يعد هذا أول ظهور مشترك لبايدن مع هاريس بعد إعلانه الانسحاب من السباق الرئاسي
يعد هذا أول ظهور مشترك لبايدن مع هاريس بعد إعلانه الانسحاب من السباق الرئاسي

شارك الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، في أول حدث مشترك مع نائبته، كامالا هاريس، منذ إعلان انسحابه من السباق الرئاسي، مؤكدا وقوفه إلى جانبها كمرشحة للحزب الديمقراطي بانتخابات عام 2024.

وسار الاثنان معا وسط هتافات من الحشود على مسرح كلية مقاطعة برينس جورج في ولاية ميريلاند، وتحدثا عن الاقتصاد وعما فعلته إدارتهما لتخفيف الأعباء الاقتصادية على الأميركيين، وفق ما نقلته شبكة "إيه بي سي نيوز". 

وتضمنت تصريحاتهما ما أعلنت عنه الإدارة الأميركية، يوم الخميس، بتوصلها إلى اتفاق مع الشركات لخفض أسعار 10 أدوية رئيسية لكبار السن، مما يمثل دفعة لدعم الرسالة الاقتصادية لنائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية في السباق الرئاسي، كامالا هاريس، وفق ما أعلنت وسائل إعلام أميركية.

ويوفّر الاتفاق مع مصنعي الأدوية على كبار السن في الولايات المتحدة مبلغا قدره 1.5 مليار دولار، وعلى خطة "ميديكير" الفيدرالية للتأمين الصحي 6 مليارات دولار في العام الأول.

وبحسب ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في وقت سابق الخميس، قال مسؤولون في إدارة بايدن للصحفيين في مكالمة هاتفية، مساء الأربعاء، إن الجهود التي استمرت لمدة عام من التفاوض مع شركات الأدوية بشأن بعض أغلى الأدوية التي يستخدمها كبار السن بأميركا، أسفرت عن توفير حوالي 6 مليارات دولار في البداية.

بايدن وهاريس
خفض "تاريخي" لأسعار أدوية في أميركا
توصلت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، إلى اتفاق مع الشركات لخفض أسعار 10 أدوية رئيسية لكبار السن، مما يمثل دفعة لدعم الرسالة الاقتصادية لنائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية في السباق الرئاسي، كامالا هاريس، وفق ما أعلنت وسائل إعلام أميركية.

ومن المتوقع أن تساهم التخفيضات الجديدة، التي تتعلق بأكثر عشرة أدوية استخداما، الملتحقين ببرنامج "ميديكير" حوالي 1.5 مليار دولار لدى بدء تنفيذ القرار بالأسعار الجديدة في عام 2026. 

وقال بايدن: "نعلم بأن هذا لا يتعلق بالرعاية الصحية فحسب، بل هو أمر يتعلق بكرامتكم.. أمر يتعلق بهدوء بالكم، يتعلق بالأمن، يتعلق باهتمامكم بعائلاتكم، يتعلق بمنح الأشخاص مجالا أكثر للتنفس". 

وتحدثت هاريس في البداية، لتشكر بايدن على عمله خلال توليه الرئاسة وسط هتافات بين الحشود "شكرا لك جو!". 

وقالت: "أستطيع أن أتحدث طوال المساء عن الشخص الذي أقف معه على المسرح.. "رئيسنا الاستثنائي، جو بايدن. وسيتحدث بعد دقيقة واحدة، ولكن هناك الكثير من الحب في هذه الغرفة لرئيسنا. وأعتقد أن هذا يعود لأسباب عديدة، بما في ذلك أن قلة من القادة في أمتنا فعلوا أكثر من جو بايدن في العديد من القضايا، بما في ذلك توسيع نطاق الوصول إلى الرعاية الصحية بأسعار معقولة".

وعندما أتى دور بايدن، رد الكلمة الطيبة، متحدثا عن هاريس بقوله: "أيها الناس، لدي شريك لا يصدق. التقدم الذي أحرزناه. ستكون رئيسة رائعة".

وسمح قانون خفض التضخم لعام 2022 للحكومة بالوساطة بشكل مباشر مع شركات تصنيع الأدوية لأول مرة في تاريخ برنامج الرعاية الطبية. 

وأدت المفاوضات إلى انخفاض الأسعار بأكثر من 50 في المئة لتسعة من أصل 10 أدوية في القائمة، مع انخفاض يتراوح من 38 في المئة، في أدنى مستوى، إلى 79 في المئة بأعلى مستوى.

وأشاد بايدن بالخطة باعتبارها فوزا للمسجلين في برنامج "ميديكير" ودافعي الضرائب الأميركيين ككل. تدفع الولايات المتحدة بعضا من أعلى أسعار الأدوية في العالم، ولكن إذا كانت الأسعار التي تم التفاوض عليها حديثا سارية في العام الماضي، حسب تقديرات وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، فإنها كانت ستوفر للبرنامج 6 مليارات دولار.

تساؤلات بشأن مصير الاقتصاد إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض
تساؤلات بشأن مصير الاقتصاد إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض

كان المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، دونالد ترامب، شديد الانتقاد للعملات المشفرة مثل بيتكوين في الماضي، لكن موقفه تغير بشكل كبير الأسبوع الماضي.

ففي مقابلة تلفزيونية الثلاثاء، سألت مذيعة قناة فوكس نيوز لورا إنغراهام ترامب عما إذا كان سيدعم بيتكوين كامتداد طبيعي لقراره معارضة العملة الرقمية للبنك المركزي. وبدلا من انتقاد بيتكوين، أشاد ترامب بالعملة الرقمية، وقال إن كثيرا من الناس باتوا يتعاملون بها.

ثم عدل ترامب مديحه بتحذير: "لقد أحببت دائما شيئا قويا حقا، وهو ما يسمى الدولار".

وخلال مؤتمر كبير عقد في نهاية يوليو في ناشفيل (تينيسي)، وعد ترامب في حال إعادة انتخابه بأن يكون "الرئيس المؤيد للتجديد وبيتكوين الذي تحتاج إليه أميركا".

تأثير على الانتخابات

واعتبر موقع فوربس أن تغير رؤية الرئيس السابق ترامب الذي يرى الآن بيتكوين والدولار كعملات متعايشة يمثل تطورا في آرائه بشأن الأصول الرقمية، وأشار الموقع إلى أن هذا التحول قد يكون له تأثير مفيد يصب في صالحه في صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.

وترى صحيفة "وول ستريت جورنال" أن جهود ترامب الأخيرة تبدو محاولة ذكية لجذب قطاع العملات المشفرة الذي ضخ قرابة 170 مليون دولار في الانتخابات لعام 2024، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول ما إذا كان هذا القطاع سيصبح له تأثير أكبر في واشنطن إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض.

وكثف ترامب مؤخرا جهوده للحصول على دعم قطاع العملات المشفرة، وذلك من خلال إطلاق مشروع جديد يُدعى "وورلد ليبرتي فاينانشيال".

وكتب ترامب على موقع "أكس" وعلى شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" أنّ "الأميركيين يتعرّضون لضغوط من قِبَل البنوك الكبرى والنخب المالية منذ فترة طويلة جدا".

وأضاف "حان الوقت لكي نقاوم معًا".

ما هو المشروع؟ 

لم يقدم ترامب أي تفاصيل حول محتوى المشروع المسمى "وورلد ليبرتي فاينانشيال".

وفي الأسابيع الأخيرة، قال اثنان من أبناء ترامب هما إريك ودونالد جونيور اللذان يقودان منظمة ترامب إنّ هذا المشروع هو بمثابة "عقارات رقمية".

وتحدّث إريك ترامب لصحيفة "نيويورك بوست" عن "ضمانات يمكن للجميع الوصول إليها بشكل فوري".

وفي مجال التمويل، تشير الضمانات عمومًا إلى الأصول المودعة مقابل الحصول على قرض.

ووفقا لموقع "كوين ديسك" الإخباري للعملات المشفرة، فإن من المتوقع أن تكون "وورلد ليبرتي فاينانشيال" عبارة عن خدمة اقتراض وإقراض مماثلة لتطبيق "داف فاينانس" الذي تم اختراقه مؤخرا، وهو تطبيق أنشأه أربعة أشخاص مدرجين كأعضاء في فريق "وورلد ليبرتي فاينانشيال".

وتشير وكالة "فرانس برس" إلى أن المنصة التي وعد بها ترامب على ما يسمى بالتمويل اللامركزي، هي آلية تسمح بعدم استخدام وسيط مثل البنك لتنفيذ معاملات مع طرف ثالث.

ويعتمد التمويل اللامركزي على ما يسمى بتقنية "بلوك تشين"، التي تحتفظ بسجل للمعاملات لا يمكن انتهاكه من الناحية النظرية، ويكون متاحا للجميع.

وفي حين أن التفاصيل حول هذا المشروع ما زالت شحيحة، أكد الفريق الذي يقف وراءه أن الهدف الرئيسي سيكون نشر العملات المستقرة المرتبطة بالدولار الأميركي حول العالم، وضمان استمرار هيمنة الدولار في النظام المالي العالمي، بحسب ما نقلت "وول ستريت جورنال".

والعملات المستقرة هي نوع من العملات المشفرة المصممة للحفاظ على نسبة تبادل مع العملات الحكومية مثل الدولار الأميركي.

من حيث المبدأ، عادة ما تكون قيمة العملة المستقرة مدعّمة بالعملة التقليدية أو الأصول الملموسة، مما يضمن للمستثمرين مزيدا من الاستقرار في عالم العملات المشفرة شديد التقلب.

لكن استقرار بعض من هذه العملات لا تضمنه احتياطيات العملة بل خوارزميات تجري التقييم استنادا إلى العرض والطلب على عملات مشفرة أخرى

لكن مع ذلك، ارتبطت العملات المستقرة بأنشطة غير قانونية مثل تمويل الإرهاب والاتجار بالمخدرات.

تضارب مصالح جديد؟

وترى صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه إذا تورط ترامب وأفراد أسرته في هذا المشروع الرقمي، فقد يؤدي ذلك إلى خلق تضارب مصالح جديد إذا أعيد انتخابه في نوفمبر.

وتتساءل الصحيفة عما إذا كان ترامب سيستخدم منصبه للدفع بقوانين تسهل استخدام العملات المشفرة بما يتماشى مع مصالحه الشخصية، كما قد تلجأ الشركات المتخصصة في هذا المجال إلى شراء المنتجات المالية لترامب بهدف التأثير على السياسات المالية في واشنطن.

وتشير الصحيفة إلى أن إطلاق عملة رقمية مرتبطة بالدولار قد يؤدي إلى تعقيدات أخرى.

فبينما لا يتحكم الرئيس الأميركي مباشرة في قيمة الدولار، فإن سياسات مثل العجز في الميزانية قد تؤثر على قيمته، مما يضيف بعدا جديدًا لتأثيرات ترامب المحتملة على الاقتصاد الأميركي.

خلال ولايته الأولى، أثارت مصالح ترامب التجارية قلق البعض، حيث لجأت شخصيات سياسية ودبلوماسية للاستثمار في فنادق ترامب ومشروعاته المختلفة، ما أثار شكوكا حول سعيهم لشراء النفوذ لدى الرئيس. ورغم هذه التحديات، يبدو أن ترامب يستمر في استخدام المنصات المالية كوسيلة لتحقيق المكاسب الشخصية، بحسب "وول ستريت جورنال".

خطر التلاعب والاحتيال

خطط ترامب بشأن العملات المشفرة يثير المخاوف بشأن محاولات الاحتيال، حتى أن مخادعين حاولوا استغلال المشروع عن طريق إنشاء إعلانات مزيفة تدّعي بيع رموز مرتبطة به.

كما تعرضت حسابات أفراد من عائلة ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي للاختراق للترويج لرموز مزيفة، مما دفع السلطات إلى التحرك سريعا لحذف المنشورات.

وأظهرت وثائق نُشرت في منتصف أغسطس أنّ ترامب يمتلك ما يتراوح بين مليون و5 ملايين دولار من الإيثر، ثاني أكثر العملات الرقمية استخدامًا في العالم، بحسب "فرانس برس".