كشف جمهوريون عن إحباطهم من أداء الرئيس السابق، دونالد ترامب، خلال مناظرة الثلاثاء، ضد المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس، كامالا هاريس، معتبرين أنه "أضاع فرصة التشكيك" في سجل منافسته.
وتصاعدت المخاوف الجمهورية في أعقاب المناظرة، وأشار البعض إلى أن نائبة الرئيس "نجحت في وضع ترامب في موقف المدافع، من خلال استفزازه بشأن حجم حشود فعالياته الانتخابية ونتيجة انتخابات عام 2020"، وفق تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وأعلن ترامب، الخميس، أنه لن يشارك في مناظرة انتخابية أخرى أمام هاريس، في حين أكدت الأخيرة أنه "من حق المصوّتين أن يحظوا بمناظرة أخرى".
وقال الرئيس السابق عبر حسابه بمنصة "تروث سوشال": "لن تكون هناك مناظرة ثالثة!"، في دلالة إلى مناظرته المتلفزة مع الرئيس، جو بايدن، في يونيو الماضي، ومناظرته، الثلاثاء، مع نائبة الرئيس.
ووصف السناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا، ليندسي غراهام، الحليف القوي لترامب، المناظرة بأنها "فرصة ضائعة"، مضيفًا أن ترامب "أتيحت له الفرصة لتوضيح كل شيء".
كما قال عن هاريس: "أعتقد بأنها تعاملت بشكل جيد. كان أكبر فشل لها هو إقناع الناس بأن الأمور ستتغير حينما تصبح رئيسة للبلاد".
أما السناتور الجمهوري من نورث داكوتا، كيفن كرامر، فقال إن ترامب "كان يمكنه الاستفادة من المناظرة لو طرح المزيد من التفاصيل بشأن أسعار الرهن العقاري، وبيانات التضخم، وأزمة الحدود، خلال فترة ولايته مقارنة بما هو عليه الوضع خلال إدارة بايدن وهاريس".
وقال كرامر، الأربعاء: "ما حدث الليلة الماضية في اعتقادي أمر مؤسف جدا.. تعامل (ترامب) مع الفعالية مثل تجمع صغير في كثير من النواحي. عليك التحدث إلى هؤلاء الناخبين المتأرجحين في الولايات المتأرجحة. يمكنه فعل ذلك بشكل أفضل مع استعراض تفاصيل".
وتابع، وفق تقرير "وول ستريت جورنال"، أن هاريس "ساعدت نفسها"، لكنه قال: "لا أعتقد بأنها تغلبت عليه".
وقال مستشارون لترامب، لوكالة رويترز، الخميس، إنهم يعتقدون بأن أداءه "كان سيئا"، وأنه "وقع في الفخاخ التي نصبتها هاريس، لكن ليس بالسوء الذي قد يغير مسار السباق".
وقال أحد المساعدين الذين يعملون مع ترامب منذ فترة طويلة: "كرهت تلك (المناظرة) بالتأكيد، لكنني لا أعتقد أنها ستؤثر على النتيجة".
وأظهر استطلاع رأي لشبكة "سي إن إن" فوز هاريس بنسبة 63 بالمئة مقابل 37 بالمئة من بين مشاهدي المناظرة، فيما حققت تقدما بنسبة 54 مقابل 31 بالمئة وفق استطلاع أجرته مؤسسة "يوغوف" بين الناخبين المسجلين الذين شاهدوا أجزاء على الأقل من المناظرة، فيما لم يكن 14 بالمئة متيقنين من اختيارهم.
واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن هاريس قدمت أحد "أكثر العروض التي لاقت صدى واسعا خلال العقود الأخيرة"، خلال المناظرة التي شاهدها أكثر من 57.5 مليون شخص عبر 7 شبكات تلفزيونية.
وجرت المناظرة، التي استمرت 90 دقيقة، داخل المركز الدستوري الوطني في فيلادلفيا. ووفقا للقواعد التي تفاوضت عليها الحملتان، لم يكن هناك جمهور حي وتم كتم ميكروفونات المرشحين عندما لم يكن دورهم في التحدث.
وقالت حملة ترامب عقب المناظرة، إنها كانت "أفضل مناظرة له على الإطلاق". واتهمت الحملة مذيعي الشبكة التلفزيونية اللذين أدارا الحوار بـ "التحيز ضده".
وكتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، عقب المناظرة: "أعتقد أن هذه كانت أفضل مناظرة لي على الإطلاق، خاصة أنها كانت مواجهة بين 3 ضد واحد! (في إشارة إلى هاريس ومديري المناظرة)".
فيما نشرت حملة هاريس بيانا قالت فيه: "الليلة، سيطرت نائبة الرئيس هاريس على المسرح في كل قضية تهم الشعب الأميركي. رأى الأميركيون بالضبط ما هو نوع الرئيس الذي ستكون عليه كامالا هاريس".