هاريس أول ديمقراطية تتفوق على ترامب فيما يتعلق بالاقتصاد منذ عام تقريبا
هاريس أول ديمقراطية تتفوق على ترامب فيما يتعلق بالاقتصاد منذ عام تقريبا

كشف استطلاع رأي حديث عن تزايد ثقة الأميركيين في قدرة نائبة الرئيس، كامالا هاريس، على التعامل مع الاقتصاد، بالمقارنة مع منافسها في الانتخابات الرئاسية، الجمهوري دونالد ترامب، مما يشير إلى تغير حاد في مشاعر الناخبين بعد انسحاب الرئيس، جو بايدن، من سباق البيت الأبيض.

وأظهر الاستطلاع الذي أُجري لصالح صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية وكلية "روس" لإدارة الأعمال بجامعة ميشيغان الأميركية، أنه لأول مرة يتقدم مرشح ديمقراطي للرئاسة في النتائج على ترامب فيما يتعلق بالاقتصاد، منذ تتبعه توجهات الناخبين بشأن هذه القضية قبل عام تقريبا.

وشمل الاستطلاع الذي أجري خلال الفترة من 1 إلى 5 أغسطس الجاري، عبر الإنترنت آراء نحو 1001 ناخب مسجل بهامش خطأ يزيد أو ينقص بمقدار 3.1 نقطة مئوية.

ورغم أن 41 بالمئة من الأميركيين ما زالوا يثقون في الرئيس السابق فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، وهو نفس معدل الاستطلاعين الشهريين السابقين، فقد وجد الاستطلاع أن 42 بالمئة من الناخبين يعتقدون أن هاريس ستكون أفضل في التعامل مع الاقتصاد، بزيادة 7 نقاط مئوية مقارنة بأرقام بايدن الشهر الماضي.

وقال الأستاذ بجامعة ميشيغان، إريك جوردون، إن "حقيقة أن الناخبين كانوا أكثر إيجابية تجاه هاريس مقارنة ببايدن تشير إلى سوء أداء بايدن ومدى نجاح هاريس".

وعلى الرغم من أرقام النمو والتوظيف القوية بالولايات المتحدة، واجه بايدن صعوبة في إقناع الناخبين بأن سياساته الاقتصادية تعود عليهم بالفائدة، وفقا لـ"فايننشال تايمز".

ولا يزال الأميركيون يعتبرون التضخم أكبر مصدر قلق بالنسبة لهم قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، إذ أظهر الاستطلاع أن 19 بالمئة فقط من الناخبين المحتملين يعتقدون أنهم في وضع أفضل اليوم مما كانوا عليه عندما تولى بايدن منصبه عام 2021.

ووفق نتائج الاستطلاع، تمتعت هاريس بنسبة تأييد أعلى بكثير من بايدن، إذ قال 46 بالمئة من الناخبين إنهم يوافقون على الوظيفة التي كانت تقوم بها كنائبة للرئيس، مقارنة بـ41 بالمئة قالوا إنهم يوافقون على الوظيفة التي كان يقوم بها الرئيس.

ومع ذلك، أظهر الاستطلاع أيضا أن القلق الاقتصادي الكامن بين الناخبين قد يفيد ترامب، حيث قال 42 بالمئة إنهم سيكونون "أفضل بكثير" أو "أفضل إلى حد ما" إذا فاز ترامب. بينما قال 33 بالمئة فقط إنهم سيكونون "أفضل بكثير" أو "إلى حد ما" في ظل رئاسة هاريس.

ترامب تعهد برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 60 بالمئة
لماذا تمثل عودة ترامب للبيت الأبيض "كابوسا" للصين؟
اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، بانتخابات الرئاسة المقررة نوفمبر المقبل، سيكون بمثابة "كابوس للصين"، التي تستعد لجولة ثانية أكثر صعوبة من الحرب التجارية إذا عاد الرئيس السابق للبيت الأبيض.

وقال الأكاديمي جوردون إن "الاستطلاع بمثابة خبر جيد للديمقراطيين الذين كانوا قلقين في السابق، لكن مخاوفهم لم تنته بعد لأن الناخبين ما زالوا يرون أنفسهم في وضع أفضل مع ترامب كرئيس، ومعظم الناخبين يفكرون في مصالحهم أولا ثم الأسئلة السياسية الكبرى ثانيا".

وأظهرت استطلاعات الرأي أن ترامب يتفوق على هاريس في بعض القضايا الاقتصادية المحددة، خاصة التجارة، حيث قال 43 بالمئة من الناخبين إنهم يثقون به أكثر في التعامل مع العلاقات الاقتصادية مع الصين، مقارنة بنحو 39 بالمئة فقط يدعمون هاريس.

يشار إلى أن أحدث استطلاعات رأي أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بالتعاون مع كلية سيينا في الولايات المتأرجحة، أظهر تقدم هاريس على ترامب (78 عاما) بأربع نقاط في كل من بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن.

وقال ما لا يقل عن 49 بالمئة من الناخبين المحتملين في الولايات الثلاث إن لديهم وجهة نظر إيجابية عن نائبة الرئيس، مقابل 46 بالمئة لصالح ترامب. 

هاريس زارت الحدود الجنوبية
هاريس زارت الحدود الجنوبية

يستخدم الرئيس الأميركي السابق، مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة هذا العام، دونالد ترامب، قضية الهجرة، لجذب الناخبين الرافضين لسياسة الإدارة الديمقراطية إزاء هذا الملف.

ومع دفع ترامب برسالة قوية بهذا الشأن، اتخذت مرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، نهجا جديدا في محاولة لكسب أصوات الناخبين في سباق يلوح متقاربا بشدة.

وأظهر استطلاع أجرته أسوشيتد برس أن حوالي نصف عدد الناخبين يرون أن الهجرة تمثل أهمية كبيرة لهم في سباق هذا العام.

ويتفوق ترامب على هاريس فيما يتعلق بمن يثق الناخبون في قدرته على التعامل بشكل أفضل مع الهجرة، وفق الاستطلاع.

وهذه القضية كانت تمثل ايضا مشكلة للرئيس، جو بايدن، الذي لطالما واجه انتقادات بشأن عبور آلاف المهاجرين غير الشرعيين الحدود الجنوبية.

ويأمل ترامب، الذي سبق أن اتهم المهاجرين بـ"تسميم" الدم الأميركي في تصريح أثار جدلا واسعا، أن تساعده قضية الهجرة في الفوز بالسابق.

ويلقي ترامب وكبار الجمهوريين باللوم على هاريس في الوضع على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، إذ يقولون إنه خرج عن السيطرة بسبب السياسات المتساهلة لإدارة بايدن-هاريس.

وحاولت هاريس مواجهة ذلك بالقول إن التسوية التي توصل إليها مجلس الشيوخ من الحزبين، التي كانت ستتضمن معايير أكثر صرامة للجوء وتوظيف مزيد من عناصر أمن الحدود ومسؤولي اللجوء، كانت على وشك تمريرها في الكونغرس، قبل أن يعارض ترامب ذلك. 

وفي محاولة لجذب الناخبين، رسمت نائبة الرئيس رؤية ترتكز على الاعتراف بأن نظام الهجرة يحتاج إلى إصلاح، وأن  تلك الإصلاحات يجب أن تقترن بمسارات قانونية، ومنح الفرصة للمهاجرين المستقرين في البلاد منذ فترة طويلة بتسوية أوضاعهم.

ويقول موقع "أكسيوس" إن كلا من ترامب وهاريس يتعهدان "بفرض بعض أكثر سياسات الهجرة واللجوء والحدود تقييدا منذ عقود".

وقالت هاريس أمام تجمع انتخابي في نيفادا مؤخرا: "سأحمي سيادة أمتنا، وأؤمن حدودنا وأعمل على إصلاح نظام الهجرة المكسور لدينا".

وبثت حملتها إعلانا يقول: "نحن بحاجة إلى قائد لديه خطة حقيقية لإصلاح الحدود. وهذه هي كامالا هاريس".

وفي خطابها الأخير على حدود ولاية أريزونا، أشارت نائبة الرئيس إلى أن رؤيتها تتضمن "أمنا حدوديا قويا ومسارا للحصول على الجنسية... للمهاجرين المجتهدين الذين كانوا هنا لسنوات".

ويقول أكسيوس إن هاريس "غيرت الصورة المرسومة عنها باعتبارها مدافعة عن المهاجرين غير الشرعيين إلى مدعية عامة سابقة ستكون أكثر كفاءة من ترامب" في حماية الحدود.

وتعهدت هاريس بتقييد عملية اللجوء، وتوجيه تهم جنائية للمتورطين في الهجرة غير القانونية، رغم أنها قالت عدة مرات إبان ترشحها لسباق 2019 إنها تريد إلغاء تجريم ذلك.

وأعلنت مجددا دعمها مشروع قانون الحدود الذي رفضه ترامب وجمهوريون في الكونغرس. ويشمل المشروع تخصيص مئات الملايين من الدولارات لبناء الجدار الحدودي.