تحذيرات من خطورة المساعي الأجنبية للتدخل بالانتخابات الأميركية ـ صورة تعبيرية.
تحذيرات من خطورة المساعي الأجنبية للتدخل بالانتخابات الأميركية ـ صورة تعبيرية.

قبل أقل من 50 يوما على موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، أشارت مجلة "فورين آفيرز"، إلى الأسبوع الجاري، حمل تذكيرات مقلقة بشأن حجم المخاطر التي تحيط بالعملية الانتخابية، وأبرزت بشكل جلي مدى عزم خصوم واشنطن على التدخل في مسار الاقتراع أو محاولة تقويضه.

وبحسب المجلة، فقد ظهرت تفاصيل جديدة عن هجمات إلكترونية وجهود للتدخل في الانتخابات، تقف وراءها الصين وروسيا وإيران، مما دفع المسؤولين الأميركيين وكبار التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا، إلى التحذير من نية هذه الدول في "إثارة الفوضى" خلال الأسابيع التي تسبق الخامس من نوفمبر.

تضليل وعقوبات على "ذراع استخباراتي"

وكشف تقرير جديد أصدرته مايكروسوفت، الثلاثاء، عن تحول مجموعات إلكترونية روسية، في الشهرين الماضيين، إلى مهاجمة حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس.

ونشرت هذه المجموعات عدة مقاطع فيديو مزيفة، بما في ذلك مقطع يُزعم أنه يظهر أحد مؤيدي هاريس وهو يهاجم أحد الحاضرين في تجمع للرئيس السابق دونالد ترامب، ومقطع آخر (من خلال موقع إخباري مزيف في سان فرانسيسكو) يدعي كذبا أن هاريس كانت متورطة في حادث دهس وهروب، ومقطع ثالث للوحة إعلانية مزيفة في مدينة نيويورك تسرد ادعاءات كاذبة بشأن سياسات هاريس.

وكتبت مايكروسوفت: "مع اقترابنا من الانتخابات، يجب أن نتوقع أن تستمر الجهات الفاعلة الروسية في استخدام الوكلاء الإلكترونيين ومجموعات الاختراق البرمجي لتضخيم رسائلهم من خلال مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الموجهة لنشر محتوى سياسي انقسامي ومقاطع فيديو مفبركة ودعاية معززة بالذكاء الاصطناعي".

وكثفت إدارة الرئيس جو بايدن جهودها لمكافحة عمليات التضليل والتأثير الروسية، حيث فرضت سلسلة من العقوبات، في وقت سابق من هذا الشهر، على وسائل الإعلام التي تديرها الدولة، بما في ذلك مؤسسة  (آر.تي)،  التي اتمهمتها بالعمل نيابة عن الكرملين "لتقويض الثقة في العمليات والمؤسسات الانتخابية الأميركية".

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي،، إنه يتعين على الدول معاملة أنشطة شبكة "آر تي"  كما تعامل أنشطة المخابرات السرية.

وقال بلينكن إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة تستهدف حملات التأثير الروسية المزعومة في الخارج.

ووجهت الولايات المتحدة اتهامات بغسل الأموال لاثنين من موظفي شبكة آر.تي وفرضت عقوبات على رئيسة التحرير مارغريتا سيمونيان، بشأن ما قال مسؤولون، إنه مخطط لاستخدام شركة أميركية لإنتاج محتوى عبر الإنترنت للتأثير على الانتخابات الأميركية عام 2024.

وقال بلينكين للصحفيين في وزارة الخارجية الأميركية إن كيانات إعلامية روسية "تعمل كذراع فعلية لجهاز الاستخبارات الروسي". 

وأضاف أن "آر تي" تخطت كونها منفذا إعلاميا وأصبحت تمتلك قدرات سيبرانية وتجري عمليات للحصول على معلومات سرية وللتأثير في الخارج أيضا، مستشهدا بمعلومات جديدة قال إن مصدر الكثير منها موظفون في"آر تي"، بحسب ما نقلته رويترز.

وقال بلينكن: "نحث كل حليف وكل شريك على البدء بمعاملة أنشطة RT كما يتعاملون مع الأنشطة الاستخباراتية الأخرى لروسيا داخل حدودهم".

واستجابت شركات التكنولوجيا ميتا وغوغل للعقوبات من خلال تقييد محتوى وحسابات المؤسسة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، هذا الأسبوع.

"ضربة قوية"

والأربعاء، كشف مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، عن نجاح الوكالة في توجيه ضربة قوية لخصم إلكتروني بارز آخر: الصين.

وفي كلمته أمام الحاضرين في قمة "أسبن" للأمن السيبراني بواشنطن، أوضح راي أن فرق المكتب تمكنت من تفكيك شبكة روبوتات متطورة - وهي عبارة عن منظومة من أجهزة الحاسوب المخترَقة التي يسيطر عليها قراصنة "يعملون تحت إمرة الحكومة الصينية".

وقال راي إن القراصنة استولوا على مئات الآلاف من الأجهزة المتصلة بالإنترنت، بما في ذلك الكاميرات وأجهزة التخزين - نصفها في الولايات المتحدة - للقيام بأعمال التجسس وتعطيل الأنظمة الحيوية.

وأضاف: "نعتقد أن الأشرار أدركوا أخيرا أنهم كانوا يواجهون مكتب التحقيقات الفيدرالي وشركائنا، ومع هذا الإدراك قاموا بحرق بنيتهم التحتية الجديدة وهجروا شبكة الروبوتات الخاصة بهم".

وبحسب المجلة، فإن عملية السلطات الأميركية لإسقاط شبكة الروبوتات، التي يُزعم أنها تدار من قبل مجموعة قرصنة تسمى "Flax Typhoon"،  تبقى ثاني عملية هجومية إلكترونية ضد الصين في أقل من عام، إذ تأتي بعد عملية في ديسمبر 2023 ضد مجموعة أخرى تعرف باسم "Volt Typhoon"، ويتوقع المسؤولون أنها لن تكون الأخيرة.

وقال مسؤول كبير في الإدارة، متحدثا إلى الصحفيين، الأربعاء، بعد إعلان راي: "نود أن نرى المزيد من هذه العمليات وبشكل أكثر تكرارا".

وتابع: "ما كنا نناقشه هنا حقا من البيت الأبيض هو ما يمكن فعله لتسريع وتنفيذ هذه العمليات بانتظام، بحيث نجعل الأمر أكثر خطورة وتكلفة وصعوبة على الصين لتنفيذ عملياتها الإلكترونية واسعة النطاق".

"الخصم الثالث"

واعتبرت المجلة  أن إيران تبرز كخصم ثالث يتسم بجرأة متزايدة في تحركاته ضد واشنطن، مشيرة إلى بيان بيان مشترك من ثلاث وكالات أميركية رئيسية، يسلط الضوء على المساعي الإيرانية لاستهداف حملة ترامب الانتخابية لعام 2024.

وكثفت إيران جهودها للتدخل في سباق عام 2024 وسط تصاعد صراعها بالوكالة مع إسرائيل، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة.

ويأتي استهداف إيران لحملة ترامب على وجه الخصوص، بسبب ما اعتبرته المجلة انتقاما لاغتيال إدارته للجنرال الإيراني، قاسم سليماني في عام 2020.

وعلى الرغم من بعض الانتصارات العامة الرئيسية، هذا الأسبوع، فإن هناك إجماع في مجتمع الدفاع السيبراني بأن المعركة "لم تبدأ إلا للتو - ومن المرجح أن تزداد حدة مع اقتراب يوم الانتخابات"، حيث تواجه الولايات المتحدة ثلاثة خصوم ذوي قدرات عالية والذين، إن لم يكونوا يعملون معا بشكل مباشر، فإنهم يشتركون في أهداف مماثلة.

وقالت كيت كونلي، المستشارة الأولى في وكالة الأمن السيبراني، في قمة "بوليتيكو للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا"، هذا الأسبوع: "يمكن القول إن دورة انتخابات 2024 تواجه أكثر المشاهد التهديدية تعقيدًا حتى الآن".

وأضافت "نحن نرى مجموعة متزايدة ومتنوعة من الجهات الفاعلة الأجنبية التي تحاول التأثير على عمليتنا الديمقراطية.. بغض النظر عن الجهة الفاعلة، فإن أهدافهم هي نفسها - إنهم يريدون تقويض ثقة الشعب الأميركي في مؤسساتنا، ويريدون زرع الخلافات الحزبي".

وجدد عدد من قادة الصناعة التكنولوجية الذين زاروا واشنطن، هذا الأسبوع، نفس التحذيرات.

وقال براد سميث، رئيس مايكروسوفت، للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ في جلسة استماع بشأن تهديدات الانتخابات، الأربعاء: "نعلم أن هناك سباقا رئاسيا بين دونالد ترامب وكامالا هاريس، لكن هذا أصبح أيضا انتخابات إيران ضد ترامب وروسيا ضد هاريس".

وتابع: "وهي انتخابات حيث تتحد روسيا وإيران والصين بمصلحة مشتركة في تشويه سمعة الديمقراطية في أعين ناخبينا وحتى أكثر في أعين العالم".

 هاريس أكدت التزامها الثابت بأمن إسرائيل
حملة هاريس حصلت على دعم كبير من ممولين مؤيدين للحزب الديمقراطي

قال مصدر مطلع لرويترز، الأربعاء، إن الحملة الرئاسية لنائبة الرئيس الأميركي، كاملا هاريس، واللجان السياسية ذات الصلة جمعت مليار دولار منذ أن أصبحت هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة.

ومنذ أن حلت هاريس محل الرئيس، جو بايدن، في 21 يوليو تموز، تدفقت الدولارات على خزائن حملتها ولجان العمل السياسي التابعة والحزب الديمقراطي بوتيرة غير مسبوقة. 

وجمعت هاريس 25 مليون دولار في اليوم الذي اختيرت فيه مرشحة للحزب وجمعت 500 مليون دولار في نحو شهر.

وجمع الرئيس السابق دونالد ترامب والحزب الجمهوري 130 مليون دولار في أغسطس، تاركين 295 مليون دولار نقدا في متناول اليد في نهاية ذلك الشهر، في مقابل 404 ملايين دولار لهاريس والديمقراطيين.

مرشحة الخضر للرئاسة: هاريس قد تخسر الانتخابات بسبب الحرب على غزة ولبنان
قالت جيل شتاين، المرشحة عن حزب الخضر للرئاسة الأميركية، الأحد، إن الغضب واسع النطاق بين الأميركيين من أصل عربي والمسلمين بسبب دعم واشنطن لحربي إسرائيل في قطاع غزة ولبنان قد تكلف كاملا هاريس نائبة الرئيس الديمقراطية الحالية الانتخابات الرئاسية.

ولا يزال سباق هاريس ضد ترامب متقاربا، مع تضاؤل فارق تقدمها على المستوى الوطني حسبما أظهر استطلاع جديد لرويترز/إبسوس.

وقال المصدر إن حجم الأموال يعكس حماس المتبرعين في انتخابات الخامس من نوفمبر تشرين الثاني، وسيُستخدم المال في الإعلانات والعمليات في الولايات المتأرجحة وطاقم العاملين في كل حملة.