هاريس
هاريس

يواجه الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، نائبة الرئيس، كامالا هاريس، في الانتخابات الرئاسية، لكن السباق الانتخابي لا يقتصر على الاثنين، إذ يخوضه أيضا عدد من المرشحين المستقلين ومن أحزاب أخرى.

ويخشى الديمقراطيون من "إفساد" هؤلاء، الذين يطلق عليهم مرشحي الطرف الثالث، طموحات الحزب، خاصة في الولايات المتأرجحة التي ستقرر نتيجة الانتخابات.

وفي انتخابات الرئاسة عام 2000، اجتذب المرشح اليساري، رالف نادر، أصوات عدد من الناخبين كان يمكن أن يصوتوا لصالح مرشح الحزب الديمقراطي آنذاك، آل غور، في انتخابات كانت متقاربة بشدة، وكان يمكن لـ0.55 في المئة فقط من مؤيديه في فلوريدا، لو صوتوا لصالح آل غور، تغيير النتيجة. وخسر آل غور السباق الرئاسي أمام الجمهوري جورج بوش، بفارق 537 صوتا فقط في فلوريدا، في حين حصل نادر على 97488 صوتا.

هاريس تنضم بشكل مفاجئ إلى بايدن على المنصة في أول أيام مؤتمر الحزب الوطني الديمقراطي

وفي الوقت الحالي، ترى مجلة إيكونوميست أن مرشحي الطرف الثالث قد لا يمثلون عقبة أمام هاريس.

ويواجه بعض هؤلاء في الوقت الحالي دعاوى قضائية تستهدف منعهم من المنافسة في بعض الولايات.

ورفعت مجموعة مقربة من الحزب الديمقراطي دعوى على، روبرت كينيدي جونيور، لمنعه من الترشح في بنسلفانيا ونيويورك وإلينوي.

والثلاثاء، قالت، نيكول شاناهان، المرشحة لمنصب نائب الرئيس في حملة كنيدي، إن المرشح المستقل يفكر في إنهاء حملته من أجل الانضمام إلى منافسه الجمهوري ترامب.

وأضافت شاناهان، في مقابلة نشرت على الإنترنت، أنها وكنيدي بصفتهما مستقلين قد يحظيان بدعم الناخبين المحتملين لترامب، وهو ما سيفسح الطريق أمام الديمقراطيين هاريس ومرشحها لمنصب نائب الرئيس، تيم والز، للفوز في الانتخابات الرئاسية.

وذكرت في المقابلة التي أجرتها مع شركة إمباكت ثيري الإعلامية في لوس انجليس "أو ننسحب الآن وننضم إلى دونالد ترامب". وعند سؤالها عن الموعد الذي سيتخذون فيه القرار، أحجمت شاناهان عن الرد.

سعى روبرت كينيدي جونيور للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لكن قرر أن يترشح لرئاسة أميركا كمستقل

وقال كنيدي في بيان على منصة إكس، الثلاثاء، "كما هو الحال دائما، أنا على استعداد للتحدث مع زعماء أي حزب سياسي لتحقيق الأهداف التي سعيت لأجلها لمدة 40 عاما خلال مسيرتي المهنية وفي هذه الحملة".

كنيدي هو نجل السياسي الديمقراطي الراحل، روبرت إف. كنيدي، وأعلنت عائلته عدم مساندتها له في حملته الانتخابية.

وسعى كنيدي في بادئ الأمر إلى منافسة بايدن للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي قبل أن يقرر الترشح مستقلا.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة إبسوس هذا الشهر حصول كنيدي على أربعة بالمئة من أصوات المشاركين في الاستطلاع.

وفي ويسكونسن، رفض المسؤولون محاولة الديمقراطيين إزاحة، جيل شتاين، مرشحة حزب الخضر، من أوراق الاقتراع في تلك الولاية المتأرجحة الواقعة في الغرب الأوسط الأميركي.

وفي المقابل، يقول مرشحو الطرف الثالث إنهم يستمدون الدعم من كلا الحزبين وليس الحزب الديمقراطي فقط، وإن ناخبيهم لن يدعموا أي مشرح آخر، لو انسحبوا من السباق، لكن التحديات القانونية بشأن الوصول إلى بطاقات الاقتراع تظهر أن الديمقراطيين يأخذون التهديد على محمل الجد.

وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة "يو- غوف"، بين أواخر مايو وأوائل يوليو، بينما كان جو بايدن المرشح الديمقراطي المفترض، فوز كينيدي بنسبة 3.8 في المئة من الناخبين الذين قالوا إنهم أيدوا بايدن، في عام 2020. وفازت مرشحة حزب الخصر بـ1.5 في المئة، وكورنيل ويست، المرشح المستقل اليساري، بـ0.9 في المئة أخرى.

وفي المجموع، قال حوالي 7 في المئة من ناخبي بايدن، في عام 2020، إنهم يخططون لاختيار مرشح مستقل هذا العام.

لكن استطلاعات "يو-غوف" تغيرت منذ أصبحت هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي ، إذ انخفضت هذه النسبة بمعدل النصف تقريبا، بل وفاز كينيدي بحصة أكبر من ناخبي ترامب في عام 2020 مقارنة بناخبي بايدن.

وتظهر استطلاعات أخرى أن هاريس تتقدم على ترامب بـ 0.9 نقطة عند تضمين مرشحي الطرف الثالث.

وتاريخيا، كانت استطلاعات الرأي تميل إلى المبالغة في تقدير قوة المستقلين والأحزاب الأخرى، وربما يستخدم المستجيبون لهذه الاستطلاعات خيارات الأحزاب الثالثة للإشارة إلى عدم رضاهم عن حزبهم.

وقد يساعد هذا في تفسير سبب عودة العديد من الناخبين إلى تأييد الحزب الديمقراطي، منذ أصبحت هاريس مرشحته.

وحتى إذا تغلبوا على الحواجز التي تحول دون الوصول إلى صناديق الاقتراع، فمن غير المرجح أن يفوز مرشحو الطرف الثالث بحصة كبيرة من الأصوات في نوفمبر.

وصحيح أن الأمر لا يتطلب سوى بضعة آلاف من الأصوات لتغيير نتيجة الانتخابات، لكن فرص مثل هذه الأطراف في تسليم البيت الأبيض إلى ترامب انخفضت بشكل كبير.

رسائل سياسية من تصريحات الليبراليين والمحافظين . أرشيفية - تعبيرية
استقالة الموظف فتحت باب الجدل على قضية متجذرة في المجتمع الأميركي

أعاد إيلون ماسك توظيف ماركو إليز (25 عاما) في إدارة الكفاءة الحكومية الأميركية، بعدما أثارت استقالته جدلا الخميس.

وأجرى ماسك استطلاعا للرأي بشأن إعادة إليز، وقال في منشور عبر منصة إكس "سيعود. كل ابن آدم خطاء، والعفو رباني"، وذلك بعد مطالبات من نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، والتي دعمها الرئيس دونالد ترامب.

فما الخطأ الذي ارتكبه إليز ودفعه للاستقالة من إدارة الكفاءة الحكومية بعد أسابيع قليلة على تعيينه؟

استقالة إليز كانت بعد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، كشفت فيه تغريدات سابقة له على حساب غير فعال، دعا فيها إلى "كراهية الهنود".

وبعد إثارة استقالته للجدل، دعا نائب الرئيس دي فانس وهو متزوج من ابنة لمهاجرين من الهند إلى إعادة الموظف لمنصبه.

وقال في منشور عبر إكس "هذه وجهة نظري: بالطبع لا أؤيد بعض منشورات إيلز، لكن لا أؤيد أن يدمر سلوك غبي عبر منصات التواصل الاجتماعي حياة فتى. لا ينبغي لنا أن نكافئ الصحفيين الذين يحاولون تدمير الناس. أبدا".

وأضاف "لذا أقول أعيدوه (لمنصبه). إذا كان شخصا سيئا أو عضو فريق فظيعا فافصلوه عن العمل لهذا السبب".

جذور الجدل

قد ينظر البعض إلى هذه الحادثة على أنها قضية تتعلق باستقالة موظف وإعادته لعمله، ولكنها تعبر قضية أعمق في المجتمع الأميركي، والتي ترتبط بمدرستين: الأولى، "الصواب السياسي"/ (Political correctness) أو (Politically correct)، والثانية "قول الحقيقة كما هي" / (Tell It Like It Is).

والصواب السياسي هو اسم "يعبر عن الأفعال التي تتجنب الإساءة للآخرين، خاصة تلك المتعلقة بالجنس، أو العرق، أو الدين أو غيرها"، بحسب معجم كامبريدج.

أما قاموس ميريام ويبستار، فيعرفه على أن أي توافق مع "الاعتقاد بأن اللغة أو الممارسات التي قد تسبب حساسيات سياسية في مسائل الجنس أو العرق يجب القضاء عليها".

وبعيدا عن تعريف المصطلح في القواميس يعبر مصطلح الصواب السياسي أو حتى يذكره البعض باسم الصوابية السياسية عن "انتقاد محاولات التيار اليساري للسيطرة على استخدام اللغة وحتى السلوك" بحسب ما يذكر كتاب "موسوعة الأخلاق التطبيقية".

ويهدف هذا المصطلح للكشف عن "الافتراضات الخفية بطريقة محايدة عند الحديث أو السلوك" في مراعاة الحساسيات عند الآخرين، وهو ما تسبب في إثارتها للجدل بسبب رفضها للمعايير المألوفة، فيما يعتبر البعض أنها مثالا للمعايير المزدوجة.

وتبسط موسوعة "بريتانيكا" شرح المصطلح بأنه أي لغة أو سلوك "يهدف إلى تقديم أقل قدر من الإساءة، وخاصة عند وصف المجموعات التي يتم تحديدها من خلال العرق أو الجنس أو الثقافة أو الميل الجنسي".

ورغم استخدامه بكثرة في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، إلا أنه ظهر لأول مرة في المفردات الماركسية اللينينية في أعقاب الثورة الروسية في 1917، إذ كان يستخدم في إطار وصل الالتزام بسياسات ومبادئ الحزب الشيوعي.

وفي أواخر السبعينيات بدأ السياسيون الليبراليون في استخدامه في إشارة إلى التطرف في بعض القضايا اليسارية، وفي أوائل التسعينيات استخدمه المحافظون في التعبير عن رفضهم لما اعتبروه تزايدا في المبادئ الليبرالية اليسارية في الجامعات والكليات في الولايات المتحدة.

أما مصطلح "قول الحقيقة كما هي" يعرفه قاموس كامبردج على أنه "وصف موقف بصراحة من دون تجنب أي تفاصيل غير سارة". 

وفي تعريف مشابه يقول قاموس ميريام ويبستار إنه يعبر عن "الحديث عن الأشياء غير المفرحة بطريقة صادقة" من دون وضع أي اعتبارات لأي أمور أخرى.

ويستخدم هذا المصطلح في وصف السياسيين أو الخبراء "الذين ينظر إليهم على أنهم صريحون وصادقون" في التواصل، وحتى إن كانت الحقائق غير مريحة، بحسب القاموس السياسي.

اكتسبت عبارة "قول الحقيقة كما هي" شعبيتها من أغنية روي ميلتون عام 1945، واشتهرت بعد استخدامها من قبل أيقونة النضال في الولايات المتحدة مالكوم إكس، في خطاب في 1964.

وبعد بضع سنوات أصبحت هذه العبارة شعارا يتداوله الكثير من السياسيين الأميركيين المحافظين، الداعمين لقول الأمور كما هي من دون أي اعتبار لحساسيات أو اعتبارات أخرى.

الليبراليون يدافعون عن "الصواب السياسي" للحماية من الإساءة لمجموعات معينة، وهو ما يسخر منه المحافظون الداعمون لمبدأ "قول الحقيقة كما هي" معتبرين أن قول الحقيقة كما هي لا ينقص منها شيئا.

ويرى الداعمون لقول الحقيقة كما هي أن ما يدفع به الليبراليون يضع قيودا على حرية التعبير، ويجعل من أي نقاش غير صادق، بما يعيد تشكيل الواقع بطريقة غير حقيقية، وهو ما ينظر إليه الليبراليون على أنه فتح باب للعنصرية والتعصب تحت شعار "الحرية".

وما بين "الصواب السياسي" وقول "الحقيقة كما هي" خيط رفيع جدا، بين ما هو الحقيقة المحايدة أو الرأي الذي يعبر عما يجول في عقل صاحبه. 

فهل إرجاع ماركو إليز يؤسس لخطاب يتيح الكراهية والعنصرية؟، أو أنه يمثل صفحة جديدة لحديث أكثر تسامحا؟.