أوكرانيا باتت أول قوة عسكرية تحتل أراض روسية منذ الحرب العالمية الثانية
أوكرانيا باتت أول قوة عسكرية تحتل أراض روسية منذ الحرب العالمية الثانية

أحرج الأوكرانيون الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعدما أصبحت قواتهم أول قوة عسكرية أجنبية تحتل أراضٍ روسية منذ الحرب العالمية الثانية، وفق ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

وتنقل الصحيفة أن عملية القوات الأوكرانية تميزت بـ "السرية والسرعة والتشويش الإلكتروني" ما أظهر أن كييف قادرة على شن عمليات هجومية معقدة ومبتكرة بنجاح ضد روسيا.

وقالت وول ستريت جورنال إن روايتها عن توغل كورسك مستمدة من مقابلات مع عشرات الجنود الأوكرانيين المشاركين والمسؤولين الأميركيين والحلفاء وشخص مطلع على العملية بالإضافة إلى مقاطع فيديو تم التحقق منها من قبل الصحيفة وتقارير من قبل المدونين العسكريين الروس.

بدأت الاستعدادات في وقت سابق من هذا الصيف حيث استخدمت أوكرانيا طائرات بدون طيار لمهاجمة البنية التحتية في كورسك، من شبكة الكهرباء إلى مستودعات الذخيرة وتخزين الوقود ومعدات المراقبة. 

وقبل أسبوعين من بدء العملية، دمرت الطائرات بدون طيار الأوكرانية أنظمة المراقبة الروسية في مركز حدودي على الطريق المؤدي إلى كورسك.

بالنسبة لميكولا توريانيك، وهو مسؤول أوكراني محلي، بدأ ذلك في أوائل أغسطس، وفي الليل كان يسمع صوت المركبات على الطرق الوعرة المؤدية إلى الحدود بالقرب من منطقته في مقاطعة سومي.

وافترض أن أوكرانيا تستبق هجوما من جانب روسيا، لكن آنذاك كانت القوات الأوكرانية تستعد بهدوء لهجوم خاص. وكانت الخطة محاطة بالسرية لدرجة أن العديد من الرجال الذين سيشاركون لم يكونوا على دراية بمهمتهم حتى أوشكت على البدء، وفق ما ذكره لوول ستريت جورنال.

وقال مدفعي أوكراني للصحيفة: "لم نكن نعرف"، وكان طاقمه المكون من ثمانية رجال من لواء المدفعية 44 الأوكراني قد وصل إلى منطقة سومي الحدودية قبل أيام بعد سحبه من خط الجبهة في الجنوب. 

وفي حوالي الساعة 3 صباحا يوم 6 أغسطس، أطلقوا وابلا مكثفا من ستة مدافع هاوتزر من طراز M777.

كان هجوما سريعا، فيما وجدت العديد من الوحدات الروسية أن طائراتها بدون طيار وأنظمة الاتصالات الخاصة بها لا تعمل، بحسب الصحيفة.

ذهبت وحدات الحرب الإلكترونية الأوكرانية إلى الأراضي الروسية قبل القوات الهجومية الآلية الرئيسية للتشويش على المعدات الروسية لمنع القوات التابعة للكرملين من تحديد المواقع الأوكرانية أو اعتراض اتصالاتها. 

وخلق هذا الانتشار المبكر غير المعتاد، الشبيه بوحدة استطلاع، فقاعة واقية حول تقدم القوات الهجومية الأوكرانية. وقاد الهجوم اللواءان 80 و82 هجوما جويا، وهما من بين أقوى الوحدات الأوكرانية، المجهزة بعربات مدرعة أميركية من طراز سترايكر وألمان ماردر.

وفي كورسك، تسابقت القوات الآلية الأوكرانية على الطرق الروسية دون مقاومة تذكر. وفي غضون ساعات، تقدموا كيلومترات داخل الأراضي الروسية، ومروا بالبلدات والقرى.

وفي مركز قيادة على الجانب الأوكراني من الحدود، تلقى أعضاء كتيبة نايتنغيل، وهي وحدة طائرات بدون طيار، إحداثيات، وأرسلوا طائرات بدون طيار متفجرة تصل إلى 16 كلم إلى روسيا لضرب المخابئ والمعدات والتحصينات والجنود.

وكانت القوات المهاجمة تتقدم بسرعة كبيرة لدرجة أنه كان من الصعب على روسيا مواكبة ذلك، كما قال أحد مشغلي الطائرات بدون طيار للصحيفة.

وبعد ساعات من القصف الأولي، نقل طاقم المدفعية طائرتهم M777 عبر الحدود واتخذوا موقعا على بعد حوالي 7 كلم داخل الأراضي الروسية. 

وبينما كانت القوات المهاجمة تتقدم إلى الأمام، توجهت ألوية أخرى إلى منطقة كورسك للتطهير خلفها على الدبابات ومركبات المشاة القتالية. 

وقال بيرشيك، وهو جندي من اللواء 22، إنه لطرد الجنود الروس من موقع محصن بالقرب من الحدود، وجه اللواء قذيفة دبابة مباشرة إليه، مما أجبرهم على الاستسلام. 

وظهر 29 جنديا في صف واحد وأيديهم خلف رؤوسهم. واستسلم 53 جنديا إضافيا بالقرب من مدخل محطة لضغط الغاز في اليوم ذاته، وفقا لمقاطع فيديو مفتوحة المصدر.

وسارعت روسيا، التي أخذت على حين غرة، إلى تجميع القوات للرد. 

وحرك الأوكرانيون إلى الأمام أنظمة الدفاع الجوي لصد الطائرات الروسية واستخدموا طائرة بدون طيار متفجرة لإسقاط طائرة هليكوبتر هجومية. وفي اليوم الرابع من التوغل، أصيبت قافلة من الشاحنات العسكرية الروسية المحملة بالجنود بالقرب من بلدة ريلسك بصواريخ أطلقت من نظام صواريخ هيمارس الذي قدمته الولايات المتحدة.

وأظهرت لقطات فيديو أكثر من عشر سيارات محترقة، بعضها يحتوي على جثث. 

وسرعان ما تحركت المدفعية الأوكرانية إلى عمق الأراضي الروسية. على مشارف سوزا، استهدف طاقم اللواء 44 المعدات والجنود الروس على الطريق السريع الرئيسي من كورسك.

والمشكلة الأكبر أمام قوات أوكرانيا هي القنابل التي تسقطها الطائرات الحربية الروسية، وفق تعبير الصحيفة التي ذكرت أن أوكرانيا سعت إلى مواجهة تهديد القنابل من خلال مهاجمة المطارات التي تقلع منها الطائرات الحربية الروسية. 

وهاجمت أوكرانيا المطار العسكري في منطقة ليبيتسك المجاورة لكورسك بطائرات بدون طيار في الأيام الأولى من التوغل، ودمرت مئات القنابل الروسية، وفقا لمسؤول أوكراني، كان الأوكرانيون يخوضون ما يسميه الخبراء العسكريون المعركة القريبة والمعركة العميقة في نفس الوقت.

وتحاول أوكرانيا عزل المزيد من البلدات الروسية وجعل من الصعب على التعزيزات الروسية الوصول إلى خط الجبهة من خلال ضرب محاور السكك الحديدية والجسور. 

وتعهد بوتين بطرد القوات الأوكرانية لكن قواته لم تشن بعد هجوما مضادا متماسكا واضطرت لسحب وحدات من أوكرانيا للرد. ولطرد الأوكرانيين، من المرجح أن تضطر روسيا إلى إرسال المزيد من القوات وسحق مدنها وقراها بوابل من المدفعية.

محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية
محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية

في خطوة وصفها مراقبون بـ "الاستراتيجية"، تستعد الولايات المتحدة وأوكرانيا لإبرام اتفاقية جديدة تتعلق بالمعادن النادرة والطاقة النووية.

ورغم التحديات العديدة، من أبرزها التعقيدات القانونية والسيطرة الروسية على بعض المنشآت الحيوية مثل محطة زابوريجيا النووية، إلا أن هذه الاتفاقية قد تفتح آفاقًا جديدة لأوكرانيا في إعادة بناء اقتصادها واستعادة قدرتها على إنتاج الطاقة.

هذه الاتفاقية، التي تضم بنودًا مثيرة أبرزها إدارة أميركا محطات الطاقة النووية الأوكرانية، تفتح الباب أمام تساؤلات حول تأثير هذا التعاون على أمن أوكرانيا، وكيف ستساهم هذه الصفقة في دفع جهود السلام مع روسيا.

مايكل كيربي، الدبلوماسي الأميركي السابق، قال لقناة الحرة إن "الشيطان دائماً يكمن في التفاصيل"، مشيرًا إلى أن التعامل مع محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية لن يؤدي إلى نتائج ملموسة في حال لم تتم معالجة جوانب محددة بعناية.

وأضاف أن أوروبا تعتبر المستفيد الرئيسي من هذه المحطة، وأن إعادة تشغيلها سيكون خطوة هامة للغاية.

وأوضح أن شركات أميركية أبدت اهتمامها في تشغيل المحطة سابقًا، ولكن في الوقت الراهن، لا يمكن تشغيلها وفقًا للمعايير الأميركية.

وأوضح كيربي أن إعادة تشغيل محطة زابوريجيا ستكون ذات أهمية كبيرة بالنسبة لأوكرانيا، خاصة لشبكتها الكهربائية، ولكن هذا يتطلب التعاون مع روسيا التي تسيطر حاليًا على المحطة.

كما أشار إلى أنه من الضروري عودة العمال والمشغلين إلى المحطة النووية، الأمر الذي سيعزز الاقتصاد الأوكراني ويساعد في استعادة قدرة الإنتاج للطاقة.

وفيما يتعلق بالمعادن، أكد كيربي أن الاقتصاد المعاصر يعتمد بشكل كبير على المعادن الثقيلة والنادرة، وأن حصول الولايات المتحدة على هذه المعادن يعد هدفًا استراتيجيًا حيويًا لتعزيز صناعة البطاريات وقطاع الطاقة.

لكن في الوقت ذاته، لفت إلى أن القوانين الأوكرانية معقدة إلى حد كبير، ولا تسمح بتسهيل مشاركة هذه الثروات الطبيعية بما يتماشى مع الأهداف الأميركية.

جهود أميركية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. فرص النجاح والعراقيل
يسعى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشكل حثيث نحو إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المدمرة والمستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويقوم باتصالات دورية مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، والأوكراني، فولوديمير زيلينكي، للبحث في فرص إحلال السلام.

وقال الرئيس دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ستوقِّع اتفاقيةً تتعلق بالمعادن والموارد الطبيعية مع أوكرانيا قريبا، وإن جهوده للتَّوصل إلى اتفاق سلام في الحرب الأوكرانية تسير "بشكل جيد" بعد محادثاته هذا الأسبوع مع الزعيمين الروسي والأوكراني.

هذا ونقلت صحيفة فايننشال تايمز الجمعة عن مسؤولين أوكرانيين أن إدارة الرئيس ترامب تسعى لوضع بنود جديدة فيما يتعلق بوصول الولايات المتحدة إلى المعادن الحيوية وأصولِ الطاقة في أوكرانيا، مما يزيد مطالبها الاقتصادية من كييف، في وقت تدفع فيه من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.

ونقلا عن مسؤولين أوكرانيين، فأن واشنطن تريد من كييف على أحكام مفصلة بشأن من يملك ويدير صندوق استثمار مشترك واحتمال ملكية الولايات المتحدة لأصول اقتصادية أخرى مثل محطات الطاقة النووية.

زيلينسكي: خبراء أوكرانيون سيحضرون محادثات في السعودية
قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن خبراء من بلاده سيحضرون المحادثات القادمة التي ستشارك فيها الولايات المتحدة وروسيا، لكنهم لن يكونوا في نفس القاعة مع روسيا، وذلك في الوقت الذي يجري فيه تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.

وتتمتع أوكرانيا بكمية كبيرة من هذه المعادن، وقد كانت محورية في المفاوضات بين الولايات المتحدة وكييف بينما يدفع ترامب نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وتوسطت إدارة ترامب في اتفاق مع أوكرانيا لإعطاء الولايات المتحدة حق الوصول إلى تلك المعادن.

وأكد الرئيس ترامب أن منح الولايات المتحدة مصلحة اقتصادية في هذه المعادن الحيوية سيوفر حافزًا أمنيًا أكبر لحماية كييف من العدوان الروسي.