سيرسكي أصبح قائدا للقوات البرية الأوكرانية في عام 2019
سيرسكي أصبح قائدا للقوات البرية الأوكرانية في عام 2019

في السادس من أغسطس الجاري فاجأت القوات الأوكرانية الجميع، بمن فيهم حلفائها، بعد أن شنت هجوما مباغتا على منطقة كورسك الحدودية واحتلت أجزاء واسعة من الأراضي الروسية في أول غزو واسع النطاق على روسيا منذ الحرب العالمية الثانية.

اخترقت القوات الأوكرانية الدفاعات الروسية الأكثر عددا والأفضل تجهيزا في وقت قياسي وتمكنت من أسر مئات الجنود الروس والاستيلاء على قرى وبلدات ودفع القوات الروسية لمسافات بعيدة داخل أراضيها.

وبعد أسابيع من العملية العسكرية الناجحة، يبرز اسم قائد عسكري اوكراني مخضرم باعتباره صاحب الخطة الجريئة التي قلبت الطاولة على موسكو بعد نحو سنتين من غزوها لأوكرانيا.

الأسبوع الماضي أعلن مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ترقية القائد العام للجيش أولكسندر سيرسكي، البالغ من العمر 59 عاما، من كولونيل جنرال إلى رتبة جنرال بعد إنجازه الأخير.

وتكشف صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تفاصيل عن الخطة العسكرية التي وضعها سيرسكي بسرية تامة وتقول إنها فاجأت زملاؤه العسكريين في الجيش الأوكراني قبل الروس.

في يوليو الماضي جمع سيرسكي كبار الضباط في اجتماع سري وكشف عن خطته، التي صدمت الحاضرين في وقتها، بحسب الصحيفة.

التوغل الأوكراني هو أول غزو واسع النطاق على روسيا منذ الحرب العالمية الثانية

تنقل الصحيفة عن أحد الحاضرين، وهو رئيس أركان اللواء الآلي 61 أرتيم خولودكيفيتش إنه شعر بالصدمة في البداية، قائلا:"إلى أين نحن ذاهبون؟".

وأضاف خولودكيفيتش: "لقد حطمنا الأسطورة القائلة بأن روسيا دولة لا تقهر.. لقد فعلنا شيئًا لم يفعله أحد منذ 80 عاما."

واجه سيرسكي تحديا كبيرا عندما تولى منصبه في فبراير، لإنه حل محل قائد سابق محبوب، هو الجنرال فاليري زالوجني، ومنذ ذلك الحين سعى إلى إدارة حرب استنزاف ضد موسكو.

قاد سيرسكي الدفاع عن كييف الذي صد الهجوم الروسي في أوائل عام 2022، وهجوما مضادا ناجحا في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية في خريف ذلك العام.

لكن البعض لامه على الخسائر الكبيرة في دفاع مدينة باخموت الشرقية، التي استولت عليها روسيا في مايو 2023 بعد شهور من القتال الوحشي.

يعتقد محللون وضباط الأوكرانيون أن سيرسكي استخلص استنتاجات من الهجوم المضاد الفاشل لأوكرانيا خلال صيف 2023، عندما استشارت أوكرانيا الولايات المتحدة وشركاء غربيين آخرين، ونشرت ألوية جديدة وكشفت عن خططها من خلال مقاطع فيديو وتصريحات علنية.

القوات الأوكرانية تمكنت من أسر مئات الجنود الروس والاستيلاء على قرى وبلدات ودفع القوات الروسية لمسافات بعيدة

لكن في الهجوم الحالي لم يشارك سوى عدد قليل فقط من كبار الضباط في الاجتماعات التي قادها سيرسكي لوضع خطط تفصيلية للهجوم المضاد.

استدعى سيرسكي وحدات عسكرية مخضرمة مثل اللواءين 80 و82 المحمولة جوا لقيادة الغزو ولم يخبر الولايات المتحدة عن الخطط.

قبل اجتماع سيرسكي في يوليو مع كبار الضباط من الوحدات المختارة للعملية، قضت قوات اللواء 61 شهورا في التدريب في الشرق، لما افترض الضباط أنه سيكون مواجهة دفاعية أخرى.

وحتى بعد أن أبلغهم سيرسكي أنهم سيدخلون روسيا، كان رئيس أركان اللواء، خولودكيفيتش، يعتقد أنه ربما يكون مجرد خدعة لتضليل الروس.

وتزامن انتقال اللواء 61 من الشرق مع حملة تضليل تشير إلى أنهم كانوا متجهين إلى فوفشانسك، وهي مدينة شمالية تواجه هجوما روسيا منذ مايو الماضي.

لكن بدلا من ذلك، كان اللواء من ضمن الموجة الثانية من القوات الأوكرانية التي دخلت كورسك في السابع من أغسطس.

وبينما كانت القوات المهاجمة تتقدم بشكل خاطف داخل العمق الروسي باستخدام مركبات مدرعة سريعة متجنبة الاشتباكات المباشرة في المدن والقرى، قام اللواء 61 بتطهير ما تبقى من جيوب للقوات الروسية المصدومة.

في يوليو الماضي جمع سيرسكي كبار الضباط في اجتماع سري وكشف عن خطته

النمر الثلجي

ولد سيرسكي في يوليو 1965 في منطقة فلاديمير الروسية، التي كانت آنذاك جزءًا من الاتحاد السوفيتي.

عاش في أوكرانيا منذ الثمانينيات، ومثله مثل العديد من الضباط من أبناء جيله درس في المدرسة العليا للقيادة العسكرية في موسكو وتخرج عام 1986 وخدم لمدة خمس سنوات في فيلق المدفعية السوفيتي.

أصبح سيرسكي قائدا للقوات البرية الأوكرانية في عام 2019، وقبل ذلك، كان يقود القوات الأوكرانية التي تقاتل التمرد المدعوم من موسكو في منطقتي دونيتسك ولوهانسك الشرقيتين الذي بدأ في عام 2014، وجرى منحه حينها لقب "النمر الثلجي"، وفقا لـ"رويترز".

حقق سيرسكي بعضا من أكبر انتصارات أوكرانيا خلال الغزو الروسي فقاد الدفاع الناجح عن العاصمة كييف في الأشهر الأولى وتم تسميته بطلا لأوكرانيا، وهو أعلى وسام في البلاد، في أبريل 2022.

في يوليو 2022، خطط سيرسكي ونفذ هجوما مضادا خاطفا دفع القوات الروسية بعيدا عن مدينة خاركيف واستعاد مساحات واسعة من الأراضي في الشرق والجنوب الشرقي.

وفي أوائل العام الماضي، قاد سيرسكي حملة الدفاع عن مدينة باخموت الشرقية في أوكرانيا، حيث قُتل آلاف الجنود من كلا الجانبين في واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب حتى الآن.

روسيا تشن هجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا مما يجعل فصل الشتاء أكثر صعوبة
روسيا تشن هجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا مما يجعل فصل الشتاء أكثر صعوبة

أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، خلال زيارة لمولدوفا، الثلاثاء، أن ألمانيا ستقدم مساعدات إضافية بقيمة 100 مليون يورو (111 مليون دولار) لأوكرانيا هذا الشتاء.

وقالت بيربوك قبيل مؤتمر وزاري في كيشيناو، إن روسيا تخطط مجددا "لشن حرب شتوية لجعل حياة الناس في أوكرانيا مريعة قدر الإمكان"، حسب وكالة رويترز.

وتشن روسيا موجات من الهجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مثل محطات الطاقة، مما يسبب في بعض الأحيان انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء من البلاد.

وفي يونيو، قالت كييف إن هناك حاجة إلى "مزيد من الدفاعات الجوية" لإصلاح البنية التحتية، من أجل تأمين الخدمات في فصل الشتاء، عندما يبلغ الطلب على الطاقة ذروته بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

ولاحقا في مؤتمر لمعالجة المخاوف بشأن توسع التدخل الروسي في المنطقة، شددت بيربوك على أن دعم أوكرانيا "يضمن بقاء مولدوفا المجاورة صامدة".

وأضافت: "كل ما نقوم به لدعم أوكرانيا يعني أيضا تعزيز الاستقرار فيما يتعلق بمولدوفا.. ومن الواضح أن أكبر مخاوف الناس هنا هي أن يأتي الدور على مولدوفا إذا سقطت أوكرانيا".

وتزور بيربوك كيشيناو لحضور منصة الشراكة في مولدوفا، إلى جانب حلفاء من فرنسا ورومانيا.

وكانت ألمانيا، أحد الداعمين العسكريين الرئيسيين لكييف في أوروبا، قد بادرت بإنشاء المنصة بعد غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022، ووصفتها بأنها "جزء من جهود أوسع نطاقا لتحقيق الاستقرار في اقتصاد مولدوفا، وحمايته من التضليل الروسي".

من جانبها، قالت رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، إن بلادها "لا تزال تواجه تحديات خطيرة"، داعية الشركاء إلى زيادة دعمهم.

واستطردت ساندو: "حرب روسيا على أوكرانيا، التي نددنا بها منذ اليوم الأول، تسببت في أضرار جسيمة لاقتصادنا".

وتابعت: "حالة عدم اليقين التي تسببت بها الحرب لا تزال تعيق التنمية الاقتصادية عندنا بشكل خطير، وستستمر في إعاقتها طالما استمرت الحرب".