تدريبات لجنود من كوريا الشمالية (رويترز)
تدريبات لجنود من كوريا الشمالية (VIA REUTERS)

أعرب الدبلوماسي الأوكراني، إيفان سيهيدا، في حديثه إلى موقع "الحرة"، عن اتفاقه مع المخاوف التي أبداها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشأن "تدويل الصراع" في بلاده، وذلك على خلفية التقارير التي تحدثت عن إرسال كوريا الشمالية آلاف الجنود إلى روسيا للمشاركة في غزو أوكرانيا.

وتتسارع التطورات المتعلقة بهذا الملف وتتشعب، إذ أكد رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، الخميس، أن بلاده "لا تستبعد" إمكانية أن ترسل بصورة "مباشرة" أسلحة إلى أوكرانيا، ردا على خطوة الجارة الشمالية في هذا الصدد، وفق فرانس برس.

وقال يون، في مؤتمر صحفي في سيول: "الآن، اعتماداً على مستوى ضلوع كوريا الشمالية، سنعدّل تدريجياً استراتيجيتنا للدعم على مراحل".

وتعليقا على وجود قوات كورية شمالية على حدود بلاده، اعتبر الدبلوماسي الأوكراني لدى الكويت، أن هذا "تصعيد واضح من قبل روسيا".

وقال: "يمكن للعالم أن يرى بوضوح أن موسكو تريد استمرار الحرب، ونحن نعتبر مشاركة جنود كوريين شماليين في غزو أوكرانيا، بمثابة تدويل للحرب وتوسيعها خارج حدود الدولتين".

ونبّه سيهيدا إلى أن حالة عدم الاستقرار والتهديدات "قد تتفاقم بشكل كبير بمجرد أن تبدأ كوريا الشمالية في تعلّم خصوصيات الحرب الحديثة، وتلقي تقنيات عسكرية متقدمة مقابل دعمها العسكري لروسيا".

وأكد أن كييف "تتوقع رداً حازماً وملموساً من العالم"، مضيفا: "يجب أن يقابل الانخراط الفعلي لكوريا الشمالية في الأعمال العدائية، بضغط ملموس على كل من موسكو وبيونغ يانغ، من أجل الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، ومعاقبة العدوان".

وزاد: "إن مهادنة موسكو لا تؤتي ثمارها، لأن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لا يفهم سوى لغة القوة".

أسلحة ومدرعات تابعة لجيش كوريا الجنوبية (رويترز)
كوريا الجنوبية: لا نستبعد إرسال أسلحة مباشرة إلى أوكرانيا
أعلن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، الخميس، أنّ بلاده التي تُعتبر أحد أكبر مصدري الأسلحة في العالم "لا تستبعد" إمكانية أن ترسل بصورة مباشرة أسلحة إلى أوكرانيا بعدما أفادت تقارير أن كوريا الشمالية أرسلت جنودا لإسناد روسيا في حربها هناك.

من جانبه، رأى ديفيد سيدني، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون آسيا والمحيط الهادئ، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، في مقابلة سابقة مع قناة "الحرة"، أن كوريا الشمالية "هدفها الرئيسي هو استمرار بقاء النظام من خلال تطوير أسلحتها النووية، رغم إدانة مجلس الأمن الدولي لذلك".

وأضاف أن تحالف كوريا الشمالية مع روسيا في الحرب ضد أوكرانيا "دليل على أن موسكو خرجت عن إجماع مجلس الأمن، وخلقت جبهة موحدة مع كوريا الشمالية"، وأن الخطوة الكورية هذه تهدف إلى "شرعنة القوة النووية".

ورداً على التحالف بين موسكو وبيونغ يانغ، طالب سيهيدا بـ"تعزيز قدرات أوكرانيا لتدمر الأهداف العسكرية الروسية، بما في ذلك تلك التي توفرها كوريا الشمالية وإيران وبيلاروس، وذلك لمنع مواصلة العدوان".

وتابع: "نحتاج إلى المزيد من الأسلحة، ويجب رفع القيود المفروضة على ضرباتنا بعيدة المدى ضد روسيا، لتعظيم قدرات أوكرانيا في إطار خطة النصر التي اقترحها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي".

"قوة القانون أم قانون القوة؟"

ووصل سيهيدا إلى أنه "يجب إنهاء الحرب بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة وضمان السلامة الإقليمية لأوكرانيا، وإلا فإن دولًا أخرى ستحذو حذو روسيا بتجاهل القانون الدولي وحدود الدول، مما يعكس احتراماً لقانون القوة بدلاً من قوة القانون"، على حد وصفه.

وكان البنتاغون قد ذكر في وقت سابق، أن كوريا الشمالية أرسلت أكثر من 10 آلاف جندي إلى روسيا للتدريب والقتال في أوكراني، بينما أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، بعد اجتماع مع كبار مسؤولي الاستخبارات في كوريا الجنوبية، أن بعض القوات "موجودة بالفعل" في كورسك، المنطقة الروسية التي تسيطر عليها جزئيا القوات الأوكرانية.

وقال روته للصحفيين في بروكسل في 28 أكتوبر، إن "التعاون العسكري المتعمق بين روسيا وكوريا الشمالية يشكل تهديدًا لأمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ والأوروبي الأطلسي".

وفي الوقت ذاته، قال البنتاغون إن الولايات المتحدة لن تفرض قيودًا جديدة على استخدام أوكرانيا للأسلحة الأميركية، إذا انضمت كوريا الشمالية إلى حرب أوكرانيا.

الهجمات والمعارك مستمرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022 - رويترز
الهجمات والمعارك مستمرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022 - رويترز

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن بلاده أرادت بإطلاقها صاروخ فرط صوتي على أوكرانيا أن يدرك الغرب أنها مستعدة لاستخدام أي وسيلة لإحباط أي محاولة تهدف لإلحاق "هزيمة استراتيجية" بها.

وقال لافروف، في مقابلة مع الصحفي تاكر كارلسون الخميس، إن "على الولايات المتحدة وحلفاءها الذين يقدمون أيضا هذه الأسلحة طويلة المدى لنظام أوكرانيا -- أن يدركوا أننا على استعداد لاستخدام أي وسيلة تحول دون نجاحهم فيما يصفوه (بإلحاق) هزيمة استراتيجية بروسيا".

وأضاف لافروف أنه "لخطأ كبير للغاية" أن يفترض أي شخص في الغرب أن روسيا ليس لديها خطوط حمراء.

وتأتي هذه التصريحات قبل أقل من شهرين من تنصيب ترامب، في حين تقول إدارة الرئيس، جو بايدن، إنها تريد "ضمان أن تكون لدى أوكرانيا القدرات التي تحتاجها للدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي". 

وتابع لافروف "نود أن تكون لدينا علاقات طبيعية مع جميع جيراننا في شكل عام، مع كل البلدان، وبخاصة مع دولة كبيرة مثل الولايات المتحدة"، مضيفا "لا نرى سببا يمنع روسيا والولايات المتحدة من التعاون من أجل مصلحة العالم". 

وكان لافروف قد حذر في كلمته خلال الاجتماع من أن ما وصفها بالحرب الباردة الجديدة يمكن أن تدخل "مرحلة ساخنة".

وأثار استخدام روسيا نهاية شهر نوفمبر صاروخ أوريشنيك الفرط صوتي متوسط المدى ضد مدينة دنيبرو الأوكرانية، في تصعيد كبير للحرب المستمرّة منذ حوالى ثلاث سنوات، في خطوة وصفتها الأمم المتحدة بأنها "تطور جديد يثير القلق. 

ويمكن لصاروخ "أوريشنيك" البالستي المتوسط المدى (يصل إلى 5500 كيلومتر)، حمل رؤوس نووية، والتحليق بسرعة 10 ماخ أي ثلاثة كيلومترات في الثانية، وفق موسكو. 

وقالت روسيا إنها نفذت هذه الضربة ردا على ضربتين شنتهما أوكرانيا على الأراضي الروسية بصواريخ ATACMS الأميركية وصواريخ ستورم شادو البريطانية، وهي أسلحة يبلغ مداها نحو 300 كيلومتر.

وقلّل مسؤول أميركي في إحاطة غير مصورة، من احتمال أن يغير الصاروخ مسار الحرب، "خصوصا أن روسيا تمتلك على الأرجح عددًا محدودًا جدًا من هذه الصواريخ التجريبية، وأن أوكرانيا تمكنت من الصمود في وجه هجمات روسية متعددة، بما في ذلك هجمات بصواريخ ذات رؤوس حربية أكبر بكثير من هذا الصاروخ".

روسيا تجري تدريبات على صواريخ "أسرع من الصوت".. رويترز
مناورات في المتوسط.. روسيا تتدرب على صواريخ "أسرع من الصوت"
مئات الأفراد وعشرات الطائرات والسفن وصواريخ أسرع من الصوت. عناوين ضخمة احتلت وكالات الأبناء الروسية للإعلان عن تدريبات مشتركة للبحرية والقوات الجوية الفضائية في شرق البحر المتوسط بالتزامن مع العمليات العسكرية الجارية في أوكرانيا.

أمين عام حلف الناتو، مارك روته، قال من جهته إن الرئيس الروسي "بوتين يصعّد من خطابه وأفعاله المتهورة، ويستخدم أوكرانيا أرضَ اختبارٍ للصواريخ التجريبية، كما ينشر جنودًا من كوريا الشمالية في هذه الحرب غير القانونية".

وأعلن روته أن الحلف "بصدد إنشاء مقر قيادة جديد للناتو في لشبونة لتنسيق المساعدات الأمنية والتدريب لأوكرانيا.

وتخشى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن يضعف الدعم الأميركي لها فيما تواجه قواتها صعوبات على الجبهة، أو أن يفرض عليها اتفاق يتضمن تنازلها عن مناطق لروسيا.

سخونة الحرب التي تحدث عنها لافروف هي الإرث الذي ستحمله إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بدءا من العشرين من شهر يناير المقبل.

وانتقد ترامب مرارا حجم الدعم الأميركي لأوكرانيا وتعهد بإنهاء الحرب بسرعة دون أن يذكر كيف.

وتم تفسير ذلك على أنه يزيد من احتمال بدء محادثات سلام، التي لم تُعقد منذ الأشهر الأولى بعد الغزو الروسي الشامل في أوكرانيا في فبراير 2022.