Vice President Kamala Harris arrives at her campaign headquarters in Wilmington, Del., Monday, July 22, 2024. (Erin Schaff/The…
كامالا هاريس تصل إلى مقر حملتها في ويلمنجتون بولاية ديلاوير

هل هي بداية جديدة للديمقراطيين في معركتهم الصعبة ضد المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، للفوز برئاسة أميركا أربع سنوات أخرى؟ فقد انسحب الرئيس، جو بايدن، ممهدا الطريق لنائبته، كمالا هاريس، التي انبرى عشرات من قادة الديمقراطيين في الكونغرس ومن حكام الولايات لتأييد ترشحها.

وسجلت هاريس رقما قياسيا في جمع التبرعات بلغ 81 مليون دولار في 24 ساعة فقط. فهل تقلب الخارطة الانتخابية، وتحقق خرقا في اتجاهات أصوات الأميركيين؟

ماذا تقول الاستطلاعات؟

قبل أن ينسحب بايدن، سألت نيويورك تايمز الناخبين عن سيناريوهين، الأول بايدن يواجه ترامب، والثاني هاريس بدلا من بايدن.
 
لم يكن هناك فارق كبير، فقد تخلف الاثنان عن ترامب، ما تشير إلى أن حظوظ الديمقراطيين لا تزال محدودة أمام منافسهم الجمهوري الذي يلتف حزبه حوله.

كمالا هاريس حصلت على دعم قسم كبير من قيادات الحزب الديمقراطي لكنها لا تزال أمام تحديات للحصول على الترشيح الرسمي من الحزب

وتقول نتائج استطلاع نيويورك تايمز إن هاريس تتخلف بنحو نقطتين مئويتين عن ترامب في استطلاعات الرأي الأخيرة. 

وأشارت النتائج إلى أن هاريس حصلت على 46 بالمئة مقارنة بـ 48 بالمئة لترامب، وهذا فعليا يعد أفضل قليلا مقارنة بما حققه بايدن الذي تخلف عن ترامب بثلاث نقاط، إذ جاءت النتيجة 44 بالمئة للرئيس الأميركي مقارنة بـ 47 بالمئة للمرشح الجمهوري.

لكن الأمر لا يعني أخذ الأرقام بالمجمل على مستوى الولايات المتحدة، فالمهم النظر إلى الاتجاهات التي تسيطر على الولايات، خاصة ما تعرف بالولايات المتأرجحة.

في بنسلفانيا على سبيل المثال، أظهر استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع كلية سيينا في هذه الولاية، التي تمثل ساحة معركة ساخنة بين الجمهوريين والديمقراطيين، في الفترة من 9 إلى 11 يوليو، قبل انسحاب بايدن وقبل محاولة اغتيال ترامب، أن هاريس كانت متخلفة بفارق نقطة مئوية واحدة فقط  عن ترامب. 

ويأتي خروج بايدن من السباق الرئاسي بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الدعوات المتزايدة بين مسؤولي الحزب الديمقراطي والمانحين والناخبين له للنظر في التنحي بعد أدائه السيء في مناظرة 27 يونيو ضد ترامب.

ويترك قرار بايدن مكانا شاغرا للترشيح الرئاسي للديمقراطيين قبل أقل من شهر من المؤتمر الوطني للحزب في شيكاغو.

واصطف بايدن والعديد من الديمقراطيين البارزين الآخرين خلف هاريس، مما يجعلها البديل الأكثر ترجيحا لمرحلة ما بعد بايدن.

ووفق شبكة آي بي سي نيوز، فإن ترامب يحتفظ بتقدم طفيف على هاريس، في معظم الاستطلاعات، إذ يظهر متوسط نتائج هذه مجموعة من الاستطلاعات التي حللتها الشبكة أن ترامب يتفوق على هاريس بنحو 1.6 نقطة، فيما تشير مجموعة أخرى من الاستطلاعات أن الفارق أكبر بمتوسط يصل إلى 2.7 نقطة.

وكشف استطلاع أجرته صحيفة وول ستريت جورنال بعد مناظرة بايدن وترامب أن 35 بالمئة من الناخبين ينظرون إلى هاريس بشكل إيجابي و58 بالمئة ينظرون إليها بشكل سلبي. وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز-إبسوس الأسبوع الماضي تقاربا بين هاريس وترامب.

ترامب وفانس يحضران أول تجمع انتخابي لهما معا في فان أنديل أرينا في غراند رابيدز، ميشيغان، في 20 يوليو 2024.

وفي فرجينيا، تقدمت هاريس بخمس نقاط على ترامب. وأظهر استطلاع وطني أجرته شبكة أن بي سي نيوز، والذي تم إجراؤه أيضًا قبل محاولة الاغتيال، أن بايدن وهاريس يتخلفان عن ترامب بنقطتين. وفي الوقت نفسه، لا يزال المراهنون يرون أن هناك فرصة كبيرة لفوز ترامب.

وفي أبريل الماضي، كانت نتائج هاريس في استطلاعات الرأي متأخرة بشكل كبير عن بايدن، لكنها حققت مكاسب في الاستطلاعات الأخيرة، خاصة بعد أن أظهر الرئيس الأميركي علامات إرهاق وعدم تركيز رفعت من مستوى القلق بشان قدرته على البقاء في البيت الأبيض وهزيمة ترامب.

فئات ديمغرافية تدعم هارس

وتقول أرقام الاستطلاعات أن هاريس قد تتفوق على ترامب في فئات ديموغرافية معينة.

وتظهر النتائج العامة للاستطلاعات التي تجريها مؤسسات بحثية مختلفة أن هاريس سجلت أداء أفضل بين النساء والأشخاص الملونين مقارنة ببايدن.

ومن النتائج الملفتة أن أحد الاستطلاعات أظهر تقدم هاريس على ترامب بين النساء بنسبة 8 بالمئة، حيث كانت النتيجة 52 بالمئة لنائبة الرئيس، مقابل 44 بالمئة للمرشح الجمهوري.

ويقول خبراء إن هذه الفوارق التي تسجلها هاريس بين الفئات المختلفة، مثل النساء، ستكون مقلقة لترامب في الولايات المتأرحجة والتي تلعب دورا حاسما في تحديد مصير المتنافسين.

ويقول تقرير لشبكة آي بي سي نيوز أن هاريس تكتسب زخما بين الناخبين الديمقراطيين والمستقلين، وهو ما يعني أن هاريس قد ينظر إليها شخصية تجمع الديمقراطيين وترفع حظوظهم في استقطاب الناخبين غير الراضين عن بايدن وترامب في آن معا.

ويقول خبراء في الانتخابات واستطلاعات الرأي إن ترامب يتقدم حاليا في معظم الاستطلاعات، إلا أن نقاط قوة هاريس بين الفئات الديموغرافية الرئيسية وزيادة الدعم داخل قاعدة الحزب الديمقراطي قد تجعل السباق الرئاسي لعام 2024 تنافسيا وساخنا ويصعب التنبؤ به.

رقم قياسي في التبرعات

وقالت حملة هاريس الانتخابية، الاثنين، إنها وبالتعاون مع واللجنة الوطنية الديمقراطية جمعتا 81 مليون دولار في أول 24 ساعة بعد انسحاب بايدن وإعلان دعمه لها. 

وأشارت حملة هاريس إلى أن أكثر من 888 ألف مانح على مستوى القاعدة قدموا تبرعات خلال الـ 24 ساعة الماضية، حيث قدم 60 بالمئة مساهمتهم الأولى في دورة الحملة الانتخابية لعام 2024.

ويعتقد خبراء في الانتخابات أن هذا الرقم القياسي في جمع التبرعات يعتبر مؤشرا إيجابيا على إمكانية أن تنجح هاريس في لم شمل الحزب الديمقراطي وإقناع الأعضاء والناخبين على الالتفاف حولها لهزيمة ترامب.

ووفق تقرير نشره موقع أكسيوس، فإن دعم بايدن لهاريس لا يعني أنها ستحصل على أصوات المندوبين المتلزمين بدعمه تلقائيا في مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو.

والمؤتمر الوطني يعتبر فرصة الآن لسباق مفتوحا يشارك فيه ما يقرب من 4700 مندوب سيكونون  مسؤولين عن اختيار حامل لواء جديد لتحدي ترامب.

بايدن أعلن عن تأييده لنائبته هاريس في الانتخابات الرئاسية

ومندوبو بايدن ليسوا ملتزمين بدعم الشخص الذي يؤيده، لكنهم قد يميلون إلى ذلك في الغالب، خاصة أن هاريس خصلت على دعم وتأييد كبار القادة في الحزب الديمقراطي.

لكن الخبير في شؤون الحزب الديمقراطي، وليام لورانس، توقع في تصريحات لموقع "الحرة" أن تحصل هاريس على أصوات المندوبين، لأنها حصلت بالفعل على 90 في المئة من المندوبين الذين تم التعهد بهم لبايدن دون أن تفعل أي شيء.

وقال إنها قد تواجه تحديات، لكن 90 في المئة من المندوبين ملتزمون بدعم بايدن. لذا، فمن المحتمل أن 90 في المئة من الملتزمين بدعم بايدن، إن لم يكن أكثر، سيدعمون هاريس.

وبشأن قواعد التمويل، قال لورانس: "يمكنها استخدام كل الأموال في حسابهما لأنه تم جمعها لها ولبايدن".

كما أن أرقام التبرعات لا تعني أن هاريس تتفوق على ترامب على مستوى الناخبين، حيث استطاع المرشح الجمهوري الاستفادة من محاولة اغتياله التي أمنت له دعما ماليا وسياسا كبير في وقت قياسي أيضا. 

وباتت عيون الديمقراطيين والجمهوريين مركزة أكثر على الولايات المتأرجحة، خاصة ميشيغان، حيث يحاول الديمقراطيون تعويض الخسارات التي لحقت بهم جراء موقفهم الداعم لإسرائيل في حربها على غزة. وهو ما عمل الجمهوريون من خلال قيادت الحزب المحلية على استثماره وتحويله كمكسب لهم في انتخابات الرئاسة.

وكان بايدن أعلن الأحد، انسحابه من السباق الرئاسي لانتخابات نوفمبر المقبل، بعد أن شكك قادة ديمقراطيون في قدراته الصحية، ودعوه للانسحاب، خشية الخسارة أمام المرشح الجمهوري، دونالد ترامب.

وعقب انسحابه، أعلن بايدن دعمه وتأييده لترشيح هاريس، لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة.

وقال في صفحته على موقع (أكس)، "أود أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا، لتكون مرشحة حزبنا هذا العام.. أيها الديمقراطيون، حان الوقت للعمل معا وهزيمة ترامب.. هيا بنا نقوم بذلك".

وبات بايدن أول مرشح ينسحب في وقت متأخر من الحملة الانتخابية، لكنها لن تكون المرة الأولى التي يقرر فيها رئيس حالي سحب ترشيحه أو عدم السعي لإعادة انتخابه. ففي عامي 1952 و 1968 قرر الرئيسان السابقان هاري ترومان، وليندون جونسون، الانسحاب من سباق الترشح قبل نحو ثمانية أشهر من الانتخابات.

وتؤكد الوقائع التاريخية أنه لم ينسحب أي مرشح على الإطلاق بعد حصوله على عدد كاف من أصوات المندوبين في الانتخابات التمهيدية الرئاسية ليكون المرشح، وفقا لمجلة "تايم".

رسائل سياسية من تصريحات الليبراليين والمحافظين . أرشيفية - تعبيرية
استقالة الموظف فتحت باب الجدل على قضية متجذرة في المجتمع الأميركي

أعاد إيلون ماسك توظيف ماركو إليز (25 عاما) في إدارة الكفاءة الحكومية الأميركية، بعدما أثارت استقالته جدلا الخميس.

وأجرى ماسك استطلاعا للرأي بشأن إعادة إليز، وقال في منشور عبر منصة إكس "سيعود. كل ابن آدم خطاء، والعفو رباني"، وذلك بعد مطالبات من نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، والتي دعمها الرئيس دونالد ترامب.

فما الخطأ الذي ارتكبه إليز ودفعه للاستقالة من إدارة الكفاءة الحكومية بعد أسابيع قليلة على تعيينه؟

استقالة إليز كانت بعد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، كشفت فيه تغريدات سابقة له على حساب غير فعال، دعا فيها إلى "كراهية الهنود".

وبعد إثارة استقالته للجدل، دعا نائب الرئيس دي فانس وهو متزوج من ابنة لمهاجرين من الهند إلى إعادة الموظف لمنصبه.

وقال في منشور عبر إكس "هذه وجهة نظري: بالطبع لا أؤيد بعض منشورات إيلز، لكن لا أؤيد أن يدمر سلوك غبي عبر منصات التواصل الاجتماعي حياة فتى. لا ينبغي لنا أن نكافئ الصحفيين الذين يحاولون تدمير الناس. أبدا".

وأضاف "لذا أقول أعيدوه (لمنصبه). إذا كان شخصا سيئا أو عضو فريق فظيعا فافصلوه عن العمل لهذا السبب".

جذور الجدل

قد ينظر البعض إلى هذه الحادثة على أنها قضية تتعلق باستقالة موظف وإعادته لعمله، ولكنها تعبر قضية أعمق في المجتمع الأميركي، والتي ترتبط بمدرستين: الأولى، "الصواب السياسي"/ (Political correctness) أو (Politically correct)، والثانية "قول الحقيقة كما هي" / (Tell It Like It Is).

والصواب السياسي هو اسم "يعبر عن الأفعال التي تتجنب الإساءة للآخرين، خاصة تلك المتعلقة بالجنس، أو العرق، أو الدين أو غيرها"، بحسب معجم كامبريدج.

أما قاموس ميريام ويبستار، فيعرفه على أن أي توافق مع "الاعتقاد بأن اللغة أو الممارسات التي قد تسبب حساسيات سياسية في مسائل الجنس أو العرق يجب القضاء عليها".

وبعيدا عن تعريف المصطلح في القواميس يعبر مصطلح الصواب السياسي أو حتى يذكره البعض باسم الصوابية السياسية عن "انتقاد محاولات التيار اليساري للسيطرة على استخدام اللغة وحتى السلوك" بحسب ما يذكر كتاب "موسوعة الأخلاق التطبيقية".

ويهدف هذا المصطلح للكشف عن "الافتراضات الخفية بطريقة محايدة عند الحديث أو السلوك" في مراعاة الحساسيات عند الآخرين، وهو ما تسبب في إثارتها للجدل بسبب رفضها للمعايير المألوفة، فيما يعتبر البعض أنها مثالا للمعايير المزدوجة.

وتبسط موسوعة "بريتانيكا" شرح المصطلح بأنه أي لغة أو سلوك "يهدف إلى تقديم أقل قدر من الإساءة، وخاصة عند وصف المجموعات التي يتم تحديدها من خلال العرق أو الجنس أو الثقافة أو الميل الجنسي".

ورغم استخدامه بكثرة في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، إلا أنه ظهر لأول مرة في المفردات الماركسية اللينينية في أعقاب الثورة الروسية في 1917، إذ كان يستخدم في إطار وصل الالتزام بسياسات ومبادئ الحزب الشيوعي.

وفي أواخر السبعينيات بدأ السياسيون الليبراليون في استخدامه في إشارة إلى التطرف في بعض القضايا اليسارية، وفي أوائل التسعينيات استخدمه المحافظون في التعبير عن رفضهم لما اعتبروه تزايدا في المبادئ الليبرالية اليسارية في الجامعات والكليات في الولايات المتحدة.

أما مصطلح "قول الحقيقة كما هي" يعرفه قاموس كامبردج على أنه "وصف موقف بصراحة من دون تجنب أي تفاصيل غير سارة". 

وفي تعريف مشابه يقول قاموس ميريام ويبستار إنه يعبر عن "الحديث عن الأشياء غير المفرحة بطريقة صادقة" من دون وضع أي اعتبارات لأي أمور أخرى.

ويستخدم هذا المصطلح في وصف السياسيين أو الخبراء "الذين ينظر إليهم على أنهم صريحون وصادقون" في التواصل، وحتى إن كانت الحقائق غير مريحة، بحسب القاموس السياسي.

اكتسبت عبارة "قول الحقيقة كما هي" شعبيتها من أغنية روي ميلتون عام 1945، واشتهرت بعد استخدامها من قبل أيقونة النضال في الولايات المتحدة مالكوم إكس، في خطاب في 1964.

وبعد بضع سنوات أصبحت هذه العبارة شعارا يتداوله الكثير من السياسيين الأميركيين المحافظين، الداعمين لقول الأمور كما هي من دون أي اعتبار لحساسيات أو اعتبارات أخرى.

الليبراليون يدافعون عن "الصواب السياسي" للحماية من الإساءة لمجموعات معينة، وهو ما يسخر منه المحافظون الداعمون لمبدأ "قول الحقيقة كما هي" معتبرين أن قول الحقيقة كما هي لا ينقص منها شيئا.

ويرى الداعمون لقول الحقيقة كما هي أن ما يدفع به الليبراليون يضع قيودا على حرية التعبير، ويجعل من أي نقاش غير صادق، بما يعيد تشكيل الواقع بطريقة غير حقيقية، وهو ما ينظر إليه الليبراليون على أنه فتح باب للعنصرية والتعصب تحت شعار "الحرية".

وما بين "الصواب السياسي" وقول "الحقيقة كما هي" خيط رفيع جدا، بين ما هو الحقيقة المحايدة أو الرأي الذي يعبر عما يجول في عقل صاحبه. 

فهل إرجاع ماركو إليز يؤسس لخطاب يتيح الكراهية والعنصرية؟، أو أنه يمثل صفحة جديدة لحديث أكثر تسامحا؟.