والز عدل من مواقفه بشأن الأسلحة وساهم في وضع تشريعات لتغييرها كحاكم لمينيسوتا
والز عدل من مواقفه بشأن الأسلحة وساهم في وضع تشريعات لتغييرها كحاكم لمينيسوتا

في أول خطاب له، طرح حاكم مينيسوتا، تيم والز، المرشح لمنصب نائب الرئيس في حملة، كمالا هاريس، الانتخابية، قضية أساسية تشغل بال الأميركيين قائلا: "كيف يمكن لأطفالنا الذهاب إلى مدارسهم بحرية من دون القلق بأنهم قد يقتلون رميا بالرصاص في صفوفهم". 

ولم يكن والز دوما من المنددين بحمل الأسلحة، لكنه اليوم يقف إلى جانب هاريس ضد انتشار الأسحلة مع إقبال مصوتين من "الجيل زد"، والذين كبروا وهم يشهدون حوادث إطلاق النار في المدارس الأميركية.  

منذ 12 عاما، من عام 2007 وحتى 2019، مثّل والز في مجلس النواب مقاطعة محافظة تحد مينيسوتا بآيوا جنوبا. 
ومع خدمته في الحرس الوطني وحبه للصيد، كان والز على قائمة "أفضل 20 ساسيا لصالح الأسلحة" والتي وضعتها مجلة "Guns and Ammo" لعام 2016.  

ولكن مع تأرجح مينيسوتا للون الأزرق، أي لصالح الديمقراطيين، تغيرت مواقف والز لتصبح أكثر تقدمية فيما يخص الأسلحة والتشريعات التي تحكمها خلال فترة ترشحه لمنصب حاكم مينسوتا وخلال توليه المنصب، وفق ما ذكرته شبكة "سي بي إس" الأميركية. 

من "A" إلى "F" 

حظي والز بتقييم "A" من الاتحاد القومي للأسلحة "NRA" خلال فترة إعادة انتخابه في الأعوام 2010 و2012 و2014 و2016. 

أما عند ترشحه لمنصب حاكم مينيسوتا عام 2018، حظي بتقييم "F"، بحسب مجموعة التحكم بالأسلحة "Everytown for Gun Safety". 

وكان والز نفسه قد تطرق إلى تغير تقييمه لدى الاتحاد القومي للأسلحة، إذ قال في تغريدة في يوليو: "إنه أمر صحيح، أنا من المحاربين القدامى، وأنا صيّاد وأنا أملك سلاح"، مستدركا بالقول: "لكني أيضا والد ولسنوات عدة عملت معلّما، يتعلق الأمر بحماية الأطفال، كان لدي تقييم 'A' من الاتحاد القومي للأسلحة. والآن وضعت مباشرة نحو 'F'. ولم يقض ذلك مضجعي بتاتا". 

واجه والز بعض الانتقادات، من بينهم على لسان راندي كوزوتش، من صندوق "Political Victory Fund" التابع للاتحاد القومي للأسلحة الذي وصفه بأنه "حرباء سياسية، يغيّر مواقفه للدفع بأجندته الشخصية". 

وأضاف "في الكونغرس، كان والز ينظر إليه كصديق لمالكي الأسلحة للحصول على دعم مقاطعته في أرياف مينيسوتا"، مشيرا إلى أنه "وعندما وضع عينيه على مناصب أخرى باع سكان مينيسوتا الملتزمين بالقانون وروّج لأجندته المتطرفة للتحكم بالأسلحة والتي شجعت المجرمين وتركت المواطنين العاديين دون وسائل للدفاع عن أنفسهم".

والز يؤكد موقفه

لكن والز شرح السبب بنفسه وراء تغير موقفه، بالأخص في عام 2017، بعد أن تحول إطلاق نار في مهرجان موسيقي بلاس فيغاس إلى أكثر الحوادث دموية في التاريخ الأميركي الحديث. 

حينها، تبرع والز بالمبالغ التي حصّلها من الاتحاد القومي للأسلحة، والتي بلغت 18 ألف دولار، لصالح جمعية "Intrepid Fallen Heroes"، التي تعنى بمساعدة عائلات أعضاء الخدمة العسكرية الذين أصيبوا أو قتلوا.  

58 شخصا قتلوا في إطلاق النار بمهرجان موسيقي في مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا عام 2017

وقال والز في منشور على فيسبوك بعد إطلاق النار في لاس فيغاس الذي وقع أثناء حملته الانتخابية لمنصب الحاكم: "بصفتي عضوا في الكونغرس، أؤيد تشريع فحص الخلفية الشامل، وأعارض تشريع حمل الأسلحة المخفية أمام الكونغرس، وأعارض التشريع الذي يهدف إلى الحد من القيود المفروضة على كواتم الصوت".

وأضاف "عندما أصبح حاكما لولاية مينيسوتا، سأعمل على ضمان تمرير مينيسوتا لتشريع فحص الخلفية الشامل. وسأدعم زيادة التمويل لخدمات الصحة العقلية ودعم القيود الإضافية التي تضمن أن مينيسوتا تبقي الأسلحة بعيدة عن أيدي الأشخاص الخطرين".

وبعد بضعة أشهر، وبعد إطلاق نار جماعي آخر في مدرسة ثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا، أعرب والز عن دعمه لحظر الأسلحة الهجومية.

كامالا هاريس تحيي دقيقة صمت لاستذكار ضحايا إطلاق النار بمدرسة دوغلاس الثانوية في باركلاند حيث قتل 17 طالبا وعاملا في الواقعة

وفي مقال كتبه لصحيفة "ستار تريبيون" آنذاك، قال والز: "لقد استمعت جيدا للطلاب وأولياء الأمور ومسؤولي إنفاذ القانون والمعلمين والرياضيين وناجين من العنف المسلح في كل ركن من أركان مينيسوتا. وبينما لديهم وجهات نظر مختلفة، فقد سمعتهم جميعا يقولون شيئا واحدا بصوت عالٍ وواضح: 'يجب أن يتوقف هذا'".

وعمل والز على صياغة عمليات التحقق من الخلفية وتشريع "العلم الأحمر" الذي يعنى بسياسات التنبيه للأشخاص الخطرين، باعتبارها ضمانات منطقية لا تتعارض مع التعديل الثاني في الدستور الأميركي الذي يستعين به الأميركيون المؤيدون لرفع السلاح في الدفاع عن حجتهم.

وقال جون فينبلات، رئيس منظمة "Everytown for Gun Safety"، لشبكة "سي بي إس" إن والز "دليل حي على أن امتلاك الأسلحة بشكل مسؤول ودعم قوانين سلامة الأسلحة المنطقية يسيران جنبا إلى جنب".

وأضاف فينبلات "على مدار العقد الماضي، انضم (والز) إلى عدد لا يحصى من مالكي الأسلحة الآخرين في رفض كذبة جماعة ضغط متطرفة بشكل متزايد تقول إن قوانين سلامة الأسلحة الأساسية غير متوافقة مع التعديل الثاني". 

وأكد أنه بدءا "من التوقيع على حزمة شاملة من مشاريع قوانين سلامة الأسلحة إلى التبرع بمساهمات سابقة من الاتحاد الوطني للأسلحة إلى منظمة خاصة بمحاربيه القدامى، أثبت الحاكم والز أنه لا يخشى الوقوف في وجه جماعات الضغط المؤيدة للأسلحة". 

هاريس وبايدن خلال مناظرة سابقة في 2019 خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي
هاريس وبايدن خلال مناظرة سابقة في 2019 خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي

مع اقتراب موعد المناظرة المرتقبة بين نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، والرئيس السابق دونالد ترامب، يترقب كثيرون أداء هاريس في مواجهة أحد أكثر المنافسين شراسة على المسرح السياسي.

وقد تكون هذه المناظرة، التي تعقد الثلاثاء، هي الأكثر أهمية في مسيرة هاريس حتى الآن، حيث تعتبر فرصتها لاستعراض مهاراتها كسياسية قادرة على التواصل الفعّال وتوجيه النقد المباشر.

وخلال عملها السابق مدعية عامة، وسياسية، اكتسبت هاريس خبرة على مدار السنوات السابقة في مناظرات عدة، وأظهرت قدرة على استخدام ضبط النفس والفكاهة لتحييد خصومها.

تكتيك المواجهة الذكية

في مناظرة مجلس الشيوخ عام 2016 في كاليفورنيا، أظهرت هاريس قدرة على القراءة السريعة لمواقف الخصوم واستغلال لحظات ضعفهم.

في تلك المناظرة، قامت منافستها لوريتا سانشيز بحركة درامية ساخرة، اختارت هاريس ترك الصمت يتخلل الغرفة قبل أن ترد بضحكة متبادلة مع الجمهور، قبل أن تعلق بالقول إن ما فعلته سانشيز  يدلل على أن هناك فارقا بين المتنافسين، ثم أشارت بشكل غير مباشر إلى أن سانشيز غير جادة بما يكفي للمنصب.

وترى صحيفة "واشنطن بوست" أن استخدام هاريس لتعبيرات وجهها والتوقيت لتحويل سخرية منافستها إلى نقطة قوة لصالحها، ساعدها في تحقيق فوز ساحق بهامش 23 نقطة.

ويتوقع حلفاء هاريس أن تنجح في تكرار هذا الأداء في مناظرتها المرتقبة مع ترامب، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".

خصم أقوى واستراتيجية مختلفة

في هذه المرة، ستواجه هاريس خصما أشد وأكثر تمرسا في المناظرات، وهو ترامب الذي أظهر خلال الانتخابات الرئاسية السابقة قدرته على توجيه هجمات لاذعة ضد خصومه، ما أدى إلى إضعافهم أو تشتيت تركيزهم.

غير أن هاريس تتمتع الآن بفرصة لإظهار تفوقها على ترامب الذي وصفته بأنه "رجل غير جاد"، وأن سياساته قد تتسبب في عواقب وخيمة إذا أعيد انتخابه وأنه بمثابة تهديد للديمقراطية الأميركية.

وبينما يرى حلفاء هاريس أن مهاراتها القضائية قد تساعدها في مواجهة ترامب، فإنه يتعين عليها تجاوز الانتقادات التي واجهتها بأنها قد تكون مترددة أو غير حاسمة في بعض الأحيان، مثلما حدث في حملتها الرئاسية لعام 2019، حيث عانت أحيانا لإيجاد قاعدة أيديولوجية واضحة داخل الحزب الديمقراطي.

انتقادات

واجهت هاريس في السنوات الماضية انتقادات بأنها حذرة للغاية في تقديم مواقفها، وغالبا ما تُتهم بأنها لا تعطي إجابات مباشرة في المناظرات أو المقابلات الإعلامية.

هذا النقد ظهر بوضوح خلال مناظرتها مع عضوة الكونغرس الديمقراطية السابقة تولسي غابارد في عام 2019، إذ بدت غير مستعدة للرد بالتفصيل على الهجمات. 

ففي تلك المناظرة التي عقدت في يوليو 2019، شنت غابارد هجمات على سجل هاريس كمدعية عامة بشأن سياسات الكفالة النقدية وعدد الأشخاص الذين أُرسلوا إلى السجن لإدانتهم بالماريوانا.

وبالرغم من أن هاريس دافعت عن نفسها، إلا أن هذا الهجوم ترك تأثيرا على الحملة.

لكن في مناظرة لاحقة في نوفمبر من ذلك العام، أثبتت هاريس قدرتها على الرد عندما انتقدت غابارد علنا وشككت في قدرتها على حمل لواء الديمقراطيين بعد أن أمضت "أربع سنوات بدوام كامل على قناة فوكس نيوز تنتقد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، وكيف أنها تسعى إلى مقابلة ترامب وجها لوجه".

هنا، استطاعت هاريس أن تتحول إلى الهجوم بعد أن كانت في وضع الدفاع، ما أظهر جانبا أقوى من شخصيتها السياسية.

تحضيرات من الجانبين

هاريس، التي حظيت بترشيح الحزب الديمقراطي، تعكف وفق وكالة أسوشيتد برس، على التدرب على المناظرة في فندق في وسط مدينة بيتسبرغ حيث يمكنها التركيز على تحسين إجاباتها التي ستستغرق دقيقتين، حسب قواعد المناظرة.

وبحسب الوكالة ذاتها، تعمل هاريس مع مستشاريها منذ الخميس، على التحضير للمناظرة، وأيضا التفاعل مع الناخبين في الولايات المتأرجحة.

وفقا لمصادر مقربة من هاريس، فإن استعدادها للمناظرات يخضع لعملية دقيقة من ثلاث مراحل، تبدأ بتجميع فريق من الخبراء والمستشارين لمناقشة القضايا التي قد تثار في المناظرة، ثم يتم إعداد وثيقة تحتوي على أهم الأفكار والرسائل السياسية التي ترغب هاريس في إيصالها، وتعمل على تعديلها وتطويرها بناء على النقاشات الداخلية.

في المرحلة الأخيرة، تعقد جلسات تدريبية لتحسين توصيل الرسالة، وهو ما يساعدها على بلورة أفكارها وتقديمها بشكل فعال.

في مناظرتها المرتقبة مع ترامب، يعمل فريق بقيادة المحامية كارين دان، على تحضير هاريس لتكون مستعدة لكل الاحتمالات، مستفيدا من خبرتها السابقة في التعامل مع المناظرات الفردية.

وقالت هاريس إنها مستعدة لمواجهة الإهانات التي يطلقها ترامب وتشويهه للحقائق، حتى مع تركيز حملتها على الطبقة الوسطى وفرص مستقبل أفضل للبلاد.

وأضافت في مقابلة إذاعية مع برنامج "ريكاي سمالي مورنينغ شو": "علينا أن نكون مستعدين لحقيقة أنه غير ملزم بقول الحقيقة".

وتابعت "يميل للدفاع عن نفسه وليس عن الشعب الأميركي، وأعتقد أن ذلك سيظهر خلال المناظرة".

من جانبه، "يرفض" المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، التحضير للمناظرة، ويفضل التركيز على المشاركة وتنشيط الفعاليات المرتبطة بحملته الانتخابية، مؤكدا أنه "سيكون مستعدا للمناظرة بمجرد وصوله إلى المسرح في المركز الوطني للدستور في فيلادلفيا".

وقال ترامب خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" متحدثا عن المناظرة المرتقبة: "يمكنك أن تدخل بأي استراتيجية تريد، عليك فقط أن تتكيف مع ما يحدث أثناء المناظرة".

ثم اقتبس عن الملاكم مايك تايسون عبارة له، قائلاً "الجميع لديهم خطة.. حتى يتلقوا ضربة في الوجه".

لكن صحيفة "نيويورك تايمز" قالت إن فريق ترامب عقد جلسة تحضير للمناظرة استمرت ثلاث ساعات، الثلاثاء، في ناديه الخاص في بيدمينستر، نيوجيرسي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم التخطيط لجلسات إضافية يومي الأحد والاثنين.