FILE PHOTO: 9М723 missiles, part of  Iskander-M missile complex, are seen during a demonstration at the International military-technical forum ARMY-2019 at Alabino range in Moscow Region
أوكرانيا تطالب داعميها الغربيين بالسماح لها بضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية

قال السفير الأسبق للولايات المتحدة الأميركية لدى دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، روبرت هانتر، الخميس، إن روسيا لن تستخدم الأسلحة النووية في حربها المستمرة في أوكرانيا، منوها إلى "لحظة خطيرة" في النزاع المتواصل على مدى عامين. 

وفي مقابلة مع قناة الحرة، قال هانتر، وهو يعمل حاليا كبيرا للباحثين في مركز العلاقات عبر الأطلسي، إن قرار استخدام الأسلحة النووية بيد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أنه "إذا تجاوزت الدول الغربية حدودها، عندها يمكن أن تكون هناك ضغوط إضافية من جانب روسيا على واحدة أو أكثر من دول الناتو"، مؤكدا أن هذا السبب هو الذي أثار حديث الوزير البولندي عن بلاده ودورها.

وقال: "هذه لحظة خطيرة، نحن الأميركيون والبريطانيون يجب أن نتوخى الحذر بشأن إدخال الأسلحة إلى أوكرانيا.. أسلحة يمكن أن تضرب العمق الروسي، هذه مخاطر عالية".

وفي تعليقه على تعهد كل من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ونظيره البريطاني، ديفيد لامي، الأربعاء، بمراجعة طلب كيفية السماح بضرب العمق الروسي، لفت هانتر إلى أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، والأوكرانيين عموما "يودون فعل ذلك (ضرب العمق الروسي) لأن بلادهم تتعرض للهجوم وهم يريدون إيقاف الهجمات وإرغام بوتين على الدخول في مفاوضات جادة.. هم ليسوا قلقين كثيرا بشأن التصعيد مثلنا (الأميركيين)".

وتابع "نحن الأميركيون الدولة الأساسية، التي عليها أن تتعامل مع روسيا وأن تتخذ قرارات صعبة" مبدياً قلقه من أن الإدارة الأميركية التي لا ترسل رسائل كافية لكييف في هذا الصدد، قائلًا: "من يدري، عند أي لحظة يمكن للرئيس بوتين أن يقول: 'سأفعل المزيد'".

إلى ذلك، تساءل هانتر حول عدم سعي الولايات المتحدة وحلفائها منذ بداية الحرب لتزويد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة الدفاعية المتوفرة في دول الناتو، قائلًا "هذا لم يكن منطقيًا".

في السياق، أشار هانتر إلى أن "أوكرانيا معرضة للخطر أكثر من أي وقت مضى".

وبالحديث عن إمكانية تسريع تقديم المساعدات لأوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر القادم، قال هانتر: "الولايات المتحدة منخرطة إلى حد كبير في أوكرانيا وفي الناتو ولا تستطيع التخلي عن أوكرانيا".

وأضاف "لا يجب أن نعير انتباها لما يقوله الناس في الحملات الانتخابية" في إشارة إلى تصريحات سابقة للمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، بالخصوص. وتابع "هناك رئيس الآن وهو جو بايدن، وهو مستمر حتى يناير".

يذكر أن بوتين أكد، الخميس، أنه في حال سمحت دول الغرب لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى، منحتها لكييف، بضرب الأراضي الروسية، فإن ذلك يعني أن "دول حلف شمال الأطلسي في حرب ضد روسيا". 

وقال في مقطع مصور نشره صحفي مقرب من الرئاسة الروسية على تيليغرام: "إذا اتخذ هذا القرار، فإن ذلك سيعني على الأقل ضلوعا مباشرا لدول الناتو في الحرب في أوكرانيا. هذا الأمر سيغير طبيعة النزاع ذاتها. هذا سيعني أن دول الناتو هي في حرب ضد روسيا".

وتطالب أوكرانيا داعميها الغربيين بالسماح لها بضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية باستخدام صواريخ تلقتها منهم.

والخميس أيضا، انتقد زيلينسكي "تأخير" البت في هذه القضية.

وترفض الولايات المتحدة هذا الأمر حتى الآن، خشية تصعيد قد يؤدي إلى نزاع مباشر مع موسكو، وخصوصا أن البلدين قوتان نوويتان.

لكن بلينكن وعد، الأربعاء، من كييف بدراسة المطالب العسكرية لأوكرانيا بشكل "عاجل". ومن المقرر أن يبحث بايدن ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، هذه القضية، الجمعة.

ويكيبيديا
النسخة الروسية من ويكيبيديا أصبحت محل بجدل بسبب نشرها لدعاية الكرملين

منذ نشأتها في عام 2001، عايشت موسوعة "ويكيبيديا" سلسلة من القضايا الجدلية حول تفاصيل ثقافية وتاريخية متنوعة، قبل أن تتجه نحو مواضيع أكثر حساسية وخطورة، مثل الانتخابات، الاحتجاجات، والحروب.      

ومن أبرز الأمثلة الحديثة، الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث تحولت ويكيبيديا إلى ساحة معركة للروايات المتنافسة والمتغيرة باستمرار، وفق تقرير جديد لمجلة "فورين بوليسي" بعنوان "كيف غزت روسيا ويكيبيديا". 

تُعتبر النسخة الروسية من ويكيبيديا واحدة من أكبر ستة مواقع ويكيبيديا في العالم، وكانت حتى وقت قريب مصدرا رئيسيا للمعلومات في روسيا.

ولكن، خلال العقدين الماضيين، أصبحت تلك النسخة محاطة بالجدل بسبب تورطها في نشر الدعاية الموجهة من قبل الكرملين الذي استغل المنصة للترويج لرواياته السياسية.

تعتمد العديد من المقالات في النسخة الروسية من ويكيبيديا على المصادر الحكومية ويتم تحريرها بواسطة محررين روس يتبنون الروايات الرسمية للكرملين، وفق المجلة. 

وتشير "فورين بوليسي" إلى أن هذا التحيز برز بشكل واضح في تغطية النسخة الروسية للحرب على أوكرانيا.

على سبيل المثال، بينما تؤكد النسخة الإنكليزية من ويكيبيديا على الطبيعة غير القانونية لضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، تشير المقالات الروسية إلى هذا الحدث بشكلٍ يبرّر التدخل الروسي.

كما تقلل النسخة الروسية من دور الجيش الروسي في الصراع وتصور منطقة دونيتسك كجمهورية منفصلة عن أوكرانيا.

في قضية أخرى مثيرة للجدل، تتباين النسختان الإنكليزية والروسية حول حادثة إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية MH17 عام 2014، فبينما تُقر النسخة الإنكليزية بأن الطائرة أُسقطت بواسطة صاروخ أطلقه الجيش الروسي، تُشير النسخة الروسية إلى الحادثة بأنها "كارثة" دون الإشارة إلى المسؤولية الروسية، مما يعكس التأثير الكبير للروايات الحكومية الروسية على المحتوى، وفق تعبير المجلة.

وكانت رحلة الخطوط الجوية الماليزية "إم إتش17" في طريقها من أمستردام إلى كوالالمبور عندما كانت تحلق يوم 17 يوليو 2014 فوق المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون شرق أوكرانيا، حيث تعرضت لصاروخ أرض جو روسي الصنع انطلق من قاعدة عسكرية روسية يديرها المتمردون المدعومون من موسكو، وفق فريق تحقيق دولي.

تحديات قانونية

واجهت مؤسسة "ويكيميديا"، التي تدير ويكيبيديا، تحديات قانونية في روسيا، حيث تم تغريمها عدة مرات بسبب المحتوى المتعلق بالحرب على أوكرانيا.

وتشير تقارير إلى أن مجموعات من الحسابات المنسقة، تُعرف بـ"حسابات دمى الجوارب" (Sock puppet) قامت بتنسيق جهود لتحرير الصفحات المتعلقة بالعلاقات الروسية الأوكرانية لصالح الرواية الرسمية الروسية.

هذه المجموعات تعمل على تقويض المصادر الأوكرانية والغربية، وتدعم بدلاً من ذلك الروايات المدعومة من وسائل الإعلام الحكومية الروسية.

وفي خطوة أخرى لتعزيز السيطرة على الفضاء الرقمي، أطلقت روسيا في وقت سابق هذا العام منصة بديلة لويكيبيديا تُسمى "روويكي" (Ruwiki)، بقيادة فلاديمير ميدييكو، المدير السابق لمؤسسة ويكيميديا الروسية.

بدأت هذه المنصة كنسخة طبق الأصل من النسخة الروسية من ويكيبيديا، مستفيدة من طبيعة اتفاقية المصادر المفتوحة لويكيبيديا.

تحتوي "روويكي" الآن على ما يصل إلى مليوني مقال باللغة الروسية، بالإضافة إلى 12 لغة إقليمية أخرى تُستخدم في روسيا، وهي تعمل خارج نطاق سيطرة مؤسسة ويكيميديا.

منصة بديلة

تختلف "روويكي" عن نموذج ويكيبيديا الأصلي الذي يسمح لأي مستخدم بإنشاء وتحرير المقالات، حيث يخضع  المحتوى المضاف لمراجعة مجموعة ضيقة من الخبراء المعتمدين من قبل الحكومة.

هذه الآلية تسمح للحكومة الروسية بفرض رقابة صارمة على المحتوى المقدم وضمان توافقه مع الروايات الرسمية، خصوصا في القضايا المعقدة مثل الغزو الروسي لأوكرانيا.

أدى إنشاء "روويكي" إلى خلق نسخة رقمية منعزلة تعكس رؤية الكرملين للأحداث. ففي هذه النسخة، يتم إنكار أحداث تاريخية كبرى مثل مجاعة "هولودومور" التي أودت بحياة ملايين الأوكرانيين في عهد الرئيس السوفييتي جوزيف ستالين، ويتم الترويج لفكرة أن حلف "الناتو" هو المسؤول عن استفزاز روسيا لشن غزوها لأوكرانيا.

وهذه المحاولات لعزل الفضاء الرقمي الروسي عن بقية العالم تندرج ضمن مفهوم "تجزئة الإنترنت" أو "السبلينترنت"، وفق "فورين بوليسي" وهي ظاهرة تتجسد في قيام الدول بتقييد وصول مواطنيها إلى الإنترنت العالمي وتوجيههم نحو منصات رقمية محلية تخضع لرقابة الدولة، مما يحد من حريتهم في الوصول إلى معلومات غير محكومة بالروايات الرسمية.