مرور 1000 يوم على الغزو الروسي لأوكرانيا
مرور 1000 يوم على الغزو الروسي لأوكرانيا

مع مرور ألف يوم على الحرب الروسية في أوكرانيا، حذر أمين عام حلف شمال الأطلسي، مارك روته، من تصاعد حدة النزاع مع انضمام كوريا الشمالية إلى المشهد، داعيا إلى تكثيف الدعم العسكري والمالي لكييف في مواجهة تحالف موسكو مع بيونغ يانغ وطهران وبكين.

وعند مروره أمام الصحفيين في مقر المجلس الأوروبي، اختار روته التحفظ في التعليق على تقارير سماح واشنطن  لكييف باستخدام أسلحة بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، مؤكداً أنه "من الحكمة ألا نتحدث كثيراً وأن نجعل خصومنا أكثر دراية مما هو ضروري".

وأوضح موقف الناتو، قائلاً إنه عندما يقدم الحلفاء أنظمة أسلحة إلى أوكرانيا، من الأفضل عدم وضع قيود عليها، مع ترك القرار النهائي للحليف الفردي.

وأشار روته إلى تصعيد في الحرب بسبب تورط كوريا الشمالية، مشيرا إلى الهجوم الضخم الذي تعرضت له أوكرانيا نهاية الأسبوع الماضي.

وأكد أنه لن يتحدث عن قرارات الحلفاء الفرديين، تاركاً لهم حرية التواصل إذا رغبوا في ذلك.

وكشف أمين عام الحلف عن جدول أعمال اجتماع اليوم، مؤكدا أن النقاش سيتركز حول كيفية مساعدة أوكرانيا لتحقيق النصر، من خلال تقديم المزيد من المساعدات والأموال، خاصة بعد دخول كوريا الشمالية طرفاً في الصراع.

وحذر روته من الدعم الدولي لروسيا، مشيرا إلى مساعدة الصين وإيران لموسكو في جهود الحرب.

كما نبه إلى خطورة نقل تكنولوجيا الصواريخ إلى كوريا الشمالية، معتبراً ذلك تهديداً مباشراً ليس فقط للناتو، بل أيضاً لكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.

واختتم روته تصريحاته بالتأكيد على ضرورة زيادة الإنتاج الدفاعي، مشيداً بالتعاون الوثيق بين الناتو والاتحاد الأوروبي لتقوية القاعدة الصناعية الدفاعية عبر الأطلسي.

وشدد على أهمية تجديد المخزونات والاستعداد لمواجهة أي خصم، مؤكداً ضرورة منع بوتين من تحقيق أهدافه وضمان انتصار أوكرانيا.

جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي
بوريل: على أوروبا دعم أوكرانيا بغض النظر عن موقف ترامب
قال مفوض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن على أوروبا ألا تنتظر ما سيقرره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بخصوص الموقف من الحرب في أوكرانيا، بل عليها أن تواصل دعمها لأوكرانيا حتى تحقيق النصر.

من جهته، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدول الأوروبية إلى تشديد الضغط على روسيا لإجبارها على القبول بسلام عادل، وذلك في كلمة متلفزة أمام البرلمان الأوروبي بمناسبة مرور ألف يوم على بدء الحرب الروسية على بلاده.

وأكد زيلينسكي أن التحالف بين أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة نجح ليس فقط في منع بوتين من احتلال أوكرانيا، بل في الدفاع عن حرية القارة الأوروبية بأكملها. وقلل من أهمية التحالف الروسي مع كوريا الشمالية، مشدداً على أن بوتين يظل أضعف من التحالف الغربي.

وحذر الرئيس الأوكراني من تزايد المشاركة العسكرية الكورية الشمالية في النزاع، كاشفاً عن وجود 11 ألف جندي كوري شمالي على الحدود الأوكرانية، مع احتمال ارتفاع العدد إلى 100 ألف. وانتقد تردد بعض القادة الأوروبيين في اتخاذ مواقف حاسمة بسبب حسابات انتخابية.

وشدد زيلينسكي على ضرورة تكثيف العقوبات على روسيا، خاصة في قطاع النفط الذي وصفه بأنه "شريان الحياة لنظام بوتين". كما دعا إلى استهداف القدرات العسكرية الروسية من خلال تدمير مستودعات الذخيرة والقواعد الجوية وتعطيل القدرات اللوجستية ومصادرة الأصول الروسية، معتبراً أن بوتين لا يقدر سوى المال والسلطة.

وحذر الرئيس الأوكراني، من أي محاولات للمساومة مع موسكو على حساب أوكرانيا أو دول أخرى مثل دول البلطيق والبلقان وجورجيا ومولدوفا، مؤكدا أن إنهاء الحرب بشكل عادل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الوحدة والعمل المشترك.

من جهته، قال مفوض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن على أوروبا ألا تنتظر ما سيقرره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بخصوص الموقف من الحرب في أوكرانيا، بل عليها أن تواصل دعمها لأوكرانيا حتى تحقيق النصر.

وقال بوريل لدى وصوله إلى مقر المجلس الأوروبي في بروكسل، صباح الثلاثاء، لترؤس اجتماعات اليوم الثاني لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: "لا يمكننا الانتظار لنرى ما سيقرره ترامب. يجب أن يستمر دعمنا لأوكرانيا. سنرى ما سيحدث. لا نعرف ما الذي سيحدث، ولكن في الوقت الحالي، اليوم وغداً وبعد غدٍ، الناس يقاتلون في أوكرانيا ويموتون في ساحة المعركة".

الهجمات والمعارك مستمرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022 - رويترز
الهجمات والمعارك مستمرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022 - رويترز

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن بلاده أرادت بإطلاقها صاروخ فرط صوتي على أوكرانيا أن يدرك الغرب أنها مستعدة لاستخدام أي وسيلة لإحباط أي محاولة تهدف لإلحاق "هزيمة استراتيجية" بها.

وقال لافروف، في مقابلة مع الصحفي تاكر كارلسون الخميس، إن "على الولايات المتحدة وحلفاءها الذين يقدمون أيضا هذه الأسلحة طويلة المدى لنظام أوكرانيا -- أن يدركوا أننا على استعداد لاستخدام أي وسيلة تحول دون نجاحهم فيما يصفوه (بإلحاق) هزيمة استراتيجية بروسيا".

وأضاف لافروف أنه "لخطأ كبير للغاية" أن يفترض أي شخص في الغرب أن روسيا ليس لديها خطوط حمراء.

وتأتي هذه التصريحات قبل أقل من شهرين من تنصيب ترامب، في حين تقول إدارة الرئيس، جو بايدن، إنها تريد "ضمان أن تكون لدى أوكرانيا القدرات التي تحتاجها للدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي". 

وتابع لافروف "نود أن تكون لدينا علاقات طبيعية مع جميع جيراننا في شكل عام، مع كل البلدان، وبخاصة مع دولة كبيرة مثل الولايات المتحدة"، مضيفا "لا نرى سببا يمنع روسيا والولايات المتحدة من التعاون من أجل مصلحة العالم". 

وكان لافروف قد حذر في كلمته خلال الاجتماع من أن ما وصفها بالحرب الباردة الجديدة يمكن أن تدخل "مرحلة ساخنة".

وأثار استخدام روسيا نهاية شهر نوفمبر صاروخ أوريشنيك الفرط صوتي متوسط المدى ضد مدينة دنيبرو الأوكرانية، في تصعيد كبير للحرب المستمرّة منذ حوالى ثلاث سنوات، في خطوة وصفتها الأمم المتحدة بأنها "تطور جديد يثير القلق. 

ويمكن لصاروخ "أوريشنيك" البالستي المتوسط المدى (يصل إلى 5500 كيلومتر)، حمل رؤوس نووية، والتحليق بسرعة 10 ماخ أي ثلاثة كيلومترات في الثانية، وفق موسكو. 

وقالت روسيا إنها نفذت هذه الضربة ردا على ضربتين شنتهما أوكرانيا على الأراضي الروسية بصواريخ ATACMS الأميركية وصواريخ ستورم شادو البريطانية، وهي أسلحة يبلغ مداها نحو 300 كيلومتر.

وقلّل مسؤول أميركي في إحاطة غير مصورة، من احتمال أن يغير الصاروخ مسار الحرب، "خصوصا أن روسيا تمتلك على الأرجح عددًا محدودًا جدًا من هذه الصواريخ التجريبية، وأن أوكرانيا تمكنت من الصمود في وجه هجمات روسية متعددة، بما في ذلك هجمات بصواريخ ذات رؤوس حربية أكبر بكثير من هذا الصاروخ".

روسيا تجري تدريبات على صواريخ "أسرع من الصوت".. رويترز
مناورات في المتوسط.. روسيا تتدرب على صواريخ "أسرع من الصوت"
مئات الأفراد وعشرات الطائرات والسفن وصواريخ أسرع من الصوت. عناوين ضخمة احتلت وكالات الأبناء الروسية للإعلان عن تدريبات مشتركة للبحرية والقوات الجوية الفضائية في شرق البحر المتوسط بالتزامن مع العمليات العسكرية الجارية في أوكرانيا.

أمين عام حلف الناتو، مارك روته، قال من جهته إن الرئيس الروسي "بوتين يصعّد من خطابه وأفعاله المتهورة، ويستخدم أوكرانيا أرضَ اختبارٍ للصواريخ التجريبية، كما ينشر جنودًا من كوريا الشمالية في هذه الحرب غير القانونية".

وأعلن روته أن الحلف "بصدد إنشاء مقر قيادة جديد للناتو في لشبونة لتنسيق المساعدات الأمنية والتدريب لأوكرانيا.

وتخشى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن يضعف الدعم الأميركي لها فيما تواجه قواتها صعوبات على الجبهة، أو أن يفرض عليها اتفاق يتضمن تنازلها عن مناطق لروسيا.

سخونة الحرب التي تحدث عنها لافروف هي الإرث الذي ستحمله إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بدءا من العشرين من شهر يناير المقبل.

وانتقد ترامب مرارا حجم الدعم الأميركي لأوكرانيا وتعهد بإنهاء الحرب بسرعة دون أن يذكر كيف.

وتم تفسير ذلك على أنه يزيد من احتمال بدء محادثات سلام، التي لم تُعقد منذ الأشهر الأولى بعد الغزو الروسي الشامل في أوكرانيا في فبراير 2022.