أثار تصريح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، حول "التدخل الحازم" لمواجهة الدعم الذي تقدمه كوريا الشمالية والصين وإيران لروسيا في حربها ضد أوكرانيا موجة من التساؤلات بشأن ما إذ كان الوقت لا يزال متاحا أمام إدارة بايدن لتنفيذ هذا الأمر.
بلينكن أكد أن إرسال قوات من كوريا الشمالية إلى روسيا للمشاركة في القتال ضد أوكرانيا "يتطلب تدخلا حازما"، وشدد عقب اجتماعه بالأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، في مقر الحلف ببروكسل الأربعاء، على التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعم أوكرانيا لتحقيق النصر.
وحذر روته، بدوره، من أن تقديم روسيا ثمنا لكوريا الشمالية من خلال تكنولوجيا الصواريخ يشكل تهديدا على الجانب الأوروبي من الناتو والأراضي الأميركية وكوريا الجنوبية واليابان.
وقال بيتر بروكس، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق من فرجينيا لقناة "الحرة" إن هناك صعوبة في ترجمة تصريحات بلينكن على أرض الواقع بسبب "قصر عمر" إدارة بايدن التي لم يبق منها سوى أقل من شهرين عندما يتسنم دونالد ترامب منصب الرئاسة في المكتب البيضاوي.
وأضاف بروكس أن هناك مشكلة أمام أميركا لمواجهة التحالف بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران، والذي قال إنه يعارض الغرب من جهة، ويعادي الولايات المتحدة، من جهة أخرى.
وأوضح بروكس صعوبة مواجهة هذا التهديد "فالصين دولة قوية جدا، وروسيا قوة نووية رئيسية، وكوريا الشمالية لديها أيضا قدرات نووية، وإيران مصدر اساسي لعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وعلى حافة أن تصبح كذلك دولة نووية".
وأشار مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق إلى أنه غير متأكد من قدرة القوات الكورية الشمالية على أن تحدث فرقا في القتال الدائر في أوكرانيا، وتوقع أن يطلب كثيرون منهم "اللجوء فقط للهرب من بلادهم، وسيتركون عائلاتهم وراءهم وهذه العائلات ستدفع الثمن"، بحسب تعبيره.
وذكر بيتر بروكس أن من المهم أن تستمر الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا في جهودها لاستعادة وحدة أراضيها والحفاظ على سيادتها، من خلال إجبار الروس على التراجع وهزيمة الكوريين الشماليين في ساحة القتال "وهذا سيكون ضربة قوية لمحور الدول الأربعة".
وقال إدوارد جوزيف، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جونز هوبكنز لقناة "الحرة"، إن مشاركة القوات الكورية الشمالية في الحرب في أوكرانيا دليل على ضعف روسيا "وهذه هي النقطة التي يناقشها الرئيس بايدن مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب" خلال لقائهما في البيت الأبيض الأربعاء.
ودعا جوزيف الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى استغلال نقطة الضعف الروسية هذه في التفاوض مستقبلا.
وأضاف أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيكون صريحا، خلال الفترة المتبقية من عمر إدارة بايدن، مع حلفاء الولايات المتحدة بشأن التوقعات المستقبلية بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض "لا سيما أن الرئيس المنتخب كرر دائما أن صعوبة التنبوءبما يفكر فيه هو نقطة قوة يمتلكها".
وذكر أستاذ العلوم السياسية في جامعة جونز هوبكنز أن من الممكن أن يلغي الرئيس ترامب قرارات اتخذها بايدن، مثل ما حدث سابقا عندما انسحب من الاتفاق النووي الإيراني، "لكن ترامب سيأخذ أيضا بنظر الاعتبار التكلفة السياسية في حال قرر الانسحاب من قرار سابق وأدرك لاحقا إن الخطوة التي اتخذها كانت خاطئة".
وأشار جوزيف أيضا إلى أن وزير الخارجية الأميركي سيناقش في الفترة المتبقية الخطوات المتخذة لحد الآن لبناء الروابط وتعزيز دور حلف الناتو ودعم أوكرانيا.
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، جاء إلى البيت الأبيض بمجموعة من الأسئلة المفصلة، وذلك عقب لقاء بينهما في البيت الأبيض، الأربعاء، استمر ساعة و54 دقيقة.
وذكر البيت الأبيض في بيان، أن الاجتماع تناول مواضيع جوهرية تتعلق بالسياسية الداخلية والأمن القومي، وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، إن بايدن شدد خلال اجتماعه على أن دعم أوكرانيا يصب في مصلحة الأمن القومي الأميركي.
وتبادل بايدن وترامب الانتقادات الشديدة لسنوات، ويتخذ فريقاهما مواقف مختلفة تماما بشأن السياسات من تغير المناخ إلى روسيا إلى التجارة. وصور بايدن (81 عاما) ترامب على أنه تهديد للديمقراطية، بينما صور ترامب (78 عاما) بايدن على أنه غير كفء.
وقال الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقر الحلف في بروكسل، إن "الولايات المتحدة واصلت على مدى السنوات الأربع الماضية مساعدة الحلف في تعزيز تقاسم الأعباء، مع زيادة الإنفاق من جانب أوروبا وكندا".
وأضاف أنه "بفضل القيادة الأميركية، تمكنت أوكرانيا من الصمود ولم تنتصر روسيا، ومن الواضح أنه يجب علينا بذل مزيد لضمان بقاء أوكرانيا في المعركة وقدرتها على صد الهجوم الروسي ومنع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين من تحقيق النجاح في أوكرانيا".
وتابع روته: "نرى الآن أن قوات من كوريا الشمالية نشطة في أوكرانيا، وهذا يأتي بتكلفة؛ فهؤلاء الجنود الكوريون الشماليون يشكلون تهديدا إضافيا لأوكرانيا، ويزيدون من إمكانيات بوتين لإلحاق الأذى" بالأوكرانيين.