Republican presidential candidate former President Donald Trump appears with vice presidential candidate JD Vance, R-Ohio,…
دونالد ترامب مع مرشحه، جي دي فانس، لمنصب نائب الرئيس الأميركي

في السابع من أكتوبر، وبعد ساعات من هجوم حركة حماس على إسرائيل، أصدر سيناتور أوهايو الجمهوري جي دي فانس بيانا، أكد فيه على " حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، وهذا يشمل الرد بقوة ساحقة على أعدائها".

كان بيان فانس واحدا من مئات البيانات التي أصدرها مشرعون أميركيون في ذلك اليوم، تحمل الموقف التقليدي المؤيد لإسرائيل.

لكن بعد 283 يوما اختلف الأمر، وتحديدا في الـ15 من يوليو حين سمى دونالد ترامب ذلك السيناتور الشاب ليكون مرشحه لمنصب نائب الرئيس الأميركي في انتخابات 2024.

فانس معروف بمواقفه التي تعارض انخراط أميركا في الصراعات الدولية. فهو يعارض بقوة دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا. 

فانس له مواقف داعمة لعدم انخراط أميركا في الصراعات الدولية لكنه يؤكد على ضرورة تكثيف الدعم لإسرائيل

لكن الرجل لا يشمل بموقفه هذا إسرائيل. فهو دائم الدعوة إلى وقوف الولايات المتحدة إلى جانب حليفتها التقليدية، ومساندتها بالمال والسلاح، وفي المحافل السياسية الدولية أيضا.

فكيف يرى فانس دور أميركا في القضايا العالمية الشائكة؟

بشكل عام لا يوجد اختلاف واضح في مواقف فانس مقارنة بمواقف ترامب بشأن القضايا الدولية، فكلاهما لا يؤيد الدور الأميركي المنخرط في الحروب والصراعات الدولية. 

وكلاهما يعتقد أنه يمكن التفاهم مع روسيا والصين من دون التورط في مواجهات مكلفة.

الشرق الأوسط

في البيان ذاته، اعتبر فانس هجوم حماس على إسرائيل "وحشيا، وعملا من أعمال الحرب". ولم يفته الإشارة إلى إيران، حين قال إنه "يجب علينا أن ندين بشكل لا لبس فيه أعمال العنف الشنيعة هذه ضد المدنيين الأبرياء (في إسرائيل)، والنظام الإيراني الذي يمول الإرهابيين الذين نفذوها".

ومن مضمون البيان يمكن فهم رؤية فانس لملفات الشرق الأوسط المعقدة. إذ يرى أن المنطقة تشهد صراعا بين حلفاء يريدون سلاما مع إسرائيل، في إشارة إلى دول الخليج ودول عربية، وآخرين يريدون إزالة إسرائيل، في إشارة إلى إيران.

وأكد في البيان أنه "بينما يسعى حلفاؤنا في إسرائيل إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، يأمل الإيرانيون أن تؤدي هذه الهجمات إلى تقويض التقدم الذي أحرزه حلفاؤنا نحو الاستقرار في المنطقة".

الحرب الإسرائيلية تركت قطاع غزة في وضع كارثي

وشدد فانس بكل وضوح على أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس، وهذا يشمل الرد بقوة ساحقة على أعدائها. والآن، كما في أي وقت مضى، يجب علينا أن ندعم حلفاءنا في كفاحهم من أجل الحرية والأمن".

وعندما نظر أعضاء مجلس الشيوخ في مشروع قانون ينص على توفير مساعدات عسكرية لكل من إسرائيل وأوكرانيا، قاد فانس مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ تقترح تشريعا يقضي بإرسال الأموال إلى إسرائيل فقط. 

وردد فانس كلمات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي قال إن البلاد بحاجة إلى القضاء على حماس بعد الهجوم القاتل الذي نفذته الجماعة الإرهابية في السابع من أكتوبر على إسرائيل.

وكتب فانس في مذكرة وزعها على الجمهوريين في مجلس الشيوخ قبل تقديم مشروع القانون: "لدى إسرائيل هدف يمكن تحقيقه. إما أوكرانيا فلا" يمكن ذلك.

وهاجم فانس الرئيس بايدن لتأخيره في شحن الأسلحة إلى إسرائيل مع تصاعد التوترات بين البيت الأبيض وحكومة نتانياهو.

واعترف فانس أن هناك ضحايا مدنيين في الحرب على غزة، وقال: "إن قلوبنا بالتأكيد تتعاطف معهم"، لكنه أكد على أن اللوم في ذلك "لا يقع على عاتق إسرائيل، بل على عاتق حماس".

واتهم فانس الرئيس الأميركي "بجعل الأمر أكثر صعوبة" بالنسبة لإسرائيل لهزيمة حماس، مدعيا أن سياساته "تطيل أمد الحرب دون داع" وتمنع إسرائيل من هزيمة حماس، كما تعرقل التقارب السعودي الإسرائيلي.

وقال فانس إن إسرائيل "يجب أن تنتصر وتنهي الحرب في غزة في أسرع وقت ممكن".

فانس وترامب في مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلواكي

ويرى فانس أن هذا "النصر" في غزة سيمكن الإسرائيليين والدول العربية السنية من تشكيل جبهة موحدة ضد إيران.

ويرى ترامب أنه إذا عاد إلى البيت الأبيض فإنه سيساهم في إحلال السلام في الشرق الأوسط ورعاية مزيد من اتفاقيات التطبيع بين دول عربية، خاصة السعودية، مع إسرائيل.

ووجدت إدارة بايدن نفسها في عين العاصفة يوم السابع من أكتوبر حين شنت حركة حماس الفلسطينية، المصنفة إرهابية على القوائم الأميركية، هجوما غير مسبوق على إسرائيل، لترد الأخيرة بحرب مدمرة على قطاع غزة فجرت غضبا دوليا أحرج إدارة الرئيس جو بايدن.

بايدن قدم دعما لإسرائيل في حربها على قطاع غزة لكن إدارته اصطدمت مع حكومة نتانايهو في كيفية التعامل مع الملفات الإنسانية في القطاع

بايدن وجد نفسه أمام واقع معقد يتطلب منه الموازنة بين الاستجابة للغضب العالمي الشعبي على سقوط عشرات آلاف الضحايا الفلسطينيين، وبين الالتزام التاريخي لواشنطن بدعم إسرائيل وتزويدها بالسلاح للدفاع عن نفسها.

وملف حرب غزة منح ترامب فرصة لمهاجمة سياسات الرئيس الأميركي، واتهامه بالتخلي عن دعم إسرائيل وضمان أمنها، في وقت يتهم أميركيون يشكلون نسبة لا يستهان بها من الناخبين إدارة بايدن بغض الطرف عن تجاوزات إسرائيل وانتهاكات حقوق الإنسان في قطاع غزة.

أوكرانيا

فانس يعتبر أحد أبرز المعارضين لدعم الولايات المتحدة لأوكرانيا في الحرب مع روسيا.

وقال في مقابلة إذاعية مع، ستيف بانون، مستشار ترامب السابق وحليفه القديم: "أعتقد أنه من السخافة أن نركز على هذه الحدود في أوكرانيا".

وأضاف "يجب أن أكون صادقا معك، لا يهمني حقا ما يحدث لأوكرانيا بطريقة أو بأخرى".

قاد فانس المعركة في مجلس الشيوخ، من دون جدوى، لمنع حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا.

وكتب فانس مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز، في وقت سابق من هذا العام، يتحدى فيه موقف الرئيس بايدن بشأن الحرب، وقال: "لقد صوتت ضد هذه الحزمة في مجلس الشيوخ، وما زلت معارضا لأي اقتراح للولايات المتحدة لمواصلة تمويل هذه الحرب". 

إدارة بايدن ترى أهمية لدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا لمنع التمدد الروسي على حساب الغرب وهو ما يعارضه ترامب وفانس

وأوضح أن "بايدن فشل في توضيح حتى الحقائق الأساسية حول ما تحتاجه أوكرانيا وكيف ستغير هذه المساعدة الواقع على الأرض".

والسيناتور الجمهوري يحمل شعار "أميركا أولا" الذي يعني معارضة أي تورط أميركي في الشؤون العالمية مثل الحرب في أوكرانيا.

هذا الأمر دفع فانس إلى الاعتراض على الصفقات التي تمت بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن التمويل الحكومي.

ويعتقد فانس أن الولايات المتحدة يجب أن تشجع التوصل إلى اتفاق تتنازل بموجبه أوكرانيا عن الأراضي لروسيا من أجل إنهاء الحرب.

وقال فانس لشبكة "إن بي سي نيوز" في أبريل، بعد أن وافق مجلس الشيوخ على 95 مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا: "لا يزال هناك عجز أساسي في التعامل مع حدود القوة الأميركية في القرن الحادي والعشرين".

وعملت إدارة بايدن على مدار الساعة مع الشركاء والحلفاء في أوروبا لدعم أوكرانيا، وفرض تكاليف اقتصادية غير مسبوقة على روسيا، وتأمين دعم قوي من الحزبين في الداخل لتقديم الأسلحة الحيوية والمساعدات الاقتصادية والإنسانية لأوكرانيا.

وطمأن بايدن الحلفاء بأن قدم الدعم لهم، وخاصة على الجانب الشرقي، وحصل على دعم الكونغرس لانضمام دولتين جديدتين، السويد وفنلندا، إلى تحالف الناتو.

لكن الجمهوريين وعلى رأسهم ترامب يهاجمون سياسات بايدن وحجم الإنفاق الذي خصصه لمواجهة روسيا في أوكرانيا. 

ولوحظ في الآونة الأخيرة تعثر بعض المشاريع في الكونغرس بسبب الخلاف على أسلوب الدعم الأميركي لأوكرانيا.

وأعرب عن شكوكه في أن الحرب في أوكرانيا تشكل مصدر قلق كبير للأمن القومي للولايات المتحدة. ويتعين على البلاد بدلا من ذلك أن تركز على احتواء الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

أمن أوروبا

يشعر حلفاء أميركا الأوروبيون بقلق واسع النطاق بشأن اختيار فانس مرشحا لمنصب نائب ترامب، لأن فانس يعتقد أن على الولايات المتحدة أن تدعم قضايا أخرى، مثل تحصين الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، بدلا من إرسال الأموال والسلاح لأوكرانيا.

ويعتقد فانس أن أوروبا بحاجة إلى تحمل مزيد من المسؤولية عن أمنها، بدلا من الاعتماد على الولايات المتحدة باعتبارها العضو الرائد في حلف الناتو الدفاعي.

فانس لا يتفق مع التوجهات التي تتبناها إدارة بايدن بشان ملف المناخ

وقال فانس في  مؤتمر ميونيخ الأمني ​​في فبراير: "نحن بحاجة إلى أن تقدم أوروبا دورا أكبر من الدور الأمني، وهذا ليس لأننا لا نهتم بأوروبا، بل لأنه يتعين علينا أن ندرك أننا نعيش في عالم يعاني من الندرة".

وتطرق فانس إلى اعتماد أوروبا على "فكرة القوة العظمى الأميركية القادرة على فعل كل شيء في وقت واحد".

ولا يعتقد فانس بالمخاوف التي يثيرها الأوروبيون وتؤيدها إدارة بايدن من أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد يواصل مسيرته الإقليمية عبر أوروبا إذا استولى على أوكرانيا.

المناخ

قال فانس إن تغير المناخ لا يشكل تهديدا، وقال إنه يشكك في الإجماع العلمي على أن ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض ناجم عن النشاط البشري.

وقال أمام منتدى القيادة الأميركية: "لقد تغير الأمر، كما أشار آخرون، لقد تغير منذ آلاف السنين".

ويعد فانس مؤيدا قويا لصناعة النفط والغاز، التي تهيمن على ولايته الأصلية، وقد أعرب عن معارضته لطاقة الرياح والطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية.

على الجانب الآخر، يقول البيت الأبيض إن الولايات المتحدة باتت في وضع يمكنها من تحقيق الأهداف المناخية الطموحة المتمثلة في خفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030، وصافي الانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2050. 

صناعة الوقود الأحفوري تمثل معضلة بين الاقتصاد العالمي وأزمة المناخ لكن ترامب وفانس يعارضان هذه الفكرة

ولترامب وجهة نظر تعارض سياسات بايدن هذه، ويعتبر أن الديمقراطيين يضعون الولايات المتحدة أمام التزامات تضعف قوتها الاقتصادية وتجعلها الخاسر الأكبر، خاصة في مجال التنافس على إنتاج الطاقة. 

التعرفات الجمركية

يعتبر فانس من المؤيدين الدائمين للحواجز التجارية، خاصة في ما يتعلق بالصين. ويقول إن التعريفات ضرورية لحماية الصناعة المحلية من المنافسة غير العادلة في الخارج.

فانس دعا إلى فرض "تعرفات جمركية واسعة النطاق، خاصة على البضائع القادمة من الصين"، لأنها تشكل "تهديدا غير عادل للوظائف والتجارة الأميركية".

وقال في برنامج "واجه الأمة" على شبكة سي بي أس: "نحن بحاجة إلى حماية الصناعات الأميركية من كل المنافسة".

وتخشى الولايات المتحدة من أن يؤدي الدعم الحكومي الصيني للشركات، بفائض في الإنتاج يتجاوز إمكانيات استيعاب الأسواق العالمية.

تجري الولايات المتحدة والصين اجتماعات دورية بشان ملفات التجارة وبحث التعرفات الجمركية بين البلدين

ويمكن لتدفق صادرات زهيدة الثمن في قطاعات رئيسية، مثل المركبات الكهربائية وتلك العاملة بالطاقة الشمسية، أن يؤثر على نمو هذه الصناعات في بلدان أخرى.

ويتفق موقف فانس إلى حد كبير مع موقف ترامب، الذي طرح تعرفة عالمية بنسبة 10 بالمئة. ويعارض العديد من الجمهوريين من الحرس القديم إقامة حواجز تجارية جديدة، على الرغم من أن الموقف التجاري التقييدي الذي يتبناه فانس وترامب يحظى الآن بشعبية واسعة النطاق داخل الحزب الجمهوري.

الولاء الأساس في اختيارات ترامب لإدارته الثانية. أرشيفية
الولاء الأساس في اختيارات ترامب لإدارته الثانية. أرشيفية

منذ فوزه بالانتخابات في نوفمبر يواصل الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب الإعلان عن ترشيحات أعضاء إدارته المستقبلية، والتي يتعين على مجلس الشيوخ أن المصادقة على بعضها.

ومع هيمنة أغلبية جمهورية على مجلس الشيوخ الحالي، يرجح أن تكون مهمة الموافقة على هذه التعيينات سهلة.

برنامج "داخل واشنطن" الذي يقدمه، روبرت ساتلوف، بحث تركيبة إدارة ترامب في ولايته الثانية ودلالات الاختيارات.

تود غيلمان، صحفي مخضرم انضم لكلية الصحافة في جامعة أريزونا يرى أنه ليس متأكدا أن هذه الاختيارات تضم بينها "أي شخص يمثل حاجز وحماية للديمقراطية الأميركية والنظام الحكومي من ابتكارات ترامب".

وقال إن الوصف الصحيح لهذه الإدارة "موالية"، مضيفا أن الترشيح الذي قد يبدو "طبيعيا ومباشرا وقابلا للتصديق من مجلس الشيوخ هو ترشيح ماركو روبيو لوزارة الخارجية، لكنه لن يمثل حاجز حماية لأنه موال لترامب أيضا.. وآراءه في السياسة الخارجية تنسجم مع التيار العام من آراء الجمهوريين التقليديين المحافظين المتشددين في الأمن القومي".

وأضاف أن روبيو "مناهض للشيوعية بشكل خاص نظرا لأصوله الكوبية، لكنه أيضا متشدد حيال الصين ولديه آراء كثيرة تتوافق مع ترامب بشأن الشرق الأوسط. لكن أن يكون حاجز حماية فيما إذا أراد ترامب القيام بأمر غريب أو خارج تماما عن المألوف، فلست على يقين من أنه سيكون الشخص الذي يعارض ذلك".

جيسيكا تايلور، الصحفية المتخصصة بتغطية الشؤون السياسية الأميركية في" كوك بوليتيكال ريبورت" تقول إنه "لم يتضح بعد" ما إذا كانت تركيبة إدارة ترامب الثانية تتضمن شخصا يمكنه أن يمثل حاجزا لحماية الديمقراطية الأميركية.

وأضافت "لدينا مثلا سكوت بيسنت في وزارة الخزانة، والذي لا نعرف الكثير عنه، فقد عمل في الماضي مع الديمقراطيين، لكنه.. يتميز بالمرونة تجاه ترامب، أعتقد أننا سنرى ما إذا كانت الترشيحات جميعها ستحصل على المصادقة".

وأشارت تايلور إلى أن "بام بوندي المرشحة لمنصب وزير العدل بعد استقالة مات غيتز، موالية لترامب أيضا لكنها تتسم بأنها أكثر تقليدية، فهي ربما ملتزمة بنهج الحزب لكنها لن تكون مصدر إزعاج للديمقراطيين كما كان مات غيتز. وقد يتحولون إلى شخص مثل جوني إرنست عضوة مجلس الشيوخ من آيوا، لكننا لا ندري بعد".

وتعتقد أن "أن الأشخاص الذين خالفوا الأعراف حتى الآن مثل روبرت ف. كينيدي مرشح وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، وكذلك تولسي غابارد المرشحة لإدارة الاستخبارات الوطنية، هؤلاء هم من يثيرون المخاوف أكثر من غيرهم".

وترجح أن مرشحين لمناصب "آخرين مثل كريستي نويم المرشحة لوزارة الأمن الداخلي تعد خيارا تقليديا فهي حاكمة ولاية وعضو سابق في مجلس النواب، كما انها ستقوم بتعزيز سياسات ترامب بلا شك. لكن رؤية ترامب للعالم مختلفة عن الرؤساء السابقين بكل تأكيد، ومهمة مجلس الوزراء تنفيذ ما يريده الرئيس".

ترشيحات "معرقلة"!!

تولسي غابارد

من جانبه يرى جوش كروشاور، وهو رئيس تحرير موقع "جويش إنسايدر" أن "هناك العديد من المرشحين الذين يمكن اعتبارهم معرقلين، وهم أشخاص لا يملكون الخبرة المطلوبة، مثل تولسي غابارد التي امتدحت بشار الأسد وزارت سوريا وامتدحت أو على الأقل دافعت عن بوتين عقب غزوه أوكرانيا".

وزاد أن "جلسات المصادقة بشأن هؤلاء الأشخاص ستوضح موقف الحزب الجمهوري واستعداده لمراقبة الإدارة في المجالات التي يختلفون فيها".

وفيما يتعلق بترشيح روبرت ف. كينيدي الابن "فقد تسبب آراؤه اليسارية مشاكل مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، وهو يعد بالإخلال بعمل وزارة الصحة والخدمات الإنسانية وعرقلته في حال المصادقة على ترشيحه" بحسب كروشاور.

ويرى أنه من الصحيح أن نصف الأسماء التي تم ترشيحها بـ " الموالين، لكن بكل صدق، كل رئيس يختار الموالين له مع وجود القليل من الاستثناءات.. ليست بالأمر الغريب ولا يعرقل النظام، كما أنه لا يختلف كثيرا عما رأيناه في الماضي".

وأكد كروشاور أنه "يمكننا القول إن مجلس وزراء ترامب الأول، نظرا لكونه حديث العهد في واشنطن، كانوا غير موالين له، فقد قاموا بتسريب المعلومات والعمل ضد مصلحته خلف الكواليس، وهذا ما دفعه لاختيار هذه المجموعة من التنفيذيين في وزارته الجديدة هذه".

وعبر عن مفاجأته من "اختياره مجموعة من المحافظين التقليديين، ومنهم روبيو ومايك والتز الذي يعتبر واحدا من أهم الأصوات في مجال الأمن القومي التي سيسمعها الرئيس المنتخب، وهو أحد المشرعين الذين يحظون باحترام واسع في مجال الأمن القومي في مجلس النواب".

حركة "ماغا"

كينيدي جونيور مرشح ترامب لوزارة الصحة - رويترز

ويتفق الكاتب غليمان مع فكرة أن "الرؤساء بشكل عام يختارون الأشخاص الموالين والمخلصين لهم، لكن قبل ترامب، لم يكن هناك اختلاف بين تجاوز الولاء الشخصي للرئيس، وبين الالتزام واحترام الدستور وحكم القانون وأعراف الديمقراطية الأميركية".

وتابع أنه عندما يفكر بـ "كلمة الولاء فيما يخص اختيارات ترامب، فهو ولاء يصل إلى حد الإقصاء المحتمل للأطراف الأخرى. الشيء الأهم هو الولاء، وعالم (ماغا) سعيد بهذه الاختيارات التقليدية للسياسة الخارجية والأمن القومي".

و"ماغا" اختصار لشعار "فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" الذي رفعه الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عنوانا لحملته الانتخابية عام 2016.

ويعتقد غيلمان أن ما يهم "ماغا" هو "التفوق على الليبراليين، وهم مستعدون لقبول ترشيح روبرت ف. كينيدي الابن وسياساته التقدمية لأنه مناهض للقاحات ولأنه متمرد على التقاليد في نواحٍ كثيرة. وهناك الكثير من الآراء لديه والتي تتفق تماما مع العرف، فهو قلق حيال المضافات الغذائية، وهو ما يجب علينا جميعا أن نقلق حياله، كما يجب علينا القلق حيال الآثار الجانبية للقاحات، لكنه يتمادى بهذا الشأن".

شؤون عائلية

وتحدث الصحفي كروشاور عن ترشيحات ترامب السياسية، ووجود أنسبائه ضمن تشكيلة إدارته، وقال إنه بالنسبة لـ "ترامب فهو يعتبر شؤونه الشخصية شؤونا عائلية، وقد رأيناه خلال فترته الرئاسية الأولى يعتمد على أفراد عائلته الأمر الذي كان غير معتاد إطلاقا في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري قبل عدة أشهر".

وأضاف أنه "إذا نظرنا إلى المتحدثين رفيعي المستوى الذين شهدوا حول مؤهلات ترامب كرئيس، نجد أنهم من أفراد الأسرة مثل لارا ترامب زوجة ابنه. من اللافت الحديث عن هذين المنصبين، كان والد زوج تيفاني ترامب حلقة الوصل مع المجتمع الأميركي من أصول عربية خلال الحملة الانتخابية وكان فعالا جدا، إذا نظرت إلى نتائج الانتخابات في المجتمعات التي أدار حملته فيها، وأعتقد أن هذا المنصب يعد مكافأة على عمله خلال الحملة. لكن آراءه بالنسبة للشرق الأوسط تتعارض مع أشخاص آخرين من عائلته مثل جاريد كوشنر أو والده المرشح لمنصب السفير في فرنسا".

ويرى كروشاور أنه هناك "العديد من أفراد العائلة أو المقربين ممن هم مؤيدون تماما لإسرائيل ولديهم آراء مختلفة جدا، وكانت مواقفهم وخطاباتهم مختلفة تماما حيال هذه القضايا، لذا سيكون من اللافت معرفة من سيستمع إليهم من العائلة لأنني أعتقد أنه قد أنشأ بالفعل فريقا من المنافسين في مجلس الوزراء، ولدينا الآن فريق من الخصوم فيما يتعلق بالشرق الأوسط ضمن عائلة ترامب الممتدة بعد هذه الانتخابات".

ويعتقد "والد جاريد كوشنر حصل على عفو من ترامب بعد أن أدين بالتهرب الضريبي وحاول التلاعب لإدانة شخص آخر، وفيما يتعاظم الانتقاد حيال الرئيس جو بايدن لإصدار عفو عن ابنه هانتر، نرى أن ترامب أصدر عفوا عن رجل آخر مدان بجرائم خطرة من عائلته".

وبشأن تعيينات مناصب سفراء الولايات المتحدة، يقول كروشاور إنه "لا يعين فيها بالضرورة أشخاصا من الموالين، لكنها تمنح عادة لكبار المانحين وما إلى ذلك، لذا برأيي أن اختيار كوشنر ليس فقط تعيين فرد من العائلة، بل أيضا شخص تم العفو عنه بعد أن أدين بجريمة فيدرالية".

كندا والمكسيك

وفيما يتعلق بنية ترامب فرض رسوم جمركية ليس على الصين فقط، بل على كندا والمكسيك أيضا، تعتقد الكاتبة تايلور أنه "يحاول أن يبدو بمظهر القوي من خلال القول إنه يجب فرض هذه الرسوم على تلك الشركات، في محاولة لحماية شعار (أميركا أولا)، لكن هذا الإجراء أيضا سيكوم مخالفا لاتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا)، والتي أعاد صياغتها خلال فترته الرئاسية".

ولفتت إلى أن خبراء اقتصاديين يحذرون من اتخاذ هذه الخطوة، والأثر الذي قد تحدثه على الأسعار بشكل فوري وخاصة الإلكترونيات والمستحضرات الدوائية، وقد يكون هذا إنذارا هاما للكثير من الناس الذين صوتوا لترامب وهم يتوقعون انخفاض الأسعار.

وترى تايلور أن "ترامب ليس رجلا اقتصاديا، لكنه يقوم بهذه الإعلانات الهامة التي يظن أنها تبدو جيدة، وستظهر قوة أميركا، لكن عندما يتعلق الأمر بالتفاصيل، وعندما ننظر إلى العالم الذي تحكمه التجارة الحرة، أعتقد ان الناس سيكونون أكثر انفتاحا تجاه فرض الرسوم على الصين، لكن الأمر سيكون مختلفا تماما عندما يتعلق بجيراننا هنا في أميركا الشمالية".

من جانبه يرى الأكاديمي والكاتب، غيلمان أن هذه الاقتراحات بفرض رسوم جمركية مرتفعة ليست سوى مناورات افتتاحية من عدة نواح، فيما يتعلق بالصين لدينا مشاكل تجارية مشروعة، فهم يتخلصون من الألواح الشمسية ذات الأهمية الكبيرة، كما سمعنا للتو خلال الأيام القليلة الماضية أنهم سيردون من خلال حجب بعض المواد والمعادن الهامة المستخدمة في قطاع صناعة أشباه الموصلات الأميركي النامي.

وقال إن "ترامب لم يفكر مليا بالأمر، فهذه ليست حربا من طرف واحد حيث نملك وحدنا الأسلحة والأدوات. هناك العديد من القضايا مع الصين ومعظمها متعلقة بالتجارة، أما المشاكل مع المكسيك فهي ليست ذات صلة بالتجارة، بل هي مناورة افتتاحية للضغط على تحالف الرئيسة الجديدة لتشديد الرقابة على الحدود والمساعدة والتعاون في أي إجراءات قاسية ينوي ترامب اتخاذها لتنفيذ اعتقالات وترحيلات جماعية، فهو سيحتاج إلى تعاون المكسيك لترحيل ملايين الأشخاص".

ويعتقد غيلمان أن "فكرة فرض الرسوم الجمركية المرتفعة ليست سوى غطاء بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة المقترح فرضها على المكسيك، لكنه يفتعل المشاكل على كل جبهة ممكنة".

ترحيل المهاجرين

تقديرات غير رسمية بهجرة ألاف الأردنيين للولايات المتحدة منذ بداية 2024. أرشيفية - تعبيرية

بدوره ورجح كروشاور أن يكون ملف ترحيل المهاجرين من الولايات المتحدة من "من أهم الأولويات خلال المئة يوم الأولى. وهي الفترة التي يتمتع بها الرئيس المنتخب بالزخم التشريعي الأكبر".

ويرى أن اختيار توم هومان كقيصر للحدود إشارة إلى كيفية مضي ترامب بالأمر، فيما سيعمل البيت الأبيض من خلال ستيفن ميلر الذي كان واحدا من أكثر المدافعين والمطالبين بالتشديد في مسألة الهجرة في تلك الدائرة الضيقة.

"قيصر الحدود" يرحب باستخدام الأرض التي منحتها تكساس لتنفيذ خطط الترحيل
قال توم هومان مرشح دونالد ترامب لتولي رئاسة الوكالة المسؤولة عن مراقبة الحدود والهجرة (آي سي إي) إن الإدارة الأميركية الجديدة ستستخدم الأراضي التي تعهدت ولاية تكساس بمنحها لصالح خطة الهجرة وبرنامج الترحيل.

وبشأن المخاوف من إعادة حظر دخول الأشخاص القادمين من دول ذات أغلبية مسلمة، والتي فرضت في إدارة ترامب الأولى قال كروشاور إنه "لا يعتقد أننا سنرى صيغة واضحة"، وهو يرجح أن هناك "دعما شعبيا"، يتضح ذلك من خلال التظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجامعات.