دعايا انتخابية كثيفة لهاريس وترامب مع اقتراب الانتخابات - رويترز
دعايا انتخابية كثيفة لهاريس وترامب مع اقتراب الانتخابات - رويترز

مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، كثف المرشحان للرئاسة، الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب، من جولاتهما الانتخابية وتصريحاتهما المتنافسة، والتي صعدها الرئيس السابق في نيويورك بشكل خاص، التي جرت العادة على أن تكون ديمقراطية.

وعقد ترامب فعالية انتخابية في "ماديسون سكوير غاردن" الشهيرة في نيويورك، على الرغم من كونها ولاية معروفة بتوجهها الديمقراطي.

واعتبرت نائبة رئيسة التجمع النسائي في الحزب الجمهوري بماريلاند، بوني غليك، في حديثها لقناة "الحرة"، أن المشاحنات الحالية بين المرشحين أمور تحدث "مع اقتراب موعد الانتخابات وزيادة حدتها. وما نراه هي استراتيجية الدعوة للتصويت، خصوصا للأشخاص الذين لم يتخذوا قرار المشاركة بالفعل".

وحول اختيار ترامب زيارة نيويورك، قالت: "نيويورك ولاية ديمقراطية تقليديا، لكن هذا لا يعني أنه لم يسبق وأن صوتت للجمهوريين. ترامب من نيويورك ويعتقد أنه يمكن أن تتحول إلى جمهورية".

وتابعت: "عادة مدينة نيويورك هي منطلق الانتخابات في الولاية، لأن الناخبين في المناطق الشمالية يصوتون للجمهوريين، وترامب يتطلع لها، لأنه يعتقد أنه يمكنها أن تغير من تصويتها".

دونالد ترامب وكامالا هاريس - المصدر: رويترز
قبل أسبوع من الانتخابات.. هاريس وترامب يتبادلان "الإهانات"
تُظهر استطلاعات الرأي أن المنافسة متعادلة تقريبًا، مع تعادل هاريس وترامب في بعض الولايات الحاسمة أو تقدمهما أو تأخرهما بفارق ضئيل، وكل ذلك ضمن هامش الخطأ الإحصائي. وقد يكون بضعة آلاف من الأصوات في كل من الولايات السبع الرئيسية حاسمة.

لكن تشيب ريد، المستشار القانوني السابق للرئيس جو بايدن، أكد أنه "من المستحيل أن تمنح نيويورك صوتها لترامب في الانتخابات، ترامب تحدث هناك لأنه يرغب في أن يتحدث إلى المدينة التي كان يدير أعماله بها".

وتابع في حديثه للحرة، أن الفعالية الانتخابية شهدت "تمييزا وسخرية من السود واليهود واللاتينيين، ومن جزيرة بورتوريكو بالكامل. رأينا الكثير من البغض".

ودعا ريد الرئيس الأميركي السابق إلى الاعتذار، وقال: "عليه أن يعتذر من كل هذه الأمور، لكنه لن يفعل لأنه يقول أمورا مشابهة".

ولم يأت ترامب على ذكر نكتة الكوميدي توني هينتشكليف التي ألقاها في تجمع الأحد، بحديقة ماديسون سكوير، حيث وصف إقليم بورتوريكو الأميركي الإسباني بـ"جزيرة عائمة من القمامة".

ونأت حملة ترامب بنفسها عن النكتة. ولم يعلق المرشح الجمهوري علنًا على التصريحات، لكنه قال لشبكة "إيه بي سي نيوز" إنه لا يعرف هينتشكليف، مضيفا: "لقد وضعه شخص ما هناك. لا أعرف من هو".

كما أكد ترامب أنه لم يسمع النكتة، حتى مع عرضها على التلفزيون والكتابة عنها على نطاق واسع. وعندما سُئل عن رأيه في النكتة، لم ينتهز الفرصة للتنديد بها، مكررًا أنه لم يسمعها.

ووصف مسيرة نيويورك بأنها "مهرجان حب مطلق".

المشاهير

وحول تأثير المشاهير في استقطاب الداعمين والحملات الانتخابية، قالت غليك إن "شخصية مهمة مثل أوبرا وينفري قد يساعد دعمها لهاريس في حملتها".

واستطردت في حديثها للحرة: "لكن الأكثر أهمية بالنسبة لي هو حينما أمضى ترامب 3 ساعات على أهم بودكاست في الولايات المتحدة مع جو روغان، وتحدث بحرية مع مثل هذا النوع من وسائل الإعلام الحديثة، خلافا للقديمة الأخرى مثل التي تجسدها وينفري".

تايلور سويفت
إثر دعمها هاريس.. كم عدد زوار رابط التسجيل للتصويت الذي نشرته تايلور سويفت؟
حصلت نجمة البوب ​​العالمية، تايلور سويفت، على أكثر من 9 ملايين إعجاب على منشورها في حسابها بتطيبق، إنستغرام، و الذي أعربت فيه عن دعمها الكبير للمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية، كامالا هاريس، عقب مناظرتها مع المرشح الجمهوري، دونالد ترامب.

من جانبه، أشار ريد إلى أن هناك تأثيرا لمشاهير مثل وينفري وأيضًا المغنية تايلور سويفت، على حملة هاريس، موضحا أن "سويفت تقوم بعمل ممتاز ليس فقط بالقول إنها تدعم هاريس، بل بتشجيع الشباب على التسجيل للتصويت".

ورد على الضيفة الجمهورية بالقول، إن متابعي روغان "بالأساس من داعمي ترامب، عكس جمهور وينفري أو سويفت". لكنه قال إنه بشكل عام "يبقى التأثير محدودا".

رسائل سياسية من تصريحات الليبراليين والمحافظين . أرشيفية - تعبيرية
استقالة الموظف فتحت باب الجدل على قضية متجذرة في المجتمع الأميركي

أعاد إيلون ماسك توظيف ماركو إليز (25 عاما) في إدارة الكفاءة الحكومية الأميركية، بعدما أثارت استقالته جدلا الخميس.

وأجرى ماسك استطلاعا للرأي بشأن إعادة إليز، وقال في منشور عبر منصة إكس "سيعود. كل ابن آدم خطاء، والعفو رباني"، وذلك بعد مطالبات من نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، والتي دعمها الرئيس دونالد ترامب.

فما الخطأ الذي ارتكبه إليز ودفعه للاستقالة من إدارة الكفاءة الحكومية بعد أسابيع قليلة على تعيينه؟

استقالة إليز كانت بعد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، كشفت فيه تغريدات سابقة له على حساب غير فعال، دعا فيها إلى "كراهية الهنود".

وبعد إثارة استقالته للجدل، دعا نائب الرئيس دي فانس وهو متزوج من ابنة لمهاجرين من الهند إلى إعادة الموظف لمنصبه.

وقال في منشور عبر إكس "هذه وجهة نظري: بالطبع لا أؤيد بعض منشورات إيلز، لكن لا أؤيد أن يدمر سلوك غبي عبر منصات التواصل الاجتماعي حياة فتى. لا ينبغي لنا أن نكافئ الصحفيين الذين يحاولون تدمير الناس. أبدا".

وأضاف "لذا أقول أعيدوه (لمنصبه). إذا كان شخصا سيئا أو عضو فريق فظيعا فافصلوه عن العمل لهذا السبب".

جذور الجدل

قد ينظر البعض إلى هذه الحادثة على أنها قضية تتعلق باستقالة موظف وإعادته لعمله، ولكنها تعبر قضية أعمق في المجتمع الأميركي، والتي ترتبط بمدرستين: الأولى، "الصواب السياسي"/ (Political correctness) أو (Politically correct)، والثانية "قول الحقيقة كما هي" / (Tell It Like It Is).

والصواب السياسي هو اسم "يعبر عن الأفعال التي تتجنب الإساءة للآخرين، خاصة تلك المتعلقة بالجنس، أو العرق، أو الدين أو غيرها"، بحسب معجم كامبريدج.

أما قاموس ميريام ويبستار، فيعرفه على أن أي توافق مع "الاعتقاد بأن اللغة أو الممارسات التي قد تسبب حساسيات سياسية في مسائل الجنس أو العرق يجب القضاء عليها".

وبعيدا عن تعريف المصطلح في القواميس يعبر مصطلح الصواب السياسي أو حتى يذكره البعض باسم الصوابية السياسية عن "انتقاد محاولات التيار اليساري للسيطرة على استخدام اللغة وحتى السلوك" بحسب ما يذكر كتاب "موسوعة الأخلاق التطبيقية".

ويهدف هذا المصطلح للكشف عن "الافتراضات الخفية بطريقة محايدة عند الحديث أو السلوك" في مراعاة الحساسيات عند الآخرين، وهو ما تسبب في إثارتها للجدل بسبب رفضها للمعايير المألوفة، فيما يعتبر البعض أنها مثالا للمعايير المزدوجة.

وتبسط موسوعة "بريتانيكا" شرح المصطلح بأنه أي لغة أو سلوك "يهدف إلى تقديم أقل قدر من الإساءة، وخاصة عند وصف المجموعات التي يتم تحديدها من خلال العرق أو الجنس أو الثقافة أو الميل الجنسي".

ورغم استخدامه بكثرة في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، إلا أنه ظهر لأول مرة في المفردات الماركسية اللينينية في أعقاب الثورة الروسية في 1917، إذ كان يستخدم في إطار وصل الالتزام بسياسات ومبادئ الحزب الشيوعي.

وفي أواخر السبعينيات بدأ السياسيون الليبراليون في استخدامه في إشارة إلى التطرف في بعض القضايا اليسارية، وفي أوائل التسعينيات استخدمه المحافظون في التعبير عن رفضهم لما اعتبروه تزايدا في المبادئ الليبرالية اليسارية في الجامعات والكليات في الولايات المتحدة.

أما مصطلح "قول الحقيقة كما هي" يعرفه قاموس كامبردج على أنه "وصف موقف بصراحة من دون تجنب أي تفاصيل غير سارة". 

وفي تعريف مشابه يقول قاموس ميريام ويبستار إنه يعبر عن "الحديث عن الأشياء غير المفرحة بطريقة صادقة" من دون وضع أي اعتبارات لأي أمور أخرى.

ويستخدم هذا المصطلح في وصف السياسيين أو الخبراء "الذين ينظر إليهم على أنهم صريحون وصادقون" في التواصل، وحتى إن كانت الحقائق غير مريحة، بحسب القاموس السياسي.

اكتسبت عبارة "قول الحقيقة كما هي" شعبيتها من أغنية روي ميلتون عام 1945، واشتهرت بعد استخدامها من قبل أيقونة النضال في الولايات المتحدة مالكوم إكس، في خطاب في 1964.

وبعد بضع سنوات أصبحت هذه العبارة شعارا يتداوله الكثير من السياسيين الأميركيين المحافظين، الداعمين لقول الأمور كما هي من دون أي اعتبار لحساسيات أو اعتبارات أخرى.

الليبراليون يدافعون عن "الصواب السياسي" للحماية من الإساءة لمجموعات معينة، وهو ما يسخر منه المحافظون الداعمون لمبدأ "قول الحقيقة كما هي" معتبرين أن قول الحقيقة كما هي لا ينقص منها شيئا.

ويرى الداعمون لقول الحقيقة كما هي أن ما يدفع به الليبراليون يضع قيودا على حرية التعبير، ويجعل من أي نقاش غير صادق، بما يعيد تشكيل الواقع بطريقة غير حقيقية، وهو ما ينظر إليه الليبراليون على أنه فتح باب للعنصرية والتعصب تحت شعار "الحرية".

وما بين "الصواب السياسي" وقول "الحقيقة كما هي" خيط رفيع جدا، بين ما هو الحقيقة المحايدة أو الرأي الذي يعبر عما يجول في عقل صاحبه. 

فهل إرجاع ماركو إليز يؤسس لخطاب يتيح الكراهية والعنصرية؟، أو أنه يمثل صفحة جديدة لحديث أكثر تسامحا؟.