قواعد التصويت تختلف بحسب كل ولاية
قواعد التصويت تختلف بحسب كل ولاية

مع اقتراب موعد الانتخابات العامة الأميركية، يتجدد الخلاف بشأن القواعد التي تحكم عملية تسجيل الناخبين، وإثبات هوية الناخب، وعملية فرز الأصوات.

وتخضع هذه العملية، وفق موقع الحكومة الأميركية "يو أس غوف"، بشكل كبير لسلطات الويلات، بينما تراقب الحكومة الفيدرالية الإجراءات للتأكد من عدم مخالفتها للدستور والقوانين الفيدرالية، التي تحمي حقوق المواطنين على الأراضي الأميركية.

وتقول لجنة الانتخابات الفيدرالية على موقعها إنها لا تعلن عن نتائج الانتخابات فورا، والولايات هي المسؤولة عن عملية التصديق على النتائج، وتتولى الولايات تنظيم عملية الوصول إلى بطاقات الاقتراع، وكيفية ظهور المرشحين في بطاقات الاقتراع، وتسجيل الناخبين.

ويتولى قسم الحقوق المدنية بوزارة العدل الأميركية مراقبة تطبيق القوانين الفيدرالية التي تحمي حق التصويت، بما في ذلك قانون حقوق التصويت، وقانون إتاحة التصويت لكبار السن والمعاقين، وقانون تصويت الغائبين.

وبشكل عام، يدافع الجمهوريون عن تشديد إجراءات تسجيل الناخبين وإظهار هوياتهم، والتصويت الغيابي، خشية السماح بمقيمين غير شرعيين من الوصول إلى بطاقات الاقتراع، ويتهمون الديمقرطيين بالتساهل مع تلك القوانين من أجل زيادة حظوظهم الانتخابية.

وتشير صحيفة وول ستريت جورنال إلى بعض المعارك القضائية التي تدور حاليا، بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بشأن من يحق له التصويت، وإجراءات التسجيل، وفرز النتائج.

وقال محامون إن هناك "زيادة غير مسبوقة في حجم الدعاوى القضائية مقارنة بالانتخابات السابقة".

وغالبية الدعاوى المرفوعة مؤخرا في ولايات متأرجحة، أي الويلات التي ستحسم نتائج السباق الحالي بين دونالد ترامب وكاملا هاريس.

وهي الأماكن ذاتها التي أثارت جدلا في سباق عام 2020 عندما أعلن ترامب رفضه نتائج الانتخاب فيها، مثيرا شكوكا بشأن سلامة عملية التصويت وإعلان النتائج.

وتلفت الصحيفة إلى أن الوقت بات ينفد لبعض القضايا المرفوعة، بالنظر إلى قرب موعد التصويت المبكر في بعض الولايات. 

وعلى سبيل المثال في ولاية بنسلفانيا، يمكن للناخبين الإدلاء بأصواتهم في 16 سبتمبر المقبل، وفي ساوث داكوتا يمكنهم ذلك في 20 سبتمبر، وفرجينيا في 20 سبتمبر.

وبشكل عام، ترفض المحكمة العليا أي تغييرات في القوانين المعمول بها في اللحظات الأخيرة قبل الانتخابات، لكن كيفية تطبيق هذا المبدأ تختلف وفق كل حالة.

ويشترط للتصويت في الانتخابات الفيدرالية، وعلى مستوى الولايات وبالانتخابات المحلية، أن يكون الشخص مواطنا أميركا، وتسمح بعض المناطق لغير المواطنين بالتصويت في الانتخابات المحلية فقط، وفق موقع الحكومة الأميركية.

والشروط الأخرى أن يلبي شروط الإقامة في الولاية التي سيصوت فيها، وأن يبلغ من العمر 18 عاما أو أكثر في يوم الانتخابات، وأن يكون مسجلا للتصويت بحلول الموعد النهائي لتسجيل الناخبين في الولاية المقيم فيها (ولاية نورث داكوتا لا تشترط تسجيل الناخبين).

وفي جميع الولايات تقريبا، يمكن التسجيل للتصويت قبل بلوغ الشخص 18 عاما. وتسمح بعض الولايات لمن يبلغون من العمر 17 عاما، والذين سيبلغون 18 عاما بحلول يوم الانتخابات، بالتصويت في الانتخابات التمهيدية.

وتشير وول ستريت جورنال إلى أن الجمهوريين رفعوا دعاوى قضائية في نورث كارولاينا وأريزونا للطعن في إجراءات تسجيل الناخبين هناك.

وفي نورث كارولاينا، طعن الحزب الجمهوري بإجراءات مجلس الانتخابات الهادفة لإزالة غير المواطنين من القوائم، وقال إنها كانت عملية معيبة ومتأخرة.

وطعن رافعو الدعوى بشأن أكثر من 225 ألف ناخب قالوا إنهم مسجلون بشكل غير صحيح بموجب نموذج التسجيل، وقالوا إنهم لم يظهروا ما يثبت أهليتهم، وطلب رافعو الدعوى بالسماح لهم بالتصويت المؤقت فقط.

وبشكل عام، تضع كل ولاية قواعدها الخاصة بشأن هوية الناخب.

وتطلب أغلب الولايات من الناخبين إحضار بطاقة هوية للتصويت شخصيا، وبعض الولايات قد تطلب إظهار بطاقة هوية بها صورة مثل رخصة القيادة أو بطاقة هوية الولاية أو جواز السفر، وقد تطلب شكلا آخر من إثبات الهوية مثل بطاقة تسجيل الناخبين أو شهادة الميلاد أو بطاقة الضمان الاجتماعي.

وحتى لو لم يكن لدي الشخص ما يثبت هويته، فقد يتمكن من التصويت. وبعض الولايات تطلب التوقيع على نموذج لتأكيد الهوية، وبعضها يسمح بالتصويت المؤقت إذا كانت هناك شكوك بشأن أهليته للتصويت، وحينها، يتم إبقاء بطاقات الاقتراع المؤقتة هذه منفصلة، حتى يتم التحقق من أهليته.

ولا يحق لغير المواطنين، ومن بينهم المقيمون القانونيين الدائمون، التصويت في أي من الانتخابات الفيدرالية أو على مستوى الولايات أو المحليات.

ولا يحق لبعض الأشخاص التصويت بعد إدانتهم بجناية Felony أو إذا كانوا يقضون وقت الانتخابات عقوبة السجن لارتكابهم بعض أنواع الجرائم. وتختلف القواعد بحسب كل ولاية.

وقد لا يحق لبعض الأشخاص المصابين بإعاقة ذهنية التصويت، ولا يحق للمواطنين الأميركيين المقيمين في الأقاليم الأميركية التصويت في انتخابات الرئاسة.

وعلى غرار نورث كارولاينا، تشتعل معركة مماثلة في أريزونا، حيث رفع الحزب الجمهوري في الولاية، الأسبوع الماضي، دعوى قضائية ضد الحاكمة الديمقراطية، كاتي هوبز، بشأن أمرين تنفيذيين يفترض أن يوسعا نطاق تسجيل الناخبين ويزيد من مواقع تسليم بطاقات الاقتراع بالبريد.

ويقول الجمهوريون إن قانون الولاية لا يمنح الحاكم هذه السلطة. ولم تقدم الولاية ردا على الدعوى القضائية حتى صباح الثلاثاء.

وقال كريستيان سلاتر، المتحدث باسم الحاكمة: "إن منكري الانتخابات والدعاوى القضائية التافهة لن يمنعوا الحاكمة من القتال لضمان حصول كل ناخب مؤهل على فرصة سماع صوته في صندوق الاقتراع".

والأسبوع الماضي، سمحت المحكمة العليا الأميركية بتطبيق بعض أجزاء من قانون هناك يشدد إجراءات إثبات المواطنة من أجل التصويت، لكنها رفضت طلبا من الجمهوريين، كان سيمنع الآلاف في الولاية من الإدلاء بأصواتهم.

وفي المقابل، رفع الديمقراطيون دعوى قضائية على مجلس الانتخابات في ولاية جورجيا، الاثنين، بشأن قواعد جديدة تخص التصديق على نتائج الانتخابات.

وكانت لجنة الانتخابات، التي يسيطر عليها الجمهوريون، وافقت على تفسير جديد لقانون التصديق على الانتخابات في الولاية.

ويطلب القانون بشكله الجديد من مسؤولي الانتخابات المحليين إجراء "تحقيق معقول" قبل التوقيع على النتائج. ويقول معارضون إنه يضيف سلطة تقديرية لعملية الانتخابات، بدلا من عملية بسيطة تتضمن حساب عدد الأصوات والتأكد من وضع علامة في بطاقة الاقتراع.

وشهدت الأسابيع الماضية أيضا دعاوى تتعلق بقواعد التصويت الغيابي في ولايات ويسكونسن وميشيغان وميسيسيبي ونيويورك، وفلترة قوائم الناخبين في ولاية نيفادا.

وطلب اللجنة الوطنية الديمقراطية من القضاة في ميشيغان ونيفادا رفض الدعاوى القضائية "الخطيرة" و"المعيبة"، المتعلقة بقوائم الناخبين وبطاقات الاقتراع بالبريد، التي أطلقتها اللجنة الوطنية الجمهورية في وقت سابق من هذا العام.

والإدلاء بالأصوات عن طريق البريد حظي باهتمام بالغ في سباق عام 2020 بعد أن تم الترويج له أثناء جائحة كوفيد.

وفي ذلك الوقت، رفض جمهوريون، من بينهم ترامب، التوسع في التصويت بالبريد خشية حدوث عمليات احتيال، بينما رأى ديمقراطيون أن هذه الممارسة مفيدة للفئات السكانية الأكثر ضعفا، وعلى سبيل المثال، يقوم شخص واحد بتسليم جميع بطاقات الاقتراع لدار رعاية المسنين أو المجمع السكني.

عناصر جهاز الخدمة السرية فتحوا النار على مسلح بمحيط ملعب الغولف
عناصر جهاز الخدمة السرية فتحوا النار على مسلح بمحيط ملعب الغولف

اعتقل ريان ويسلي روث، البالغ من العمر 58 عاما ومالك شركة إنشاءات صغيرة، للاشتباه في تورطه في محاولة لاغتيال دونالد ترامب، الأحد، في فلوريدا، وفقا لما نقلته شبكة "سي ان ان"، ووسائل إعلام أميركية أخرى.

وكشفت تقارير إعلامية عن إيقاف روث بعدما "فتح عناصر جهاز الخدمة السرية النار على مسلح" يحمل بندقية من طراز إيه كيه-47 على تخوم ملعب الغولف الخاص بترامب في فلوريدا حيث كان الرئيس السابق يمارس رياضة الغولف، الأحد.

وفرّ المشتبه به بسيارة سوداء لكن السلطات تعقبتها بعدما نجح شاهد عيان في تحديدها.

وأوردت شبكتا "سي إن إن" و"سي بي اس" أن روث كان يعمل لحسابه الخاص في بناء مساكن ميسورة الكلفة في هاواي، ولديه سجل إجرامي طويل وهو ينشر بانتظام مقالات عن السياسة والأحداث الجارية.

انتقاد ترامب

وبحسب الشبكة، كان روث منتقدا دائما لترامب على وسائل التواصل الاجتماعي. وعقب محاولة اغتيال الرئيس السابق في يوليو، دعا الرئيس جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس إلى زيارة المصابين في التجمع. وكتب على إكس: "لن يفعل ترامب أي شيء أبدا".

وتم تسجيل روث كناخب "غير منتسب" في نورث كارولينا عام 2012. كما صوت في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية بالولاية في مارس من هذا العام، وفقا للسجلات العامة.

وقد تضمن حسابه الذي تم تعليقه الآن على "إكس"، عددا من المنشورات حول ترامب.

ومن بينها، منشور يعود ليونيو 2020، وكتب فيه "ترامب بينما كنت خياري في عام 2016، كنت أنا والعالم نأمل أن يكون الرئيس ترامب مختلفًا وأفضل من المرشح، لكننا جميعا شعرنا بخيبة أمل كبيرة ويبدو أنك تزداد سوءًا وتتدهور.. سأكون سعيدًا عندما ترحل".

"لا مكان للعنف السياسي في أميركا".. ردود فعل واسعة بعد محاولة اغتيال ترامب الجديدة
توالت ردود الفعل بشأن إطلاق نار قرب المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الأحد، بعدما رجح مكتب التحقيقات الفدرالي إنها محاولة اغتيال ثانية على ما يبدو لترامب أثناء وجوده في ملعب الغولف الخاص به في ويست بالم بيتش في ولاية فلوريدا.

مشاكل مع القانون

وتشير السجلات إلى أن مشاكل روث مع القانون تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، وتتضمن اتهامات أقل خطورة، وهي كتابة شيكات بدون رصيد. كما أُمر بدفع عشرات آلاف الدولارات للمدعين في دعاوى مدنية، واتهمته السلطات الولائية والفيدرالية بعدم دفع ضرائبه في الوقت المحدد.

ولكن في عام 2002، اتُهم بحيازة سلاح دمار شامل، وهي جناية، وفقا لما أوردته "سي بي اس"، عن سجلات إدارة الإصلاحات في ولاية نورث كارولينا.

وفي حادث آخر، اتُهم بارتكاب جنح، بما في ذلك جريمة دهس وهروب، ومقاومة الاعتقال، وانتهاك قانون الأسلحة، وفقا للسجلات ذاتها.

داعم لأوكرانيا

وبشأن مواقفه من السياسة الخارجية، أعرب روث بوضوح عن دعمه لأوكرانيا بعد الغزو الروسي.

وقال روث في منشور على إكس في مارس 2022، وفق صحيفة نيويورك تايمز التي أجرت معه مقابلة سابقة "أنا مستعد للسفر إلى كراكوف والذهاب إلى حدود أوكرانيا للتطوع والقتال والموت..".

كما أجرت وكالة فرانس برس مقابلة مع روث في كييف، أواخر أبريل 2022، فيما كان يشارك في تظاهرة لدعم الأوكرانيين المحاصرين في مدينة ماريوبول.

وقال لوكالة فرانس برس وقتها "بوتين إرهابي ويجب وضع حد له، لذلك نريد من الجميع في كل أنحاء العالم أن يتوقفوا عما يفعلونه وأن يأتوا إلى هنا الآن".

وذكرت سي ان ان، أن روث حاول في سلسلة من منشورات فيسبوك، العام الماضي، تجنيد مجندين أفغان للقتال في الحرب، مقدماً نفسه كوسيط غير رسمي للحكومة الأوكرانية.

وقال روث لنيويورك تايمز، إنه يبحث عن مجندين لأوكرانيا من بين الجنود الأفغان الذين فروا من طالبان. وقال إنه يخطط لنقلهم، في بعض الحالات بشكل غير قانوني، من باكستان وإيران إلى أوكرانيا. وقال إن العشرات أعربوا عن اهتمامهم.

وسبق أن نشر روث في مؤلفا بشكل ذاتي، تناول فيه الأوضاع السياسية في أفغانستان وتايوان وكوريا الشمالية. كما فصّل دعمه لأوكرانيا، وقال إنه حاول التجنيد في الحرب لكن تم رفضه على الحدود البولندية الأوكرانية.

وعلى صفحته على لينكد إن، ذكر روث على صفحته أنه أسس شركة في عام 2018، مختصة في بناء وحدات تخزين ومنازل صغيرة.

وفي تصريحات صحفية، قال ابنه أوران روث، إنه يأمل أن يكون كل شيء "قد تم تضخيمه"، مضيفا أنه ليس من طبيعة والده "أن يفعل أي شيء مجنونا، ناهيك عن العنف".

ووصف والده بأنه "أب محب وحنون، ورجل صادق ومجتهد في عمله".