نقاش حاد بين ترامب وهاريس خلال المناظرة الأولى بينهما
نقاش حاد بين ترامب وهاريس خلال المناظرة الأولى بينهما

في أول مناظرة تجمعهما، تواجه الرئيس السابق، دونالد ترامب، ومنافسته الديمقراطية، كامالا هاريس، مساء الثلاثاء، في نقاش حاد كشف عن تباين في الرؤى والمواقف بين المرشحين بشأن قضايا محورية تشغل الرأي العام الأميركي.

وذكرت شبكة "أن بي سي نيوز"، أنه خلال هذه المواجهة الساخنة، روّج ترامب لعدد من "نظريات المؤامرة المدحوضة" المتعلقة بالهجرة والجريمة وغيرها، بينما أدلت هاريس بـ"تصريحات مضللة"، حول واقع التوظيف وواقع حضور القوات الأميركية  في مناطق القتال.

والد هاريس "الماركسي"

وبدأ ترامب المناظرة بتوجيه اتهام لهاريس بأنها "ماركسية"، مشيرا إلى أن "والدها أستاذ ماركسي في الاقتصاد، وقد علمها جيدا".

لكن الشبكة، أوردت أن "هذا ليس ما يقوله طلابه"، موضحة أن ثلاثة من الطلاب السابقين للبروفيسور، دونالد هاريس، الذين أصبحوا الآن اقتصاديين بأنفسهم، أكدوا  أنهم لا يتفقون مع أن والد هاريس ماركسي.

ودرّس دونالد هاريس في جامعة ستانفورد لما يقرب من ثلاثة عقود حتى تقاعد في عام 1998، وأثناء وجوده هناك، درس الفلسفة الاقتصادية لكارل ماركس من بين فلسفات المفكرين الآخرين المختلفين، كما يتذكر طلابه.

طالبان ومعدات عسكرية بقيمة 85 مليار دولار

وخلال تناولهما موضوع الانسحاب الأميركي من أفغانستان، قال ترامب إن طالبان ورثت معدات عسكرية أميركية بقيمة 85 مليار دولار تركتها القوات الأميركية في انسحابها المتسرع.

في هذا الجانب، تقول الشبكة، إن هذا الادعاء غير صحيح.

وأوضحت أن طالبان، استولت بالفعل على معدات عسكرية أميركية الصنع، عندما سيطرت على السلطة في عام 2021، لكن رقم 85 مليار دولار مبالغ فيه بشكل كبير.

وأضافت أن الرقم الذي قدمه ترامب تقريب لحوالي 83 مليار دولار من إجمالي المساعدات المخصصة للجيش والشرطة الأفغانية خلال الحرب التي استمرت عقدين.

وفقا لتقرير وزارة الدفاع لعام 2022، سيطرت طالبان على معظم المعدات الممولة من الولايات المتحدة، مقدرة قيمتها بنحو 7 مليارات دولار والتي كانت في حوزة الحكومة الأفغانية السابقة إثر انهيارها وكانت حالتها غير معروفة.

وذكر التقرير أن الجيش الأميركي أزال  أو دمر جميع المعدات الرئيسية تقريبا التي كان يستخدمها في أفغانستان في الأشهر التي سبقت الانسحاب.

القوات الأميركية في مناطق القتال

وخلال المناظرة، زعمت هاريس أنه لا يوجد أفراد من الجيش الأميركي في الخدمة الفعلية في منطقة قتال، قائلة إنه "واعتبارا من اليوم، لا يوجد عضو واحد في الجيش الأميركي في الخدمة الفعلية في منطقة قتال، في أي منطقة حرب حول العالم، للمرة الأولى هذا القرن".

وهذا غير صحيح، بحسب الشبكة.

وفي حين أن الكونغرس لم يعلن رسميا الحرب منذ سنوات، فإن قوات أميركية موجودة في مناطق قتال بعدة دول.

ووفقا للمصدر ذاته، يخدم عدد من أفراد القوات الأميركية في أماكن مثل العراق وسوريا، حيث يعملون مع قوات محلية في محاربة التنظيمات الإرهابية.

كما أنهم يجرون مهام في كلا البلدين، وهذا ما ظهر في نهاية الشهر الماضي في محافظة الأنبار العراقية، حيث أسفرت عملية عن مقتل 15 إرهابيا من تنظيم داعش. 

كما أصيب ثمانية جنود في هجوم بطائرة مسيرة في سوريا، الشهر الماضي.

ويضيف المصدر ذاته، أن قوات أميركية موجودة أيضا في الصومال وأجزاء أخرى من أفريقيا، حيث تدعم قوات محلية تحارب الجماعات الإرهابية. كما يشير إلى مهامها في البحر الأحمر، وعملها هناك على إسقاط طائرات مسيرة وصواريخ حوثية.

هاريس "تريد مصادرة أسلحتكم"

وأثار الرئيس السابق ادعاء بأن هاريس "تريد مصادرة أسلحة" الأميركيين. 

وتقول الشبكة، إن  هذا ادعاء آخر غير صحيح، وتم دحضه بشكل متكرر بعد أن جرى تداوله سابقًا على الإنترنت.

وأوضحت الشبكة، أن هاريس تميل إلى تطبيق قوانين لتعزيز السلامة بشأن حيازة الأسلحة، وتشمل اقتراحاتها فرض إجراءات أكثر صرامة على بيع واقتناء الأسلحة.

ورد هاريس المباشر على هذا الادعاء كان واضحا خلال المناظرة، عندما قالت: "تيم والز وأنا كلانا نملك أسلحة. نحن لن نأخذ أسلحة أي شخص".

"أوباما كير"

وادعى ترامب أنه أنقذ قانون الرعاية الصحية "أوباما كير"، رغم تعهداته السابقة بإلغائه. 

وقال ترامب خلال المناظرة: "كان لدي خيار: هل أنقذه وأجعله أفضل، أم أتركه يتدهور؟ وأنا أنقذته".

لكن هذا الادعاء مضلل لعدة أسباب، وفقا لشبكة "سي أن أن"،  التي أشارت إلى فشل خطط ترامب لإلغائه، موضحة أن البرنامج لم يلغ لأن الجمهوريين في الكونغرس لم يحصلوا على أصوات كافية لذلك في 2017، وليس بسبب قراره بإنقاذه.

وسلطت الشبكة الضوء على الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترامب لإضعاف القانون، ومن بينها توقيع أمر تنفيذي في بداية ولايته لإلغائه، ثم تقليص فترة التسجيل وخفض التمويل للإعلان والمرشدين المساعدين في التسجيل.

عدد الوظائف المضافة

وفي المناظرة صرحت هاريس بأن إدارة بايدن أضافت أكثر من 800 ألف وظيفة جديدة للاقتصاد الأميركي.

وتقول "سي أن أن"، إنه بالرغم من كون الادعاء مقاربا للحقيقة، يحتاج إلى بعض التوضيح. 

وأوضحت أنه حتى يوليو 2024، أضاف الاقتصاد الأميركي فعليا 765 ألف وظيفة منذ فبراير 2021. ومعظم هذه الوظائف (746,000) أُضيفت في عامي 2021 و2022، مع نمو بطيء في 2023 وأوائل 2024.

وفي أغسطس 2024، فقد الاقتصاد نحو 24,000 وظيفة، مما خفض الإجمالي إلى 739,000.

واعتبرت الشبكة، أن رقم هاريس البالغ أكثر من 800 ألف يمكن تبريره باستخدام البيانات غير المعدلة موسميا، والتي تظهر زيادة قدرها 874 ألف وظيفة. لكن عادة ما تُستخدم البيانات لتحليل الاتجاهات الاقتصادية.

وأشارت إلى أنه من المهم فهم أن الدورات الاقتصادية وأداء سوق العمل يتأثران بعوامل متعددة تتجاوز سياسات رئيس واحد أو إدارة معينة.

"إيذاء الحيوانات الأليفة من قبل مهاجرين"

وتحدث ترامب بحدة أيضا عندما تناول مطولا فرضية مؤامرة تم دحضها بأن مهاجرين هايتيين يأكلون حيوانات أليفة لمواطنين في أوهايو.

وقال "إنهم يأكلون كلابا، الناس الوافدون يأكلون القطط"، ما استدعى تدخل مسؤول المناظرة الذي أكد أن سلطات مدينة سبرينغفيلد قالت إن ذلك لم يحدث.

وبحسب "أن بي سي نيوز"، انتشرت شائعات لا أساس لها على وسائل التواصل الاجتماعي لأيام تدعي أن مهاجرين هايتيين في أوهايو يخطفون ويأكلون حيوانات أليفة. 

لكن شرطة الولاية نفت هذه المزاعم، الاثنين، في بيان. قائلة إنه "لم تكن هناك تقارير ذات مصداقية أو ادعاءات محددة بإيذاء الحيوانات".

وندد جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، بالادعاءات حول الهايتيين في أوهايو باعتبارها نظرية مؤامرة خطيرة يمكن أن تلهم العنف ضد المهاجرين.

وقال لصحفيين، الثلاثاء: "سيكون هناك أشخاص يصدقون ذلك مهما كان سخيفا وغبيا، وقد يتصرفون بناء على هذا النوع من المعلومات ويتصرفون بطريقة قد يصاب فيها شخص ما".

صورة مركبة لهاريس وترامب من مناظراتهما الأخيرة
صورة مركبة لهاريس وترامب (أرشيف)

قال موقع "أكسيوس" الأميركي، إن حملة المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، كامالا هاريس، أصبحت تستعمل "السلاح المفضل" لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب، الذي يعتمد على السخرية اللاذعة من الخصوم.

وأوضح الموقع أن حملة هاريس ونائبها تيم والز، باتت تستحوذ على الانتباه "من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة مبتكرة، خاصة مع التركيز على جمهور الشباب".

ففي مقاطع الفيديو الموجهة عبر منصات مثل تيك توك، تعرض حملة هاريس ووالز، ترامب بطريقة ساخرة، حيث وجهت انتقادات إلى مظهره وتعليقاته غير المفهومة. 

وسلط أحد هذه المقاطع الساخرة، الضوء على ترامب وهو يتحدث بطريقة غير واضحة في أحد الفعاليات العامة، مما دفع الحملة لوصفه باستخدام مصطلحات لغة "الجيل الجديد" مثل "delulu"، التي تدل على التضليل.

واشتهر ترامب بنعت خصومه بألقاب مستفزة، مثل "هيلاري المخادعة" و"جو النائم"، وميله لمهاجمة هاريس ووالز بشكل شخصي، وفق "أكسيوس".

وأشار الموقع إلى أن التوجه الذي تتبعه حملة هاريس "ترك أثرًا"، وربما أربك الرئيس الجمهوري السابق بعض الشيء، حيث تكيفت الحملة مع استخدام السخرية اللاذعة والميمز (Meme) الحادة، "وهو أسلوب لطالما احتكره ترامب"، وفقا لذات التقرير.

من جانب آخر، تسعى هاريس لاستمالة شريحة مهمة قبل الانتخابات المرتقبة، إذ كشفت، الإثنين، عن مقترحات جديدة لصالح الرجال السود، من بينها شمولهم في برامج قروض للمشروعات الصغيرة قابلة للإعفاء من السداد، وفي قرارات جديدة بتقنين استخدام الماريجوانا لأغراض ترفيهية، حسب وكالة رويترز.

نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس
في حال فوزها.. هاريس تتعهد بتأسيس مجلس استشاري يضم جمهوريين
ذكرت نائبة الرئيس الأميركي ومرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة، كامالا هاريس، الجمعة، أنها ستؤسس في حال انتخابها في الخامس من نوفمبر المقبل مجلسا استشاريا يضم أعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لإبداء الملاحظات حول السياسات.

وعبرت حملة هاريس وديمقراطيون من بينهم الرئيس الأسبق باراك أوباما، عن قلقهم البالغ حول ما إذا كانت نسبة إقبال الرجال السود على التصويت في انتخابات الخامس من نوفمبر ستكون مماثلة لتلك التي شهدتها الانتخابات السابقة، وما إذا كانوا سيدعمون هاريس أم منافسها الجمهوري.

وتأتي المقترحات الجديدة ضمن مساعي حثيثة من هاريس لاستمالة الرجال السود بوعود مباشرة وجعلهم جزء أكثر أهمية في حملتها مع قرب الانتخابات الرئاسية. وكانت رويترز أول من أورد تقارير بشأن هذه الخطة.

وتشمل المقترحات تقديم مليون قرض قابل للإعفاء من السداد بالكامل بقيم تصل إلى 20 ألف دولار لأصحاب مشروعات في المجتمعات الفقيرة، ووعدا بتقنين الماريجوانا في الأغراض الترفيهية والمساعدة على ضمان حق رجال الأعمال من السود في العمل في هذه الصناعة الجديدة.

ومن بين المقترحات أيضا تعزيز وصول الأميركيين السود إلى قطاع العملات المشفرة، وإطلاق مبادرة وطنية للمساواة في الحصول على الرعاية الصحية تركز على الرجال السود، وتستهدف علاج أمراض مثل مرض فقر الدم المنجلي.

 وكان هؤلاء الناخبون صوتوا بنسبة 90 بالمئة لصالح الرئيس جو بايدن عام 2020، وهو مستوى انخفض إلى 78 بالمئة لصالح هاريس، وفقا لاستطلاع رأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" وكلية سيينا.