صورة أرشيفية لتدريبات جنود في كوريا الشمالية نقلتها وكالة فرانس برس عن وسائل إعلام محلية
صورة أرشيفية لتدريبات جنود في كوريا الشمالية نقلتها وكالة فرانس برس عن وسائل إعلام محلية

نشر أكثر من 10 آلاف جندي كوري شمالي في منطقة كورسك الروسية على الحدود مع أوكرانيا، كان المحور الرئيس في اجتماع وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين مع نظيريهما الكوريين الجنوبيين في واشنطن.

ووجود هؤلاء الجنود من شأنه أن يزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ويوسع نطاق حرب موسكو على أوكرانيا.

يقول، ديفيد سيدني، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون آسيا والمحيط الهادئ والباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن كوريا الشمالية هدفها الرئيس هو استمرار بقاء النظام من خلال تطوير أسلحتها النووية رغم إدانة مجلس الأمن الدولي لذلك.

ويضيف في حوار مع قناة "الحرة" أن تحالف كوريا الشمالية مع روسيا في الحرب ضد أوكرانيا هو دليل على أن موسكو "خرجت عن إجماع مجلس الأمن وخلقت جبهة موحدة مع كوريا الشمالية" وأن الخطوة الكورية هذه تهدف إلى "شرعنة القوة النووية".

وأوضج سيدني أن كوريا الشمالية تستخدم قواتها العسكرية كـ "ورقة ضغط" من أجل الحصول على دعم روسي في موضوعها النووي.

وفي المقابل، يعتقد سيدني أن روسيا تحاول أن تحصل على دعم جديد بعد أن خسرت حلفاءها لمساعدتها في أوكرانيا، مشيرا إلى أن موسكو مستعدة لدفع ثمن هذا التعاون من خلال إعطاء الشرعية لبرنامج بيونغ يانغ النووي، على حد قوله.

 

وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، عقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا، الخميس، مع وزير الخارجية الكوري الجنوبي، تشو تاي يول، ووزير الدفاع، كيم يونغ هيون. وقال بلينكن وأوستن إنهما يتوقعان نشر قوات كورية شمالية في أوكرانيا.

وقال بلينكن، متحدثًا في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، إن الولايات المتحدة تتوقع إرسال نحو 8000 جندي كوري شمالي على الحدود الأوكرانية لجبهة القتال بجانب روسيا في الأيام المقبلة، محذرًا من أنهم "سيصبحون أهدافا عسكرية مشروعة إذا شاركوا في قتال ضد كييف."

أوستن عبر من جهته عن قلق الولايات المتحدة من وجود قوات من كوريا الشمالية في روسيا، مشددا أن خطط الكرملن في أوكرانيا "لن تنجح"، وقال "نعمل على مساعدة حلفائنا وتقديم كل الدعم الذي يحتاجونه لمواجهة التهديدات"، مؤكدا أن خطط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أوكرانيا "لن تنجح حتى مع الدعم من كوريا الشمالية"، بحسب تعبيره.

الرئيس الصيني شي جين بينغ والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أرشيف)
إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا.. "اختبار" للعلاقات بين بكين وبيونغ يانغ
أوضح خبراء تحدثوا إلى موقع "صوت أميركا" الإخباري أن الصين قد تشعر بالقلق من إرسال كوريا الشمالية قوات إلى إقليم كورسك الروسي المحاذي للحدود مع أوكرانيا، وذلك بسبب أن حلف شمالي الأطلسي ينظر إلى بيونغ يانغ على أنها منطقة نفوذ مهمة لبكين.

في غضون ذلك، أطلقت كوريا الشمالية الخميس صاروخا باليستيا عابرا للقارات في تطوير لما وصفته بأنه "أقوى سلاح استراتيجي في العالم"، فيما حذرت سول من أن بيونغ يانغ قد تحصل على تكنولوجيا الصواريخ من روسيا مقابل مساعدتها في حربها مع أوكرانيا.

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة إطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستيًا بعيد المدى، مشدداً أن الاستمرار في إطلاق الصواريخ باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية من قبل بيونغ يانغ يشكل انتهاكًا واضحًا لقرارات مجلس الأمن.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون كان حاضرا وقال إن الاختبار هو تحذير للأعداء الذين يشكلون تهديدا لأمن البلاد، بحسب تعبيره.

وكانت الولايات المتحدة أكدت، الأسبوع الماضي، للمرة الأولى حيازتها أدلة على وجود "آلاف" الجنود الكوريين الشماليين في روسيا مشيرة إلى أنها ستعتبرهم "أهدافا مشروعة" في حال انضموا إلى القتال في أوكرانيا.

وتقول واشنطن إن إجمالي عدد القوات الكورية الشمالية حاليا في روسيا يناهز 10 آلاف جندي.

وبحسب كوريا الجنوبية فإن قسما من هؤلاء الجنود يفترض أن يتوجهوا بعد ذلك إلى الجبهة.

ورجح خبراء أن تحصل كوريا الشمالية في المقابل على تكنولوجيا عسكرية، تراوح بين أقمار مراقبة وغواصات، بالإضافة إلى ضمانات أمنية محتملة من موسكو.

وعزّزت روسيا وكوريا الشمالية تحالفهما السياسي والعسكري في سياق الحرب في أوكرانيا. وكلاهما يخضع للعقوبات، بيونغ يانغ على خلفية برنامجها للأسلحة النووية، وموسكو بسبب حربها ضد كييف.

المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين
المصادر قالت إن الصينيين الذين يقاتلون مع روسيا ربما ليس لهم علاقة ببكين (Reuters)

قال مسؤولان أميركيان مطلعان ومسؤول مخابرات غربي سابق إن أكثر من 100 مواطن صيني يقاتلون في صفوف الجيش الروسي في مواجهة أوكرانيا هم مرتزقة لا صلة مباشرة لهم على ما يبدو بالحكومة الصينية.

ومع ذلك، قال المسؤول السابق لرويترز إن ضباطا صينيين كانوا في مسرح العمليات خلف الخطوط الروسية بموافقة بكين لاستخلاص الدروس التكتيكية من الحرب.

وأكد قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأميرال صامويل بابارو، يوم الأربعاء أن القوات الأوكرانية أسرت رجلين من أصل صيني في شرق أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لديها معلومات عن 155 مواطنا صينيا يقاتلون هناك إلى جانب روسيا.

ووصفت الصين تصريحات زيلينسكي بأنها "غير مسؤولة"، وقالت إن الصين ليست طرفا في الحرب. وكانت بكين قد أعلنت عن شراكة "بلا حدود" مع موسكو وامتنعت عن انتقاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.

وقال المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المقاتلين الصينيين لم يتلقوا فيما يبدو سوى الحد الأدنى من التدريب وليس لهم أي تأثير ملحوظ على العمليات العسكرية الروسية.

ولم ترد وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، ومجلس الأمن القومي، وكذلك السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلبات  رويترز للتعليق.

وقال مسؤول مخابرات غربي سابق مطلع على الأمر لرويترز إن هناك نحو 200 من المرتزقة الصينيين يقاتلون لصالح روسيا لا علاقة للحكومة الصينية بهم.

لكن الضباط العسكريين الصينيين يقومون، بموافقة بكين، بجولات بالقرب من الخطوط الأمامية الروسية لاستخلاص الدروس وفهم التكتيكات في الحرب.

وقدمت الصين لموسكو على مدى سنوات دعما ماديا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وتمثل ذلك في المقام الأول في شحن المنتجات ذات الاستخدام المزدوج وهي مكونات لازمة لصيانة الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والدبابات.

كما زودت بكين روسيا بطائرات مسيرة مدمرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وفي أكتوبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن للمرة الأولى عقوبات على شركتين صينيتين بسبب تزويد موسكو بأنظمة الأسلحة.

ويقاتل متطوعون من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في صفوف أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، ونشرت كوريا الشمالية أكثر من 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، وقتل وأصيب الآلاف منهم في المعارك.