التعديلات الوزارية تأتي بينما تتقدم القوات الروسية في شرق أوكرانيا
التعديلات الوزارية تأتي بينما تتقدم القوات الروسية في شرق أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، إن بلاده تحتاج إلى "طاقة جديدة"، وذلك في إطار إجراء تعديل وزاري كبير يأتي في وقت حاسم خلال الحرب التي تشنها روسيا على أراضي دولته.

وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإيرلندي، سايمون هاريس، في كييف إن "بعضهم كان يتولى منصب وزير منذ خمس سنوات ونحن بحاجة إلى طاقة جديدة".

وقدم ستة وزراء من بينهم وزير الخارجية، دميترو كوليبا، استقالاتهم وقبل البرلمان استقالة أربعة منهم، بحسب وكالة رويترز.

وذكرت وكالة فرانس برس أن التغييرات شملت إقالة مستشار رئاسي في سياق تعديل وزاري كبير.

وقال المشرعون إن الاستقالات تضمنت نائب رئيس الوزراء المكلف بالتكامل الأوروبي، ووزير الصناعات الاستراتيجية المسؤول عن إنتاج الأسلحة في أوكرانيا، بالإضافة إلى وزيرين آخرين.

وكان كوليبا (43 عاما)، الذي من المتوقع أن ينظر البرلمان في استقالته الخميس، أشهر شخصية أوكرانية في الخارج بعد زيلينسكي وكان يلتقي بزعماء العالم ويضغط من أجل حصول بلاده على دعم عسكري وسياسي ويتحدث الإنكليزية بطلاقة.

وأشار محللون إلى أن إعادة ضبط الحكومة الأوكرانية كانت مخططة منذ فترة، إلا أنها تأجلت بسبب تركيز زيلينسكي على المحادثات مع الشركاء الغربيين خلال الصيف، بهدف تأمين المساعدات العسكرية والمالية.

وقال فولوديمير فيسينكو، وهو محلل سياسي مقيم في كييف، "هذه عملية إصلاح مخطط لها للحكومة"، بحسب ما نقلت عنه رويترز.

وأضاف "الآن سيتم تجديد نصف الحكومة. هذا هو أسلوب زيلينسكي. إنه يعتقد أن الوزير الجديد يجلب طاقة جديدة ونهجا مبتكرا ويعمل بنشاط أكبر. إنه يتوقع هذا التأثير بالضبط".

ولم يتوقع فيسينكو حدوث تغيير كبير في السياسة الخارجية بعدكوليبا.

ومن المتوقع أن يكون النائب الأول لوزير الخارجية أندري سيبها من بين المرشحين الأوفر حظا لتولي المنصب بعد كوليبا، بحسب رويترز.

ويأتي التعديل الوزاري الكبير، بعد أيام من إقالة قائد سلاح الجو، ميكولا أوليشتشوك، الجمعة، من منصبه.

وجاءت هذه الإقالة بعد إعلان الجيش الأوكراني تحطم مقاتلة من طراز إف-16 ومقتل طيارها خلال صد ضربة روسية كبيرة.

وأعلن الكرملين أن التغييرات الحكومية في أوكرانيا لن تؤثر على عملية مفاوضات السلام بأي شكل من الأشكال. ومع ذلك، يبدو أن مثل هذه المحادثات تظل احتمالية بعيدة في ظل تباعد أهداف الطرفين المتحاربين.

وتتقدم القوات الروسية في شرق أوكرانيا، بينما توغلت القوات الأوكرانية بشكل مفاجئ داخل منطقة كورسك الروسية.

وكثفت روسيا هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ في الأسابيع القليلة الماضية، بينما شنت كييف هجوما كبيرا بالطائرات المسيرة على البنية التحتية الروسية للطاقة في مطلع الأسبوع.

ومنذ بداية الحرب، أجرى زيلينسكي تعديلات وزارية عديدة، من بينها إقالته في سبتمبر وزير الدفاع، أوليكسي ريزنيكوف، بعد فضائح فساد، واستبداله رئيس أركان الجيش، رستم أميروف، إثر انتكاسات منيت بها القوات المسلحة في ساحة المعركة.

وبدأت الولاية الرئاسية الأولى لزيلينسكي، في عام 2019 وانتهت في مايو الماضي، لكنّه باق في منصبه بموجب الأحكام العرفية المعمول بها منذ بدء الغزو الروسي.

آثار هجوم سابق في موسكو قالت روسيا إن مسيرات أوكرانية تقف وراءه
آثار هجوم سابق في موسكو قالت روسيا إن مسيرات أوكرانية تقف وراءه

قال مسؤولون محليون الثلاثاء إن وحدات الدفاع الجوي الروسية دمرت سبع طائرات مسيرة على الأقل أطلقتها أوكرانيا مستهدفة بها موسكو، بينما أسقطت 59 من الأسلحة الجوية فوق منطقة بريانسك بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.

وكتب رئيس بلدية موسكو سيرجي سوبيانين في منشور على تطبيق تيليغرام "وفقا للمعلومات الأولية، لا توجد أضرار أو إصابات في موقع سقوط الحطام".

وقال سوبيانين إن الطائرات المسيرة تدمرت في ليوبيرتسي ورامينسكوي في منطقة موسكو، وكذلك في مدينة بودولسك الواقعة على بعد نحو 38 كيلومترا جنوبي الكرملين.

وقالت قناتا شوت وبازا الروسيتان على تيليغرام، وهما مقربتان من أجهزة الأمن الروسية، إن الرحلات الجوية في مطاري فنوكوفو ودوموديدوفو في موسكو تم تعليقها في أثناء وقوع الهجمات بالمسيرات.

وذكر ألكسندر بوغوماز حاكم منطقة بريانسك في جنوب غرب روسيا على الحدود مع أوكرانيا إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 59 مسيرة خلال الليل. وأضاف على تيليغرام أنه لم تقع أضرار أو إصابات.

وقال حاكم منطقة ليبيتسك الروسية إيغور أرتامونوف على تيليغرام إن عدة طائرات مسيرة أسقطت في المنطقة الواقعة على بعد مئات الكيلومترات جنوبي موسكو دون وقوع إصابات أو أضرار جسيمة.

وفي كثير من الأحيان لا يكشف المسؤولون الروس عن المدى الكامل للأضرار التي تخلفها الهجمات الأوكرانية.

ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة هذه التقارير بشكل مستقل. ولم يصدر تعليق بعد من أوكرانيا.