تعرضت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، لسيل من الانتقادات التي وجهتها قناة فوكس نيوز، الأربعاء، بشأن مواضيع كثيرة منها صحة جو بايدن العقلية، وجهود إدارته لمواجهة الهجرة غير الشرعية. وجاءت المقابلة في وقت حساس حيث تسعى المرشحة الديمقراطية للرئاسة لجذب الناخبين الجمهوريين.
وتحدثت هاريس بحزم عن الأحداث التي تلت انتخابات 2020، واصفةً تصرفات الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب بأنها انتهاك للدستور. وعبرت عن أهمية الوحدة بين الناخبين، بصرف النظر عن انتماءاتهم الحزبية.
المقابلة كانت بمثابة فرصة لهاريس لتقديم نفسها كمرشحة قوية، لكنها واجهت تحديات كبيرة في الدفاع عن سياسات إدارتها والرد على انتقادات خصومها.
"مقابلة متوتر" هكذا وصفت وكالة رويترز، المقابلة التلفزيونية، وذكرت أن هاريس قالت في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، أنّها في حال فازت بالانتخابات فإنّ رئاستها "لن تكون استمرارا" لولاية بايدن.
شيري جاكوبز، المخططة الاستراتيجية الديمقراطية، ذكرت لقناة الحرة أن هاريس حملت رسائل عدة في مقابلتها التلفزيونية التي وصفتها بالايجابية، وأن عدد الجمهوريين الذين شاهدوا هذه المقابلة بلغ ضعف عدد المشاهدات لمقابلة ترامب مع القناة ذاتها.
وأضافت أن هاريس "كانت مباشرة في أجوبتها وقوية ولم تعط المجال للمقدم أن يقاطعها وهذا كان مهم بالنسبة للنساء المشاهدات".
جاكوبز أوضحت أيضا أن هاريس أحرزت "نصرا" ولها أن تفتخر بالانجازات التي حققتها أثناء العمل في إدارة بايدن، وقالت إن الاقتصاد الأميركي الآن بوضع أحسن، لكنها اعترفت أيضا بأن هناك تحديات ستواجه نائبة الرئيس في المستقبل.
المخططة الاستراتيجية الديمقراطية أشارت لقناة الحرة أيضا إلى أن أداء هاريس الجيد يشكل عامل خوف لترامب بدليل أنه يرفض لحد الآن في مقابلتها وجها لوجه في مناظرة رئاسية ثانية.
وأوضحت أن كل رئيس له طريقته الخاصة في الإدارة وأن هاريس ستبدأ عهدها بطريقة نشطة وأن "إدارتها المقبلة ستكون مختلفة، لأن العالم مختلف الآن مقارنة بالسنوات الأربع الماضية وأن ما ورثته سيكون مختلفا عن إدارة بايدن الحالية"، بحسب تعبيرها.
سهيل خان، المستشار السياسي الجمهوري، لم يتفق مع رأي زميلته الديمقراطية، وقال لقناة الحرة إن هاريس خسرت العديد من المكاسب السياسية التي حققتها خلال الأسابيع الماضية، وإن ترامب مستمر في الفوز بدعم جديد بينما هاريس بدأت تضعف تدريجيا في قطاعات معينة، وفق تعبيره.
وأشار خان إلى تأكيدات هاريس مرارا بأنها لن تغير أي شيء "من سياسات بايدن" رغم ما وصفه بـ "الأخطاء الفادحة" التي وقعت فيها هذه الإدارة في مجال حماية الحدود والاقتصاد والانسحاب "الكارثي" من أفغانستان.
وذكر خان أن "سجل هاريس لا يوجد فيه أي شيء جيد، وأن الناس لا يصدقون وعودها بأن إدارتها، في حال انتخابها، ستكون مختلفة"، على حد قوله.
المستشار السياسي الجمهوري أضاف أيضا للحرة أن السؤال الأهم هنا هو هل ستكون هاريس مختلفة عن بايدن أم ستكون أسوأ منه في مجالات عدة سيما في الاقتصاد، "فالإدارة الأميركية تقول إن اقتصاد البلد في وضع جيد، لكن الواقع يشير عكس ذلك بدليل ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية وارتفاع أسعار البيوت"، بحسب قوله.
فوكس نيوز انتقدت هاريس بشأن جهود إدارة بايدن لمواجهة الزيادة في الهجرة غير الشرعية على الحدود الجنوبية، في وقت ألقت نائبة الرئيس باللوم على الجمهوريين لفشلهم في تمرير مشروع قانون الحدود.
وعندما سُئلت عن تعليقها الأخير بأن "ليس هناك شيء" ستغيره بشأن إجراءات إدارة بايدن، ذكرت هاريس أن فترة رئاستها "لن تكون استمرارية لرئاسة جو بايدن"، لكنها لم تقدم تفاصيل أكثر.
وتم الضغط على هاريس بشأن تأييدها السابق لصحة بايدن العقلية قبل أن ينهي حملته لإعادة الانتخاب في يوليو. وقالت إن بايدن يمتلك "الحكمة" و"الخبرة" ليكون رئيسا، بينما أشارت إلى وجود "أسئلة" عن صحة ترامب للمنصب، وأضافت أن "جو بايدن ليس على البطاقة الانتخابية، بل دونالد ترامب".
المقابلة التي استمرت نحو 30 دقيقة هي الأولى لها على شبكة الإعلام كمرشحة رئاسية، وبعد دقائق من انتهاء المقابلة، أصدرت حملة ترامب بيانا واصفة إياها بأنها "كارثة".
وكانت المقابلة أيضا جزءا من محاولة هاريس لجذب الناخبين الجمهوريين في انتخابات الرئاسة الأميركية هذا العام، إذ سلطت الضوء على الدعم الجمهوري لحملتها في مقاطعة متأرجحة في بنسلفانيا قبل ظهورها على قناة فوكس نيوز الميّالة للمحافظين.