الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي - رويترز
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي - رويترز

أبدى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، استعداده للموافقة على اتفاق لإنهاء ما أسماها بـ"المرحلة الساخنة" من الحرب، لا يفرض بالوقت الحالي انسحاب روسيا من المناطق التي احتلتها في بلاده، مقابل دخول أوكرانيا تحت مظلة حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال زيلينسكي، الجمعة، في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" البريطانية: "لو أردنا وقف المرحلة الساخنة من الحرب، يجب وضع أراضي أوكرانيا التي نسيطر عليها تحت مظلة حلف شمال الأطلسي"، مضيفًا: "نحتاج لفعل ذلك سريعا، ولاحقا يمكن لأوكرانيا استعادة الجزء الآخر من أراضيها دبلوماسيا".

وجاءت تعليقات الرئيس الأوكراني وسط تصاعد التوترات في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 3 سنوات، ومع اقتراب تنصيل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي وعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا، دون أن يوضح كيفية ذلك.

وتحتل روسيا حاليا حوالي خُمس مساحة أوكرانيا. وحسب حديثه للقناة البريطانية، فإن زيلينسكي مستعد للانتظار قبل استعادة تلك المناطق، لو كان هناك اتفاق يضمن توفير الأمن لبقية أوكرانيا وينهي القتال.

وطالما استبعدت كييف التنازل عن أراض مقابل السلام، في حين يطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجيش الأوكراني بالانسحاب من مزيد من الأراضي، ويرفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو.

وفي هذا الصدد، قال زيلينسكي: "إذا تحدثنا عن وقف لإطلاق النار، فإننا (نحتاج) إلى ضمانات بأن بوتين لن يعود (لاحتلال المزيد من الأراضي)".

وفيما يتعلق بعودة ترامب إلى البيت الأبيض، قال الرئيس الأوكراني: "يجب أن نعمل مع الرئيس الجديد.. أريد العمل معه مباشرة لأن هناك رؤى مختلفة تصدر من المحيطين به، لذلك يجب ألا نسمح لأي شخص من المحيطين تدمير تواصلنا.. أريد مشاركة الأفكار معه وأرغب في الاستماع إليه".

ووفق "سكاي نيوز"، فإن هذه أول مرة يتحدث فيها زيلينسكي عن وقف إطلاق النار قد يشمل استمرار احتلال روسيا لمناطق في بلاده.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد تحدث مع نظيره الأوكراني أندريه سيبيها، لمناقشة آخر مستجدات الحرب الروسية ضد أوكرانيا، بما في ذلك المساعدات الأمنية الأميركية القادمة وحزم المساعدات المالية.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان الجمعة، إن بلينكن عبر عن تعازيه لضحايا الهجمات الصاروخية الضخمة التي شنتها روسيا في الفترة من 27 إلى 28 نوفمبر على البنية التحتية الحيوية للطاقة.

ووجهت روسيا، الخميس، ثاني هجوم كبير على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا هذا الشهر، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء على نطاق واسع في أنحاء البلاد.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، إن الهجوم الجوي الروسي على أوكرانيا ليلا "شائن" ويعد بمثابة تذكير بمدى ضرورة وأهمية دعم الشعب الأوكراني.

وانقطعت الكهرباء عن أكثر من مليون شخص في أعقاب الهجمات، بينما تم تكثيف الجداول الحالية لقطع الكهرباء لدى ملايين آخرين.

الهجمات والمعارك مستمرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022 - رويترز
الهجمات والمعارك مستمرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022 - رويترز

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن بلاده أرادت بإطلاقها صاروخ فرط صوتي على أوكرانيا أن يدرك الغرب أنها مستعدة لاستخدام أي وسيلة لإحباط أي محاولة تهدف لإلحاق "هزيمة استراتيجية" بها.

وقال لافروف، في مقابلة مع الصحفي تاكر كارلسون الخميس، إن "على الولايات المتحدة وحلفاءها الذين يقدمون أيضا هذه الأسلحة طويلة المدى لنظام أوكرانيا -- أن يدركوا أننا على استعداد لاستخدام أي وسيلة تحول دون نجاحهم فيما يصفوه (بإلحاق) هزيمة استراتيجية بروسيا".

وأضاف لافروف أنه "لخطأ كبير للغاية" أن يفترض أي شخص في الغرب أن روسيا ليس لديها خطوط حمراء.

وتأتي هذه التصريحات قبل أقل من شهرين من تنصيب ترامب، في حين تقول إدارة الرئيس، جو بايدن، إنها تريد "ضمان أن تكون لدى أوكرانيا القدرات التي تحتاجها للدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي". 

وتابع لافروف "نود أن تكون لدينا علاقات طبيعية مع جميع جيراننا في شكل عام، مع كل البلدان، وبخاصة مع دولة كبيرة مثل الولايات المتحدة"، مضيفا "لا نرى سببا يمنع روسيا والولايات المتحدة من التعاون من أجل مصلحة العالم". 

وكان لافروف قد حذر في كلمته خلال الاجتماع من أن ما وصفها بالحرب الباردة الجديدة يمكن أن تدخل "مرحلة ساخنة".

وأثار استخدام روسيا نهاية شهر نوفمبر صاروخ أوريشنيك الفرط صوتي متوسط المدى ضد مدينة دنيبرو الأوكرانية، في تصعيد كبير للحرب المستمرّة منذ حوالى ثلاث سنوات، في خطوة وصفتها الأمم المتحدة بأنها "تطور جديد يثير القلق. 

ويمكن لصاروخ "أوريشنيك" البالستي المتوسط المدى (يصل إلى 5500 كيلومتر)، حمل رؤوس نووية، والتحليق بسرعة 10 ماخ أي ثلاثة كيلومترات في الثانية، وفق موسكو. 

وقالت روسيا إنها نفذت هذه الضربة ردا على ضربتين شنتهما أوكرانيا على الأراضي الروسية بصواريخ ATACMS الأميركية وصواريخ ستورم شادو البريطانية، وهي أسلحة يبلغ مداها نحو 300 كيلومتر.

وقلّل مسؤول أميركي في إحاطة غير مصورة، من احتمال أن يغير الصاروخ مسار الحرب، "خصوصا أن روسيا تمتلك على الأرجح عددًا محدودًا جدًا من هذه الصواريخ التجريبية، وأن أوكرانيا تمكنت من الصمود في وجه هجمات روسية متعددة، بما في ذلك هجمات بصواريخ ذات رؤوس حربية أكبر بكثير من هذا الصاروخ".

مناورات في المتوسط.. روسيا تتدرب على صواريخ "أسرع من الصوت"
مئات الأفراد وعشرات الطائرات والسفن وصواريخ أسرع من الصوت. عناوين ضخمة احتلت وكالات الأبناء الروسية للإعلان عن تدريبات مشتركة للبحرية والقوات الجوية الفضائية في شرق البحر المتوسط بالتزامن مع العمليات العسكرية الجارية في أوكرانيا.

أمين عام حلف الناتو، مارك روته، قال من جهته إن الرئيس الروسي "بوتين يصعّد من خطابه وأفعاله المتهورة، ويستخدم أوكرانيا أرضَ اختبارٍ للصواريخ التجريبية، كما ينشر جنودًا من كوريا الشمالية في هذه الحرب غير القانونية".

وأعلن روته أن الحلف "بصدد إنشاء مقر قيادة جديد للناتو في لشبونة لتنسيق المساعدات الأمنية والتدريب لأوكرانيا.

وتخشى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن يضعف الدعم الأميركي لها فيما تواجه قواتها صعوبات على الجبهة، أو أن يفرض عليها اتفاق يتضمن تنازلها عن مناطق لروسيا.

سخونة الحرب التي تحدث عنها لافروف هي الإرث الذي ستحمله إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بدءا من العشرين من شهر يناير المقبل.

وانتقد ترامب مرارا حجم الدعم الأميركي لأوكرانيا وتعهد بإنهاء الحرب بسرعة دون أن يذكر كيف.

وتم تفسير ذلك على أنه يزيد من احتمال بدء محادثات سلام، التي لم تُعقد منذ الأشهر الأولى بعد الغزو الروسي الشامل في أوكرانيا في فبراير 2022.