كامالا هاريس خلال تجمع انتخابي (رويترز)
كامالا هاريس خلال تجمع انتخابي (رويترز)

مع اقتراب السباق نحو البيت الأبيض من نهايته في الخامس من نوفمبر المقبل، أعرب 82 من الأميركيين الحائزين على جائزة نوبل في الفيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد، عن تأييدهم للمرشحة الديمقراطية، نائبة الرئيس، كامالا هاريس.

وفي رسالة دعم مفتوحة، قالت تلك الشخصيات إن الانتخابات الرئاسية المقبلة هي "الأكثر أهمية منذ فترة طويلة، وربما على الإطلاق، لمستقبل العلم والولايات المتحدة"، حسب ما ورد في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وأشادت الرسالة بنائبة الرئيس الأميركي لتفهمها أن "الزيادات الهائلة في مستويات المعيشة وتوقعات الحياة على مدى القرنين الماضيين، هي إلى حد كبير نتيجة للتقدم في العلوم والتكنولوجيا". 

وعلى النقيض من ذلك، اعتبر الموقعون أن منافسها الجمهوري، الرئيس السابق، دونالد ترامب "سيعرّض أي تقدم في مستويات معيشتنا للخطر، ويبطئ تقدم العلوم والتكنولوجيا ويعيق استجاباتنا لتغير المناخ".

كما نوهت الرسالة بـ"اعتراف هاريس بالدور الذي يلعبه المهاجرون" في التقدم العملي والتكنولوجي، سواء على المستوى الوطني أو على نطاق عالمي. 

وكان 23 خبيرا اقتصاديا حائزا على جائزة نوبل، قد أعربوا، الأربعاء،  عن دعمهم للسياسات الاقتصادية لهاريس، في رسالة مفتوحة، محذرين من أن السياسات الاقتصادية لترامب من شأنها أن تزيد من الدين الوطني، وتؤدي إلى ارتفاع الأسعار، حسب موقع "أكسيوس" الأميركي.

 يشار إلى أن استطلاعا جديدا أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أوضح أن الناخبين في الولايات المتحدة أصبحوا يتبنون "نظرة أكثر  إيجابية" لسياسات وأداء ترامب، مقارنة بأداء منافسته هاريس.

مقر صحيفة "لوس أنجلس تايمز"
استقالة إعلامية أميركية بعد أن منع مالك الصحيفة تأييد هاريس
استقالت محررة الافتتاحيات في صحيفة لوس أنجلوس تايمز ، مارييل غارزا ، الأربعاء، بعد أن استخدم مالك الصحيفة الملياردير باتريك سون شيونغ حق النقض ضد تخطيط هيئة التحرير للإعلان تأييد كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية ، وهي خطوة استغلتها حملة دونالد ترامب لمهاجمة المرشح الديمقراطي.

ووفقاً للاستطلاع، يتقدم ترامب على هاريس بفارق نقطتين مئويتين، حيث حصل على 47 بالمئة من أصوات المشاركين بالاستطلاع، مقابل 45 بالمئة لهاريس. 

ويأتي هذا التحول بعد أن كانت هاريس متقدمة بفارق نقطتين في استطلاع أغسطس الماضي، حيث يُلاحظ أن كلا الفارقين يقعان ضمن هامش الخطأ، مما يعني أن النتيجة الفعلية قد تكون لصالح أي من المرشحين.

وأشار الاستطلاع إلى أن "الحملات الإعلانية السلبية والظهور الإعلامي للمرشحين"، أثر بشكل كبير على الانطباعات الإيجابية السابقة التي كان الناخبون يحملونها تجاه هاريس.

ترامب فاز بجميع الولايات المتأرجحة في انتصار كبير
ترامب فاز بجميع الولايات المتأرجحة في انتصار كبير

انتهى سابق الرئاسة الأميركية بنتائج غير متوقعة بحسب أغلب استطلاعات الرأي، فمرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، حصد الولايات المتأرجحة السبع جميعها رغم احتدام الصراع المفترض مسبقا مع منافسته، كاملا هاريس. 

أريزونا كانت آخر تلك الولايات التي فاز بها، والتي زادت حصته من أصوات المجمع الانتخابي إلى 312، مقابل 226 لصالح هاريس. ورغم أنه حسم السباق بالفعل ليلة الانتخابات، بعدما وصل إلى عتبة 270، بات لهذا الفوز الكاسح دلالات أخرى. 

وتحسم 7 ولايات نتيجة الاستحقاق الانتخابي إذ أن أنها لا تصوت بشكل واضح لأحد الحزبين، بخلاف الولايات المؤيدة في معظم الأحيان للديمقراطيين مثل كاليفورنيا ونيويورك، أو للمرشح الجمهوري مثل تكساس أو فلوريدا. 

وما يؤكد على أهمية هذه الولايات أنه قبل ساعات فقط من يوم الحسم في الخامس من نوفمبر، حرص المرشحان على زيارة ولايات مثل نورث كارولاينا وميشيغان وبنسلفانيا في محاولة أخيرة لإقناع الناخبين بها.

ترامب وهاريس.. سباق "الأمتار الأخيرة" في الولايات المتأرجحة
في سباق "الأمتار الأخيرة" عشية يوم الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ينشط المرشحان، دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري و كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي، عدة تجمعات، سعيا للظفر بأكبر عدد من الأصوات، ولا سيما في الولايات المتأرجحة.

والفوز بجميع الولايات هذه مشهد غير مألوف في انتخابات الرئاسة. 

وكانت أريزونا صوتت لصالح بايدن عام 2020، بينما فاز بها ترامب في 2016 على حساب هيلاري كلينتون ليكون المجموع ست ولايات متأرجحة له فيما خسر فقط نيفادا، ليجمع وقتها 306 أصوات في المجمع الانتخابي.

أما في سباق 2020 فقد خسر ترامب ست ولايات وفاز فقط بنورث كارولاينا بفارق ضئيل ليكمل بايدن 306 أصوات في المجمع الانتخابي مقابل 232 لترامب. 

في عام 2008، اكتسح الرئيس الأسبق، باراك أوباما، كل الولايات المتأرجحة تقريبا، وخسر بصعوبة فقط ولاية ميزوري، التي كانت متأرجحة وقتها قبل أن تصبح حمراء، أمام السيناتور الراحل، جون ماكين، وفاز أوباما مرتين (2008 و2012) بولاية فلوريدا، التي أصبحت الآن تصوت للجمهوريين.

وفي سباق 2024 فاز ترامب بأكثر من نصف الولايات الخمسين، بما في ذلك تلك السبع المتأجرحة، ومن بينها جورجيا وبنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن ونيفادا التي صوتت جميعها للديمقراطيين في الانتخابات السابقة. 

وفي جورجيا وبنسلفانيا وويسكونسن، الولايات التي فاز بها بايدن عام 2020، التي انقلبت لصالح ترامب هذا العام تُظهر بيانات لوكالة أسوشيتد برس تحولا ملحوظا إلى اليمين في كل مقاطعة تقريبا. وفي جورجيا، زادت غلة ترامب من الأصوات مقارنة بالانتخابات السابقة، وذلك في المدن والضواحي ذات الميول الليبرالية. 

وفيما يتعلق بالتصويت الشعبي، فقد فاز الديمقراطيون به في الانتخابات الأربعة الأخيرة، ثم جاء ترامب ليعكس هذه الاتجاه هذا العام. ووفق وكالة أسوشيتد برس، فقد فاز ترامب بـ 74.6 مليون صوت، بنسبة 50.5 في المئة، مقابل 70.9 مليون صوت لهاريس، بنسبة 48 في المئة. 

وهذا الفوز الحاسم منحه 312 صوتا انتخابيا وجعله أول مرشح جمهوري منذ عقدين من الزمان يفوز بالتصويت الشعبي. وفي خطاب النصر الذي ألقاه غداة الانتخابات، قال ترامب إن فوزه هو "أعظم حركة سياسية شهدناها على الإطلاق".

وتقول قناة الحرة إن الفوز الكاسح بالولايات المتأرجحة يحمل دلالة أن الديمقراطيين لم يكن لديهم أي فرصة للفوز في الانتخابات، وهو ما يطرح تساؤلات بين الديمقراطيين أنفسهم: لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة؟ كيف عاد ترامب إلى السلطة بعد وصفه بأبشع الصفات، أقلها أنه خطر على الديمقراطية؟".

 ويقول موقع أكسيوس إن الفوز أكد أن ترامب بات "صانع الملوك في الحزب الجمهوري"، وباتت حركة "ماغا" (فلنجعل أميركا عظيمة مجددا" في طريقها إلى أن تتخذ طابعا مؤسسيا، خاصة إذا ضمن الحزب الجمهوري الهيمنة على مجلسي النواب والشيوخ.

 

 

 

ومع حسم الرئيس الأميركي المنتخب أصوات المجمع الانتخابي في ولاية أريزونا لصالحه، أعلن البيت الأبيض عن لقاء، يوم الأربعاء المقبل، بين ترامب وبايدن. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الأحد، إنهما سيناقشان أهم القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية والداخلية.

وبدأ ترامب بتشكيل إدارته المقبلة، قبل تنصيبه رسميا رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير المقبل. إذ اختار الخميس الماضي رئيسة حملته الانتخابية، سوزي وايلز، لشغل منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض.