ملايين الأميركيين يترقبون المناظرة
ملايين الأميركيين يترقبون المناظرة

يترقب ملايين الأميركيين المناظرة التي ستجمع مرشحي الرئاسة، كامالا هاريس، ودونالد ترامب، مساء الثلاثاء، في محطة قد تكون فاصلة في سباق عام 2024.

وتصف صحيفة واشنطن إكزامينر المناظرة بأنها ستكون واحدة "من أهم أحداث الحملات الانتخابية منذ عقود".

وتتواجه نائبة الرئيس، ومنافسها الرئيس الجمهوري السابق، في موعد يترقبه عشرات الملايين، الذين لم يتسن لهم بعد الاستماع إليهما في مواجهة مباشرة. وستكون المناظرة على شبكة "إيه بي سي" من ولاية بنسلفانيا، اللقاء المباشر الأول بين هاريس وترامب.

ويمكن لأي زلة لسان أو حتى طرفة أن ترجح الكفة لصالح مرشح على حساب الآخر، في خضم سباق من الأشد تنافسا في التاريخ الحديث للسياسة الأميركية.

وقبل شهرين على موعد الاقتراع، أظهر استطلاع على مستوى الولايات المتحدة، أجرته صحيفة نيويورك تايمز وسيينا كوليدج، أن مرشح الحزب الجمهوري ومنافسته مرشحة الحزب الديمقراطي متعادلان تقريبا بآخر أسابيع الحملات الانتخابية.

وخلص الاستطلاع الذي نشر، الأحد، إلى حصول ترامب على 48 في المئة من الأصوات متقدما بنقطة مئوية واحدة عن هاريس، وهو فارق ضئيل يقع ضمن نطاق هامش الخطأ للاستطلاع، البالغ 3 نقاط مئوية.

ويتوقع محللون وخبراء أن يخرج المرشحان كل ما في جعبتيهما من أسلحة لهذه المواجهة الفاصلة.

وتتبع المرشحان طرقا متباينة في التحضير للمناظرة.

وعكفت هاريس، وفق وكالة أسوشيتد برس، على التدرب على المناظرة في فندق وسط مدينة بيتسبرغ، حيث يمكنها التركيز على تحسين إجاباتها التي ستستغرق دقيقتين، حسب قواعد المناظرة.

من جانبه، "رفض" ترامب التحضير للمناظرة، وفضل التركيز على المشاركة وتنشيط الفعاليات المرتبطة بحملته الانتخابية متأكدا من كونه "سيكون مستعدا للمناظرة".

هاريس.. الفرص والمخاطر

وتعد هذه المناظرة فرصة بالنسبة لهاريس لكسب تأييد الناخبين الذين ما زالوا لا يعرفون الكثير عن سياساتها، مع بدء خفوت الزخم الذي أثاره ترشحها بدلا من الرئيس جو بايدن.

وكشف استطلاع نيويورك تايمز أن 30 في المئة من الناخبين قالوا إنهم يشعرون بالحاجة إلى "معرفة المزيد" عن هاريس.

ومن المرجح أن يحاول ترامب حصر منافسته في قضايا جدلية مثل الاقتصاد والهجرة، مع شن المزيد من الهجمات الشخصية بحقها على خلفيات العرق والنوع الاجتماعي، استكمالا لما يقوم به منذ بدء حملتها، وفق فرانس برس.

وتقول واشنطن بوست إن هاريس ستحتاج إلى تعريف نفسها أمام الجمهور وبأنها تمثل التغيير، وأن تتحدث عن مواقفها وما تدافع عنه، خاصة بعد الاتهامات بأنها غيرت مواقفها من قضايا (مثل الرعاية الصيحة وأمن الحدود والتنقيب عن النفط) لتصبح أكثر وسطية.

وتسعى هاريس من خلال هذا الجهد إلى تحييد هجمات ترامب وحلفائه الذين يحاولون تصوير هاريس على أنها "يسارية متطرفة" .

هاريس تحتاج بشدة إلى تعريف نفسها أمام الجمهور

ويقول موقع ذا هيل إن قضية الهجرة، على وجه الخصوص، ستظل نقطة ضعف لهاريس، وواحدة من أسوأ القضايا بالنسبة لإدارة بايدن- هاريس في استطلاعات الرأي، وهي ما يعني أن كل ما ستصرح به أمام الجمهور، الثلاثاء، بهذا الشأن سيكون موضع تدقيق بشكل خاص.

وتقول واشنطن إكزامينر: "يجب أن تشرح مواقفها، وكيف تختلف عن مواقف بايدن، ولماذا تختلف عن مواقف هاريس الأكثر يسارية عام 2020".

وتشير فوكس نيوز إلى أنها قد تتمكن من الفوز في المناظرة "ليس من خلال استفزاز ترامب، ولكن من خلال إقناع الناخبين بأنها تفهم كيفية عمل الاقتصاد، ولماذا الناس غير سعداء بالحدود المفتوحة، وكيف ستتمكن من وقف ارتفاع معدلات الجريمة وإعادة المدن الأميركية إلى مسارها الصحيح".

وتحتاج هاريس، وفق واشنطن بوست، إلى استخدام أسلوبها كمدعية عامة سابقة ضد ترامب، دون أن تتبادل الاتهامات معه.

ويُنظر إلى هاريس على أنها مناظرة حادة، وقد ظهر ذلك خلال استجوابها مرشحي المحكمة العليا عندما كانت عضوا في مجلس الشيوخ.

وفي مقال رأي على "أم أس أن بي سي"، قال المرشح الديمقراطي السابق، جوليان كاسترو، الذي تناظر مع هاريس في سباق الانتخابات التمهيدية عام 2020: "قدرة هاريس على التمسك برسالتها حتى في أكثر اللحظات حساسية ورفع قضيتها أمام ترامب مهارة حصلت عليها بلا شك كمدعية وعضو في مجلس الشيوخ ونائبة للرئيس، وستكون هذه المهارات أساسية في مناظرة الثلاثاء".

ويتعين على هاريس "تجنب الأخطاء الفادحة، وأي هفوة من شأنها أن تضع نهاية مفاجئة لزخمها، مثل زلة لسان، أو تصريح خاطئ أو صدام مع ترامب" وفق ذا هيل. ولا يتعين على هاريس "أن تتألق، ولكن فقط أن تمر المناظرة ببساطة دون وقوع حادث كبير".

ترامب.. متمرس ولكن

وستكون هذه أول مناظرة رئاسية لهاريس، على الرغم من مشاركتها في مناظرة لمنصب نائب الرئيس عام 2020 ومناظرات تمهيدية متعددة.

وعلى النقيض من ذلك، ستكون هذه المناظرة الرئاسية السابعة لترامب في انتخابات عامة.

ويحتاج ترامب إلى تجنب الحديث عن عرق هاريس، وفق واشنطن بوست، والتركيز على القضايا التي أثارت استياء الناخبين من إدارة بايدن- هاريس.

وتقول واشنطن إكزامينر: "من الإنصاف أن يسأل عن سجل نائبة للرئيس، لكن يجب أن يتجنب الحديث عن العلاقات التي ساعدتها في الصعود المبكر إلى السلطة"، في إشارة إلى تلميحات ترامب بأنها استخدمت علاقتها الغرامية للصعود في الحزب الديمقراطي.

ترامب يحتاج إلى تجنب الهجمات الشخصية

ويقول ذ هيل إن المؤيدين لترامب "يستمتعون بحديثه التحريضي واستخدام الشعارات، أما المنتقدين فلا يحبون هذه السمات بالضبط"، وفي انتخابات متقاربة بهذا الشكل، فإن الناخبين المترددين "سوف يرغبون في معرفة ما يخطط ترامب للقيام به في فترة ولايته الثانية".

وتقول "فوكس نيوز" إن ترامب يحتاج إلى "جذب الناخبين الذين يحبون سياساته، لكنهم لا يحبون شخصيته".

ويحتاج ترامب، وفق واشنطن بوست، إلى تبني موقف واضح من قضية الإجهاض وهو يدرك أن موقف حزبه لا يتوافق مع الرأي العام بهذا الشأن.

وموقف ترامب "الوسطي" بشأن الإجهاض يثير غضب قاعدته المحافظة اجتماعيا، وفي الوقت ذاته ينفر الناخبين المترددين لأنه يبدو متقلبا.

وبينما "يتخبط" في ما يقوله عن الإجهاض، يجد ترامب صعوبة في كسب أصوات الناخبات، وفق "ذا هيل".

وأظهر استطلاعان حديثان، أجرتهما شبكة" إيه بي سي نيوز" ورويترز، أنه يتخلف عن هاريس بفارق 13 نقطة بين النساء، وهي فجوة أكبر كثيرا من الميزة التي يتمتع بها بين الرجال.

والثلاثاء، سيتواجه ترامب مع هاريس التي تريد أن تصبح أول امرأة تشغل منصب رئيس الولايات المتحدة. وهذا ينطوي على مخاطر كبيرة للرئيس السابق إذا كان فظا تجاه هاريس على المنصة.

وكان ترامب قد وجه هجمات شخصية بالفعل على هاريس، قائلا إنها تبنت هوية سوداء مع دخول السباق، فضلا عن تلميحاته الجنسية.

المرشحان للانتخابات الرئاسية الأميركية هاريس وترامب
المرشحان للانتخابات الرئاسية الأميركية هاريس وترامب

تُعد التقارير الطبية لمرشحي الرئاسة الأميركية وحتى الرؤساء من المواضيع الحساسة التي تثير الكثير من النقاشات في الساحة السياسية.

الوضع الصحي للرئيس، جو بايدن، كان ملفا ساخنا في حملته الانتخابية 2024 قبل أن يقرر لاحقا الانسحاب من هذا الماراثون الانتخابي.

ومع قرب موعد الاقتراع في الخامس من نوفمير، يتحول وضع المرشحين الصحي إلى مادة دسمة للنقاش، مما يعكس اهتمام الجمهور بمسألة الصحة والقدرة على أداء المهام الرئاسية.

نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة، كاملا هاريس، نشرت السبت رسالة من طبيبها، يقول فيها إنها تتمتع بصحة جيدة ويمكنها تقلد المنصب الرفيع.

وتنافس هاريس (59 عاما) ترامب (78 عاما) على رئاسة الولايات المتحدة. وقال أحد مساعدي هاريس إن المعلومات الطبية التي كُشف عنها، تهدف لتسليط الضوء على رفض ترامب القيام بذلك.

تقرير هاريس الأخير عن حالتها الصحية، طرح تساؤلات حول مدى ضرورة معرفة الناخبين لحالة المرشحين الصحية. وهل يجب أن تكون الصحة العامة جزءًا من تقييم قدرة المرشح على تولي المنصب؟

وفي عالم تسيطر عليه المعلومات، أصبح الكشف عن السجل الطبي للمرشحين مؤشرًا على الجدية والشفافية. ومع ذلك، قد يُعتبر الكشف عن بعض المعلومات الطبية تعديًا على الخصوصية الشخصية.

الوضع الصحي للرئيس بايدن كان ملفا ساخنا في الحملات الانتخابية ليقرر لاحقا الانسحاب .

العديد من المؤسسات والجامعات الأميركية بحثت في هذا الموضوع وتساءلت إلى أي مدى يجب أن نعرف عن صحة المرشحين، وكيف يؤثر ذلك على ديمقراطيتنا، والأهم من ذلك هل الكشف عن الوضع الصحي هو موضوع أخلاقي؟

كلية القانون في جامعة بوسطن ناقشت هذا الأمر قبل ثلاثين عاما، ونشرت تقريرا آنذاك بعنوان صحة الرئيس ومرشحي الرئاسة وحق الجمهور في المعرفة.

يقول التقرير  إن الأمور التي نريد معرفتها عن صحة الرؤساء والمرشحين للرئاسة تخبرنا الكثير عن أنفسنا أكثر مما تخبرنا عنهم، فهي تكشف لنا عن مخاوفنا وآمالنا.

الإفصاح عن هذه التقارير الطبية "المعقولة"، بحسب التقرير، يعد أمرًا مسلمًا به وقد لا يكون ضارا، "لكن "يجب علينا أن نظهر على الأقل بعض الاحترام لخصوصيتهم الطبية من خلال وضع حد للتوقعات".

ولا توجد قاعدة قانونية أو إجرائية بسيطة يمكن أن تضمن ذلك، بحسب التقرير الذي أشار  إلى أن، التعديل الخامس والعشرين في  الدستور الأميركي، يوفر مجموعة جيدة من الإجراءات التي يمكننا وضعها للتعامل مع العجز المؤقت للرئاسة.

ويضيف التقرير أنه قبيل الانتخابات الرئاسية، سيتعين على الرؤساء الكشف عن تفاصيل الإصابات والأمراض التي أصيبوا بها، لكن لا بد ان لا تكون ذريعة "للفضول المدفوع من قبل ما وصفته بـ "الصحافة الصفراء" حول المعلومات الطبية الخاصة للمرشحين الرئاسيين.

وخلال كل موسم انتخابي، يسأل الأميركيون ذات السؤال: كم من المعلومات عن صحة مرشح الرئاسة يحق للجمهور معرفتها؟ ويقول التقرير إن  "الخصوصية الطبية هي مبدأ قانوني وأخلاقي مركزي يقضي بأنه لا ينبغي للأطباء الكشف عن معلومات طبية خاصة لأشخاص غير معنيين برعاية المريض دون إذن المريض" فعلاقة الطبيب بالمريض هي علاقة سرية، ويُعتبر انتهاك السرية غير أخلاقي "إلا إذا كان ضروريًا لحماية صحة الجمهور".

وتوجد استثناءات لهذه القاعدة للرؤساء أو مرشحي الرئاسة. هذا لا يعني بحسب التقرير، أن يضلل "أطباء" الرئيس الجمهور بشأن صحة الرئيس، ومع ذلك، فقد فعل الكثيرون ذلك وسبب "حالة من القلق بين الجمهور" كما حدث مع الوضع الصحي للرؤساء روزفلت وايزنهاور وجون كينيدي وريغان، إذ لم يكن الرؤساء دائمًا سعداء بالمعلومات التي أصدرها أطباؤهم حتى عندما أذنوا بـالكشف عنها.

والدراسة التي نشرتها جامعة بوسطن أوضحت أيضا أن الحملات الرئاسية لا تركز على الحاضر، بل تهتم بالمستقبل، وهذا ما يجعل الوضع الصحي للمرشح، "مشكلة"، وتضيف "مهما كانت الآراء حول الخصوصية الطبية للمرشحين، إلا أن صحة الرئيس موضوع أكثر شرعية يهم الجمهور من صحة المرشحين لهذا المنصب"

لكنها تضيف أن هذا لا يعني أنه يجب أن تكون السجلات الطبية للرئيس متاحة للجمهور بشكل روتيني، بل يعني فقط أنه يجب توفير معلومات كافية ودقيقة عند حدوث مرض أو إصابة للرئيس.

وتنتشر الشائعات بسرعة عندما لا تتوفر الحقائق، علاوة على ذلك، فإن أحكام التعديل الخامس والعشرين للدستور، الذي ينص على عجز الرئيس، تنطبق فقط على الرئيس، وليس على المرشحين.

وعلى الرغم من أن الأطباء لا يستطيعون التنبؤ بدقة كيف ستؤثر الحالة الصحية للمرشح على قدرته على أداء المهام السياسية، إلا أن الجمهور قد يأخذ آراءهم حول احتمال الوفاة أو العجز في المنصب على محمل الجد.

على سبيل المثال، كان على الرئيس أيزنهاور اتخاذ قرار بشأن الترشح لفترة ثانية بعد تعرضه لجلطة قلبية. وجد مستشاره الطبي الشهير، بول دادلي وايت، نفسه في موقف كان يمكن أن يمنحه فعليًا حق الفيتو على القرار  إذا قال علنًا إن أيزنهاور يجب ألا يترشح لإعادة الانتخاب بسبب صحته.

حاول وايت في البداية إقناع أيزنهاور بعدم الترشح لكن القرار كان بيد الرئيس، عانى أيزنهاور من العديد من المشكلات الطبية خلال فترة ولايته الثانية، لكنه نجا من جميعها وعاش ثماني سنوات أخرى بعد مغادرته المنصب.

وفي حالة أخرى، لم تُكتشف العلامات الأولى الواضحة لسرطان المثانة لدى نائب الرئيس الأسبق هوبرت همفري حتى عام 1969، بعد أن خسر الانتخابات الرئاسية عام 1968 أمام ريتشارد نيكسون. وقد تم الاقتراح أنه لو كانت التقنيات  متاحة، لكان من الممكن اكتشاف السرطان مسبقا، وربما كان سيتراجع عن السباق الرئاسي.

كشف الوضع الصحي للمرشح أداة لإقناع الناخبين بأنه هو الأنسب للمنصب

والان تنافس المرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس (59 عاما) ترامب (78 عاما) على رئاسة الولايات المتحدة. وتحرص حملة هاريس على تسليط الضوء على سن الرئيس السابق منذ أن أصبح المرشح الأكبر سنا في السباق بعد تنحي الرئيس جو بايدن (81 عاما) عن الترشح عقب أداء ضعيف في مناظرة أمام ترامب.

ويخوض المرشحان للرئاسة عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري سباقا محتدما.

تقول وكالة رويترز، إن حملة هاريس تأمل أن يؤدي إبراز التباين بين شبابها النسبي وحضورها الذهني مع عمر ترامب الكبير وميله إلى المراوغة، بالإضافة إلى الاختلافات في الشفافية بين الاثنين، إلى مساعدتها في إقناع الناخبين الذين لم يستقروا على مرشح بعد بأنها الأنسب للمنصب.