People stay in line for evacuation train in Pokrovsk, Donetsk region, Ukraine, Monday, August 19, 2024. Due to the advance of…
سكان يفرون من بوكروفسك مع تقدم القوات الروسية في شرق أوكرانيا

فر سكان بوكروفسك، الأربعاء، مع تواصل تقدم القوات الروسية باتجاه هذه العقدة اللوجستية المهمة في شرق أوكرانيا، رغم الهجوم الذي تشنه كييف في منطقة كورسك الحدودية الروسية.

وسيطر الجيش الروسي على قرية تلو أخرى في الأسابيع الأخيرة في هذا القطاع من الجبهة، وهو الآن على بعد زهاء عشرة كيلومترات من مدينة بوكروفسك التي يناهز عدد سكانها 53 ألف نسمة دعتهم السلطات الأوكرانية إلى مغادرتها بشكل عاجل.

ويصف مكسيم (40 عاما) الذي التقاه صحفيو وكالة فرانس برس خلال زيارة إلى المنطقة الوضع بأنه "متوتر للغاية" ويزداد سوءا كل ساعة. وقد تعرض المبنى الذي يقيم فيه والمكون من ثمانية طوابق للقصف مؤخرا بينما كان عائدا إلى شقته.

ويقول العامل في منجم في بوكروفسك "قررت الرحيل لأن الحياة أهم".

أما أناتولي (60 عاما) فيقول إنه شهد غارتين تسببتا "بخسائر كبيرة، لكن الجميع على قيد الحياة، والحمد لله. لقد رحل الناس".

أوكرانيون يفرون من بوكروفسك مع تقدم القوات الروسية للمنطقة

وأمرت السلطات الإقليمية الإثنين "بإجلاء قسري" للعائلات التي لديها أطفال من بوكروفسك الواقعة على الطريق المؤدي إلى معقلي تشاسيف يار وكوستيانتينيفكا الأوكرانيين.

وفي مؤشر جديدة على تقدمه، أعلن الجيش الروسي، الأربعاء، سيطرته على قرية إضافية في هذا القطاع، هي جيلاني الواقعة على بعد حوالى 20 كيلومترا شرق بوكروفسك.

كما أعلن، الثلاثاء، أنه سيطر على بلدة نيويورك في شرق أوكرانيا، وهو نصر رمزي للغاية بسبب اسمها، رغم تأكيد روسيا أنها تشكل منصة لوجستية مهمة للقوات الأوكرانية.

ورغم الإعلان الروسي، أكد جنود ومدونون أوكرانيون، الأربعاء، أن جزءا من نيويورك لا يزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية.

وإذ يحظى الهجوم العسكري الأوكراني الذي بدأ في 6 أغسطس في منطقة كورسك الروسية باهتمام كبير لأنه ينقل العمليات القتالية إلى أراضي المهاجم، فإن مركز القتال يظل في منطقة دونباس الصناعية الأوكرانية (شرق)، حيث الجنود الروس أفضل تجهيزا وأكثر عددا.

وفي منطقة كورسك، أعلن الجيش الأوكراني، مساء الثلاثاء، أنه سيطر على 1263 كيلومترا مربعا و93 منطقة، وهو ما يعني تحقيق بعض التقدم خلال اليوم السابق. 

وأهم منطقة قال إنه سيطر عليها حتى الآن هي بلدة سودجا التي كان عدد سكانها  5500 نسمة، وتقع على بعد ثمانية كيلومترات من الحدود مع أوكرانيا.

وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي "تقدمت القوات المسلحة الأوكرانية مسافة 28 إلى 35 كيلومترا داخل دفاعات العدو".

وفي منطقة بريانسك المجاورة، أعلنت السلطات الروسية الأربعاء أنها أحطبت محاولة تسلل لمجموعة "مخربين" أوكرانيين.

وقال حاكم المنطقة ألكسندر بوغوماز عبر تلغرام "خلال المعركة، أحبطت قوات جهاز الأمن الفدرالي في منطقة بريانسك ووحدات للقوات المسلحة الروسية محاولة الاختراق. وأصيب العدو بطلقات".

رجل إطفاء يخمد جريقا جراء قصف روسي في بوكروفسك

ووفق السلطات الأوكرانية، تهدف العملية في كورسك إلى إنشاء "منطقة عازلة" في الأراضي الروسية لدرء عمليات القصف، وإجبار موسكو على إعادة نشر قوات هناك من قطاعات أخرى من الجبهة، أو حتى الحصول على ورقة مساومة خلال محادثات السلام "العادل" المحتملة.

واعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأربعاء أن الهجوم في كورسك يوجه "ضربة قوية" لدعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف في منشور على منصة إكس أن رفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة التي يقدمها الغرب سيسمح للقوات الأوكرانية بتعزيز قدراتها الدفاعية و"إنقاذ أرواح" وكذلك "دفع جهود السلام قدما".

لكن يبدو أن الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك لم يخفف حتى الآن الضغط الروسي على بوكروفسك.

هجمات بطائرات مسيرة

واستهدفت العاصمة الروسية ليل الثلاثاء-الأربعاء بـ"واحد من أكبر" الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيّرة في الحرب، وفق رئيس بلديتها سيرغي سوبيانين.

وأكد المسؤول إسقاط 11 طائرة مسيرة أوكرانية. وكانت مدينة موسكو، الواقعة على بعد أكثر من 500 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، هدفا للمسيرات في مناسبات عديدة سابقة، من دون أن تتسبب بأي أضرار كبيرة.

وعلى الجانب الأوكراني، أعلنت القوات الجوية أنها دمرت 50 طائرة روسية مسيّرة وصاروخا واحدا خلال الليل. وقال رئيس الإدارة العسكرية في كييف سيرغي بوبكو إنه تم اعتراض عشر منها بينما كانت "متوجهة نحو العاصمة الأوكرانية".

وأبلغت هيئة مراقبة الاتصالات الروسية "روسكومنادزور" الأربعاء عن انقطاع قصير ولكن نادر في خدمتي الرسائل تلغرام وواتساب في روسيا بسبب "هجوم" الكتروني.

إلى ذلك، صوتت أوكرانيا، الأربعاء، لصالح الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، بعد سنوات من المماطلة ورغم معارضة المؤسسة العسكرية، على أمل معاقبة روسيا يوما ما على الجرائم المنسوبة إليها.

وهذه القضية حساسة للغاية في أوكرانيا، حيث يخشى كثيرون من أن تتم ملاحقة قواتها التي تقاتل الجيش الروسي أمام المحكمة الجنائية الدولية التي تتمثل مهمتها في محاكمة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والعدوان.

وكان البرلمان الأوكراني صوت الثلاثاء لصالح حظر فرع الكنيسة الأرثوذكسية المرتبط بروسيا، والذي لا يزال لديه آلاف الأبرشيات في أوكرانيا رغم تراجع نفوذه.

روسيا تشن هجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا مما يجعل فصل الشتاء أكثر صعوبة
روسيا تشن هجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا مما يجعل فصل الشتاء أكثر صعوبة

أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، خلال زيارة لمولدوفا، الثلاثاء، أن ألمانيا ستقدم مساعدات إضافية بقيمة 100 مليون يورو (111 مليون دولار) لأوكرانيا هذا الشتاء.

وقالت بيربوك قبيل مؤتمر وزاري في كيشيناو، إن روسيا تخطط مجددا "لشن حرب شتوية لجعل حياة الناس في أوكرانيا مريعة قدر الإمكان"، حسب وكالة رويترز.

وتشن روسيا موجات من الهجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مثل محطات الطاقة، مما يسبب في بعض الأحيان انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء من البلاد.

وفي يونيو، قالت كييف إن هناك حاجة إلى "مزيد من الدفاعات الجوية" لإصلاح البنية التحتية، من أجل تأمين الخدمات في فصل الشتاء، عندما يبلغ الطلب على الطاقة ذروته بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

ولاحقا في مؤتمر لمعالجة المخاوف بشأن توسع التدخل الروسي في المنطقة، شددت بيربوك على أن دعم أوكرانيا "يضمن بقاء مولدوفا المجاورة صامدة".

وأضافت: "كل ما نقوم به لدعم أوكرانيا يعني أيضا تعزيز الاستقرار فيما يتعلق بمولدوفا.. ومن الواضح أن أكبر مخاوف الناس هنا هي أن يأتي الدور على مولدوفا إذا سقطت أوكرانيا".

وتزور بيربوك كيشيناو لحضور منصة الشراكة في مولدوفا، إلى جانب حلفاء من فرنسا ورومانيا.

وكانت ألمانيا، أحد الداعمين العسكريين الرئيسيين لكييف في أوروبا، قد بادرت بإنشاء المنصة بعد غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022، ووصفتها بأنها "جزء من جهود أوسع نطاقا لتحقيق الاستقرار في اقتصاد مولدوفا، وحمايته من التضليل الروسي".

من جانبها، قالت رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، إن بلادها "لا تزال تواجه تحديات خطيرة"، داعية الشركاء إلى زيادة دعمهم.

واستطردت ساندو: "حرب روسيا على أوكرانيا، التي نددنا بها منذ اليوم الأول، تسببت في أضرار جسيمة لاقتصادنا".

وتابعت: "حالة عدم اليقين التي تسببت بها الحرب لا تزال تعيق التنمية الاقتصادية عندنا بشكل خطير، وستستمر في إعاقتها طالما استمرت الحرب".