US vice presidential nominee ans Senator from Ohio J.D. Vance speaks during a campaign rally at the North Carolina Aviation…
فانس انتقد ما وصفه بـ"تذبذب" هاريس

انتقد جي دي فانس، المرشح لمنصب نائب الرئيس رفقة المترشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب،  مرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، منوها إلى أنها "متذبذبة" في مواقفها بعدة قضايا. 

وذكر في مداخلة ببرنامج على قناة  "فوكس نيوز" أن هاريس "حكمت كيسارية متطرفة لكنها تحاول الآن التخلص من هذه الصفة لكسب أصوات الناخبين"، مشيرا إلى مقابلة أجرتها المرشحة الديمقراطية ونائبها، تيم والز مع شبكة "سي إن إن"، الخميس. 

ونوه فانس إلى ما وصفه بـ "التذبذب" في مواقف هاريس، خصوصا فيما يتعلق بموضوع "التكسير الهيدروليكي" أو ما يعرف أيضا بـ"التصديع المائي  (fracking)".

و"التكسير الهيدروليكي" هو تقنية تستخدم لاستخراج النفط والغاز الطبيعي من الصخور الصلبة تحت الأرض. 

تتضمن العملية ضخ مزيج من الماء والرمل والمواد الكيميائية تحت ضغط عالٍ لفتح الشقوق في الصخور، مما يسهل تدفق الموارد إلى الآبار الأرضية.

وفي السابق عارضت هاريس هذه التقنية التي تترتب عليها آثار بيئية شديدة،لكنها غيرت مواقفها بالخصوص، ولما سئلت عن ذلك خلال مقابلتها مع شبكة "سي إن إن" شددت على أنها لم تتقلب عن مواقفها السابقة رغم التغييرات التي طرأت على سياستها بالخصوص.

وقالت هاريس: "أعتقد أن أهم جانب في منظور سياستي وقراراتي هو أن قيمي لم تتغير"، موجهة حديثها للمذيعة "لقد ذكرتِ الصفقة الخضراء الجديدة. لطالما اعتقدت، وأنا عملتُ على إعدادها، أن أزمة المناخ حقيقية، وأنها مسألة ملحة يجب أن نطبق عليها مقاييس تتضمن إلزام أنفسنا بالمواعيد النهائية حول الوقت".

يشار إلى أنه خلال اجتماع لأزمة المناخ في سبتمبر عام 2019، سُئلت هاريس عما إذا كانت ستلتزم بتنفيذ حظر فيدرالي على التكسير الهيدروليكي في أول يوم لها في منصبها، فردت قائلة: "لا شك أنني أؤيد حظر التكسير الهيدروليكي، والبدء بما يمكننا القيام به في اليوم الأول حول الأراضي العامة"، لكنها ابتعدت عن هذا الموقف وأدلت بصوتها لصالح توسيع عقود التكسير الهيدروليكي، وفق "سي إن إن".

فانس وصف تغير مواقف هاريس بـ"التذبذب" أو "الانقلاب على الذات" مشيرا إلى أنه لا يجب "شراء تبريراتها"، وأكد أنها "ستواصل نفس سياساتها.. ستفعل نفس الأشياء التي كانت تقوم بها، محاولة تصعيب الحصول على الطاقة الأميركية من الأراضي الأميركية" في إشارة إلى منع استخدام تقنية "التكسير الهيدروليكي".

إلى ذلك قال فانس منتقدا هاريس "ستعقّد خفض تكاليف كل شيء من الغذاء إلى الإسكان، وستجعل من الصعب تطبيق قوانين الحدود وزيادة الفوضى وعدم الاستقرار حول العالم".

 

وتُتهم هاريس بتغيير مواقفها بخصوص تفويض السيارات الكهربائية وبناء الجدار الحدودي مع المكسيك لمنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين، وكذلك إلغاء تجريم العبور غير الشرعي للحدود، والرعاية الطبية للجميع وغيرها من الملفات التي تهم الناخبين الأميركيين، وفق تعليق صدر عن مذيعي "فوكس نيوز"، وهو أمر أيده فانس.

إلى ذلك، انتقد فانس ما وصفه برفض هاريس تقديم أي حوار خلال الفترة السابقة مشيرا إلى أن مقابلتها مع "سي أن أن" هي الأولى من نوعها.

ويتهم الجمهوريون نائبة الرئيس بأنها متقلبة في أفكارها. وقال ترامب عبر شبكته الاجتماعية تروث سوشال "أتطلع بشدة لمناظرة 'الرفيقة' كامالا وإظهار كم هي مخادعة. لقد غيّرت هاريس موقفها في كل موضوع".

من جانبها، شددت هاريس على أن الولايات المتحدة "مستعدة لطي صفحة" ترامب، خلال أول مقابلة تجريها بصفتها مرشحة الديمقراطيين لخوض السباق إلى البيت الأبيض، وقد دافعت فيها عن أفكارها بشأن الطاقة والهجرة وإسرائيل. 

وفي المقابلة التي سجلتها على هامش جولة انتخابية في جورجيا، الولاية المتأرجحة جنوبي البلاد، اتهمت هاريس الرئيس الجمهوري السابق بأنه "قسّم أمتنا".

هذه أول مقابلة للمرشحين منذ إعلانهما الحصول على تذكرة الديمقراطيين للمشاركة في السباق الرئاسي
غزة والاقتصاد.. هاريس ووالز في أول مقابلة بعد ترشيح الحزب الديمقراطي
تطرقت المرشحة الديمقراطية للرئاسة ونائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس ومرشحها لنائب الرئيس، تيم والز، في مقابلة مشتركة مع شبكة "سي إن إن" إلى عدة قضايا في حملتهما الانتخابية تضمنت الحرب في غزة وخطتهما الاقتصادية بالإضافة إلى ردهما على بعض الانتقادات التي وجهها منافسها الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب.

ورأت المرشحة الديمقراطية أنه "سيكون أمرا جيدا للشعب الأميركي إذا كان هناك وزير جمهوري في (إدارتها)" إذا فازت في الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر. 

رسائل سياسية من تصريحات الليبراليين والمحافظين . أرشيفية - تعبيرية
استقالة الموظف فتحت باب الجدل على قضية متجذرة في المجتمع الأميركي

أعاد إيلون ماسك توظيف ماركو إليز (25 عاما) في إدارة الكفاءة الحكومية الأميركية، بعدما أثارت استقالته جدلا الخميس.

وأجرى ماسك استطلاعا للرأي بشأن إعادة إليز، وقال في منشور عبر منصة إكس "سيعود. كل ابن آدم خطاء، والعفو رباني"، وذلك بعد مطالبات من نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، والتي دعمها الرئيس دونالد ترامب.

فما الخطأ الذي ارتكبه إليز ودفعه للاستقالة من إدارة الكفاءة الحكومية بعد أسابيع قليلة على تعيينه؟

استقالة إليز كانت بعد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، كشفت فيه تغريدات سابقة له على حساب غير فعال، دعا فيها إلى "كراهية الهنود".

وبعد إثارة استقالته للجدل، دعا نائب الرئيس دي فانس وهو متزوج من ابنة لمهاجرين من الهند إلى إعادة الموظف لمنصبه.

وقال في منشور عبر إكس "هذه وجهة نظري: بالطبع لا أؤيد بعض منشورات إيلز، لكن لا أؤيد أن يدمر سلوك غبي عبر منصات التواصل الاجتماعي حياة فتى. لا ينبغي لنا أن نكافئ الصحفيين الذين يحاولون تدمير الناس. أبدا".

وأضاف "لذا أقول أعيدوه (لمنصبه). إذا كان شخصا سيئا أو عضو فريق فظيعا فافصلوه عن العمل لهذا السبب".

جذور الجدل

قد ينظر البعض إلى هذه الحادثة على أنها قضية تتعلق باستقالة موظف وإعادته لعمله، ولكنها تعبر قضية أعمق في المجتمع الأميركي، والتي ترتبط بمدرستين: الأولى، "الصواب السياسي"/ (Political correctness) أو (Politically correct)، والثانية "قول الحقيقة كما هي" / (Tell It Like It Is).

والصواب السياسي هو اسم "يعبر عن الأفعال التي تتجنب الإساءة للآخرين، خاصة تلك المتعلقة بالجنس، أو العرق، أو الدين أو غيرها"، بحسب معجم كامبريدج.

أما قاموس ميريام ويبستار، فيعرفه على أن أي توافق مع "الاعتقاد بأن اللغة أو الممارسات التي قد تسبب حساسيات سياسية في مسائل الجنس أو العرق يجب القضاء عليها".

وبعيدا عن تعريف المصطلح في القواميس يعبر مصطلح الصواب السياسي أو حتى يذكره البعض باسم الصوابية السياسية عن "انتقاد محاولات التيار اليساري للسيطرة على استخدام اللغة وحتى السلوك" بحسب ما يذكر كتاب "موسوعة الأخلاق التطبيقية".

ويهدف هذا المصطلح للكشف عن "الافتراضات الخفية بطريقة محايدة عند الحديث أو السلوك" في مراعاة الحساسيات عند الآخرين، وهو ما تسبب في إثارتها للجدل بسبب رفضها للمعايير المألوفة، فيما يعتبر البعض أنها مثالا للمعايير المزدوجة.

وتبسط موسوعة "بريتانيكا" شرح المصطلح بأنه أي لغة أو سلوك "يهدف إلى تقديم أقل قدر من الإساءة، وخاصة عند وصف المجموعات التي يتم تحديدها من خلال العرق أو الجنس أو الثقافة أو الميل الجنسي".

ورغم استخدامه بكثرة في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، إلا أنه ظهر لأول مرة في المفردات الماركسية اللينينية في أعقاب الثورة الروسية في 1917، إذ كان يستخدم في إطار وصل الالتزام بسياسات ومبادئ الحزب الشيوعي.

وفي أواخر السبعينيات بدأ السياسيون الليبراليون في استخدامه في إشارة إلى التطرف في بعض القضايا اليسارية، وفي أوائل التسعينيات استخدمه المحافظون في التعبير عن رفضهم لما اعتبروه تزايدا في المبادئ الليبرالية اليسارية في الجامعات والكليات في الولايات المتحدة.

أما مصطلح "قول الحقيقة كما هي" يعرفه قاموس كامبردج على أنه "وصف موقف بصراحة من دون تجنب أي تفاصيل غير سارة". 

وفي تعريف مشابه يقول قاموس ميريام ويبستار إنه يعبر عن "الحديث عن الأشياء غير المفرحة بطريقة صادقة" من دون وضع أي اعتبارات لأي أمور أخرى.

ويستخدم هذا المصطلح في وصف السياسيين أو الخبراء "الذين ينظر إليهم على أنهم صريحون وصادقون" في التواصل، وحتى إن كانت الحقائق غير مريحة، بحسب القاموس السياسي.

اكتسبت عبارة "قول الحقيقة كما هي" شعبيتها من أغنية روي ميلتون عام 1945، واشتهرت بعد استخدامها من قبل أيقونة النضال في الولايات المتحدة مالكوم إكس، في خطاب في 1964.

وبعد بضع سنوات أصبحت هذه العبارة شعارا يتداوله الكثير من السياسيين الأميركيين المحافظين، الداعمين لقول الأمور كما هي من دون أي اعتبار لحساسيات أو اعتبارات أخرى.

الليبراليون يدافعون عن "الصواب السياسي" للحماية من الإساءة لمجموعات معينة، وهو ما يسخر منه المحافظون الداعمون لمبدأ "قول الحقيقة كما هي" معتبرين أن قول الحقيقة كما هي لا ينقص منها شيئا.

ويرى الداعمون لقول الحقيقة كما هي أن ما يدفع به الليبراليون يضع قيودا على حرية التعبير، ويجعل من أي نقاش غير صادق، بما يعيد تشكيل الواقع بطريقة غير حقيقية، وهو ما ينظر إليه الليبراليون على أنه فتح باب للعنصرية والتعصب تحت شعار "الحرية".

وما بين "الصواب السياسي" وقول "الحقيقة كما هي" خيط رفيع جدا، بين ما هو الحقيقة المحايدة أو الرأي الذي يعبر عما يجول في عقل صاحبه. 

فهل إرجاع ماركو إليز يؤسس لخطاب يتيح الكراهية والعنصرية؟، أو أنه يمثل صفحة جديدة لحديث أكثر تسامحا؟.