رفضت موسكو، الأربعاء، تبادل مناطق محتلة مع كييف في إطار أي اتفاق سلام قد يتم التوصل إليه، بعدما طرح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الفكرة الثلاثاء.
وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحافيين "إنه أمر مستحيل. روسيا لم ولن تناقش أبدا موضوع تبادل أراضيها"، مستبعدا فكرة زيلينسكي بشأن تبادل يشمل أجزاء تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة كورسك في غرب روسيا.
وكان زيلينسكي قد أوضح في مقابلة أجرتها معه صحيفة "غارديان"، جرى نشرها الثلاثاء، أنه يقترح "استبدال أراض بأخرى"، مضيفاً أنه يمكن أن يعرض تسليم موسكو الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة كورسك منذ ستة أشهر
وأشار الرئيس الأوكراني أنه لا يعلم أي أراض قد يطلب في المقابل.

وعن الضمانات الأمنية التي ممكن أن توفرها أوروبا لكييف، قا ل: "ثمة أصوات تقول إن أوروبا يمكن أن توفر ضمانات من دون الأميركيين، ودائماً ما أقول لا".
وزاد: "الضمانات الأمنية من دون الولايات المتحدة ليست ضمانات أمنية حقيقية".
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد تعهد إنهاء الحرب في أوكرانيا، على الأرجح من خلال استخدام المساعدات الأميركية المقدرة بمليارات الدولارات التي قدمتها إدارة سلفه جو بايدن، كورقة ضغط على كييف لإجبارها على التنازل عن أراض.
"بوتين لا يريد السلام"
وفي وقت لاحق، قال زيلينسكي إن الهجوم الروسي بمسيّرات وصواريخ على كييف في وقت مبكر، الأربعاء، يظهر أن الكرملين غير مهتم بالسعي لتحقيق السلام في أوكرانيا.
وسمع صحافيو وكالة فرانس برس في العاصمة دوي انفجارات في المدينة وشاهدوا جثة شخص قتل مغطاة بغطاء أسود في شارع تناثر فيه حطام.
وأعلن زيلينسكي مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين على الأقل، بينهم طفل، في الهجوم الذي قال إنه ألحق أضرارا بمبان سكنية وإدارية وبنى تحتية مدنية.
وقال زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي "(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لا يستعد للسلام، فهو يواصل قتل الأوكرانيين وتدمير المدن. فقط التدابير القوية والضغط على روسيا يمكن أن يوقفا هذا الإرهاب. الآن، نحتاج إلى الوحدة والدعم من جميع شركائنا في القتال من أجل نهاية عادلة لهذه الحرب".
وتأتي هذه التعليقات على خلفية التصريحات المتزايدة الصادرة من موسكو وواشنطن وكييف بشأن إمكان إجراء مفاوضات قد تنهي الغزو الروسي المستمر منذ حوالى ثلاث سنوات.