سفينة في ميناء رييكا الذي يستخدم لتصدير القمح الأوكراني
الحادث ساهم في ارتفاع أسعار القمح

انتقد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، القاهرة لعدم إدانتها روسيا بعد قصف سفينة تحمل حبوبا كانت متجهة لمصر.

واتهمت أوكرانيا، الخميس، روسيا باستخدام قاذفات استراتيجية لضرب سفينة مدنية تحمل حبوبا بصاروخ في مياه البحر الأسود قرب رومانيا.

وقال زيلينسكي إن السفينة التي تحمل حبوبا أوكرانية إلى مصر ضُربت الليلة الماضية بصاروخ بمجرد مغادرتها للمياه الإقليمية الأوكرانية. وأضاف أن الهجوم لم يتسبب في خسائر بشرية.

والبحر الأسود ممر شحن حيوي لأوكرانيا أحد أكبر منتجي وموردي الحبوب، لكنه تحول ميدانا بحريا للمعارك عندما غزت روسيا أوكرانيا.

ووصف وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا الضربة بأنها "هجوم وقح على حرية الملاحة والأمن الغذائي العالمي". وقال زيلينسكي إن السفينة أصيبت بصاروخ بينما قالت البحرية الأوكرانية إن قاذفات روسية من طراز توبوليف تو-22 أطلقت عددا من صواريخ كروز في الساعة 11:02 من مساء أمس الأربعاء بالتوقيت المحلي.

وتأتي هذه الواقعة في وقت يحاول فيه زيلينسكي استمالة دول الجنوب العالمي، ومنها مصر-وجهة الحبوب وفقا لأوكرانيا-وإقناعها بالانضمام إلى الغرب في دعم أوكرانيا في الحرب.

وقال متعاملون إن الحادث ساهم في ارتفاع أسعار القمح بسبب المخاوف من شح المعروض من منطقة التصدير المطلة على البحر الأسود. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة بنحو اثنين بالمئة لتصل إلى أعلى مستوى لها في شهرين.

وانسحبت موسكو العام الماضي من اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة لضمان المرور الآمن للصادرات الزراعية الأوكرانية في البحر الأسود، لكن كييف تمكنت من إنشاء ممر بحري يسمح بمواصلة التجارة.

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.