الولايات المتحدة فرضت عقوبات على 10 أشخاص روس والمباشرة بملاحقات قضائية في حق مسؤولين يعملان في قناة تابعة للحكومة الروسية
الولايات المتحدة فرضت عقوبات على 10 أشخاص روس والمباشرة بملاحقات قضائية في حق مسؤولين يعملان في قناة تابعة للحكومة الروسية

كشفت موقع إذاعة "صوت أميركا"، الخميس، تفاصيل مثيرة بشأن الجهود الروسية المتعلقة بالتأثير على الرأي العام في الولايات المتحدة ونشر المعلومات المضللة بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.

وفرضت الولايات المتحدة، الأربعاء، عقوبات على 10 أشخاص روس وباشرت ملاحقات قضائية في حق مسؤولين يعملان في قناة "آر تي" التابعة للحكومة الروسية بتهمة محاولة التأثير على الانتخابات الأميركية في 2024.

وشملت العقوبات مسؤولين في قناة "آر تي" متهمين بتنفيذ جهود سرية لتجنيد مؤثرين أميركيين دون علمهم عبر استخدام شركة وهمية لإخفاء تورطهم أو تورط الحكومة الروسية، وفقا لوزارة الخزانة الأميركية.

بدورها ذكرت وزارة العدل الأميركية في بيان أن اتهامات جنائية وجهت لاثنين من موظفي "آر تي"، وهم كل من كوستانتين كالاشنيكوف (31 عاما) وإلينا أفاناسييفا (27 عاما) بتهمة التآمر لانتهاك قانون تسجيل الوكلاء الأجانب والتآمر لارتكاب عمليات غسيل أموال.

ويشغل كالاشنيكوف:منصب مدير مشاريع الوسائط الرقمية في محطة "آر تي"، بينما تعمل أفاناسييفا موظفة في قسم مشاريع الوسائط الرقمية في المحطة وهي مسؤولة عن تقديم التقارير لكالاشنيكوف.

وقال بيان وزارة العدل إن أفاناسييفا اعتبارا من أوائل عام 2024، تفاعلت بشكل سري مع مؤثرين بارزين على وسائل التواصل الاجتماعي الأميركية تحت غطاء شخصية وهمية، تدعي أنها موظفة في شركة أميركية لإخفاء تورط القناة  والحكومة الروسية.

وقالت وزارة العدل إن كالاشنيكوف وأفاناسييفا أنفقا ما يقرب من 10 ملايين دولار لنشر محتوى حصل على ملايين المشاهدات من إعداد قناة "آر تي" عبر شركة مقرها ولاية تينيسي، لم يتم الكشف عن اسمها، تعاقدت لإنشاء محتوى مع مؤثرين أميركيين يملكون أعداد كبيرة من المتابعين.

وقال وزير العدل الأميركي ميريك إن الشركة لم تبلغ المؤثرين أو الملايين من متابعيهم عن علاقتها بمحطة آر تي أو الحكومة الروسية."

ووفقا لموقع "إذاعة صوت أميركا" فإن التفاصيل الواردة في لائحة الاتهام تتطابق مع شركة تدعى "Tenet Media" تتخذ من ناشفيل بولاية تينيسي مقرا لها.

ويشير التقرير إلى أن الوصف المنشور على موقع الإلكتروني الشركة يقول إنها عبارة عن "شبكة من المعلقين ذوي الآراء غير التقليدية التي تركز على القضايا السياسية والثقافية الغربية".

تأسست "Tenet Media" في عام 2022 من قبل لورين تشين، وهي يوتيوبر كندية محافظة، وزوجها ليام دونوفان، الذي يصف نفسه على حسابه في منصة "إكس" بأنه رئيس الشركة.

تقدم تشين برنامجا على "BlazeTV" التابع لغلين بيك، وتساهم في مجموعة أسسها ناشطون يمينيون وكذلك كتبت مقالات رأي لصالح "آر تي" في عامي 2021 و2022، وفقا للتقرير.

وبحسب لائحة الاتهام، فقد عمل مؤسسا الشركة في تينيسي مع كلاشنيكوف وأفاناسييفا، وكانا يعلمان أنهما روسيان، لتجنيد مؤثرين لصنع فيديوهات تم نشرها عبر يوتيوب وتيك توك وإنستغرام وإكس.

وتقول اللائحة إن مقاطع الفيديو التي بلغ عددها حوالي ألفين على يوتيوب حصدت أكثر من 16 مليون مشاهدة، وهو ما يتماشى مع الإحصائيات العامة لقناة "Tenet Media" على يوتيوب.

ولم ترد تشين ودونوفان على طلبات التعليق التي أرسلها موقع إذاعة "صوت أميركا".

وبحسب التقرير فإن ما يميز عملية "آر تي" الحالية عن العديد من جهود التدخل الروسية الأخرى هو أنها بدت وكأنها وصلت إلى جمهور حقيقي بفضل الأسماء المعروفة المرتبطة بها.

تقول الكاتبة والمؤلفة رينييه ديرستا إن "شراء مؤثرين حقيقيين أفضل بكثير من إنشاء شخصيات مزيفة، لأنهم يؤثرون على جمهور حقيقي يثق بهم".

ممول خيالي وعقود مربحة

بعد أن غزت روسيا أوكرانيا في فبراير 2022، حذفت العديد من شركات التوزيع الأميركية على الكابل قناة "آر تي أميركا" من منصاتها، قبل أن تغلق القناة أبوابها بعدها بفترة وجيزة.

وذكرت لائحة الاتهام أن الاستعانة بالمؤثرين ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي سمح  للمحطة بالوصول بشكل سري إلى الجمهور الأميركي دون الحاجة إلى الظهور على شاشات التلفزيون.

تتهم لائحة الاتهام كلاشنيكوف وأفاناسييفا بالتعاون مع مؤسسي شركة في تينيسي لإخفاء المصادر الحقيقية لتمويلها، حيث أبلغا بعض المساهمين أن الشركة مدعومة من قبل مصرفي أوروبي ثري يدعى إدوارد غريغوريان.

وجاء في لائحة الاتهام: "في الحقيقة، كان غريغوريان شخصية وهمية".

ويقول المؤثرون إنهم لم يكونوا على علم بارتباط المشروع بروسيا ووصفوا أنفسهم بأنهم ضحايا.

ووفقا للائحة الاتهام، فقد عرضت الشركة في تينيسي شروطا مغرية للعمل معها، حيث حصل أحد المؤثرين على 400 ألف دولار شهريا، بالإضافة إلى مكافأة توقيع بقيمة 100 ألف دولار، ومكافأة إضافية على الأداء مقابل أربعة فيديوهات أسبوعيا.

مناظرات مرتقبة مقبلة بين ترامب وهاريس
مناظرات مرتقبة مقبلة بين ترامب وهاريس

بينما ينتظر ملايين الأميركيين المناظرة التي ستجمع كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب، الثلاثاء، تبدو الأجواء مختلفة هذا العام، بعدما دخلت هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي، السباق فجأة بعد انسحاب المرشح الأساسي، جو بايدن، بعد أداء ضعيف في المناظرة الأولى.

واستطاعت حملة هاريس، في غضون أسابيع قليلة من دخولها حلبة المنافسة، أن تكتسب زخما كبيرا ألقى بظلاله على نتائج استطلاعات الرأي، وبات السباق محتدما.

ووجدت تحليلات أجرتها مجلة إيكونوميست البريطانية أن السباق بات متأرجحا.

واستخدمت المجلة نموذجا يقيس استطلاعات الرأي على مستوى الولايات، وعلى المستوى الوطني، للتنبؤ بنتائج الانتخابات في جميع أنحاء البلاد.

ووجد هذا النموذج أن المرشحين متعادلان تقريبا في فرص الفوز.

وهذه النتائج تتفق مع استطلاع على مستوى الولايات المتحدة، أجرته صحيفة نيويورك تايمز وسيينا كوليدج، وجد أن المرشحين متعادلان تقريبا في آخر أسابيع من الحملات الانتخابية.

هاريس أم ترامب.. ماذا يقول أحدث استطلاع للرأي؟
أظهر استطلاع على مستوى الولايات المتحدة، أجرته صحيفة نيويورك تايمز وسيينا كوليدج، أن مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته مرشحة الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس الحالي كاملا هاريس، متعادلان تقريبا في آخر أسابيع الحملات الانتخابية.

وتتساءل مجلة إيكونوميست عما إذا المناظرة المرتقبة، الثلاثاء، يمكن أن تغير نتائج الاستطلاعات.

والمناظرات الرئاسية باتت منذ عام 1960 تقليدا متبعا، ورغم أن الدستور لا يفرضها، إلا أنه عادة ما عمد مرشحو الرئاسة إلى استغلال الظهور التلفزيوني في المناظرات لتعزيز فرص فوزهم على حساب خصومهم السياسيين.

ووجدت تحليلات للمناظرات، التي أجريت قبل عام 2020، أنها لم تحدث فارقا كبيرا، لكن المناظرات تغيرت منذ عام 2020  ليس بسبب تأثيرها على استطلاعات الرأي، ولكن لأنها لم تكن أكثر من مجرد "مباريات في الشتائم"، وفق المجلة.

وفي مناظرة 2020، وصف ترامب بايدن بأنه "غبي" ووصف بايدن خصمه بأنه "مهرج" وسأله في غضب: "هل ستصمت يا رجل؟"

وفي الظروف العادية، من النادر أن تحدث المناظرات فارقا، فالذين يتابعون المناظرات يميلون إلى الاهتمام بالسياسة بالفعل، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المؤيدين للحزب أكثر ميلا إلى مشاهدة المناظرات من المستقلين، وكثير من المشاهدين اتخذوا قرارهم بالفعل.

وفي أغلب الدورات الانتخابية، يكون المرشحون خاضوا حملات انتخابية لشهور بحلول موعد المناظرات، وهم معروفون بالفعل للناخبين.

لكن هذه الانتخابات مختلفة، فقد دخلت هاريس السباق في وقت متأخر جدا. وهي معروفة بالفعل للمهتمين بالسياسة، بصفتها نائبة للرئيس وسيناتورة سابقة، لكن العديد من الأميركيين ما زالوا يتعرفون عليها.

وتشير أبحاث، أشارت إليها إيكونوميست، إلى أن الناخبين يستفيدون أكثر من المناظرات عندما لا يعرفون الكثير عن المرشحين.

وتقول المجلة إنه إذا تمكنت هاريس من إظهار مهارتها أمام ترامب، في مناظرة الثلاثاء، فقد تكتسب أصوات المزيد من الأميركيين.