ينقل المرشحان الرئاسيان، الجمهوري، دونالد ترامب، والديمقراطية، كامالا هاريس، مبارزتهما الانتخابية إلى ولاية ميشيغان التي تعدد إحدى الولايات الأكثر تنافسا في السباق الانتخابي المحموم إلى البيت الأبيض.
ويقيم عدد كبير من الأميركيين العرب في الولاية، ويميل الناخبون فيها تقليديا إلى دعم المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، غير أننهم يوجهون انتقادات حادة هذا العام إلى إدارة الرئيس، جو بايدن، بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان.
ورغم أن هاريس لم تتخذ موقفا متمايزا عن بايدن الذي قدم لإسرائيل دعما غير مشروط تقريبا، إلا أنها تدرك جيدا أن هذا الخط قد يكلفها أصواتا في الانتخابات المتقاربة للغاية.
يقول، روبرت باتيلو، المخطط الاستراتيجي في الحزب الديمقراطي، في مقابة مع قناة "الحرة" إن التركيز على الولايات المتأرجحة سببه أن هذه الولايات "ستحسم نتيجة الانتخابات".
وبشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وموقف إدارة بايدن، نوه باتيلو إلى أنها "طالبت بوقف إطلاق النار، وطلبت من إسرائيل عدم الدخول إلى رفح وخفض التصعيد وشددت على ضرورة دخول المساعدات للقطاع." مضيفا أن الناخبين العرب في نهاية المطاف سيدعمون هاريس.
في المقابل، يعتقد، أشلي أنصارا، العضو في الحزب الجمهوري من فلوريدا، في مقابلة مع قناة "الحرة" أن ترامب "لديه الكثير في جعبته ممكن أن يقدمه للأميركيين العرب والمسلمين" مضيفا أن هاريس "فشلت في تقديم نموذج حي للمساواة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفشلت في إيقاف الحرب الاسرائيلية التي أدت الى مقتل أربعين ألف فلسطيني ".
وذكر أنصارا أن فرصة العرب اليوم هي مع ترامب لوقف هذه الحرب والبحث عن "فكرة جديدة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أكثر جدية مما تقترحة هاريس" على حد قوله.
ووفقا للمعهد العربي الأميركي، فإن ربع الأميركيين العرب فقط، وعددهم 3.7 مليون نسمة، مسلمون والغالبية العظمى منهم هم في الواقع مسيحيون. ومع ذلك يمكن لأصوات العرب والمسلمين، التي تشكل حوالي 1 بالمئة من إجمالي الناخبين في الولايات المتحدة، أن تحسم النتائج في بعض الولايات التي تعتبر مفتاحية ومهمة.
وكان عدد من العرب الأميركيين والمسلمين تخلوا عن الحزب الديمقراطي بسبب دعم إدارة بايدن لإسرائيل في حربها على حماس في قطاع غزة. بينما يدعم آخرون منافسها الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، أو جيل شتاين مرشحة حزب الخضر.
ولدى الناخبين الأميركيين العرب والمسلمين اهتمامات سياسية محددة تؤثر على سلوكهم الانتخابي. وتشمل القضايا الرئيسية السياسة الخارجية، وخاصة علاقات الولايات المتحدة مع دول الشرق الأوسط، والتعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فضلا عن القضايا الداخلية مثل الحقوق المدنية، والهجرة، ومكافحة الإسلاموفوبيا.
وتحت شعار "التخلي عن بايدن"، صوت عشرات آلاف الأشخاص بـ"غير ملتزم" في عدة ولايات متأرجحة، أبرزها ميشيغان، في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في فبراير الماضي، تعبيرا عن الغضب إزاء سياسات البيت الأبيض في ما يتعلق بالحرب في غزة.
وكان بايدن قد فاز في ميشيغان بفارق نحو 154 ألف صوت في عام 2020، وهي الولاية التي يقدر فيها عدد الناخبين المسجلين العرب بـ200 ألف.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد الأميركيين العرب بالتعاون مع مؤسسة زغبي قبيل انتخابات 2020 أن الأميركيين العرب يخططون للتصويت بمعدل مرتفع، حوالي 80 في المئة، أي 160 ألف صوت.
وفي نفس الاستطلاع، خطط حوالي 59 في المئة للتصويت لصالح بايدن أي ما يزيد قليلا عن 94 ألف صوت.
والآن، وجد استطلاعان للرأي أجرتهما مؤسسة زغبي بين الأميركيين العرب في الولايات المتأرجحة في أكتوبر 2023 ومايو 2024، عندما كان بايدن لا يزال المرشح، أن 20 في المئة فقط قالوا إنهم ينوون التصويت له، أي 32 ألف صوت، أي خسارة نحو 62 ألف صوت ديمقراطي من عام 2020.
ويشير الخبراء إلى أن فرص هاريس أفضل بعد انسحاب بادين خاصة أنها أعلنت تعاطفها مع الفلسطينيين وموقفها المؤيد لوقف الحرب.