لشركة الصينية تسيطر على نحو 7 في المئة من سوق الطائرات المسيّرة العالمي
الشركة الصينية تسيطر على نحو 7 في المئة من سوق الطائرات المسيّرة العالمي (رويترز)

قالت وكالة "بلومبرغ" إن الجيش والشرطة في المملكة المتحدة يستخدمون طائرات مسيّرة من صنع شركة صينية فرضت عليها الحكومة البريطانية عقوبات بسبب مساعدتها لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.

وتعرضت شركة "Autel Robotics"، وهي شركة عالمية لتصنيع الطائرات المسيّرة التجارية ومقرها شينزين جنوبي الصين، لعقوبات من قبل المملكة المتحدة الأسبوع الماضي.

ووفقا لبيان صادر عن الحكومة البريطانية في السابع من نوفمبر الجاري فإن الشركة "تشارك في زعزعة استقرار أوكرانيا" من خلال تزويد موسكو بالبضائع أو التكنولوجيا، "وخاصة أنظمة الطائرات المسيرة".

وبحسب بلومبرغ فقد ظهرت وزيرة المالية البريطانية ريتشل ريفز في مقطع فيديو قبل أسابيع وهي تشغل طائرة مسيرة من طراز "Autel Evo Max" في منطقة تدريب تابعة للجيش البريطاني في نورفولك.

ويمكن أيضا ملاحظة وزير الدفاع جون هيلي بجانبها أثناء اختبارهم للمعدات، قبل أن يلتقيا بقوات أوكرانية في تدريبات عسكرية.

كما استخدمت قوات الشرطة في نوتنغهامشير وويلتشير طائرات مسيّرة من صنع الشركة الصينية.

وتضيف بلومبرغ أنه لا توجد أي إشارة على انتهاك القانون من قبل وزارة الدفاع البريطانية أو قوات الشرطة، على اعتبار أنه جرى شراء الطائرات المسيرة قبل فرض العقوبات.

ومع ذلك، فإن الكشف عن استخدام الحكومة لتقنية من شركة صينية تم فرض قيود عليها لاحقا بسبب تزويدها روسيا بالمعدات يبرز التحديات التي تواجهها الدول الغربية في تطبيق العقوبات.

وردا على هذه الأنباء، قالت وزارة الدفاع البريطانية لبلومبرغ إنها لن تشتري المزيد من الطائرات المسيّرة من الشركة الصينية.

وأضافت أن الطائرات المسيّرة "جرى شراؤها لتدريب مجندين أوكرانيين لمحاكاة التهديد الذي سيواجهونه من الطائرات المسيّرة الروسية".

ووفقا لتقرير صادر في يوليو عن مركز أبحاث المجلس الأطلسي ومقره واشنطن، فإن الشركة الصينية تسيطر على نحو 7 في المئة من سوق الطائرات المسيّرة العالمي.

الهجمات والمعارك مستمرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022 - رويترز
الهجمات والمعارك مستمرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022 - رويترز

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن بلاده أرادت بإطلاقها صاروخ فرط صوتي على أوكرانيا أن يدرك الغرب أنها مستعدة لاستخدام أي وسيلة لإحباط أي محاولة تهدف لإلحاق "هزيمة استراتيجية" بها.

وقال لافروف، في مقابلة مع الصحفي تاكر كارلسون الخميس، إن "على الولايات المتحدة وحلفاءها الذين يقدمون أيضا هذه الأسلحة طويلة المدى لنظام أوكرانيا -- أن يدركوا أننا على استعداد لاستخدام أي وسيلة تحول دون نجاحهم فيما يصفوه (بإلحاق) هزيمة استراتيجية بروسيا".

وأضاف لافروف أنه "لخطأ كبير للغاية" أن يفترض أي شخص في الغرب أن روسيا ليس لديها خطوط حمراء.

وتأتي هذه التصريحات قبل أقل من شهرين من تنصيب ترامب، في حين تقول إدارة الرئيس، جو بايدن، إنها تريد "ضمان أن تكون لدى أوكرانيا القدرات التي تحتاجها للدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي". 

وتابع لافروف "نود أن تكون لدينا علاقات طبيعية مع جميع جيراننا في شكل عام، مع كل البلدان، وبخاصة مع دولة كبيرة مثل الولايات المتحدة"، مضيفا "لا نرى سببا يمنع روسيا والولايات المتحدة من التعاون من أجل مصلحة العالم". 

وكان لافروف قد حذر في كلمته خلال الاجتماع من أن ما وصفها بالحرب الباردة الجديدة يمكن أن تدخل "مرحلة ساخنة".

وأثار استخدام روسيا نهاية شهر نوفمبر صاروخ أوريشنيك الفرط صوتي متوسط المدى ضد مدينة دنيبرو الأوكرانية، في تصعيد كبير للحرب المستمرّة منذ حوالى ثلاث سنوات، في خطوة وصفتها الأمم المتحدة بأنها "تطور جديد يثير القلق. 

ويمكن لصاروخ "أوريشنيك" البالستي المتوسط المدى (يصل إلى 5500 كيلومتر)، حمل رؤوس نووية، والتحليق بسرعة 10 ماخ أي ثلاثة كيلومترات في الثانية، وفق موسكو. 

وقالت روسيا إنها نفذت هذه الضربة ردا على ضربتين شنتهما أوكرانيا على الأراضي الروسية بصواريخ ATACMS الأميركية وصواريخ ستورم شادو البريطانية، وهي أسلحة يبلغ مداها نحو 300 كيلومتر.

وقلّل مسؤول أميركي في إحاطة غير مصورة، من احتمال أن يغير الصاروخ مسار الحرب، "خصوصا أن روسيا تمتلك على الأرجح عددًا محدودًا جدًا من هذه الصواريخ التجريبية، وأن أوكرانيا تمكنت من الصمود في وجه هجمات روسية متعددة، بما في ذلك هجمات بصواريخ ذات رؤوس حربية أكبر بكثير من هذا الصاروخ".

روسيا تجري تدريبات على صواريخ "أسرع من الصوت".. رويترز
مناورات في المتوسط.. روسيا تتدرب على صواريخ "أسرع من الصوت"
مئات الأفراد وعشرات الطائرات والسفن وصواريخ أسرع من الصوت. عناوين ضخمة احتلت وكالات الأبناء الروسية للإعلان عن تدريبات مشتركة للبحرية والقوات الجوية الفضائية في شرق البحر المتوسط بالتزامن مع العمليات العسكرية الجارية في أوكرانيا.

أمين عام حلف الناتو، مارك روته، قال من جهته إن الرئيس الروسي "بوتين يصعّد من خطابه وأفعاله المتهورة، ويستخدم أوكرانيا أرضَ اختبارٍ للصواريخ التجريبية، كما ينشر جنودًا من كوريا الشمالية في هذه الحرب غير القانونية".

وأعلن روته أن الحلف "بصدد إنشاء مقر قيادة جديد للناتو في لشبونة لتنسيق المساعدات الأمنية والتدريب لأوكرانيا.

وتخشى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن يضعف الدعم الأميركي لها فيما تواجه قواتها صعوبات على الجبهة، أو أن يفرض عليها اتفاق يتضمن تنازلها عن مناطق لروسيا.

سخونة الحرب التي تحدث عنها لافروف هي الإرث الذي ستحمله إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بدءا من العشرين من شهر يناير المقبل.

وانتقد ترامب مرارا حجم الدعم الأميركي لأوكرانيا وتعهد بإنهاء الحرب بسرعة دون أن يذكر كيف.

وتم تفسير ذلك على أنه يزيد من احتمال بدء محادثات سلام، التي لم تُعقد منذ الأشهر الأولى بعد الغزو الروسي الشامل في أوكرانيا في فبراير 2022.