ماسك أجرى مقابلة مع ترامب
ماسك أجرى مقابلة مع ترامب

قبل 83 يوما من موعد الانتخابات، حاول المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، من خلال حواره مع الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، الدفع بأجندته من أجل جذب الناخبين بعد الصعود المفاجئ لمنافسته المرشحة الديمقراطية، كاملا هاريس.

وتباينت ردود الفعل بشأن المقابلة التي أجراها ترامب مع مالك شركتي "تسلا" للسيارات الكهربائية، و"سبيس أكس" للصواريخ، والتي تأتي بعد زخم هائل شهدته حملة هاريس مدفوعة بتحول غير مسبوق في حماس الناخبين واستطلاعات الرأي التي أشار بعضها إلى تقدمها على ترامب بعد تفوقه لمدة طويلة.

وفي مقابلة امتدت لأكثر من ساعتين وشابتها أجواء ودية مع ماسك، تحدث الرئيس السابق الساعي للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات الخامس من نوفمبر، عن محاولة اغتياله وأداء الإدارة الديمقراطية في الاقتصاد، والهجرة غير الشرعية، مجددا وعده بأنه سيقوم بأكبر عملية ترحيل للمهاجرين غير النظاميين في تاريخ الولايات المتحدة.

ويلقي ماسك، الذي صوت سابقا للديمقراطيين، بثقله في هذه الانتخابات خلف المرشح الجمهوري بعدما أعلن دعمه له بعد محاولة اغتياله، الشهر الماضي، 

وجاءت المقابلة أيضا بعدما عاد نشاط ترامب على منصة "أكس" التي يملكها ماسك، بعد أن كان قد تم حظره على المنصة التي كان يطلق عليها "تويتر"، في يناير 2021 على خلفية اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول.

ماسك في لقاء مع ترامب في 30 مايو 2020
مقابلة ترامب وماسك.. حديث حول محاولة الاغتيال والهجرة والترحيل
في مقابلة امتدت لأكثر من ساعتين وشابها جو من الود مع مالك منصة أكس إيلون ماسك، أمضى الرئيس الأميركي السابق الساعي للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات الخامس من نوفمبر المقبل، الكثير من الوقت في التركيز على محاولة اغتياله وانتقاد الإدارة الديمقراطية الحالية، والهجرة غير الشرعية مجددا وعده بأنه سيقوم بأكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة.


وقالت شبكة "فوكس نيوز" إن الرئيس السابق أجرى مقابلة "مطولة وشاملة ومريحة" على "أكس" بينما تستمر نائبة الرئيس، كامالا هاريس، في تجنب وسائل الإعلام منذ ترشيحها للرئاسة.

وذكرت "فوكس" أن هاريس تجنبت وسائل الإعلام لمدة 22 يوما، وتجاهلت المؤتمرات الصحفية الرسمية أو المقابلات، بما في ذلك قصة لغلاف مجلة "تايم"، منذ باتت مرشحة الحزب الديمقراطي للبيت الأبيض، بعد انسحاب الرئيس، جو بايدن، من السباق، الشهر الماضي.

ومن جانبها، قالت شبكة "سي أن أن" إن ماسك حاول من خلال المقابلة "مساعدة ترامب" مع تمدد موجة هاريس، مشيرة إلى أنهما لم يختلفا مطلقا طوال المحادثة، واتفقا على كل شيء تقريبا، ولم يعترض ماسك على "أكاذيبه ونظريات المؤامرة بينما يحاول إبطاء صعود" هاريس.

في بعض الأحيان، خلال دردشتهم، بدا أن ماسك "استخدم تأثيره ومنصته لتوجيه ترامب بتقديم حجج أفضل ضد هاريس". واتفق ماسك مع ترامب على أن هاريس "يسارية راديكالية وأطرى ضيفه بالتلميح إلى أنه قوي وأن خصومه الديمقراطيين ضعفاء"، وقال ماسك له: "أنت الطريق إلى الرخاء. وأعتقد أن كامالا هي العكس".

وقال ناشطون جمهوريون لصحيفة واشنطن بوست إن المقابلة قد تساعد ترامب في الوصول إلى فئة انتخابية معروفة بميلها لترامب، وهي الشباب البيض.

والرجال البيض منذ فترة يشكلون جزءا أساسيا في قاعدة ترامب، ولكن حدثت بعض التصدعات في هذه الفئة، ففي عام 2016، فاز ترامب بأصوات الرجال البيض بفارق 30 نقطة على هيلاري كلينتون، وفقا لتحليل الناخبين الذي أجراه مركز بيو للأبحاث. لكن ترامب تغلب على بايدن بين الرجال البيض بفارق 17 نقطة فقط، في عام 2020.

وقالت المصادر لصحيفة واشنطن بوست إن ترامب "يحاول استغلال أهم فئة ديموغرافية مخلصة له من أجل كسب أصوات الناخبين الجدد واستعادة الناخبين الذين صوتوا له في عام 2016".

وإحدى الطرق التي يحاول بها القيام بذلك هي التحدث إلى المؤثرين الذين يتمتعون بشعبية كبيرة بين الرجال الذين هم تحت سن 45 عاما.

وفي العام الماضي، أجرى ترامب عددا من المقابلات على وسائل الإعلام البديلة مع شخصيات لها أتباع كثر وتجذب الشباب البيض.

من جانبها، قالت نقابة عمال السيارات المتحدون الأميركية، الثلاثاء، إنها تقدمت بدعوى إلى المجلس الوطني لعلاقات العمل اتهمت فيها ترامب وماسك، بمحاولات تهديد وترهيب العمال.

وجاءت هذه الخطوة بعد أن أثنى ترامب خلال المقابلة على قدرة ماسك على خفض التكاليف بقوله إنه لا يتسامح مع إضراب العمال. وقال ترامب خلال المحادثة "أنت أعظم مخفض (للوظائف)... أعني، أنا أرى ما تفعله. تدخل وتقول فحسب تريد الاستقالة؟... وحدث إضراب، لن أذكر اسم الشركة... ثم تقول لهم... لا بأس، أرحلوا جميعا".

وضحك ماسك لكنه لم يرد على تعليقات ترامب، ما يجعل من الصعب على المجلس الوطني لعلاقات العمل إثبات إنه مسؤول عن توجيه تهديدات غير قانونية للعمال في شركاته، بحسب  ويلما ليبمان، رئيسة المجلس في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، التي تحدثت إلى رويترز.

وقالت النقابة في بيان إنه بموجب القانون الاتحادي، لا يمكن فصل العمال بسبب الإضراب، والتهديد بذلك غير قانوني بموجب القانون الوطني لعلاقات العمال.

ولاحظت وسائل إعلام تغيرا في صوت ترامب خلال المحادثة، وهو ما دفع البعض إلى التساؤل عما إذا كان  أجرى عملية جراحية أو ما شابه في فمه أو أسنانه.

وعندما سُئل عن ذلك، قال المتحدث باسم حملة ترامب، ستيفن تشيونغ: "لابد أن لديك مشكلة في سمعك".

وتعرض مراسل صحيفة واشنطن بوست، كليف ووتسون، لهجوم شديد، بعدما اتهمه البعض بأنه طلب من المتحدثة باسم البيت الأبيض مراقبة خطاب الأميركيين.

وخلال المؤتمر الصحفي لها، الاثنين، قال المراسل إن المحادثة بين ترامب وماسك تضمنت "معلومات مضللة"، مشيرا إلى أنها ليست "قضية حملة" بل "قضية أميركية" أيضا، وسألها عما إذا كان بإمكان الإدارة التدخل لوقف ذلك..

 

وقوبل هذا التعليق بانتقاد البعض، وقال أحد المعلقين: "شيء مجنون أن يقول صحفي هذا". وكتب آخر: "أمر مؤسف حقا. أنت مراسل البيت الأبيض، وتعتقد أن وظيفتك هي التواطؤ مع المتحدثة الصحفية للبيت الأبيض لفرض الرقابة على الأميركيين الذين لا تتفق معهم؟".

تساؤلات بشأن مصير الاقتصاد إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض
تساؤلات بشأن مصير الاقتصاد إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض

كان المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، دونالد ترامب، شديد الانتقاد للعملات المشفرة مثل بيتكوين في الماضي، لكن موقفه تغير بشكل كبير الأسبوع الماضي.

ففي مقابلة تلفزيونية الثلاثاء، سألت مذيعة قناة فوكس نيوز لورا إنغراهام ترامب عما إذا كان سيدعم بيتكوين كامتداد طبيعي لقراره معارضة العملة الرقمية للبنك المركزي. وبدلا من انتقاد بيتكوين، أشاد ترامب بالعملة الرقمية، وقال إن كثيرا من الناس باتوا يتعاملون بها.

ثم عدل ترامب مديحه بتحذير: "لقد أحببت دائما شيئا قويا حقا، وهو ما يسمى الدولار".

وخلال مؤتمر كبير عقد في نهاية يوليو في ناشفيل (تينيسي)، وعد ترامب في حال إعادة انتخابه بأن يكون "الرئيس المؤيد للتجديد وبيتكوين الذي تحتاج إليه أميركا".

تأثير على الانتخابات

واعتبر موقع فوربس أن تغير رؤية الرئيس السابق ترامب الذي يرى الآن بيتكوين والدولار كعملات متعايشة يمثل تطورا في آرائه بشأن الأصول الرقمية، وأشار الموقع إلى أن هذا التحول قد يكون له تأثير مفيد يصب في صالحه في صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.

وترى صحيفة "وول ستريت جورنال" أن جهود ترامب الأخيرة تبدو محاولة ذكية لجذب قطاع العملات المشفرة الذي ضخ قرابة 170 مليون دولار في الانتخابات لعام 2024، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول ما إذا كان هذا القطاع سيصبح له تأثير أكبر في واشنطن إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض.

وكثف ترامب مؤخرا جهوده للحصول على دعم قطاع العملات المشفرة، وذلك من خلال إطلاق مشروع جديد يُدعى "وورلد ليبرتي فاينانشيال".

وكتب ترامب على موقع "أكس" وعلى شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" أنّ "الأميركيين يتعرّضون لضغوط من قِبَل البنوك الكبرى والنخب المالية منذ فترة طويلة جدا".

وأضاف "حان الوقت لكي نقاوم معًا".

ما هو المشروع؟ 

لم يقدم ترامب أي تفاصيل حول محتوى المشروع المسمى "وورلد ليبرتي فاينانشيال".

وفي الأسابيع الأخيرة، قال اثنان من أبناء ترامب هما إريك ودونالد جونيور اللذان يقودان منظمة ترامب إنّ هذا المشروع هو بمثابة "عقارات رقمية".

وتحدّث إريك ترامب لصحيفة "نيويورك بوست" عن "ضمانات يمكن للجميع الوصول إليها بشكل فوري".

وفي مجال التمويل، تشير الضمانات عمومًا إلى الأصول المودعة مقابل الحصول على قرض.

ووفقا لموقع "كوين ديسك" الإخباري للعملات المشفرة، فإن من المتوقع أن تكون "وورلد ليبرتي فاينانشيال" عبارة عن خدمة اقتراض وإقراض مماثلة لتطبيق "داف فاينانس" الذي تم اختراقه مؤخرا، وهو تطبيق أنشأه أربعة أشخاص مدرجين كأعضاء في فريق "وورلد ليبرتي فاينانشيال".

وتشير وكالة "فرانس برس" إلى أن المنصة التي وعد بها ترامب على ما يسمى بالتمويل اللامركزي، هي آلية تسمح بعدم استخدام وسيط مثل البنك لتنفيذ معاملات مع طرف ثالث.

ويعتمد التمويل اللامركزي على ما يسمى بتقنية "بلوك تشين"، التي تحتفظ بسجل للمعاملات لا يمكن انتهاكه من الناحية النظرية، ويكون متاحا للجميع.

وفي حين أن التفاصيل حول هذا المشروع ما زالت شحيحة، أكد الفريق الذي يقف وراءه أن الهدف الرئيسي سيكون نشر العملات المستقرة المرتبطة بالدولار الأميركي حول العالم، وضمان استمرار هيمنة الدولار في النظام المالي العالمي، بحسب ما نقلت "وول ستريت جورنال".

والعملات المستقرة هي نوع من العملات المشفرة المصممة للحفاظ على نسبة تبادل مع العملات الحكومية مثل الدولار الأميركي.

من حيث المبدأ، عادة ما تكون قيمة العملة المستقرة مدعّمة بالعملة التقليدية أو الأصول الملموسة، مما يضمن للمستثمرين مزيدا من الاستقرار في عالم العملات المشفرة شديد التقلب.

لكن استقرار بعض من هذه العملات لا تضمنه احتياطيات العملة بل خوارزميات تجري التقييم استنادا إلى العرض والطلب على عملات مشفرة أخرى

لكن مع ذلك، ارتبطت العملات المستقرة بأنشطة غير قانونية مثل تمويل الإرهاب والاتجار بالمخدرات.

تضارب مصالح جديد؟

وترى صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه إذا تورط ترامب وأفراد أسرته في هذا المشروع الرقمي، فقد يؤدي ذلك إلى خلق تضارب مصالح جديد إذا أعيد انتخابه في نوفمبر.

وتتساءل الصحيفة عما إذا كان ترامب سيستخدم منصبه للدفع بقوانين تسهل استخدام العملات المشفرة بما يتماشى مع مصالحه الشخصية، كما قد تلجأ الشركات المتخصصة في هذا المجال إلى شراء المنتجات المالية لترامب بهدف التأثير على السياسات المالية في واشنطن.

وتشير الصحيفة إلى أن إطلاق عملة رقمية مرتبطة بالدولار قد يؤدي إلى تعقيدات أخرى.

فبينما لا يتحكم الرئيس الأميركي مباشرة في قيمة الدولار، فإن سياسات مثل العجز في الميزانية قد تؤثر على قيمته، مما يضيف بعدا جديدًا لتأثيرات ترامب المحتملة على الاقتصاد الأميركي.

خلال ولايته الأولى، أثارت مصالح ترامب التجارية قلق البعض، حيث لجأت شخصيات سياسية ودبلوماسية للاستثمار في فنادق ترامب ومشروعاته المختلفة، ما أثار شكوكا حول سعيهم لشراء النفوذ لدى الرئيس. ورغم هذه التحديات، يبدو أن ترامب يستمر في استخدام المنصات المالية كوسيلة لتحقيق المكاسب الشخصية، بحسب "وول ستريت جورنال".

خطر التلاعب والاحتيال

خطط ترامب بشأن العملات المشفرة يثير المخاوف بشأن محاولات الاحتيال، حتى أن مخادعين حاولوا استغلال المشروع عن طريق إنشاء إعلانات مزيفة تدّعي بيع رموز مرتبطة به.

كما تعرضت حسابات أفراد من عائلة ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي للاختراق للترويج لرموز مزيفة، مما دفع السلطات إلى التحرك سريعا لحذف المنشورات.

وأظهرت وثائق نُشرت في منتصف أغسطس أنّ ترامب يمتلك ما يتراوح بين مليون و5 ملايين دولار من الإيثر، ثاني أكثر العملات الرقمية استخدامًا في العالم، بحسب "فرانس برس".