الأشهر القادمة ستشهد زخما مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية
الأشهر القادمة ستشهد زخما مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية

بعد اختيار المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، ومنافسته مرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، لنائبيهما، اتضحت الصورة النهائية للسباق الذي يبدو أنه سيكون محتدمًا، وفقًا للخبراء.

ولدى الفريقين وقت محدود لإقناع الناخبين "غير المتأكدين"، أي معسكر يختارون في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، والتأكد من أن جميع الناخبين في الولايات الحاسمة سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع.

في غضون ذلك، من المتوقع أن تحدث تطورات غير متوقعة حتى يحل يوم الانتخابات في 5 نوفمبر، وفقًا لتقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية، حيث حملت الأسابيع السابقة عدة مفاجآت.

ولم يتوقع أحد أن تنهار حملة الرئيس جو بايدن بعد صدمة أدائه أمام خصمه في مناظرة يونيو، ويتحول الديمقراطيون من حالة الذعر بشأن ترشيحه إلى حماسة جديدة حول هاريس كبديل له.

كما لم يتوقع أحد أن توحد محاولة اغتيال ترامب الجمهوريين من حوله، وتجعل العديد من أعضاء حزبه يظهرون نوعًا من "التقديس" لتجربته القريبة من الموت.

وفيما يلي الأحداث المتوقعة خلال المرحلة المقبلة:

سبتمبر.. المناظرات 

كان من المقرر أن تتم المناظرة الثانية بين بايدن وترامب، والتي تستضيفها شبكة "إيه بي سي نيوز"، في 10 سبتمبر. ومع انسحاب بايدن من السباق، أعلن ترامب خلال مؤتمر صحفي في أغسطس، أنه وافق على مناظرة هاريس بدلاً من ذلك، وهو ما أكدته الشبكة أيضًا.

وسيشهد سبتمبر أولى عمليات التصويت المبكر، حيث ستكون ولاية نورث كارولينا هي الأولى التي سترسل بطاقات الاقتراع عبر البريد في 6 سبتمبر، بينما ستتبعها ولايات أخرى في الأسابيع التالية.

ومع العودة إلى المدارس والعمل، قد يبدأ العديد من الأميركيين في الانتباه بشكل أكبر للانتخابات في سبتمبر.

في الوقت نفسه، سيواجه ترامب حكمًا بتهم تتعلق بتزوير سجلات الأعمال المرتبطة بمدفوعات المال الصامت قبل انتخابات 2016. وقد يتم تأجيل تاريخ 18 سبتمبر بناءً على رد القضاء على الإعفاءات الجديدة الممنوحة للرؤساء من قبل المحكمة العليا.

أكتوبر: تواصل التصويت المبكر

يبدأ الشهر بمناظرة بين مرشحي نائب الرئيس ترامب، جيه دي فانس، ونائب هاريس، تيم والز، في 1 أكتوبر، تستضيفها شبكة "سي بي إس".

وفي حين أن يوم الانتخابات لن يكون إلا في 5 نوفمبر، فإن معظم الولايات تسمح بنوع من التصويت المبكر، سواء عبر البريد أو شخصيًا، وستبدأ هذه العملية بشكل مكثف في أكتوبر.

وصوّت معظم الأميركيين، بنسبة تقارب 70 بالمئة، مبكرًا أو عبر البريد في انتخابات 2020، على الرغم من أن هذا الرقم تأثر بجائحة كوفيد-19.

وستركز الحملات على زيادة الإقبال في الولايات الحاسمة التي يعتقدون أنها قابلة للتغيير. 

ففي 2020، فاز بايدن بخمس ولايات فاز بها ترامب في 2016، وهي أريزونا، وجورجيا، وميشيغان، وبنسلفانيا، وويسكونسن. وهذه الولايات قد تكون محور التركيز مجددًا في 2024، عندما تواجه هاريس، التي ستبلغ 60 عامًا في أكتوبر، ترامب.

نوفمبر: يوم الانتخابات وما بعده

يتطلب القانون الأميركي إجراء الانتخابات الفدرالية في يوم الثلاثاء بعد أول يوم إثنين في نوفمبر. وهذا العام، سيكون في 5 نوفمبر، حيث أن الأشخاص الذين لا يصوتون مبكرًا سيتوجهون إلى مراكز التصويت المحلية. 

وستغلق مراكز الاقتراع في أوقات مختلفة حول البلاد. 

ونظرًا لزيادة التصويت عبر البريد، وإذا كانت الولايات الحاسمة متقاربة، مثلما كانت في 2020، فمن المحتمل ألا نعرف الفائز في يوم الانتخابات. 

ومن المتوقع أن تصدر دعاوى قضائية في بعض الولايات، وإمكانية إجراء عمليات إعادة عد في أخرى، لذا فإن يوم الانتخابات قد لا يكون نهاية السباق الانتخابي بالضرورة.

ديسمبر: تأكيد النتائج

بعد تسوية أي أسئلة أو نزاعات محتملة حول الانتخابات، تؤكد الولايات نتائجها على مستوى الولاية.  ويجتمع المندوبون في عواصم ولاياتهم لتسجيل أصواتهم الانتخابية لصالح الفائز على مستوى الولاية. 

وتخصص نيبراسكا وماين أيضًا بعض الأصوات الانتخابية حسب الدائرة الانتخابية، وقد تكون هذه الأصوات حاسمة عندما يكون السباق متقاربا.

يناير: القسم للفائز

يتولى الكونغرس الجديد اليمين الدستورية في 3 يناير. بعدها، يجتمع المشرعون في 6 يناير لعد الأصوات الانتخابية. 

وستترأس هاريس الجلسة، وقد تكون إما نائب الرئيس الخامس في التاريخ الذي يشرف على انتصاره، أو الرابع في التاريخ الذي يشرف على هزيمته.

رسائل سياسية من تصريحات الليبراليين والمحافظين . أرشيفية - تعبيرية
استقالة الموظف فتحت باب الجدل على قضية متجذرة في المجتمع الأميركي

أعاد إيلون ماسك توظيف ماركو إليز (25 عاما) في إدارة الكفاءة الحكومية الأميركية، بعدما أثارت استقالته جدلا الخميس.

وأجرى ماسك استطلاعا للرأي بشأن إعادة إليز، وقال في منشور عبر منصة إكس "سيعود. كل ابن آدم خطاء، والعفو رباني"، وذلك بعد مطالبات من نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، والتي دعمها الرئيس دونالد ترامب.

فما الخطأ الذي ارتكبه إليز ودفعه للاستقالة من إدارة الكفاءة الحكومية بعد أسابيع قليلة على تعيينه؟

استقالة إليز كانت بعد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، كشفت فيه تغريدات سابقة له على حساب غير فعال، دعا فيها إلى "كراهية الهنود".

وبعد إثارة استقالته للجدل، دعا نائب الرئيس دي فانس وهو متزوج من ابنة لمهاجرين من الهند إلى إعادة الموظف لمنصبه.

وقال في منشور عبر إكس "هذه وجهة نظري: بالطبع لا أؤيد بعض منشورات إيلز، لكن لا أؤيد أن يدمر سلوك غبي عبر منصات التواصل الاجتماعي حياة فتى. لا ينبغي لنا أن نكافئ الصحفيين الذين يحاولون تدمير الناس. أبدا".

وأضاف "لذا أقول أعيدوه (لمنصبه). إذا كان شخصا سيئا أو عضو فريق فظيعا فافصلوه عن العمل لهذا السبب".

جذور الجدل

قد ينظر البعض إلى هذه الحادثة على أنها قضية تتعلق باستقالة موظف وإعادته لعمله، ولكنها تعبر قضية أعمق في المجتمع الأميركي، والتي ترتبط بمدرستين: الأولى، "الصواب السياسي"/ (Political correctness) أو (Politically correct)، والثانية "قول الحقيقة كما هي" / (Tell It Like It Is).

والصواب السياسي هو اسم "يعبر عن الأفعال التي تتجنب الإساءة للآخرين، خاصة تلك المتعلقة بالجنس، أو العرق، أو الدين أو غيرها"، بحسب معجم كامبريدج.

أما قاموس ميريام ويبستار، فيعرفه على أن أي توافق مع "الاعتقاد بأن اللغة أو الممارسات التي قد تسبب حساسيات سياسية في مسائل الجنس أو العرق يجب القضاء عليها".

وبعيدا عن تعريف المصطلح في القواميس يعبر مصطلح الصواب السياسي أو حتى يذكره البعض باسم الصوابية السياسية عن "انتقاد محاولات التيار اليساري للسيطرة على استخدام اللغة وحتى السلوك" بحسب ما يذكر كتاب "موسوعة الأخلاق التطبيقية".

ويهدف هذا المصطلح للكشف عن "الافتراضات الخفية بطريقة محايدة عند الحديث أو السلوك" في مراعاة الحساسيات عند الآخرين، وهو ما تسبب في إثارتها للجدل بسبب رفضها للمعايير المألوفة، فيما يعتبر البعض أنها مثالا للمعايير المزدوجة.

وتبسط موسوعة "بريتانيكا" شرح المصطلح بأنه أي لغة أو سلوك "يهدف إلى تقديم أقل قدر من الإساءة، وخاصة عند وصف المجموعات التي يتم تحديدها من خلال العرق أو الجنس أو الثقافة أو الميل الجنسي".

ورغم استخدامه بكثرة في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، إلا أنه ظهر لأول مرة في المفردات الماركسية اللينينية في أعقاب الثورة الروسية في 1917، إذ كان يستخدم في إطار وصل الالتزام بسياسات ومبادئ الحزب الشيوعي.

وفي أواخر السبعينيات بدأ السياسيون الليبراليون في استخدامه في إشارة إلى التطرف في بعض القضايا اليسارية، وفي أوائل التسعينيات استخدمه المحافظون في التعبير عن رفضهم لما اعتبروه تزايدا في المبادئ الليبرالية اليسارية في الجامعات والكليات في الولايات المتحدة.

أما مصطلح "قول الحقيقة كما هي" يعرفه قاموس كامبردج على أنه "وصف موقف بصراحة من دون تجنب أي تفاصيل غير سارة". 

وفي تعريف مشابه يقول قاموس ميريام ويبستار إنه يعبر عن "الحديث عن الأشياء غير المفرحة بطريقة صادقة" من دون وضع أي اعتبارات لأي أمور أخرى.

ويستخدم هذا المصطلح في وصف السياسيين أو الخبراء "الذين ينظر إليهم على أنهم صريحون وصادقون" في التواصل، وحتى إن كانت الحقائق غير مريحة، بحسب القاموس السياسي.

اكتسبت عبارة "قول الحقيقة كما هي" شعبيتها من أغنية روي ميلتون عام 1945، واشتهرت بعد استخدامها من قبل أيقونة النضال في الولايات المتحدة مالكوم إكس، في خطاب في 1964.

وبعد بضع سنوات أصبحت هذه العبارة شعارا يتداوله الكثير من السياسيين الأميركيين المحافظين، الداعمين لقول الأمور كما هي من دون أي اعتبار لحساسيات أو اعتبارات أخرى.

الليبراليون يدافعون عن "الصواب السياسي" للحماية من الإساءة لمجموعات معينة، وهو ما يسخر منه المحافظون الداعمون لمبدأ "قول الحقيقة كما هي" معتبرين أن قول الحقيقة كما هي لا ينقص منها شيئا.

ويرى الداعمون لقول الحقيقة كما هي أن ما يدفع به الليبراليون يضع قيودا على حرية التعبير، ويجعل من أي نقاش غير صادق، بما يعيد تشكيل الواقع بطريقة غير حقيقية، وهو ما ينظر إليه الليبراليون على أنه فتح باب للعنصرية والتعصب تحت شعار "الحرية".

وما بين "الصواب السياسي" وقول "الحقيقة كما هي" خيط رفيع جدا، بين ما هو الحقيقة المحايدة أو الرأي الذي يعبر عما يجول في عقل صاحبه. 

فهل إرجاع ماركو إليز يؤسس لخطاب يتيح الكراهية والعنصرية؟، أو أنه يمثل صفحة جديدة لحديث أكثر تسامحا؟.