أرشيفية لسيدة عجوز أوكرانية تجلس وسط مساكن مدمرة جراء القصف الروسي وحيدة- تعبيرية
أرشيفية لسيدة عجوز أوكرانية تجلس وسط مساكن مدمرة جراء القصف الروسي وحيدة- تعبيرية

أعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان، الثلاثاء، أن تعداد السكان في أوكرانيا تراجع بـ8 ملايين نسمة منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، وذلك نتيجة لمغادرة اللاجئين وانهيار الخصوبة والوفيات الناجمة عن الحرب.

وقالت  المديرة الإقليمية لشرق أوروبا وآسيا الوسطى في صندوق الأمم المتحدة للسكان، في توضيحات أرسلت إلى الصحفيين في جنيف "نلاحظ بصورة عامة أن عدد السكان في أوكرانيا تراجع بعشرة ملايين نسمة منذ 2014، وبنحو ثمانية ملايين منذ الغزو الواسع في 2022"، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس.

وخلال مؤتمر صحفي سبق هذا التوضيح، قالت باور  إن الغزو الروسي غيّر الوضع السكاني الصعب بالفعل إلى شيء"أكثر خطورة".

كما "انخفض معدل المواليد بشكل حاد، ويبلغ حاليا حوالي طفل واحد لكل امرأة، وهو أحد أدنى المعدلات في العالم"، وفق بارو، مبيّنة أن الأمر يتطلّب معدل خصوبة يبلغ 2.1 طفل لكل امرأة للحفاظ على استقرار تعداد السكان في أوكرانيا.

الخسائر بالأرقام

وفي الأول من فبراير 2022، أي قبل اندلاع الحرب بـ23 يوماً، أعلنت دائرة الإحصاءات الحكومية الأوكرانية أن عدد السكان 41 مليوناً و130 ألفاً و432 فرداً.

وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا بمقتل آلاف الأوكرانيين (مدنيين وعسكريين)، وتشريد الملايين خارج حدود بلادهم، مضافاً لذلك معاناة إنسانية مستمرة تطال 14.6 ملايين شخص، هم بحاجة للمساعدة الإنسانية وفق أرقام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. 

وقالت الأمم المتحدة، الاثنين، في بيان، إن 11,973 مدنياً قُتل في أوكرانيا بينهم 622 طفلا منذ بداية الغزو الروسي لبلادهم في فبراير 2022 حتى اليوم، كما أصيب 25,943 شخصاً بينهم 1,686 طفلاً.

وحتى 24 فبراير 2024، سجلت المفوضية السامية لجوء 6.5 مليون فرد من أوكرانيا. وقالت إن المهاجرين عبروا الحدود إلى الدول المجاورة (بولندا والمجر ومولدوفا) وغيرها من دول العالم، فيما كانت بولندا الأكثر ترحيباً بهم، إذ تستضيف 60% من العدد الإجمالي.

وتتوزع بقية المهاجرين من أوكرانيا من جرّاء الحرب، بين جمهورية التشيك والمملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا ومولدوفا وإسبانيا وسلوفاكيا وهولندا وآيرلندا وبلجيكا ورومانيا.

وبحسب إحصاءات لوزارة الأمن الداخلي الأميركية نشرتها "إن بي سي نيوز"  بعد مرور عام كامل على الحرب، قبلت الولايات المتحدة لجوء أكثر من 271 ألفاً من أوكرانيا، وهو رقم أعلى بكثير من هدف الرئيس جو بايدن المعلن (قبول 100 ألف) ضمن برنامج الهجرة "الاتحّاد لأجل أوكرانيا" الذي أطلقه في أبريل 2022.

وخارج نطاق هذا البرنامج، استقبلت الولايات المتحدة 350,000 من أوكرانيا استخرجوا تأشيرات مؤقتة، وفق وزارة الأمن الداخلي، ونشرت الإحصائية "سي بي نيوز" في أبريل الماضي. 

وبحلول الذكرى الثانية للحرب فبراير الماضي، أعلن الرئيس الأوكراني مقتل 31 ألفاً من جنوده، وكانت المرة الأولى التي يعترف فيها بحصيلة كهذه، ممتنعاً عن ذكر تعداد الجرحى أو المفقودين آنذاك.

في الوقت ذاته، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الرقم أقل بكثير من تقديرات مسؤولين أميركيين في صيف 2023، أكدوا أن أكثر من 70 ألف أوكراني قتلوا في المعارك، وأصيب ما بين 100 و120 ألفا  بجراح.

قتل عشرة أشخاص في قصف روسي على مدينة لفيف غرب أوكرانيا، الخميس
الأمم المتحدة تكشف عن عدد القتلى المدنيين منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا
قالت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا في بيان، الجمعة، إن أكثر من تسعة آلاف مدني بينهم 500 طفل قتلوا منذ بدء الغزو الروسي، مع أن مسؤولي الأمم المتحدة صرحوا في السابق أن العدد الفعلي أكبر بكثير على الأرجح.

 

الحياة والأمن الغذائي في خطر

منذ بداية الغزو الروسي حتى اليوم، نزح ثلث سكان أوكرانيا بشكل قسري داخلياً، وفق أرقام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ويعيشون مخاطر عدة على وقع الصراع الدائر، فقد تسببت الهجمات الصاروخية في تدمير المنازل والشركات وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية للطاقة في جميع أنحاء البلاد.

وأوضحت المفوضية أن "أزمة الطاقة في أوكرانيا تعطّل وصول السكان للمياه والكهرباء والتدفئة والرعاية الصحية والتعليم والحماية الاجتماعية. كما يعيش العديد في منازل مدمرة أو في مبان غير مهيأة لدرجات الحرارة المتجمدة التي تهدد حياتهم".

ويكون وقع هذه الأوضاع أسوأ على الفئات الضعيفة، خاصة كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة الذين قد لا يتمكنون من الفرار من المناطق عالية الخطورة، بالإضافة للنساء والأطفال الذين يشكلون حوالي 90% من النازحين، وهم معرضون أيضاً لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستغلال والاعتداء الجنسيين.

والأحد الماضي، قدم الأمين العام المساعد (لأوروبا وآسيا الوسطى والأمريكيتين) في الأمم المتحدة ميروسلاف ينتشا، إحاطة لمجلس الأمن بشأن الأوضاع في أوكرانيا، شرح خلالها مجموعة من الانتهاكات الحقوقية والقانونية التي ترتكبها القوات الروسية في أوكرانيا، وتتسبب بأضرار هائلة للسكان.

وقال إن روسيا لا تزال تشن هجمات منهجية بلا هوادة على الأوكرانيين، توقع العديد من الإصابات يومياً وتسفر عن أضرار جسيمة بالبنية التحتية الحيوية، مشيراً إلى أن مناطق دونيتسك وخاركيف وخيرسون وميكولايف وسومي تتحمل العبء الأكبر.

وفي 15 و16 أكتوبر الحالي، أسفرت الهجمات في هذه المناطق عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بمبنى سكني ومدرسة، بحسب السلطات المحلية. كما دفعت الأعمال العدائية المستمرة السلطات في خاركيف إلى توسيع عمليات الإجلاء لتشمل حوالي 7,000 شخص، بحسب ينتشا.

وبالانتقال إلى المناطق الأقرب للصراع العسكري في شرق وجنوب أوكرانيا، فإنها تشهد "أسوأ تأثير للحرب على المجتمعات، إذ بات الموت والدمار حدثاً يومياً بعيدا عن مناطق القتال النشط. ويشمل ذلك المناطق السكنية في العاصمة كييف، التي تم استهدافها مرة أخرى بطائرات مسيّرة (صباح الأحد)".

وأضاف ينتشا أن لفيف في غرب أوكرانيا وأوديسا في الجنوب تعرضتا للقصف مرارا وتكراراً، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين.

وقال "نؤكد من جديد أن جميع الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية محظورة بموجب القانون الدولي، أينما وقعت، وهي غير مقبولة ويجب أن تنتهي فورا".

وتتمتع السفن المدنية والبنية التحتية للموانئ بحماية متساوية بموجب القانون الإنساني الدولي، لكن "من المحزن أننا شهدنا استئناف الهجمات الروسية على موانئ البحر الأسود الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة" تابع ينتشا.

ومنذ 1 سبتمبر الماضي، ألحقت هذه الهجمات أضرارا بست سفن مدنية وكذلك البنية التحتية للحبوب في الموانئ، وفقا لمسؤولين محليين، مما أدى لارتفاع أسعار القمح بأكثر من 6% بين 1 سبتمبر و14 أكتوبر.

كما ارتفعت أسعار التأمين ضد المخاطر للمُصدّرين الأوكرانيين مما أثر على القطاع الزراعي، ولا تزال سلامة واستدامة الصادرات الزراعية التي تمر عبر البحر الأسود حاسمة للأمن الغذائي العالمي.

لذلك تواصل الأمم المتحدة العمل مع أوكرانيا والاتحاد الروسي وتركيا، فضلا عن أصحاب المصلحة الآخرين، لدعم حرية وسلامة الملاحة في البحر الأسود.

أوستن خلال اجتماعاته في كييف
وزير الدفاع الأميركي من كييف: بوتين أخطأ.. وروسيا لن تنتصر أبدا
قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الاثنين إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الحرب مع روسيا وحتى مع تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "المتهورة والخطيرة للغاية بشأن الحرب النووية سنواصل التصرف بمسؤولية" وفق تعبيره.

الطاقة وتهديد نووي

خلال الإحاطة نفسها، قال ينتشا أن التدمير الواسع النطاق وانقطاع إمدادات الطاقة والمياه في جميع أنحاءأوكرانيا قد يؤدي لتفاقم الظروف المعيشية لملايين الأوكرانيين خلال الشتاء الثالث من هذه الحرب.

في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024، تلقى حوالي 7.2 مليون شخص مساعدات إنسانية في أوكرانيا، ومع ذلك، أكد ينتشا "لا نزال نشعر بقلق عميق إزاء 1.5 مليون شخص لم نتمكن من الوصول إليهم بشكل صحيح في أجزاء من مناطق دونيتسك وخيرسون ولوهانسك وزابوريزهزهيا في أوكرانيا، التي يحتلها الاتحاد الروسي حاليا".

وأشار كذلك إلى عمليات التعذيب التي تمارسها روسيا بحق أسرى الحرب الأوكرانيين، مبيناً: "قدم 97% من السجناء الأوكرانيين الذين قابلتهم المفوضية السامية لحقوق الإنسان منذ مارس 2023 روايات متسقة ومفصّلة عن التعذيب أو سوء المعاملة أثناء الأسر. وأبلغ 68% منهم عن تعرضهم للعنف الجنسي".

وحذر ينتشا من خطر وقوع حادث نووي، وذلك بسبب تكرارا استهداف محطة "زابوريجيا" للطاقة النووية في أوكرانيا، حيث تزيد الانفجارات المنتظمة المبلّغ عنها وهجمات الطائرات من دون طيار، وإطلاق النار والانقطاعات المتكررة لإمدادات الطاقة الخارجية.

وأكد أن "منع وقوع حادث نووي أثناء الحرب أمر حيوي، فمهاجمة محطة للطاقة النووية أمر لا يمكن تصورّه وهو غير مقبول".

وختم ينتشا إحاطته بالقول "سيصادف الشهر المقبل (نوفمبر) مرور 1000 يوم على هذه الحرب المدمرة. حرب لا تزال تسبب معاناة إنسانية عميقة، وتهدد الاستقرار الإقليمي، وتفاقم الانقسامات العالمية".

نظام مصاص الدماء الأميركي يمكن نقله على منصات منقولة
أوكرانيا والأسلحة بعيدة المدى.. "خطة النصر" كما يراها زيلنسكي
من المتوقع أن يشهد الأسبوع المقبل، تسليط الضوء بشأن إمكانية السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ طويلة المدى التي تزودها بها الدول الغربية لتضرب العديد من الأهداف والمواقع العسكرية واللوجسيتية في العمق الروسي، وفقا لما ذكر العديد من الخبراء.

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.