في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن قد يصل هامش الفوز إلى 100 ألف صوت أو أقل
ميشيغان تعتبر من الولايات المتأرجحة التي تحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية

ينقل المرشحان الرئاسيان، الجمهوري، دونالد ترامب، والديمقراطية، كامالا هاريس، مبارزتهما الانتخابية إلى ولاية ميشيغان التي تعدد إحدى الولايات الأكثر تنافسا في السباق الانتخابي المحموم إلى البيت الأبيض.

ويقيم عدد كبير من الأميركيين العرب في الولاية، ويميل الناخبون فيها تقليديا إلى دعم المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، غير أننهم يوجهون انتقادات حادة هذا العام إلى إدارة الرئيس، جو بايدن، بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان.

ورغم أن هاريس لم تتخذ موقفا متمايزا عن بايدن الذي قدم لإسرائيل دعما غير مشروط تقريبا، إلا أنها تدرك جيدا أن هذا الخط قد يكلفها أصواتا في الانتخابات المتقاربة للغاية.

يقول، روبرت باتيلو، المخطط الاستراتيجي في الحزب الديمقراطي، في مقابة مع قناة "الحرة" إن التركيز على الولايات المتأرجحة سببه أن هذه الولايات "ستحسم نتيجة الانتخابات".

وبشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وموقف إدارة بايدن، نوه باتيلو إلى أنها "طالبت بوقف إطلاق النار، وطلبت من إسرائيل عدم الدخول إلى رفح وخفض التصعيد وشددت على ضرورة دخول المساعدات للقطاع." مضيفا أن الناخبين العرب في نهاية المطاف سيدعمون هاريس.

في المقابل، يعتقد، أشلي أنصارا، العضو في الحزب الجمهوري من فلوريدا، في مقابلة مع قناة "الحرة" أن ترامب "لديه الكثير في جعبته ممكن أن يقدمه للأميركيين العرب والمسلمين" مضيفا أن  هاريس "فشلت في تقديم نموذج حي للمساواة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفشلت في إيقاف الحرب الاسرائيلية التي أدت الى مقتل أربعين ألف فلسطيني ".

وذكر أنصارا أن فرصة العرب اليوم هي مع ترامب لوقف هذه الحرب والبحث عن "فكرة جديدة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أكثر جدية مما تقترحة هاريس" على حد قوله.

ووفقا للمعهد العربي الأميركي، فإن ربع الأميركيين العرب فقط، وعددهم 3.7 مليون نسمة، مسلمون والغالبية العظمى منهم هم في الواقع مسيحيون. ومع ذلك يمكن لأصوات العرب والمسلمين، التي تشكل حوالي 1 بالمئة من إجمالي الناخبين في الولايات المتحدة، أن تحسم النتائج في بعض الولايات التي تعتبر مفتاحية ومهمة.

وكان عدد من العرب الأميركيين والمسلمين تخلوا عن الحزب الديمقراطي بسبب دعم إدارة بايدن لإسرائيل في حربها على حماس في قطاع غزة. بينما يدعم آخرون منافسها الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، أو جيل شتاين مرشحة حزب الخضر.

ولدى الناخبين الأميركيين العرب والمسلمين اهتمامات سياسية محددة تؤثر على سلوكهم الانتخابي. وتشمل القضايا الرئيسية السياسة الخارجية، وخاصة علاقات الولايات المتحدة مع دول الشرق الأوسط، والتعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فضلا عن القضايا الداخلية مثل الحقوق المدنية، والهجرة، ومكافحة الإسلاموفوبيا.

وتحت شعار "التخلي عن بايدن"، صوت عشرات آلاف الأشخاص بـ"غير ملتزم" في عدة ولايات متأرجحة، أبرزها ميشيغان، في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في فبراير الماضي، تعبيرا عن الغضب إزاء سياسات البيت الأبيض في ما يتعلق بالحرب في غزة.

وكان بايدن قد فاز في ميشيغان بفارق نحو 154 ألف صوت في عام 2020، وهي الولاية التي يقدر فيها عدد الناخبين المسجلين العرب بـ200 ألف.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد الأميركيين العرب بالتعاون مع مؤسسة زغبي قبيل انتخابات 2020 أن الأميركيين العرب يخططون للتصويت بمعدل مرتفع، حوالي 80  في المئة، أي 160 ألف صوت.

وفي نفس الاستطلاع، خطط حوالي 59 في المئة للتصويت لصالح بايدن أي ما يزيد قليلا عن 94 ألف صوت.

والآن، وجد استطلاعان للرأي أجرتهما مؤسسة زغبي بين الأميركيين العرب في الولايات المتأرجحة في أكتوبر 2023 ومايو 2024، عندما كان بايدن لا يزال المرشح، أن 20 في المئة فقط قالوا إنهم ينوون التصويت له، أي 32 ألف صوت، أي خسارة نحو 62 ألف صوت ديمقراطي من عام 2020.

ويشير الخبراء إلى أن فرص هاريس أفضل بعد انسحاب بادين خاصة أنها أعلنت تعاطفها مع الفلسطينيين وموقفها المؤيد لوقف الحرب.

رسائل سياسية من تصريحات الليبراليين والمحافظين . أرشيفية - تعبيرية
استقالة الموظف فتحت باب الجدل على قضية متجذرة في المجتمع الأميركي

أعاد إيلون ماسك توظيف ماركو إليز (25 عاما) في إدارة الكفاءة الحكومية الأميركية، بعدما أثارت استقالته جدلا الخميس.

وأجرى ماسك استطلاعا للرأي بشأن إعادة إليز، وقال في منشور عبر منصة إكس "سيعود. كل ابن آدم خطاء، والعفو رباني"، وذلك بعد مطالبات من نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، والتي دعمها الرئيس دونالد ترامب.

فما الخطأ الذي ارتكبه إليز ودفعه للاستقالة من إدارة الكفاءة الحكومية بعد أسابيع قليلة على تعيينه؟

استقالة إليز كانت بعد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، كشفت فيه تغريدات سابقة له على حساب غير فعال، دعا فيها إلى "كراهية الهنود".

وبعد إثارة استقالته للجدل، دعا نائب الرئيس دي فانس وهو متزوج من ابنة لمهاجرين من الهند إلى إعادة الموظف لمنصبه.

وقال في منشور عبر إكس "هذه وجهة نظري: بالطبع لا أؤيد بعض منشورات إيلز، لكن لا أؤيد أن يدمر سلوك غبي عبر منصات التواصل الاجتماعي حياة فتى. لا ينبغي لنا أن نكافئ الصحفيين الذين يحاولون تدمير الناس. أبدا".

وأضاف "لذا أقول أعيدوه (لمنصبه). إذا كان شخصا سيئا أو عضو فريق فظيعا فافصلوه عن العمل لهذا السبب".

جذور الجدل

قد ينظر البعض إلى هذه الحادثة على أنها قضية تتعلق باستقالة موظف وإعادته لعمله، ولكنها تعبر قضية أعمق في المجتمع الأميركي، والتي ترتبط بمدرستين: الأولى، "الصواب السياسي"/ (Political correctness) أو (Politically correct)، والثانية "قول الحقيقة كما هي" / (Tell It Like It Is).

والصواب السياسي هو اسم "يعبر عن الأفعال التي تتجنب الإساءة للآخرين، خاصة تلك المتعلقة بالجنس، أو العرق، أو الدين أو غيرها"، بحسب معجم كامبريدج.

أما قاموس ميريام ويبستار، فيعرفه على أن أي توافق مع "الاعتقاد بأن اللغة أو الممارسات التي قد تسبب حساسيات سياسية في مسائل الجنس أو العرق يجب القضاء عليها".

وبعيدا عن تعريف المصطلح في القواميس يعبر مصطلح الصواب السياسي أو حتى يذكره البعض باسم الصوابية السياسية عن "انتقاد محاولات التيار اليساري للسيطرة على استخدام اللغة وحتى السلوك" بحسب ما يذكر كتاب "موسوعة الأخلاق التطبيقية".

ويهدف هذا المصطلح للكشف عن "الافتراضات الخفية بطريقة محايدة عند الحديث أو السلوك" في مراعاة الحساسيات عند الآخرين، وهو ما تسبب في إثارتها للجدل بسبب رفضها للمعايير المألوفة، فيما يعتبر البعض أنها مثالا للمعايير المزدوجة.

وتبسط موسوعة "بريتانيكا" شرح المصطلح بأنه أي لغة أو سلوك "يهدف إلى تقديم أقل قدر من الإساءة، وخاصة عند وصف المجموعات التي يتم تحديدها من خلال العرق أو الجنس أو الثقافة أو الميل الجنسي".

ورغم استخدامه بكثرة في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، إلا أنه ظهر لأول مرة في المفردات الماركسية اللينينية في أعقاب الثورة الروسية في 1917، إذ كان يستخدم في إطار وصل الالتزام بسياسات ومبادئ الحزب الشيوعي.

وفي أواخر السبعينيات بدأ السياسيون الليبراليون في استخدامه في إشارة إلى التطرف في بعض القضايا اليسارية، وفي أوائل التسعينيات استخدمه المحافظون في التعبير عن رفضهم لما اعتبروه تزايدا في المبادئ الليبرالية اليسارية في الجامعات والكليات في الولايات المتحدة.

أما مصطلح "قول الحقيقة كما هي" يعرفه قاموس كامبردج على أنه "وصف موقف بصراحة من دون تجنب أي تفاصيل غير سارة". 

وفي تعريف مشابه يقول قاموس ميريام ويبستار إنه يعبر عن "الحديث عن الأشياء غير المفرحة بطريقة صادقة" من دون وضع أي اعتبارات لأي أمور أخرى.

ويستخدم هذا المصطلح في وصف السياسيين أو الخبراء "الذين ينظر إليهم على أنهم صريحون وصادقون" في التواصل، وحتى إن كانت الحقائق غير مريحة، بحسب القاموس السياسي.

اكتسبت عبارة "قول الحقيقة كما هي" شعبيتها من أغنية روي ميلتون عام 1945، واشتهرت بعد استخدامها من قبل أيقونة النضال في الولايات المتحدة مالكوم إكس، في خطاب في 1964.

وبعد بضع سنوات أصبحت هذه العبارة شعارا يتداوله الكثير من السياسيين الأميركيين المحافظين، الداعمين لقول الأمور كما هي من دون أي اعتبار لحساسيات أو اعتبارات أخرى.

الليبراليون يدافعون عن "الصواب السياسي" للحماية من الإساءة لمجموعات معينة، وهو ما يسخر منه المحافظون الداعمون لمبدأ "قول الحقيقة كما هي" معتبرين أن قول الحقيقة كما هي لا ينقص منها شيئا.

ويرى الداعمون لقول الحقيقة كما هي أن ما يدفع به الليبراليون يضع قيودا على حرية التعبير، ويجعل من أي نقاش غير صادق، بما يعيد تشكيل الواقع بطريقة غير حقيقية، وهو ما ينظر إليه الليبراليون على أنه فتح باب للعنصرية والتعصب تحت شعار "الحرية".

وما بين "الصواب السياسي" وقول "الحقيقة كما هي" خيط رفيع جدا، بين ما هو الحقيقة المحايدة أو الرأي الذي يعبر عما يجول في عقل صاحبه. 

فهل إرجاع ماركو إليز يؤسس لخطاب يتيح الكراهية والعنصرية؟، أو أنه يمثل صفحة جديدة لحديث أكثر تسامحا؟.