض على اتفاق تاريخي لوقف الهجمات على البنيات التحتية الطاقية.

وبحسب ما نقلته الصحيفة الأميركية عن دبلوماسيين ومسؤولين مطلعين، كان من شأن هذه المفاوضات التي تمت برعاية قطرية، أن تثمر عن وقف جزئي لإطلاق النار.

لكن هذه المحادثات غير المباشرة التي عمل فيها القطريون بشكل منفصل مع الوفدين الأوكراني والروسي، تعطّلت إثر التوغل المفاجئ لأوكرانيا في منطقة كورسك، غرب روسيا، الأسبوع الماضي، وفقا للمسؤولين.

ولم يتم الإبلاغ عن تفاصيل الاتفاق المحتمل والقمة المخطط لها مسبقا.

ولأكثر من عام، قصفت روسيا شبكة الكهرباء الأوكرانية بوابل من الصواريخ والمسيرات، مما تسبب في أضرار ضخمة لمحطات الطاقة، وانقطاعات متكررة للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد.

في المقابل، ضربت أوكرانيا  منشآت النفط الروسية بمسيرات بعيدة المدى أشعلت النيران في مصافي النفط ومستودعاته وخزاناته، مما أدى إلى انخفاض تكرير النفط في موسكو بنسبة تقدر بـ 15 بالمئة وارتفاع أسعار الغاز حول العالم.

وكان بعض المشاركين في المفاوضات يأملون أن تؤدي إلى اتفاق أكثر شمولا لإنهاء الحرب، وفقًا للمسؤولين الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم.

ووفقا للصحيفة، يظهر الاستعداد للمشاركة في المحادثات إلى نوع من التحول في موقفي البلدين، على الأقل من أجل وقف إطلاق نار محدود.

ويشدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على كييف ستنظر في وقف شامل لإطلاق النار فقط إذا سحبت روسيا أولاً جميع قواتها من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي غزتها روسيا وضمتها في عام 2014.

وعلى الجهة الأخرى، يطالب نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بأن تتنازل أوكرانيا أولاً عن أربع مناطق أوكرانية، بما في ذلك بعض الأراضي التي لا تحتلها القوات الروسية والتي أعلنها الكرملين جزءا من روسيا.

ولم يلتق المسؤولون الأوكرانيون والروس وجها لوجه لإجراء محادثات منذ الأشهر الأولى من الحرب، عندما اجتمع وفدا الجانبين لإجراء محادثات سرية في إسطنبول، قبل أن تنهار تلك المفاوضات.

ولاحقا، اتفق الجانبان على صفقة حبوب أدت إلى رفع روسيا مؤقتا للحصار البحري، مما سمح لأوكرانيا بنقل الحبوب عبر البحر الأسود.

وانهارت تلك الصفقة أيضا بعد أشهر إثر انسحاب روسيا منها، كما فشلت  محاولات أخرى لإنشاء ممرات إنسانية إلى حد كبير.

وقال دبلوماسي مطلع على المحادثات إن المسؤولين الروس أجلوا اجتماعهم مع المسؤولين القطريين بعد توغل أوكرانيا في غرب روسيا. 

ووصف الوفد الروسي ذلك بأنه "تصعيد"، وأضاف الدبلوماسي أن كييف لم تطلع الدوحة بشأن هجومها عبر الحدود.

وقال الدبلوماسي إن روسيا "لم تلغ المحادثات، بل قالت أعطونا وقتا". وعلى الرغم من أن أوكرانيا أرادت إرسال وفدها إلى الدوحة على أي حال، قال الشخص إن قطر رفضت لأنها لم تر أن الاجتماع من جانب واحد سيكون مفيدا.

ووضعت الإمارة الخليجية الصغيرة نفسها كوسيط قوي بعدد من القضايا الدولية خلال السنوات الأخيرة. وتستضيف منذ اندلاع الحرب في غزة محادثات مستمرة تهدف إلى إنهاء بالقطاع.

وردا على أسئلة من صحيفة واشنطن بوست، قال المكتب الرئاسي الأوكراني في بيان إن قمة الدوحة أجّلت "بسبب الوضع في الشرق الأوسط"، لكنها ستعقد في شكل مؤتمر فيديو في 22 أغسطس، وبعد ذلك ستتشاور كييف مع شركائها حول تنفيذ ما تمت مناقشته.

ولم يرد الكرملين على طلبات التعليق. رفض البيت الأبيض الذي لطالما شدد على أن توقيت وشروط اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار مع روسيا هي من اختصاص أوكرانيا وحدها، (رفض) التعليق على الموضوع.

وقال الدبلوماسي المطلع على المحادثات إن كييف وموسكو أشارتا إلى استعدادهما لقبول الترتيبات في الفترة التي سبقت القمة. لكن كبار المسؤولين في كييف كانت لديهم توقعات متباينة بشأن ما إذا كانت المفاوضات يمكن أن تنجح، حيث قدر البعض الاحتمالات بنسبة 20 بالمئة وتوقع آخرون احتمالات أسوأ حتى، وفقا لشخصين مطلعين على المحادثات، حتى لو لم يحدث هجوم كورسك.

وأفاد المصدر ذاته، بأن قطر كانت تناقش الترتيبات الخاصة بوقف الهجمات على قطاع الطاقة مع كييف وموسكو على مدى الشهرين الماضيين، مضيفا أن الجانبين اتفقا على عقد قمة في الدوحة مع بقاء بعض التفاصيل البسيطة التي يتعين الاتفاق عليها.

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.