توغلت القوات الأوكرانية في كورسك الروسية قبل أكثر من أسبوعين
توغلت القوات الأوكرانية في كورسك الروسية قبل أكثر من أسبوعين

في الوقت الذي تتقدم فيه قوات أوكرانية في مناطق روسية وتسيطر على مواقع جديدة، تبقى خطط ما بعد التوغل "غير واضحة"، وفق مسؤولين أميركيين تحدثوا لصحيفة "نيويورك تايمز"، رغم إشارة كييف إلى عزمها بناء "منطقة عازلة" داخل تلك الأراضي الروسية.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن مسؤولين أميركيين، أنه بعد مرور أكثر من أسبوعين على التوغل الأوكراني في مناطق غربي روسيا، وبدء سياسيين أوكرانيين الحديث عن إنشاء منطقة عازلة، يظل مدى التقدم الأوكراني أو مدة بقاء قوات كييف في تلك المناطق الروسية أمرا "غير واضح".

وتتوغل أوكرانيا في منطقة كورسك الروسية منذ السادس من أغسطس، واتهمتها روسيا بمهاجمة محطة نووية في المنطقة، الخميس، معتبرة أن كييف مارست "عملا من أعمال الإرهاب النووي"، وفق وكالة رويترز.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن التوغل في منطقة كورسك الروسية كان "خطوة ضمن جهود منهجية لإنهاء الحرب" المستمرة منذ 30 شهرا، بشروط كييف.

وأضاف خلال مناسبة في كييف، أن التوغل، إضافة للدفاعات الأوكرانية في شرق البلاد حيث تركز روسيا هجومها هناك، هو جزء من مسار "لإنهاء الحرب بشروط أوكرانيا المستقلة".

وزار زيلينسكي، الخميس، منطقة سومي شمالي أوكرانيا عند الحدود مع كورسك، حيث اجتمع مع قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي.

وأكد أن قواته سيطرت على بلدة أخرى، ليبلغ العدد الإجمالي للبلدات الواقعة تحت سيطرة كييف 94، و"عززت صندوق التبادل"، وهو ما يعني أنها أسرت المزيد من الجنود الروس لاستخدامهم في عمليات تبادل مستقبلية، وفق فرانس برس.

من جانبه، أعلن الجيش الروسي أنه يواصل إلحاق خسائر فادحة بالقوات الأوكرانية في منطقة كورسك، وإحباط محاولاتها لتحقيق تقدم في عمق الأراضي.

ومنذ بدء الهجوم الأوكراني، فر أكثر من 130 ألف شخص من المعارك والقصف، حسب السلطات في منطقة كورسك. وذكرت وكالة تاس الروسية أن 31 مدنيا على الأقل قتلوا، وأصيب 143 آخرون.

وفي مؤشر على خطورة الوضع الميداني، أعلنت السلطات الروسية، الخميس، أن الفصول الدراسية في أكثر من 100 مدرسة ستقام عن بعد مع بداية العام الدراسي.

وبالعودة إلى تقرير "نيويورك تايمز"، فقد أعرب المسؤولون الأميركيون عن عدم اقتناعهم بأن أوكرانيا "تعتزم الاحتفاظ بمواقعها داخل الأراضي الروسية على المدى الطويل"، مرجعين ذلك لأنها "لم تجهز خنادق واسعة لازمة لحماية الجنود والمعدات من نيران القوات الروسية، حال حشدت الأخيرة ما يكفي لمواجهة الهجوم الأوكراني".

وأضافوا أن كييف "لم تزرع الألغام اللازمة لإبطاء أي هجوم روسي مضاد، ولم تشيّد حواجز لإبطاء الدبابات".

ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، سيث جي جونز، قوله: "لو لم يدافعوا عن الأرض بمزيج من الخنادق والألغام، سيكون من المستحيل عمليًا الاحتفاظ بها (المواقع)".

وقال مسؤولون ومحللون أميركيون للصحيفة، إنه كلما سيطرت كييف على المزيد من الأراضي، "كلما زاد حجم التحدي الذي تواجهه القوات الأوكرانية من أجل الدفاع عنها".

من جانبه، اعتبر مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" (رفض الكشف عن هويته)، وفق الصحيفة، أن تأخير أوكرانيا في بناء الدفاعات والتحصينات "ليس بالضرورة معناه أن كييف لا تعتزم الاحتفاظ بالمناطق التي سيطرت عليها في روسيا".

وأضاف أنه من الممكن أنها "تعتزم زيادة حجم تلك المناطق، لبناء المنطقة العازلة التي تحدث عنها الرئيس زيلينسكي".

كانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، ذكرت في تقرير، الجمعة، أن الجيش الأوكراني بصدد توجيه قواته لمحاصرة نحو 3 آلاف جندي روسي محاصرين بالقرب من نهر في مقاطعة كورسك الروسية، في محاولة لتوجيه ضربة جديدة لموسكو في الأسبوع الثالث من التوغل المفاجئ.

وأفادت الصحيفة بأن قوات كييف استخدمت أنظمة صواريخ "هيمارس" الأميركية وطائرات بدون طيار لضرب المعابر العائمة ومعدات الجسور، بينما تحاول روسيا منع تطويق قواتها بين نهر سيم والحدود الأوكرانية.

وهذا التوغل الأوكراني، الذي بدأ في 6 أغسطس، أحرج الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حيث استولت القوات الأوكرانية على عشرات البلدات والقرى في منطقة بحجم يعادل ما استولت عليه روسيا في عام كامل من الهجمات في أوكرانيا، وفق الصحيفة.

هذا النهج يضع بوتين أمام معضلة كبيرة وفق الصحيفة، حيث أن محاولة إخراج القوات الأوكرانية تستدعي سحب قوات كبيرة من أوكرانيا، وهو ما سيضعف الهجمات الروسية المستمرة ضد الأهداف الاستراتيجية في الشرق ويتيح للأوكرانيين استغلال الفجوات واستعادة أراضيهم.

وحتى الآن، يبدو أن روسيا تنقل بشكل أساسي قوات من الاحتياطات والمناطق في أوكرانيا حيث القتال ليس شديدا، مثل الجنوب والشمال الشرقي.

FILE - Ukrainian servicemen ride atop a tank after returning from Russia near the Russian-Ukrainian border in Sumy region,…
"معركة طويلة أمامهم".. أوكرانيا تتحرك لتطويق القوات الروسية في كورسك
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الجيش الأوكراني بصدد توجيه قواته لمحاصرة نحو 3 آلاف جندي روسي محاصرين بالقرب من نهر في مقاطعة كورسك الروسية، في محاولة لتوجيه ضربة جديدة لموسكو في الأسبوع الثالث من التوغل المفاجئ.

وأعلن "البنتاغون"، الجمعة، حزمة مساعدات أمنية جديدة لدعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، وذلك قبيل الاحتفال بعيد الاستقلال الأوكراني في 24 أغسطس.

وهذه الحزمة هي الدفعة الرابعة والستين من المساعدات التي تقدمها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، من مخزون وزارة الدفاع لأوكرانيا، منذ أغسطس 2021.

وتقدر قيمة الحزمة بحوالي 125 مليون دولار، وتهدف إلى تلبية الاحتياجات الملحة للقوات الأوكرانية، خصوصا في مجالات الدفاع الجوي والأسلحة المضادة للدبابات والذخائر لأنظمة الصواريخ والمدفعية.

وكان بايدن قد اتصل في وقت سابق، الجمعة، بالرئيس الأوكراني، ليعلن عن الحزمة الجديدة، حسب ما أفاد البيت الأبيض في بيان.

كما أكد بايدن أن روسيا "لن تنتصر في هذا النزاع" مشيرا في المقابل إلى أن "شعب أوكرانيا المستقل سينتصر، وستواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها بالوقوف معه في كل خطوة على الطريق".

روسيا تشن هجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا مما يجعل فصل الشتاء أكثر صعوبة
روسيا تشن هجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا مما يجعل فصل الشتاء أكثر صعوبة

أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، خلال زيارة لمولدوفا، الثلاثاء، أن ألمانيا ستقدم مساعدات إضافية بقيمة 100 مليون يورو (111 مليون دولار) لأوكرانيا هذا الشتاء.

وقالت بيربوك قبيل مؤتمر وزاري في كيشيناو، إن روسيا تخطط مجددا "لشن حرب شتوية لجعل حياة الناس في أوكرانيا مريعة قدر الإمكان"، حسب وكالة رويترز.

وتشن روسيا موجات من الهجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مثل محطات الطاقة، مما يسبب في بعض الأحيان انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء من البلاد.

وفي يونيو، قالت كييف إن هناك حاجة إلى "مزيد من الدفاعات الجوية" لإصلاح البنية التحتية، من أجل تأمين الخدمات في فصل الشتاء، عندما يبلغ الطلب على الطاقة ذروته بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

ولاحقا في مؤتمر لمعالجة المخاوف بشأن توسع التدخل الروسي في المنطقة، شددت بيربوك على أن دعم أوكرانيا "يضمن بقاء مولدوفا المجاورة صامدة".

وأضافت: "كل ما نقوم به لدعم أوكرانيا يعني أيضا تعزيز الاستقرار فيما يتعلق بمولدوفا.. ومن الواضح أن أكبر مخاوف الناس هنا هي أن يأتي الدور على مولدوفا إذا سقطت أوكرانيا".

وتزور بيربوك كيشيناو لحضور منصة الشراكة في مولدوفا، إلى جانب حلفاء من فرنسا ورومانيا.

وكانت ألمانيا، أحد الداعمين العسكريين الرئيسيين لكييف في أوروبا، قد بادرت بإنشاء المنصة بعد غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022، ووصفتها بأنها "جزء من جهود أوسع نطاقا لتحقيق الاستقرار في اقتصاد مولدوفا، وحمايته من التضليل الروسي".

من جانبها، قالت رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، إن بلادها "لا تزال تواجه تحديات خطيرة"، داعية الشركاء إلى زيادة دعمهم.

واستطردت ساندو: "حرب روسيا على أوكرانيا، التي نددنا بها منذ اليوم الأول، تسببت في أضرار جسيمة لاقتصادنا".

وتابعت: "حالة عدم اليقين التي تسببت بها الحرب لا تزال تعيق التنمية الاقتصادية عندنا بشكل خطير، وستستمر في إعاقتها طالما استمرت الحرب".