قبل المناظرة الرئاسية الأولى التي جرت بين الرئيس الأميركي جو بايدن قبل انسحابه من السباق والرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب في استوديوهات CNN في أتلانتا، جورجيا، في 27 يونيو 2024.
قبل المناظرة الرئاسية الأولى التي جرت بين الرئيس الأميركي جو بايدن قبل انسحابه من السباق والرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب في استوديوهات CNN في أتلانتا، جورجيا، في 27 يونيو 2024.

تزايدت الشكوك بشأن ما إذا كانت المناظرة المرتقبة بين مرشحة الحزب الديمقراطي، نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، والمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، سوف تجرى وفق ما هو مخطط له. 

ومع زيادة الجدل بشأن قواعد المناظرة التي يفترض أن تستضيفها شبكة "إيه بي سي" في فيلادلفيا في العاشر من سبتمبر المقبل، تزايدت التكهنات عما يمكن أن يحققه كل فريق من خوض المناظرة، والأضرار المتوقعة.

وتأتي المناظرة وسط اتهامات لحملة هاريس بأن المرشحة التي باتت على رأس بطاقة الحزب الديمقراطي، بعد انسحاب جو بايدن، تسعى للتهرب من مواجهة الجمهور الأميركي مباشرة، دون تصريحات معدة مسبقا، بينما تقول حملتها إنها مستعدة لذلك، بل وترغب في مواجهة مفتوحة مع ترامب دون قيود. 

وخلال الأيام الماضية، تبادلت الحملتان الاتهامات بشأن قواعد المناظرة، خاصة في ما يتعلق بمسألة كتم صوت المرشح عندما لا يأتي دوره في التحدث. 

ووسط هذه الخلافات، باتت مسألة عقد المناظرة من الأساس محل تساؤلات. 

وفي يونيو، وافق بايدن، المرشح الديمقراطي في ذلك الوقت، وترامب، على كتم صوت الميكروفونات. 

ووفقا لصحف أميركية، من بينها "سي أن أن" و"فوكس نيوز" فقد أكدت حملة ترامب أنها ترغب في إبقاء هذه القاعدة في المناظرة الجديدة أمام هاريس، لكن حملة هاريس طلبت إبقاء الميكروفونات قيد التشغيل، وفقا لمسؤول كبير في الحملة.

 ومع ذلك، يبدو أن ترامب أراد التأكيد على أنه لا يكترث كثيرا لمسلة إبقاء الميكروفون قيد التشغيل، وقال يوم الاثنين: "لا أعلم، لا يهم (الأمر) بالنسبة لي، أفضل أن تكون مفتوحة على الأرجح". 

لكن ترامب شكك في ما إذا كان سيشارك أصلا في المناظرة، وفق منشور على "تروث". قال المتحدث باسم الحملة، جيسون ميلر، إن حملة هاريس تحاول تغيير ترتيبات المناظرة التي تم وضعها بالفعل، وقال: "كفى تلاعبا. لقد قبلنا مناظرة "إيه بي سي" بنفس الشروط التي قبلنا بها مناظرة "سي أن أن". 

وأشار المتحدث في تصريحات لـ"فوكس نيوز" أيضا إلى أن "حملة هاريس طلبت الجلوس أثناء المناظرة وأن يكون لديها ملاحظات مكتوبة، وأن تتاح لها إلقاء بيانات افتتاحية"، وهو ما علق عليه ميلر بالقول: "إذا لم تكن كامالا هاريس ذكية بما يكفي لتكرار نقاط الرسائل التي يريد مديروها أن تحفظها، فهذه مشكلتهم. يبدو أن هذا هو نمط حملة هاريس. لن يسمحوا لهاريس بإجراء مقابلات، ولن يسمحوا لها بإجراء مؤتمرات صحفية، والآن يريدون إعطاءها ورقة غش للمناظرة. أعتقد أنهم يبحثون عن طريقة للخروج من أي مناظرة مع الرئيس ترامب".

وأضاف ميلر: "من المثير للاهتمام أن هذا لم يتم طرحه إلا الآن، بعدما بدأت حملة هاريس الإعداد للمناظرة. وحتى المتحدث باسم حملتهم الانتخابية قال إن النقاش بشأن المناظرات قد انتهى". 

وتم الاتفاق رسميا على مناظرة "إيه بي سي" في وقت سابق من هذا الشهر، ودعا ترامب إلى عقد مناظرة أخرى بـ"جمهور كامل" تستضيفها قناة "فوكس نيوز"، وقال إنه "لا يقضي الكثير من الوقت" في التحضير للمناظرات، معتبرا أنه كان يستعد طوال حياته لذلك، بحسب "سي أن أن". 

هل يمكن إجراء الانتخابات دون مناظرة؟ 

يوضح المحلل الاستراتيجي الديمقراطي، روبرت باتيلو، في مقابلة مع موقع الحرة أنه لا يُشترط إجراء مناظرات بين المرشحين الرئاسيين، وفي الواقع، قبل عام 1960، كان من النادر جدا أن يخوض المرشحون الرئاسيون مناظرات حية. 

ولكن في السنوات الماضية، "زادت أهميتها باعتبارها وسيلة لإحضار المرشحين أمام المنصة، والتحدث مباشرة عن القضايا التي تؤثر على الناخبين". 

والمناظرات بشكلها الحلي بدأت مع اختراع الراديو والتلفزيون، ويعود تاريخ أول مناظرة رئاسة متلفزة إلى عام 1960 بين جون كيندي وريتشارد نيكسون. ولم تحدث أي مناظرات أخرى حتى عام 1976 بين جيرالد فورد وجيمي كارتر. 

وقد أدى ذلك إلى إرساء بروتوكول اتبعته كل الحملات الانتخابية اللاحقة. 

وفي عام 1987، تم إنشاء لجنة المناظرات الرئاسية لتنظيم المناظرات بين المرشحين، ويديرها الحزبان الديمقراطي والجمهوري. 

وتحولت المناظرات الرئاسية إلى تقليد متبع، وعلى الرغم من أنه لا يتطلبها الدستور، إلا أنه عادة ما عمد مرشحو الرئاسة إلى استغلال الظهور التلفزيوني في المناظرات لتعزيز فرص فوزهم على حساب خصومهم السياسيين. 

ورفض ترامب المشاركة في المناظرات التمهيدية للحزب الجمهوري، هذا العام، وقد فاز في النهاية ببطاقة الترشح عن الحزب، إلا أنه شارك في مناظرة مع بايدن في يونيو الماضي.

وبعد أن باتت المناظرة المقبلة مع هاريس محل تساؤلات. يقول باتيلو لموقع الحرة إنه "في كثير من الأحيان لا تكون المناظرات مهمة، ولكن كما رأينا في وقت سابق من هذا العام يكون الأمر مهما للغاية إذا كان أداء شخص ما سيئا (مناظرة ترامب وبايدن)". 

ويرى أن الجدل الحالي مرده أن ترامب "لا يرغب في المشاركة لأنه لديه كل شيء ليخسره والقليل جدا ليفوز به. لذلك فهي لعبة القط والفأر بين الحملتين". 

ويعتقد أن هاريس تريد خوض المناظرة لأنها كمدعية عامى سابقة "لديها الكثير من الذخيرة للهجوم على ترامب، وهي دخلت السباق فقط منذ أربعة أسابيع. وترامب يعتبر نفسه مرشحا منذ 10 سنوات. لذلك، فهي بحاجة إلى أن تقدم نفسها للشعب الأميركي، وهو ما تفعله، إذ تم تنظيم مؤتمر حزبي، وأعلنت عن  استراتيجية الحزب، وجمعت ملايين الدولارات في فترة وجيزة". 

لذلك فهي، حسب المحلل، "لديها الكثير من الأشياء التي يجب القيام بها، بدلا من مجرد الجلوس لإجراء مقابلات يشاهدها عدد قليل جدا من الناس، وموجهة فقط للناخبين. في المناظرة، يمكنها أن تسأل ترامب مباشرة عن القضايا المرفوعة ضده، وعن الوثائق التي عُثر عليها". 

ويعتقد المحلل أن حملة هاريس "تدفع بقوة نحو إجراء المناظرة وإظهار مشهد أنها تتم بين مدعية ومجرم مدان".

وتقول "سي أن أن" إن حملة هاريس تأمل في "منح ترامب الفرصة لتخريب نفسه بمقاطعة مهينة أو إظهار شخصيته المتغطرسة". 

وقال المتحدث باسم حملة هاريس، إيان سامز، للشبكة: "نائبة الرئيس تريد أن يرى الشعب الأميركي ترامب غير المقيد (بكتم الميكروفون) وأن يرى أن هذا (ترامب) هو ما سنحصل عليه إذا أصبح رئيسا مرة أخرى... أعتقد أنه من المهم في هذه الانتخابات وفي هذه اللحظة أن يرى الشعب الأميركي المرشحين على المنصة". 

ومسألة المقاطعة أثناء حديث هاريس تعتبر هامة للمرشحة. ومن أشهر اللقطات في تاريخ المناظرات كانت تلك التي حدثت أثناء توجهها بالحديث إلى نائب الرئيس السابق، مايك بنس، في سباق عام 2020 عندما قالت له بعدما قاطعها: "سيدي نائب الرئيس. أنا أتحدث".

 

ويرى بيتر روف، الكاتب الأميركي المحافظ في تصريحات لموقع الحرة، أن حملة هاريس تتعامل بعناية في فيما يخص التواصل مع الشعب الأميركي، ويبدو أن الحملة "لا تشعر بالارتياح للتحدث مباشرة إلى الشعب الأميركي بطريقة غير مخطط لها". 

وهذا الأمر، من وجهة نظره، "يتجاوز مسألة المناظرة فقد مر أكثر من شهر على ترشيحها، ولم تعقد مؤتمرا صحفيا. لقد أدركوا، وأعتقد أنهم على حق، أنها لا تستطيع ارتكاب الكثير من الأخطاء مقارنة بالرئيس السابق ترامب". 

ويضيف: "يمكن للرئيس السابق ترامب أن يقول شيئا يضر به في أذهان الناخبين، لكنهم ينسون بسرعة، أما هاريس فلا تتمتع بهذه الرفاهية. لديها الكثير لتخسره من خطأ واحد. لذلك أعتقد أنه من العدل أن نسأل: هل هم يبحثون عن مناظرة أم عن سبب للخروج منها؟".

ويعتقد أن عدم المشاركة في المناظرة سيكون بمثابة "سلاح له حدين"، فهي سوف "تستطيع تجنب التصريح بشيء يضر حملتها، لكن في الوقت ذاته سوف تتعزز في أذهان الأميركيين فكرة أنها غير مؤهلة لشغل المنصب".

ويقول إن "هناك مخاطر مرتبطة بكلا الخيارين لكن مخاطر عدم مشاركتها في المناظرة أعلى من مشاركتها.. في نهاية المطاف، يتعين عليها أن تخبر الشعب الأميركي بما تؤمن به وما ستفعله. وأن تتحدث هي، وليس المتحدث باسم حملتها، ولا رفيقها في الترشح، ولا زوجها". 

هيذر هندرشوت، أستاذة الاتصال في جامعة نورث ويسترن، التي تركز على الحملات الانتخابية والإعلام، توقعت في مقابلة مع موقع الحرة أن يستفيد كلا المرشحين من المناظرة، وخاصة هاريس.

وتقول هندرشوت إن حملة هاريس تعتقد أن ترامب "لن يستطيع التصرف كرئيس لمدة 90 دقيقة. وسوف يكون صاخبا ويشن هجمات شخصية عليها. وهذا يمكن أن يحقق نتائج إيجابية لها".

وبالنسبة لترامب، فإنه يريد القول إن "مستشاريه ينصحونه بزر كتم الصوت، لكنه حريص على عدم وجود الزر حتى يتمكن من شن الكثير من الهجمات الشخصية" وتشير إلى أنه تحدث عن ذلك خلال تجمع جماهيري مؤخرا، وسأل الجمهور عما إذا كان من الأفضل شن هجمات شخصية، فنصحوه بفعل ذلك.

وتضيق: "ترامب يتبع دائما "مقياس الشعبية"، وهو لديه قاعدة من الناس الذين سيصوتون له مهما كان الأمر، لكنه يحتاج أيضا من منظور استراتيجي الوصول إلى الناخبين المستقلين والمتأرجحين. والمناظرة التلفزيونية هي وسيلة جيدة للوصول إلى المزيد من الناس".

وبالنسبة لهاريس، إذا كانت هناك مخاوف من أدائها في مناظرة تلفزيونية، فإن حملتها تعمل على حلها الآن، وهي لديها فريق إعلامي كامل يعدها لخوض هذه التجربة.

وعلى الرغم من الاعتقاد، وفق المحللة، بأن التلفزيون ليس بنفس أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن المناظرة الأخيرة مع بايدن "كانت واحدة من أهم المناظرات في تاريخ التلفزيون والولايات، وتتوقع أن يشاهد الكثير من الناس المناظرة الجديدة إما مباشرة أو مقاطع منها لاحقا".

ويقول المحلل السياسي، سكوت جينينغز، في حديث لـ"سي أن أن": "يحتاج ترامب إلى المناظرة. تحتاج هاريس إلى المناظرة. كلاهما لديه ما يريد أن يثبته".

المرشحان للانتخابات الرئاسية الأميركية هاريس وترامب
المرشحان للانتخابات الرئاسية الأميركية هاريس وترامب

تقابل الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ونائبة الرئيس، كامالا هاريس، في مناظرة رئاسية، مساء الثلاثاء، في أول مواجهة تجمعهما وسط تنافسهما الشرس على منصب الرئيس.

وعلى الرغم من أن القضايا الداخلية المرتبطة بالوضع الاقتصادي وأمن الحدود والحقوق الإنجابية حظيت باهتمام أكبر خلال المناظرة، إلا أن السياسة الخارجية للبلاد ظهرت أيضا بشكل بارز خلال المناظرة الأولى، وربما الوحيدة التي تجمع ترامب وهاريس، وفقا لمجلة "فورين بوليسي".

وتصادم المرشحان حول موقف واشنطن بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، ومستقبل الدعم الأميركي لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، بالإضافة إلى الانسحاب من أفغانستان.

وجرت المناظرة قبل يوم واحد من الذكرى السنوية الثالثة والعشرين لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية، وبعد عدة أيام من الذكرى السنوية الثالثة لانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.

ووفقا لأكسيوس، فقد اتسمت وجهات النظر بين المرشحين حول قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي، خلال المناظرة، بـ"تركيز أقل على المقترحات السياسية الملموسة، وميل أكبر نحو توجيه الانتقادات الشخصية".

في هذا السياق، التزم ترامب وهاريس بالخطوط العريضة المعتادة لمواقفهما في مجال السياسة الخارجية، دون تقديم رؤى أو أفكار أو خطط أو وعود جديدة، بحسب "أكسيوس".

الحرب في غزة

ولم يقدم أي من المرشحين خطة لإنهاء الحرب في غزة أو لتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، وفقا للموقع ذاته.

وكررت هاريس تصريحاتها من خطابها في المؤتمر الوطني الديمقراطي حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بينما جدد ترامب اتهامات ضد هاريس، محاولا التشكيك في موقفها تجاه إسرائيل.

وقال ترامب: "إنها تكره إسرائيل.. وتكره العرب". وادعى أن إسرائيل ستدمر في غضون عامين إذا خسر الانتخابات وتولت هاريس منصب الرئيس.

وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية المكثفة، فشلت الإدارة الأميركية في التوسط لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس - المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى - من شأنه ضمان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين.

وعندما سألها المحاورون عن كيفية اختراق الجمود الحاصل في المفاوضات، استعرضت هاريس تفاصيل الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر، والذي أشعل الحرب، وتحدثت عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مضيفة أنها ستمنح "إسرائيل دائما القدرة على الدفاع عن نفسها"من إيران ووكلائها في المنطقة.

وشددت هاريس على أهمية الطريقة التي تدافع بها إسرائيل عن نفسها، مكررة موقفا اتخذته منذ فترة طويلة قبل ترشحها للرئاسة، حيث لفتت إلى الوضع الإنساني المتدهور في غزة، قائلة: "لقد سقط عدد مأساوي من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء".

وأكدت مجددا على دعمها لحل الدولتين، مشددة على ضرورة ضمان الأمن للفلسطينيين وحقهم في تقرير المصير.

وفي رده عن سؤال مماثل، لم يقدم ترامب أي تفاصيل حول كيفية تفاوضه مع إسرائيل وحماس أو كيف سيتعامل مع الوضع الإنساني المتدهور بشكل متزايد في غزة.

وبدلا من ذلك، أصر مرارا على أنه لو كان رئيسا، لما كانت الحرب بين إسرائيل وحماس قد بدأت، وادعى الرئيس السابق، بدون أساس، أن هاريس "تكره" إسرائيل والعرب.

وتعهد ترامب بـ"تسوية" النزاعات الجارية إذا تم انتخابه، دون أن يقدم أي تفاصيل حول كيفية حدوث ذلك.

وقال: "انظروا إلى ما يحدث مع الحوثيين واليمن. انظروا إلى ما يحدث في الشرق الأوسط. هذا لم يكن ليحدث أبدا. سأقوم بتسوية ذلك، وبسرعة".

روسيا-أوكرانيا

وفيما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا، هاجمت هاريس ترامب بسبب "تصريحاته الإيجابية السابقة" عن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مدعية أنه في اجتماعات عقدتها "كان قادة العالم يسخرون من ترامب".

وادعت هاريس أن الديكتاتوريين حول العالم يدعمون ترامب، لأنهم يعرفون أنهم يستطيعون التلاعب به.

في المقابل، كرر ترامب خطته للعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى قدرته على تأمين وقف لإطلاق النار، قبل توليه منصبه، إذا فاز في نوفمبر.

وقال إنه يعرف بوتين والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وادعى أن كلا الزعيمين يحترمانه، مضيفا أنه سيتصل بهما قبل تنصيبه ويجعلهما يجتمعان.

وادعت هاريس أنه لو كان ترامب رئيسا "لكان بوتين جالسا في كييف" الآن. موضحة: "قال ترامب إنه سينهي الحرب في 24 ساعة — لأنه سيستسلم ببساطة".

وعندما سئل عما إذا كان يرغب في رؤية أوكرانيا تفوز في الحرب ضد روسيا، أجاب ترامب بأنه يريد وقف الحرب، وكرر ادعاءه السابق بأن الحرب لم تكن لتحدث لو كان في المنصب بدلا من بايدن وأصر على أنه يحظى باحترام قادة العالم أكثر مما يحظى به بايدن أو هاريس.

وفي ردها على سؤال بشأن  كيفية تعاملها مع بوتين وما إذا كان نهجها سيختلف عن نهج بايدن، سلطت هاريس الضوء على الدور الذي لعبته في الفترة التي سبقت الغزو، بما في ذلك لقاؤها مع زيلينسكي في مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير 2022 لتقديم أحدث تقييمات المخابرات الأميركية التي تحذر من خطط روسيا، قبل أقل من أسبوع من تدفق القوات الروسية إلى أوكرانيا.

واستعرضت نائبة الرئيس سجل إدارة بايدن في الحرب، وحشد الحلفاء لدعم كييف وتقديم المساعدات العسكرية الحاسمة، قائلة "بفضل دعمنا، بفضل الدفاع الجوي، والذخيرة، والمدفعية، وصواريخ جافلين، ودبابات أبرامز التي قدمناها، تقف أوكرانيا كدولة مستقلة وحرة".

ولم تقدم هاريس أي أجندة مستقبلية حول كيفية دعمها لأوكرانيا في إدارة مستقبلية محتملة أو أي تلميحات حول موقفها من النقاش الجاري حول ما إذا كان يجب السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى لضرب أهداف عميقة في روسيا.

أفغانستان

وتزامنت مناظرة الثلاثاء مع حلول الذكرى السنوية الثالثة للانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وهو حدث لا يزال يثير جدلا واسعا في الأوساط السياسية بواشنطن.

وخلال الانسحاب الأميركي حدثت فوضى أدت إلى مقتل 13 عنصرا من القوات الأميركية في تفجير انتحاري في مطار كابل الدولي.

وفي ردها عما إذا كانت تتحمل أي مسؤولية عن كيفية تنفيذ الانسحاب، تجنبت هاريس الإجابة على السؤال مباشرة، وبدلا من ذلك كررت دعمها لقرار بايدن بالانسحاب.

وقالت: "قال أربعة رؤساء إنهم سيفعلون ذلك، وجو بايدن فعل ذلك"، قبل أن تتحول إلى مهاجمة سجل ترامب في التفاوض على اتفاق الانسحاب الأولي مع طالبان، متجاوزا الحكومة الأفغانية المدعومة من واشنطن، والسعي لدعوة الجماعة المتشددة إلى كامب ديفيد.

ودافع ترامب عن سجله، مدعيا أنه سعى للانسحاب لحماية أرواح القوات الأميركية.

وأضاف، بشكل خاطئ، أن طالبان ورثت معدات عسكرية أميركية بقيمة 85 مليار دولار تركت وراءها في الانسحاب المتسرع، في حين أن الرقم الفعلي قد تم تقديره بحوالي 7 مليارات دولار، بحسب ما نقلته المجلة، عن التقرير الذي قدمه المفتش العام لوزارة الدفاع (الكونغرس).

ووصف الرئيس السابق، الذي أثار موضوع أفغانستان عدة مرات خلال المناظرة، الانسحاب بأنه "اللحظة الأكثر إحراجا في تاريخ الولايات المتحدة" وادعى أن أظهر ضعف الولايات المتحدة في أفغانستان، وكان السبب في قرار الرئيس الروسي بغزو أوكرانيا بعد عدة أشهر.